باب توطيد العلماء والكبار واهل الفضل وتقديمهم على غيرهم ورفع مدارسهم واظهار مرتبتهم. قال الله تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولوا الالباب وعن ابي مسعود نقبة ابن عمر البدري الانصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله فان كانوا في القراءة سواء فاعلمهم بالسنة فان كانوا في السنة سواء فاقدمهم هجرة فان كانوا في الهجرة سواء فاقدمهم سنا ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته الا باذنه. رواه مسلم. وفي رواية له فاقدمهم سلما وفي رواية يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله واقدمهم قراءة فان كانت قراءتهم سواء فيؤمهم مقدمهم هجرة. فان كانوا في الهجرة سواء فليؤمهم اكبرهم سنا اه وعن رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليلني منكم اولو الاحلام والنهى ثم الذين يلونهم رواه مسلم. وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه ليلني منكم اولو الاحلام والنهى. ثم الذين يلونهم ثلاثا واياكم وهيشات النسوان رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى اما بعد هذه الاحاديث وما جاء في معناها تدل على انه ينبغي اكرام العلماء والاخيار والذين لهم قدم صدق في الاسلام وان تكون لهم راتب على قدر علمهم وفضلهم لما في ذلك من تشجيع على الخير والترغيب للخير وتقدير اهل الخير ولهذا يقول جل وعلا قل هل يستولي يعلمون والذين لا يعلمون؟ انما يتذكرون لا شك لا يستوي اهل العلم وغيرهم ولا يستوي الاخيار والفساق ولا يستوي كبار السن وصغار السن فينبغي انزال الناس منازلهم ولهذا يروى عنه صلى الله عليه وسلم انه قال انزلوا الناس منازلهم كل له منزلته التي قدرها الله له على حسب علمه واعماله واجتهاده ومنزلته في الاسلام ومن هذا حديث ابن مسعود رضي الله عنه البدي يقول النبي صلى الله عليه وسلم يؤم القوم اقرأهم من كتاب الله فان كانوا في قراءته سواء فاعلمهم بالسنة من سنة النبي صلى الله عليه وسلم فان كانوا في سنة سواء فاقدموا هجرة اذا كانوا مهاجرين فان كانوا في الهجرة سواء فاقدموا سلما وفي رواية سنا يعني فاكبرهم سنا واذا كانوا متقاربين فاقدمهم اسلاما اذا كانوا اسلموا او لجوء في الاسلام بعضهم اسلم قبل بعض اقدم سلما يكون في الغالب اعلم بالشريعة واكثر بصيرة بها وهذا كله من باب انزال الناس منازلهم واذا كان فاخرهم قرآنا كما في حديث عمر ابن سلمة ان يؤمكم اكثركم قرآنا فان نظر ولي الامر في التقديم والتأخير ينظر المتقدمين فما كان اجودهم قراءة واكثرهم قرآنا قدم على غيره ثم من كان اعلمهم بالسنة وابصرهم بالدين يقدم على غيره ثم كان اقرب هجرة ان كان فيهم مهاجرون وغير مهاجرين فاقدموا هجرة وان كانوا في السن سواء فاقدمهم اسلاما ان كان كانوا اصلهم كفار ثم اسلموا وان كانوا فيهم صغار كبار السن فاكبرهم سنا اذا تساووا في العلم والفظل كل هذا من باب انزال الناس منازلهم ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ولا يجلس في بيته على تكرمته الا باذنه معناه اذا كان له سلطان في مسجد او في البيت لا يؤمه غيره يتقدم في المسجد على الامام الراتب. لانه سلطانه ولو كان اعلم منه لا يتقدم الا باذنه وهكذا في اي عمل لكن له سلطان فيه فلا يتقدم عليه في سلطانه ولكن يستأذن وهكذا اذا كان له ما كان في البيت في مجلسه تكلفة خاصة مجلس خاص لا يتقدم اليه الضيف الا باذن صاحب المنزل ولا يقعد في بيته على تكرمته الا باذنه يعني هذا الشيء المعد الذي يختص به ويجلس فيه الا باذنه. كل هذا من باب الادب ومن باب انزال الناس منازلهم والحديث الاخر يقول صلى الله عليه وسلم ليللي منكم والنهى كان يمسح مناكبهم ويقول لهم استووا ولا تختلف فتختلف قلوبكم ثم المقصودة الحث اهل العلم والبصيرة القدم في الاسلام ان يتقدموا على الحدث على دين الاسلام وعلى الصغار يتقدموا في الصف الاول ويسارعوا للصلاة الا يكون من المتأخرين اهل العلم والبصيرة والخير وكبار السن ينبغي انهم يتقدموا لا يكون في الاخرة ينبغي ان يتقدموا ويسارعوا الى الصلاة مهو معناها ان من تقدم باشياء يؤخر لا ما يؤخر من سبب فهو حق لكن معناه الحث على اهل كبار السن قدم الهجرة اي تقدموا وان يكون المنافسين مسارعي الخيرات مسارعين للصف الاول قبل غيرهم ومن تقدم من الشباب قبله فهو احق بمكانه من سبق الى من هو احق به لكن يشرع والالهام والنهى ان يتقدموا وان يسارعوا ثم الذين يلونهم حتى يكونوا حول الامام وقرب الامام يردون عليه اذا غلط يخلفونه اذا حصل له عذر الى غير ذلك واياكم وهاشاة الاسواق ما يكون في الاسواق من الصياح واللجات والاختلاف فيكون المؤمن فيها صاحب عقل وفكر وكلمة راجحة لا يكون مع اهل السفه والصيحات والشوشرة في الاسواق يكون عنده تؤدة عنده ركود عنده علم وعنده بصيرة ينفع الاسواق ويرشد اهل الاسواق ويحذر اصحابه خلاف يقول لا تختلفوا وتختلف قلوبكم حث القراء وحث الجيران وحث الاقارب على التواصل فيما بينهم والتقارب واحسان الحديث حتى تختلف قلوبهم يعني ينبغي ان يتجنبوا كل كلام قد يثير شحناء وعداوة قد يفرغ الصفوف ينبغي للجيران والاقارب والمجتمع كله ان يحرصوا على ما يقرب القلوب ويجمعها على الخير ولا يفرقها ويجعلها في تنازل واختلاف وهذا كله من نصحه عليه الصلاة والسلام ولهذا قال جل وعلا في كتابه العظيم واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فحثهما سبحانه على الاجتماع وعدم التفرغ قال ولا تكونوا كيتوروا اختلفوا من بعد ما جاءهم بينات واولئك لهم عذاب عظيم قال تعالى واذكروا نعمة الله عليكم ان كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا فالتقارب والتعاون على جمع الكلمة امر مطلوب بين اهل القرية بين الاقارب بين الجيران بين الزملا وهكذا نسأل الله