وعن عائشة رضي الله عنها قالت ما غرت على احد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة رضي رضي الله عنها وما رأيتها قط ولكن كان يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها اعداء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأن لم يكن في الدنيا الا خديجة فيقول انها كانت وكانت وكان لي منها متفق عليه وفي رواية وان كان ليذبح الشاة فيهدي في خلائلها منها ما ان يسعهم. وفي رواية كان اذا ذبح الشاة يقول ارسلوا بها الى اصدقاء خديجة. وفي رواية قالت استأذنت هالة بنت خويليد الاخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرف استئذان خديجة فارتاح لذلك فقال اللهم هالة بنت خويلد وعن انس ابن مالك رضي الله عنه قال خرجتم مع جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه في سفر فكان يقدم فقلت له لا تفعل فقال اني قد رأيت الانصار تصنع برسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا اليت على نفسي الا اصحب احدا منهم الا خدمته. متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذان للحديثان ولا حاجة لهما كلها تدل على الترغيب في بر الاقارب الابوين والارحام والاصدقاء والزوجة والزوجات وان الاحسان اليهم والى اصدقائه الوالد والوالدة والى اهل الخير واهل السيرة الحميدة امر مطلوب وامر مشروع ومن ذلك ما تقدم في احاديث الحث على صدقة الاقارب وصلة الاب وصلة اقاربه وحق الاب بعد وفاته وان من حقه من حق الوالد بعد وفاته صلة الرحم التي لا تصلى به واكرام صديقه وانفاء وصيته وكما تقدم كذلك هنا ما ما جاء في حديث عائشة في قصة خديجة وهي ام المؤمنين ولاول ازواج النبي صلى الله عليه وسلم وهم اكثر اولاده رضي الله عنها كانت امرأة صالحة وكانت تعتني بالنبي صلى الله عليه وسلم اذا اشتد به الكرب تنفس عنه وتقول لإنك وانك رضي الله عنها فكانت من خير النساء وبين ارجحهن عقولا واكملهن دينا ولما اشتد عليه الامر حين نزل عليه جبرائيل وجاء ترجه بوادره قالت له كلا والله لا يخزيك الله ابدا كلا والله لا يخزيك الله ابدا انك لتصل الرحم وتقري الضيف وتصدق الحديث وتحمله الكل وتعين على النوائب بالحق يعني مثلك لا يخشى ولا يضره شيء لان خصالك حميدة فتفرج عنها رضي الله عنها وتصلي عنه ما يصيبه من الشدائد عليه الصلاة والسلام ولهذا كان يحبها كثيرا ويهدي الى اصدقائها من اللحم ويقول اعطوه خديجة ربما بها الشاة ثم يوزعها بين اصدقائها هذا يدل على ان من كرام الاخلاق ومن طيب السجايا الاحسان الى الزوجة الصالحة واقاربها واصدقائها كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولما عليه هالة بنت خويلد اختها ارتحى لذلك لما سمع صوت خاله تذكر خديجة وفضلها وحسن عشرتها فقال اللهم هالة المقصود ان الرجل الطيب الاخلاق الذي لا ينسى فضل العشرة يكرم اقارب زوجته الصادقة الطيبة يكرم اقربائها واصدقائها لكرمها وحسن شرتها كما فعل المصطفى عليه الصلاة والسلام ومن هذا قصة جرير مع انس رضي الله عنه انس رضي الله عنه كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم من المدينة جاء ابو طلحة بانس وقال هذا شاب صالح يحب ان يختمك يا رسول الله ووافق عليه النبي صلى الله عليه وسلم وكان من عشر حين جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فخدمه عشر سنين توفي النبي انس في العشرين ولهذا اشتهر بخادم النبي عليه الصلاة والسلام وكان دليل لما صحبه السفر كان يخدمه يخدم انسا فقال له انس دع هذا فقال لا على نفسي اني ما اكون مع احد من الانصار الا خدمتهم. لما رأيتهم من عنايتهم بالرسول وخدمتهم للرسول عليه الصلاة والسلام فكان الجليل يختمهم لما رأى من خدمتهم وحسن شرطهم مع نبي الله عليه الصلاة والسلام ومن اخصهم انس فكان انصاريا وكان خادما للنبي عليه الصلاة والسلام ولهذا لما كان معه في السفر خدمه جليل مع ان الجريمة من خيرة الصحابة ومن عظمائهم و كبارهم رضي الله عنه وارضاه وله شأن في قبيلته ولكنه اراد بذلك التقرب الى الله في خدمة انس لخدمته للنبي عليه الصلاة والسلام