وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبدى لكم عفا الله عنها والله غفور حليم يا ايها الذين امنوا لا تسألوا رسولكم عن اشياء لا حاجة لكم بها وليست مما يعينكم على امر دينكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم احل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما واتقوا الله الذي اليه تحشرون احل الله لكم صيد الحيوانات المائية وما يقذفه البحر لكم حيا او ميتا منفعة لمن كان منكم مقيما او مسافرا يتزود به وحرم عليكم صيد البر ما دمتم محرمين بحج او عمرة واتقوا الله من امتثال اوامره واجتناب نواهيه فهو الذي اليه وحده ترجعون يوم القيامة فيجازيكم على اعمالكم ربنا جل جلاله حرم على المحرم صيد البر وفي ذلك حكم يعلمها الله تعالى ومما نعلمه من ذلك لاجل ان يتعود الانسان على امتثال امر الله فهو في الحج ممتثل لامر الله يراقب امر الله تعالى لاجل ان يتربى الانسان في هذه العبادة على المراقبة لاجل ان تكون المراقبة في حياته جميعها فيعيش الانسان في بيته وفي عمله وفي خارج عمله يعلم ان الله حرم عليه اشياء وامره باشياء فعليه ان يؤدي حق الله تعالى في الانتهاء عما حرم وفي فعل ما امر وهنا احل لكم صيد البحر وطعامه يعني هذا الصيد ما يصيد الانسان الطعام ما يلقى ميتا او حيا ولذلك هو الطهور ماؤه الحل ميتته يعني اخذ هذا المعنى من هذه الاية الكريمة جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض. وان الله بكل شيء عليم جعل الله الكعبة البيت المحرم قياما للناس. به تقوم مصالحهم الدينية من الصلاة والحج والعمرة ومصالحهم الدنيوية بالامن في الحرم وجباية ثمرات كل شيء اليه وجعل الاشهر الحرم وهي ذي القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب قياما لهم بامرهم فيها من قتال غيرهم لهم والهدي والقلائد المشعرة اي مشعرة بانها هدي للحرم والقلائد المشعرة بانها مسوقة الى الحرم اي مسوقة لتذبح في الحرم تعظيما لحرم الله ويدعمها فقراء الحرب قياما لهم بامن اصحابها من التعرض لهم باذى ذلك الذي من الله به عليكم لتعلموا ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض وان الله بكل شيء عليم فان تشريعه لذلك لجلب المصالح لكم ودفع المضار عنكم قبل حصولها دليل على علمه بما يصلح للعباد اعلموا ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم اعلموا ايها الناس ان الله شديد العقاب لمن عصاه وغفور لمن تاب رحيم به ما على الرسول الا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون ليس على الرسول الا تبليغ ما امره الله بتبليغه فليس عليه توفيق الناس الى الهداية فذلك بيد الله وحده والله يعلم ما تظهرونه وما تخفونه من الهداية او الضلال وسيجازيكم عليه. اذا الامر بيد الله وعلينا ان ندل الناس الى الخير. اما التوفيق فهو من عند الله تعالى قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا اولي الالباب لعلكم تفلحون يا ايها الرسول لا يستوي الخبيث من كل شيء. مع الطيب من كل شيء ولو اعجبك كثرة الخبيث فان كثرته لا تدل على فضله فاتقوا الله يا اصحاب العقول بترك الخبيث وفعل الطيب لعلكم تفوزون بالجنة ان الفلاح هو شق طريق الى الجنة يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء تبدى لكم تسؤكم ان تظهر لكم تسؤكم لما فيها من المشقة وين تسأل عن هذي الاشياء التي نهيتم عن السؤال عنها؟ حين ينزد الوحي على الرسول تبين لكم وذلك على الله يسير فقد تجاوز الله عن اشياء سكت عنها القرآن فلا تسألوا عنها فانها ان سألتم عنها نزل عليكم التكليف بحكمها فالقرآن منزل على التخفيف والواجب على الانسان ان يتعلم احكام القرآن لا ان يسأل عن الاشياء قبل نزولها قد سألها قوم من قبلكم ثم اصبحوا بها كافرين قد سأل عن مثلها قوم ممن سبقوكم فلما كلفوا بها لم يعملوا بها فاصبحوا كافرين بسببها وهذا فيه تحذير كبير من ترك الوحيين ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وسيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون عن الله الكذب واكثرهم لا يعقلون احل الله الانعام فلم يحرم منها ما حرمه المشركون على انفسهم لاصنامه من البحيرة وهي الناقة التي تقطع اذنها اذا انجبت عددا والسائلة وهي الناقة التي اذا بلغت سنا معينا تترك في اصنامهم والوصيلة وهي الناقة التي تصل انجاب انثى بانثى والحامي وهو فحل الابل اذا نتج عدد من الابل من صلبه لكن الكفار زعموا كذبا وبهتانا ان الله حرم المذكورات واكثر الكافرين لا يميزون بين الحق والباطل والحلال والحرام. ولذلك المؤمن يخالف الكفار في تعلم الحلال ليعمل به ويتعلم الحرام ليجتنبه من فوائد الايات الاصل في شعائر الله تعالى انها جاءت لتحقيق مصالح العباد الدنيوية والاخروية ودفع المضار عنهم عدم الاعجاب الكثرة فان كثرة الشيء ليست دليلا على حده او طيبه وانما الدليل يكمن في الحكم الشرعي من ادب المستفتي تقييد السؤال بحدود المعينة فلا يسب السؤال عما لا حاجة للمرء ولا غرض له فيه لموا مسالك المشركين فيما اخترعوه وزعموه من محرمات الانعام كالبهيرة والسائبة والوصيلة والحامي وهذه الاية هي اصل في التحذير من البدع وقال الله واياكم كل شر وفتح الله لنا ولكم كل خير هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته