حيث انه صلى الله عليه وسلم دفن في قبره في حجرته. بين الجدران ولا يراه احد ومصون وعنده حماية يمنعون الناس من مظاهر الشرك. وجزى الله هذه الدولة خير الجزاء عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد قالت ولولا ذلك لابرز قبره غير انه خشي ان يتخذ مسجدا نعم وهذا حديث عظيم مثل الحديث الذي قبله وجزى الله المؤلف خير الجزاء حيث ذكره هنا ان النبي صلى الله عليه وسلم لما مرض مرضه الذي لم يقم منه بل مات عليه الصلاة والسلام والنبي بشر يموت يمرض ويموت ليس هو من غير جنس البشر كما يقوله الخرافيون النبي بشر يمرض ويموت ويجوع ويتعب ويؤذى لانه بشر وانما فضله الله عز وجل بالرسالة والنبوة. اما من ناحية الاصل فهو بشر يصيبه ما يصيب البشر وهو افضل الخلق عليه الصلاة والسلام الذين يغلون في النبي يقولون ما مات. اللي يغلون في النبي الان يقولون ما مات وانما غاب ويأتي ويقولون انه يحضر حفلاتهم وتجمعاتهم يحضرها ويقومون له اذا جاء زعمهم فهذا كله من الكذب والافتراء الرسول ميت عليه الصلاة والسلام وقد مات ولذلك قال الله جل وعلا وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ولما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وحصل بالناس مصيبة ماذا يفعلون؟ منهم من يقول لم يمت ومنهم من يقول مات. جاء ابو بكر الصديق رضي الله عنه دخل عليه ونظر اليه فعرف انه قد مات وتحقق من ذلك. خرج الى الناس وقال ايها الناس من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات. ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت. ثم تلا هذه الاية. وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل. افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم. فعند ذلك علم وفيهم عمر رضي الله عنه علموا ان الرسول قد مات علموا ان الرسول قد مات ولا يشكون في ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم اصابه المرض ولم يقم منه. حتى مات عليه الصلاة والسلام قال وهو كذلك يعني في شدة المرض. لماذا قال هذا من باب النصيحة للخلق من باب النصيحة للخلق وخوفا عليه من ان يغلو في قبره صلى الله عليه وسلم. كما غلت الامم من قبلها في انبيائهم هذا من نصحه صلى الله عليه وسلم ومن شدة بلاغه للناس عليه الصلاة والسلام لعنة الله على اليهود والنصارى اللعن هو الطرد والابعاد عن رحمة الله ما السبب في لعن اليهود والنصارى؟ اتخذوا قبور انبيائهم مساجد اتخذوا قبور انبيائهم مساجد فاستحقوا لعنة الله فدل على ان الذي يتخذ القبر مسجدا يصلي عنده او يبني عليه انه ملعون. ما هو بهذا خاص باليهود والنصارى كل من فعل هذا الفعل فانه ملعون وهو يظن انه انه محسن وانه يعظم الاولياء والصالحين هو ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متشبه باليهود والنصارى شاء ام ابى وفي هذا دليل على لعن اليهود والنصارى بمناسبة افعالهم القبيحة فيلعنون بمناسبة افعالهم القبيحة من الكفر بالله عز وجل وتغيير دينه وتكذيب رسوله صلى الله عليه وسلم. ايستحقون اللعنة لعنة الله على اليهود والنصارى مع انهم اهل كتاب لكن لما لم يعملوا بكتابهم استحقوا لعنة الله وغضب الله عز وجل لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا يحذر صلى الله عليه وسلم ان يفعل في قبره مثل ما فعل اليهود والنصارى في قبور انبيائهم وهذا من كمال نصحه عليه الصلاة والسلام. وكمال بيانه للناس. وحتى وهو في هذه الحالة وهو يعالج سكرات الموت. يعالج سكرات الموت وعنده خميصة يعني غطاء يضعه على وجهه فاذا اغتم به كشفه ويأخذ شيء من الماء يبل به وجهه عليه الصلاة والسلام. من شدة ما يقاسي من سكرات الموت. فقال وهو ما شغله الموت ما شغله عن النصيحة والخوف على الامة عليه الصلاة والسلام فقال وهو كذلك لعنة الله على اليهود والنصارى. اتخذوا قبور انبيائهم مساجد الا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك هل بعد هذا البيان بيان؟ او هذا التحذير تحذير؟ ومع هذا ابى كثير من المنتسبين للاسلام الا ان يعصوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخالف نهيه. فيبنون على القبور على قبور الاولياء والصالحين وهذا محادة لله ولرسوله قالت عائشة رضي الله عنها ولولا ذلك لابرز قبره صلى الله عليه وسلم. لما مات الصحابة الصحابة رضي الله عنهم اشكل عليهم اين يدفنون الرسول صلى الله عليه وسلم؟ هل يدفنونه مع الصحابة في البقيع او اين يدفنونه؟ فهداهم الله الى ان يدفنوه في بيته. حفاظا عليه حفاظا عليه من الغلو لانه لو دفن في البقيع ورآه الناس لغلوا في قبره كما غلت اليهود والنصارى في قبور انبيائهم فالله حماه عليه الصلاة والسلام لانه قال في حياته اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد فالله استجاب دعاءه وهدى الصحابة الى ان دفنوه في حجرته التي مات فيها وهي حجرة عائشة رضي الله عنهم وبقي مصونا لا يصل اليها احد. ولن يصل اليه احد باذن الله ولا يرى قبره احد وهذا من لطف الله بهذه الامة وحمايته لهذا الدين. فدفن صلى الله عليه وسلم في حجرته. وكانت خارج المسجد كانت خارج المسجد فلما وسع المسجد على عهد على عهد الوليد ابن عبد الملك احد خلفاء بني امية ادخل الحجرة في المسجد وهذا غلط منه وخطأ لم يوافقه عليه اهل العلم وانما هو تصرف شخصي لا يوافق عليه ولكن القبر ولله الحمد لا يزال فيه صيانة وفي حفظ وحماية من ان يقع عنده ما يقع عند قبور الانبياء والاولياء والصالحين مع ان من لطف الله عز وجل ان قبور الانبياء غير معروفة وليس فيه قبر نبي معروف الا قبر نبينا صلى الله عليه وسلم ومع هذا صانه الله وحماه فدفنه صلى الله عليه وسلم في حجرته لهذا الغرض العظيم. قالت عائشة ولولا ذلك لابرز قبره غير انه خشي ان يتخذ مسجدا فهذا من لطف الله سبحانه وتعالى بهذه الامة ان تغلو في نبيها كما غلت اليهود والنصارى والقبوريون في قبور الاولياء والصالحين اما من خالف هذا وبنى على القبور فهذا شره على نفسه وهو الذي يتولى وهو الذي يتولى جزاء عمله يوم القيامة فالحمد لله ان الله صان قبر نبينا صلى الله عليه وسلم. وحماه ولم يحصل عنده ما يحصل عند القبور حيث انها حافظت على قبره صلى الله عليه وسلم وجعلت عنده من الحرس ومن الرجال ما يمنعون من ان يفعلوا عند قبره ما يفعل عند القبور الاخرى. هذا من تيسير الله سبحانه وتعالى استجابته لدعوة نبيه. حيث قال صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وزنا يعبد. ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله فاجاب رب العالمين دعاءه واحاطه بثلاثة الجدران. حتى غدت ارجائه دعائه في عزة وحماية وصيام. هذا من ايات الله عز وجل استجابته لدعوة رسوله صلى الله عليه وسلم فالناس اللي يحصل منهم شيء من الكلمات او هذا ما هو بعند القبر هذا في المسجد يحصل منهم هذا الشيء في المسجد. وليس عند القبر. قبر ما يصل اليه احد دونه دون هالجدران والاغلاط. لا احد يصل اليه وانما ان حصل شيء من بعضهم فهو في المسجد