المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله باب الجمعة قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته باب الجمعة سميت بذلك الاجتماع الناس فيها والحكمة فيها ظاهرة فان الله تعالى شرع الاجتماع لعباده في عبادتهم في كل يوم خمس مرات للصلوات الخمس وهذا اقل الاجتماع لانه يجتمع اهل كل حارة في مسجد واحد ثم شرع الاجتماع لكل اهل بلد في مسجد واحد في الاسبوع مرة لصلاة الجمعة ولا يجوز تعدد الجمع في بلد واحد من غير حاجة وشرع الاجتماع في العيدين وشرع الاجتماع في مناسك الحج وفي الاجتماع من المصالح شيء عظيم منها ما يحصل لبعضهم من بعض من زيادة الاجر بالاجتماع وايضا فيحصل بالاجتماع تأليف القلوب ويحصل تعلم الجاهل من العالم وهو من اسباب اجابة الدعوة الثاني والثلاثون والمئة الحديث الاول عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ان رجالا تماراوا في منبر رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من اي عود هو فقال سهل من طرفاء الغابة وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قام فكبر وكبر الناس وراءه وهو على المنبر ثم رفع فنزل القهقرة حتى سجد في اصل المنبر ثم عاد حتى فرغ من اخر صلاته ثم اقبل على الناس فقال يا ايها الناس انما صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي وفي لفظ فصلى وهو عليها ثم كبر عليها ثم ركع وهو عليها فنزل القهقرى رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وقوله في حديث سهل تمارا رجال في منبر رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم الى اخره اي تباحثوا فيما بينهم فقال سهل من طرفاء الغابة يحتمل ان المراد بالطرفاء المعروفة ويحتمل ان المراد بها الاثل كما في بعض الروايات من اكل الغابة وبعضهم يسمي الاثل طرفاء والغابة موضع معروف قرب المدينة من جهة الغرب وقوله ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قام فكبر وكبر الناس وراءه وهو على المنبر الى اخره فيه فوائد منها استحباب اتخاذ المنبر للخطبة لانه ابلغ في الاعلام وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يخطب قبل ان يصنع له المنبر على شيء مرتفع من حصاة او نحوها وغالبا ما يخطب على جذع نخلة في مسجده صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولهذا ورد انه لما اتخذ المنبر وقام عليه حن الجذع حتى سمعه الصحابة وذلك لفقده رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فنزل رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وجعل يهديه كما يهدى الصبي حتى سكن ففيه المعجزة العظيمة ومنها استحباب الخطبة قائما ومنها كما تقدم ان الحركة التي من مصلحة الصلاة لا بأس بها بل ربما كانت مشروعة لانه نزل من المنبر وعاد ثم نزل الى ان فرى ومنها انه لا بأس بارتفاع الامام عن المأمومين لمصلحة من تعليم ونحوه والا فقد ثبت النهي عن ارتفاعه عن المأمومين وحمل بعضهم هذا الحديث على ان الارتفاع اليسير لا يضر والصحيح انه يضر والمحمل الاول اصح انه ينهى عنه الا لمصلحة ولهذا فسره النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وعلل فعله بذلك فقال ايها الناس انما صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي وفي هذا نصحه وحسن تعليمه وفيه ان كل افعاله قدوة فاذا نقل الصحابة فعلا عنه فعله فهو كالامر به لانه امر بتعلم صلاته وفي بعض الاحاديث صلوا كما رأيتموني اصلي وفيه انه اجمع الناس على صلاته