مخاطبا عيسى ابن مريم يا عيسى ابن مريم هل قلت للناس صيروني وامي معبودين من دون الله فاجاب عيسى منزها ربه لا ينبغي لي ان اقول لهم الا الحق وان قدر ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب واذكر حين يقول الله يوم القيامة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا تكون لنا عيدا لاولنا واخرنا واية منك وارزقنا وانت خير الرازقين فاجاب عيسى طلبهم ودعا الله قائلا ربنا انزل علينا مائدة طعام نتخذ من يوم نزولها عيدا نعظمه شكرا لك وتكون علامة وبرهانا على وحدانيتك وعلى صدق ما بعثت به وارزقنا رزقا يعيننا على عبادتك وانت يا ربنا خير الرازقين قال الله اني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فاني اعذبه عذابا لا اعذبه احدا من العالمين فاستجاب الله دعاء عيسى وقال اني منزل هذه المائدة التي طلبتم انزالها عليكم فمن كفر بعد انزالها فلا يلومن الا نفسه فساعذبه عذابا شديدا لا اعذبه احدا لانه شاهد الاية لانه شاهد الاية الباهرة فكان كفره كن فراعنات وحقق الله لهم وعده فانزلها عليهم واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله قال سبحانك اني قلت ذلك فقد علمته لانه لا يخفى عليك شيء تعلم ما اغمره في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك وحدك من تعلم كل غالب انك وحدك من تعلم كل غائب وكل خفي وكل ظاهر ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبد الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد قال عيسى لربه ما قلت للناس الا ما امرتني بقوله من امرهم بافرادك بالعبادة وكنت رقيبا على ما يقولون طيلة وجودي بين اظهرهم فلما انهيت مدة بقائي بينهم برفعي الى السماء حيا كنت يا رب انت الحفيظ لاعمالهم وانت على كل شيء شهيد لا يغيب عنك شيء فلا يخفى عليك ما قلت لهم وما قالوا بعدي ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم ان تعذبهم يا رب فانهم عبادك تفعل بهم ما تشاء وان تمنن على من امن منهم بالمغفرة فلا مانع لك من ذلك فانت العزيز الذي لا يغالب الحكيم في تدبيرك قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه. ذلك الفوز العظيم لله قال الله لعيسى هذا يوم ينفع صادقي النيات والاعمال والاقوال صدقهم لهم جنات تجري الانهار لما نالوه من النعيم المقيم لهم جنات تجري الانهار من تحت قصورها واشجار ماكثين فيها ابدا لا يعتريهم موت رضي الله عنهم فلا يسخط عليهم ابدا ورضوا عنه لما نالوه من النعيم المقيم ذلك الجزاء والرضا عنهم هو الفوز العظيم. فلا فوز يداني لله ملك السماوات والارض وما فيهن وهو على كل شيء قدير لله وحده ملك السماوات والارض فهو خالقهما ومدبر امرهما وله ملك ما فيهن من جميع المخلوقات وهو على كل شيء قدير فلا يعجزه شيء من فوائد الايات توعد الله تعالى كل من اصر على كفره وعانده بعد قيام الحجة الواضحة عليه تبرئة المسيح من ادعاء النصارى بانه ابلغهم انه الله او انه ابن الله او انه ادعى الربوبية والالوهية ان الله تعالى يسأل يوم القيامة عظماء الناس واشرافهم من الرسل فكيف بمن دونهم درجة علوم منزلة الصدق وثناء الله تعالى على اهله وبيان نفع الصدق لاهله يوم القيامة تمت هذه الصحيفة ونسأل الله تعالى ان يجعل لنا هذا المجلس مجلس رحمة بين يديه يوم القيامة اما موعظة هذا اليوم واقول لك يا اخي الكريم تعلم ما يحبه الله لتعمل به وما يبغضه الله عليك ان تعرفه لتتجنبه فلا يصلح لك ان تحب ما لا يحبه الله. بل احرص ان تكون في كل امورك على ما يحبه الله قال بشر ابن السري ليس من اعلام المحب ليس من اعلام الحب ان تحب ما يبغض حبيبك فالانسان عليه ان ينقي قلبه مما لا يحبه الله احذر اخي الكريم ان تحب ما لا يحبه الله فاجعل حبك لله وبغضك لله وتوجهك في جميع حياتك لله هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته