اخبر انهم يريدون بهذا ان يطفئوا نور الله بافواههم الله دينه الذي ارسل به الرسل وانزل به الكتب وسماه الله نورا لانه يستنار به في ظلمات الجهل والاديان الباطلة فانه علم المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي. فلما تبين انه لا حجة لهم على ما قالوه. ولا برهان لما اصلوه. وانما هو مجرد قول قالوه وافتراء افتروه بالحق وعمل بالحق وما عداه فانه بضده. فهؤلاء اليهود والنصارى ومن ضاهوهم من المشركين. يريدون ان يطفئوا نور الله بمجرد التي ليس عليها دليل اصلا. ويأبى الله الا ان يتم نوره لانه النور الباهر. الذي لا يمكن لجميع الخلق لو اجتمعوا على اطفائه ان يطفئوه والذي انزله جميع نواصي العباد بيده. وقد تكفل بحفظه من كل من يريده بسوء. ولهذا قال ويأبى الله الا ان يتم نورة ولو كره الكافرون. وسعوا ما امكنهم في رده وابطاله. فان سعيهم لا يضر الحق شيئا. ثم بين تعالى هذا النور الذي قد تكفل باتمامه وحفظه فقال هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون هو الذي ارسل رسوله بالهدى الذي هو العلم النافع ودين الحق الذي هو العمل الصالح فكان ما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم مشتملا على بيان الحق من الباطل في اسماء الله واوصافه وافعاله وفي احكام واخباره والامر بكل مصلحة نافعة للقلوب والارواح والابدان. من اخلاص الدين لله وحده ومحبة الله وعبادته. والامر بمكارم الاخلاق ومحاسن الشيم والاعمال الصالحة والاداب النافعة. والنهي عن كل ما يضاد ذلك ويناقضه من الاخلاق والاعمال السيئة. المضرة للقلوب والابدان الدنيا والاخرة. فارسله الله بالهدى ودين الحق. ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. اي ليعليه على سائر الاديان بالحجة برهان والسيف والسنان. وان كره المشركون ذلك وبغوا له الغوائل. ومكروا مكرهم. فان مكر السيء لا يضر الا صاحبه. فوعد الله لابد ان ينجزه وما ضمنه لا بد ان يقوم به والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم. هذا تحذير من الله تعالى لعباده المؤمنين عن كثير من الاحبار والرهبان. اي العلماء والعباد الذين يأكلون اموال الناس بالباطل. اي بغير حق ويصدون عن سبيله لله فانهم اذا كانت لهم رواتب من اموال الناس او بذل الناس لهم من اموالهم فانه لاجل علمهم وعبادتهم ولاجل هداهم وهدايتهم وهؤلاء يأخذونها ويصدون الناس عن سبيل الله. فيكون اخذهم لها على هذا الوجه سحتا وظلما. فان الناس ما بذلوا لهم من اموالهم الا ليدلوهم الى طريق مستقيم ومن اخذهم لاموال الناس بغير حق. ان يعطوهم ليفتوهم او يحكموا لهم بغير ما انزل الله. فهؤلاء الاحبار والرهبان ليحذر منهم هاتان الحالتان. اخذهم لاموال الناس بغير حق. وصدهم الناس عن سبيل الله. والذين يكنزون الذهب والفضة. اي يمسكونهما ولا ينفقونهما في سبيل الله اي طرق الخير الموصلة الى الله. وهذا هو الكنز المحرم. ان يمسكها عن النفقة الواجبة. كان يمنع منها الزكاة او والنفقات الواجبة للزوجات او الاقارب او النفقة في سبيل الله اذا وجبت. فبشرهم بعذاب اليم ثم فسره بقوله هذا ما تكنزون. يوم يحمى عليها اي على اموالهم في نار جهنم فيحمى كل دينار او درهم على حدته. فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم في يوم القيامة. كلما بردت في يوم كان مقداره خمسين الف سنة. ويقال لهم توبيخا ولو ما هذا ما كنزتم لانفسكم. فذوقوا ما كنتم تكنزون. فما ولكنكم ظلمتم انفسكم وعذبتموها بهذا الكنز. وذكر الله في هاتين الايتين انحراف الانسان في ماله. وذلك باحد امرين. اما ان ينفق في الباطن الذي لا يجدي عليه نفعا. بل لا يناله منه الا الضرر المحض. وذلك كاخراج الاموال في المعاصي والشهوات التي لا تعين على طاعة الله اخراجها للصد عن سبيل الله. واما ان يمسك ماله عن اخراجه في الواجبات. والنهي عن الشيء امر بضده. وقوله وقاتلوا كما يقاتلونكم كافة يقول تعالى ان عدة الشهور عند الله اي في قضائه وقدره. اثنا عشر عشرة شهرا وهي هذه الشهور المعروفة في كتاب الله اي في حكمه القدري يوم خلق السماوات والارض واجرى ليلها ونهارها وقدرها اوقاتها فقسمها على هذه الشهور الاثني عشر شهرا. منها اربعة حرم وهي رجب الفرض وذو القعدة وذو الحجة والمحرم سميت حرما لزيادة حرمتها. وتحريم القتال فيها. فلا تظلموا فيهن انفسكم. يحتمل ان الضمير يعود الى الاثني عشر شهرا ان الله تعالى بين انه جعلها مقاديرا للعباد. وان تعمر بطاعته. ويشكر الله تعالى على منته بها. وتقييدها لمصالح العباد. فلتحذروا من ظلم انفسكم فيها. ويحتمل ان الضمير يعود الى الاربعة الحرم. وان هذا نهي لهم عن الظلم فيها. خصوصا مع النهي عن الظلم كل وقت. لزيادة تحريمها وكون الظلم فيها اشد منه في غيرها. ومن ذلك النهي عن القتال فيها. على قول من قال ان القتال في الاشهر الحرم لم ينسخ تحريمه عملا بالنصوص العامة في تحريم القتال فيها. ومنهم من قال ان تحريم القتال فيها منسوخ اخذا بعموم نحو قوله تعالى وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة. اي قاتلوا جميع انواع المشركين والكافرين برب العالمين. ولا تخصوا احدا منهم بالقتال دون بل اجعلوهم كلهم لكم اعداء كما كانوا هم معكم كذلك. قد اتخذوا اهل الايمان اعداء لهم. لا يألونهم من الشر شيئا. ويحتمل ان كافة حال من الواو فيكون معنى هذا وقاتلوا جميعكم المشركين. فيكون فيها وجوب النفير على جميع المؤمنين. وقد نسخت فهذا الاحتمال بقوله وما كان المؤمنون لينفروا كافة. واعلموا ان الله مع المتقين بعونه ونصره وتأييده. فلتحرصوا على استعماله ما لتقوى الله في سركم وعلنكم والقيام بطاعته خصوصا عند قتال الكفار فانه في هذه الحال ربما ترك المؤمن العمل بالتقوى في معاملته الكفار الاعداء المحاربين زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا النسيء هو ما كان اهل الجاهلية يستعملونه في الاشهر الحرم. وكان من جملة بدعهم الباطلة انهم لما رأوا احتياجهم للقتال في بعض اوقات الاشهر الحرم رأوا بارائهم الفاسدة ان يحافظوا على عدة الاشهر الحرم التي حرم الله القتال فيها وان يؤخروا بعض الاشهر الحرم او يقدموه ويجعلوا مكانه من اشهر الحل ما ارادوا. فاذا جعلوه مكانة احلوا القتال فيه وجعلوا الشهر الحلال حراما. فهذا كما اخبر الله عنهم انه زيادة في كفرهم وضلالهم. لما فيه من المحاذير. منها انه مبتدع من تلقاء انفسهم وجعلوه بمنزلة شرع الله ودينه. والله ورسوله بريئان منه. ومنها انهم قلبوا الدين. فجعلوا الحلال حراما والحرام حلالا ومنها انهم موهوا على الله بزعمهم وعلى عباده. ولبسوا عليهم دينهم واستعملوا الخداع والحيلة في دين الله ومنها ان العوائد المخالفة للشرع مع الاستمرار عليها يزول قبحها عن النفوس. وربما ظن انها عوائد حسنة فحصل من الغلط والضلال بما حصل ولهذا قال يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما. ليواطؤه عدة ما حرم الله. اي ليوافقه في العدد فيحل ما حرم الله. زين لهم سوء اعمالهم اي زينت لهم الشياطين الاعمال السيئة. فرأوها حسنة بسبب العقيدة سيدتي المزينة في قلوبهم والله لا يهدي القوم الكافرين. اي الذين انصبغوا الكفر والتكذيب في قلوبهم. فلو جاءتهم كل اية لم يؤمنوا قال الله تعالى اعلم ان كثيرا من هذه السورة الكريمة نزلت في غزوة تبوك. اذ ندب النبي صلى الله عليه وسلم الى غزو الروم. وكان الوقت حارا والزاد قليلا. والمعيشة عسرة. فحصل من بعض المسلمين من التثاقل ما اوجب ان يعاتبهم الله تعالى عليه ويستنهضهم. فقال تعالى يا ايها الذين امنوا الا تعملون بمقتضى الايمان وداع اليقين من مبادرة لامر الله والمسارعة الى رضاه وجهاد اعدائه والنصرة لدينكم. فما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثقلتم الى الارض اي تكاسلتم وملتم الى الارض والدعت والسكون فيها. ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة؟ اي ما حالكم الا حال من رضي بالدنيا حالها ولم يبالي بالاخرة. فكأنه ما امن بها. فما متاع الحياة الدنيا التي مالت بكم وقدمتموها على الاخرة الا قليل افليس قد جعل الله لكم عقولا تزنون بها الامور وايها احق بالايثار. افلست الدنيا من اولها الى اخرها لا لها في الاخرة. فما مقدار عمر الانسان القصير جدا من الدنيا حتى يجعله الغاية التي لا غاية وراءها. فيجعل سعيه وكده وهمه هو ارادته لا يتعدى حياته الدنيا القصيرة المملوءة بالاكدار. المشحونة بالاخطار. فباي رأي رأيتم ايثارها على الدار الاخرة الجامعة لكل نعيم التي فيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين وانتم فيها خالدون. فوالله ما اثر الدنيا على الاخرة من وقر الايمان في قلبه ولا من جزل رأيه ولا من عد من اولي الالباب. ثم توعدهم على عدم النفير فقال الا تنفروا يعذبكم عذابا اليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروا الا تنفروا يعذبكم عذابا من اليما في الدنيا والاخرة. فان عدم النفير في حال الاستنفار من كبائر الذنوب الموجبة لاشد العقاب. لما فيها من المضار الشديدة. فان قال لي فقد عصى الله تعالى وارتكب لنهيه ولم يساعد على نصر دين الله ولا ذب عن كتاب الله وشرعه ولا اعان اخوانه المسلمين على عدوهم الذي يريد ان يستأصلهم ويمحق دينهم. وربما اقتدى به غيره من ضعفاء الايمان. بل ربما فت في اعضاد من قاموا بجهاد اعداء الله. فحقيق من هذا حاله ان يتوعده الله بالوعيد الشديد؟ فقال الا تنفروا يعذبكم عذابا اليما ويستبدل قوما غيركم ثم لا يكون وامثالكم ولا تضروه شيئا فانه تعالى متكفل بنصر دينه واعلاء كلمته. فسواء امتثلتم لامر الله او القيتموه ورائكم ظهريا. والله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء اراده. ولا يغالبه احد اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم اي الا تنصروا رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم. فالله غني عنكم لا تضرونه شيئا. فقد بصره في اقل ما يكون واذله اذ اخرجه الذين كفروا من مكة. لما هموا بقتله وسعوا في ذلك وحرصوا اشد الحرص. فالجأوا الى ان يخرج ثاني اثنين اي هو وابو بكر الصديق رضي الله عنه اذ هما في الغار اي لما هربا من مكة لجأ الى غار ثور في اسفل مكة فمكث فيه ليبرد عنهما الطلب. فهما في تلك الحالة الحرجة الشديدة المشقة. حين انتشر الاعداء من كل جانب ليقتلوهما فانزل الله عليهما من نصره ما لا يخطر على البال. اذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه ابي بكر ما حزن واشتد قلقه لا تحزن ان الله معنا بعونه ونصره وتأييده. فانزل الله سكينته عليه اي الثبات والطمأن الطمأنينة والسكون المثبتة للفؤاد. ولهذا لما قلق صاحبه سكنه وقال لا تحزن ان الله معنا. وايده بجنود لم تروه وهي الملائكة الكرام الذين جعلهم الله حرسا له وجعل كلمة الذين كفروا السفلى اي الساقطة المخذولة فان الذين كفروا قد كانوا على حرب قادرين في ظنهم على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم واخذه. حنقين عليه فعملوا غاية مجهودهم في ذلك. فخذلهم الله ولم يتم لهم مقصودهم بل ولا ادركوا شيئا منه. ونصر الله رسوله بدفعه عنه. وهذا هو النصر المذكور في هذا الموضع. فان النصر على قسمين نصر المسلمين اذا طمعوا في عدوهم بان يتم الله لهم ما طلبوا وقصدوا. ويستولوا على عدوهم ويظهروا عليهم. والثاني نصر المستضعف الذي طمع فيه عدوه القادر. فنصر الله اياه ان يرد عنه عدوه ويدافع عنه. ولعل هذا النصر انفع النصرين. ونصر الله رسوله اذا اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين من هذا النوع. وقوله وكلمة الله هي العليا. اي كلماته القدرية وكلمات الدينية هي العالية على كلمة غيره. التي من جملتها قوله وكان حقا علينا نصر المؤمنين. انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. وان جندنا لهم الغالبون. فدين الله هو الظاهر العالي على سائر الاديان. بالحجج الواضحة والايات الباهرة والسلطان الناصر. والله عزيز لا يغالبه مغالب ولا يفوته هارب. حكيم يضع الاشياء مواضعها ويؤخر نصر حزبه الى وقت اخر اقتضته الحكمة الالهية. وفي هذه الاية الكريمة فضيلة ابي بكر الصديق بخصيصة لم تكن لغيره من هذه الامة. وهي الفوز بهذه المنقبة الجليلة والصحبة الجميلة. وقد اجمع المسلمون على انه هو المراد بهذه الاية الكريمة ولهذا عدوا من انكر صحبة ابي بكر للنبي صلى الله عليه وسلم كافرا. لانه منكر للقرآن الذي صرح بها. وفيها فضيلة السكينة وانها من تمام نعمة الله على العبد في اوقات الشدائد والمخاوف التي تطيش بها الافئدة وانها تكون على حسب معرفة العبد بربه وثقته بوعده الصادق وبحسب ايمانه وشجاعته. وفيها ان الحزن قد يعرض لخواص عباد الله الصديقين. مع ان الاولى اذا نزل بالعبد ان يسعى في ذهابه عنه فانه مضعف للقلب موهن للعزيمة سبيل الله ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون يقول تعالى لعباده المؤمنين مهيجا لهم على النفير في سبيله. فقال انفروا خفافا وثقالا اي في العسر واليسر والمكره والحر والبرد وفي جميع الاحوال. وجاهدوا باموالكم وانفسكم في سبيل الله. اي ابذلوا جهدكم في ذلك. واستفرغوا في المال والنفس. وفي هذا دليل على انه كما يجب الجهاد في النفس. يجب الجهاد في المال. حيث اقتضت الحاجة ودعت لذلك. ثم قال ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. اي الجهاد في النفس والمال خير لكم من التقاعد عن ذلك. لان فيه رضا الله تعالى والفوز بالدرجات العالية عنده والنصر لدين الله. والدخول في جملة جنده وحزبه قاصدا لاتبعوك ولكن كان معكم يهلكون انفسهم والله يعلم انهم لكاذبون. لو كان خروجهم لطلب العرض القريب اي منفعة دنيوية سهلة التناول وكان السفر سفرا قاصدا اي قريبا سهلا لاتبعوك لعدم المشقة الكثيرة لكن بعودة عليهم الشقة اي طالت عليهم المسافة وصعب عليهم السفر. فلذلك تثاقلوا عنك. وليس هذا من امارات العبودية. بل حقيقة هو المتعبد لربه في كل حال. القائم بالعبادة السهلة والشاقة. فهذا العبد لله على كل حال. وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم اي سيحلفون ان تخلفهم عن الخروج ان لهم اعذارا وانهم لا يستطيعون ذلك. يهلكون انفسهم قعود والكذب والاخبار بغير الواقع. والله يعلم انهم لكاذبون. وهذا العتاب انما هو للمنافقين الذين تخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك. وابدوا من الاعذار الكاذبة ما ابدوا. فعفا النبي صلى الله عليه وسلم عنهم بمجرد اعتذارهم. من غير ان يمتحنهم فيتبين له الصادق من الكاذب. ولهذا عاتبه الله على هذه المسارعة الى عذرهم فقال عسى الله يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم عفا الله عنك اي سامحك وغفر لك ما اجريت. لما اذنت له في التخلف حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين بان تمتحنهم ليتبين لك الصادق من الكاذب فتعذر من يستحق والعذر ممن لا يستحق ذلك والله عليم بالمتقين. ثم ان المؤمنين بالله واليوم الاخر لا يستأذنون في ترك الجهاد باموالهم وانفسهم. لان ما معهم من الرغبة في الخير والايمان. يحملهم على الجهاد من غير ان يحثهم عليه حاف. فضلا عن كونهم يستأذنون في تركه من غير عذر. والله عليم بالمتقين فيجازيهم على ما قاموا به من التقوى ومن علمه بالمتقين انه اخبر ان من علاماتهم انهم لا يستأذنون في ترك الجهاد الذين لا يؤمنون بالله واليوم الاخر واغتابت قلوبهم وارتابت قلوبهم فهم انما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الاخر وارتابت قلوبهم اي ليس لهم ايمان تام ولا يقين صادق. فلذلك قلت رغبتهم في الخير وجبنوا عن القتال. واحتاجوا ان يستأذنوا في ترك القتال فهم في ريبهم يترددون. اي لا يزالون في الشك والحيرة