اخونا ايضا يقول اسألكم عن قبور الاولياء اولياء الله الصالحين مثل مسجد الحسين والسيد البدوي وهم كثيرون جدا. وكل واحد يقام له الاحتفالات وتنذر له الندور. مم. ولا احد ينكر على الناس. ارجو من سماحة الشيخ توجيه الناس الى ما فيه الخير. واذا امكن ايضا ان يكون التوجيه ومكتوبا فلعله يكون مفيدا. لا شك ان هذا الامر واقع في الناس. وهو من اعظم المصائب من اعظم الكبائر بل هو الشرك الاعظم ولا حول ولا قوة الا بالله. فان الغلو في اصحاب القبور ودعائهم من دون الله بهم والتقرب اليهم بالطواف في قبورهم كل هذا من الشرك الاكبر. وهكذا الذبح لهم والنذر لهم كله من الشرك الاكبر اما الاحتفالات بمواليدهم هذه من البدع التي يجب تركها لكن لو وقع فيها دعاؤهم والاستغاثة بهم صار ذلك من الشرك الاكبر. وكثير من الناس في الاحتفالات قد يدعون المحتفل به ويستغيثون به. كما يفعل هذا بعض الناس عند احتفاله بمولد النبي عليه الصلاة والسلام. فالبدعة تجر الى الشرك وهي بريء له وهي اعظم منكرات بعد الشرك البدع. فان المنكر مراتب اعظمها الشرك بالله عز وجل وانواع الكفر سبحانه وتعالى ثم يلي ذلك البدع لان انها زيادة في الدين واسرار على الله فهي وسيلة الى الشرك بالله عز وجل فالواجب الحذر منها ومن ذلك البناء على القبور واتخاذ القباب عليها واقامة الموالد والاحتفال بها كل هذا من وسائل الشرك فان قبر متعظ بالبنا واتخاذ القبة عليه والمسجد فان العامة يظنون ان هذا يدل على انه يدعى من نور لله فيستغيثون به وينذرون له ويظنون انه يقضي حوائجهم وانه يشفع لهم عند الله بهذا العمل السيء. وهذا هو عمل المشركين الاولين هو دينهم دين قريش واشباههم. الغلو في الاموات والاستغاثة باصحاب القبور ودعاؤهم من دون الله والنذر لهم. هذا هو دين كما قال تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفاؤنا عند الله. فرد الله عليهم بقوله قال ولا تنبئون الله بما لا يعلم في السماوات والاثر سبحانه وتعالى عما يشركون. وبين سبحانه ان لا يعلم له شريكا لا في السماء ولا وانكر عليهم عملهم هذا. فليس المشركون على حق بل هم على باطل. وليست الهتهم التي دعوها من دون الله تشفع لهم. قال الله تعالى فما تنفعهم شفاعة الشافعين. وهكذا قوله سبحانه في الاية الاخرى فاعبد الله فصل له الدين. الا لله الدين الخالص وان لم يتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا يقربون يعني يقولون ما نعبدهم الا ليقرب الله سبحانه فاخبر عن المشركين انهم اتخذوا الهتهم التي عبدوها من دون الله يزعمون انها تقرب من زوجها. ولم يزعموا انها تخنق او ترزق. لا وانما ارادوا تدريبها لهم عند الله وشفاعتها لهم عند الله. ومع هذا حكم الله عليه بالشرك والكفر. قال تعالى في هذه الاية ان الله يحكم بينهم فيما هم يرتدون ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار. سماهم كذبة في دعواهم انها تقربهم كفر في هذا العمل فالواجب الحذر من هذا الغلو وهذه البدع التي احدثها الناس عند القبور فانها شر عظيم فساد كبير وقوعها يجر الى الشرك فان متى عكف على القبر وبنى عليه وعظمه بالستور والاطياب فان ذلك يجره الى ان يدعوه من دون الله والى ان يستغيث به وهذا هو الشرك الاكبر. عند جميع اهل العلم. فيجب الحذر من هذا البلاء العظيم ويجب على العلماء ان يبينوا للناس هذه الشركيات وهذه المنكرات وان يرشدوهم الى الحق حتى يدعوه حتى يدعوا هذا الباطل حتى يدعوا هذا الشرك ومن قال النبي صلى الله عليه وسلم في مكة عشر سنين يدعو الناس الى توحيد الله وينكر عليهم الشرك بالله واباءة الاوثان والاصنام واصحاب الامور ثم فرض الله عليه الصلوات الخمس وبقي بعدها في مكة نحو ثلاث سنين يدعو الى توحيد الله واخلاصه ثم هاجر الى المدينة. عليه الصلاة والسلام ولم ينزل يدعو الى الله ويعلم الناس. ما شرع الله لهم حتى توفاه الله عليه الصلاة والسلام. ونقله الزرفي قلالا عليه من ربه افضل الصلاة والتسليم. فالواجب على خلفاؤهم العلماء ان يتقوا الله وان يبينوا للناس دينهم على الوجه الذي لا خفاء فيه ولا ريب ان سكوت العلماء هو ينسب الى العلم عن العامة وهم يفعلون هذه الافعال التي هي تعلق والاستغاثة بالاموات لا شك ان سكوتهم يشجع هؤلاء على هذا الشرك ويعتقدون ان هذا دليل على ان هذا جائز وانه لا حرج فيه