بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا ولا لبسنا عليهم ما يلبسون ولو جعلنا المرسل اليهم ملكا لجعلناه في صورة رجل ليتمكنوا من سماعه والتلقي عنه اذ لا يستطيعون ذلك مع الملك على هيئته التي خلقه الله عليها ولو جعلناها في صورة رجل لاشتبه عليهم امره ولقد استهزأ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون فان يستهزء هؤلاء بطلبهم انزال ملك المعركة فقد استهزأت امم من قبلك برسلها فاحاط بهم العذاب الذي كانوا ينكرونه ويستهزئون به عند تخويفهم منه فربنا جل جلاله يصبر نبيه صلى الله عليه وسلم بهذا قل سيروا في الارض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين قل ايها الرسل لهؤلاء المكذبين المستهزئين سيروا في الارض ثم تأملوا كيف كانت نهاية المكذبين لرسل الله فقد حل بهم عقاب الله بعد ما كانوا فيه من القوة والمنعة وهذا الخطاب ليس فقط للنبي صلى الله عليه وسلم بل هو لكل مؤمن وفيه تلقين للموعظة وكيف اننا نأمر الناس بطاعة الله ليتعظوا ولينتفعوا وكل انسان عليه ان يقوم بواجب الدعوة وكل انسان حينما يسير يتعظ يتعظ لايات الله ويتفكر في الامم التي مرت والحضارات التي اندثرت وهذا ايضا تلقين قل لمن ما في السماوات والارض قل لله كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم الى يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا انفسهم فهم لا يؤمنون قل لهم ايها الرسل لمن ملك السماوات وملك الارض وملك ما بينهما قل ملكها كلها لله كتب على نفسه الرحمة تفضلا منه على عباده فلا يعاجلهم بالعقوبة حتى اذا لم يتوبوا جمعهم جميعا يوم القيامة هذا الذي لا شك فيه هذا امر لا شك فيه ان الله سبحانه وتعالى يعيد العباد نعم الذين خسروا انفسهم بالكفر بالله لا يؤمنون فينقذوا انفسهم من الخسران. اذا الانسان يسعى في هذه الدنيا لفكاك رقبته. كل انسان له رقبة واحدة يسعى في هذه الدنيا ليفكها بالاخرة اسماعيل ابن الرسل بن عياش ابو بكر بن عياش يقول كنت صغيرا فقال لي شيخ يا غلام خلص رقبتك في الدنيا فان اسير الاخرة غير مفكوك ابدا فيا ابن ادم ان لك رقبة واحدة اسعى في هذه الدنيا لفكاتها يوم القيامة. لان الذي يحبس باعماله يوم القيامة لا فكاك له وله ما سكن في الليل والنهار. وهو السميع العليم ولله وحده ملك كل شيء مما استقر في الليل والنهار وهو السميع لاقوالهم العليم بافعالهم وسيجازيهم عليهم. اذا لماذا نطمع في حطام الدنيا وربنا له ما في السماوات وما في الارض وما عند الله يا عباد الله لا ينال الا بطاعته. فجدوا في الطاعة تنال خير الدنيا وخير الاخرة قل وهذا ايضا تلقين والاية السابقة ايضا لهما سجن في الليل والنهار ايضا مما نعظ به الاخرين قل وهذا هنا تلقين للعقيدة وتلقين للثبات وبيان للموقف. وان الانسان لا يحابي احدا في العقيدة قل اغير الله اتخذ وليا؟ فاضل السماوات والارض. فربنا خالق السماوات والارض من غير مثال سابق وهو يطعم ولا يطعم. نحن لدينا نقص نحتاج الطعام نحتاج الشراب نحتاج التخلص من فضلات الطعام والشراب. فربنا جل جلاله يطعم العباد جميعا وهو جل جلاله منزه عن هذه النقيصة قل اني امرت ان اكون اول من اسلم ولا تكونن من المشركين. الله سبحانه وتعالى امره بالاستسلام له وهو اول هذه الامة اسلاما ولا يكون من المشركين ابدا. قل ايها الرسول للمشركين الذين يعبدون مع الله غيره من الاصنام من الاصنام وغيرها ايعقل ان اتخذ غير الله ناصرا او واليه واستنصره وهو الذي خلق السماوات والارض على غير مثال سابق فلم يسبق الى خلقهما وهو الذي يرزق من يشاء من عباده ولا احد من عباده يرزقه فهو الغني عن عباده وعباده مفتقرون اليه. اللهم يا رب ارزق كل محتاج اللهم ارزق كل يتيم اللهم ارزق كل ارملة يا ارحم الراحمين قل ايها الرسول اني امرني ربي سبحانه ان اكون اول من انقاد لله وخضع له من هذه الامة ونهاني ان اكون من الذين يشركون معه غيره قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم. اخي الكريم هذه الاية الكريمة اجعلها لنفسك منهاج حياة ورددها دائما كلما عرضت امامك معصية. قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم ربنا يلقن نبيه وهو تلقين لنا اننا نجعل هذه الاية منهج حياة لنا لاجل فعل الطاعات ولاجل الانتهاء عن المحرمات. اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم احبكم الله اجمعين ايها الاخوة الحضور عمر بن عبد العزيز كان واليا وكان يلبس احسن الثياب ويتعطر بافضل العطور فلما تولى الخلافة تنزه من كل هذا فكان واضعا رأسه على فخذ زوجته فاطمة بنت عبد الملك وقالها كنا ايام زمان خير من الان. فقالت له انت اليوم اقدر مما كنت لي. مما كنت في السابق. قال لها اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم. فقالت له اعيذك بالله من ذلك اليوم اذا هذا اليوم العظيم علينا ان نخاف فربنا سماه باليوم العظيم. فعلينا ان نتخوف من هذا اليوم من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه. وذلك الفوز المبين. بعض الناس يفوز بحطام الدنيا ويفوز باشياء يفخر بها امام الناس ولكن الفوز الحقيقي ان يصرف عن الانسان العذاب وتأملها قال من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه. فالرحمة العظمى انك لا تعذب يوم القيامة قل ايها الرسول اني اخاف ان عصيت الله بارتكاب ما حرم على علي من الشرك وغيره او ترك ما امرني به من الايمان وغيره. من الطاعات ان عذابا عظيما من يبعد الله عنه ذلك في العذاب يوم القيامة فقد فاز برحمة الله له وتلك النجاة عن العذاب هي الفوز الواضح الذي لا يدانيه فوزه. فالفوز العظيم الفوز بين يدي الله وانت تستطيع كل لحظة ان تفوز حينما تكف عن المعاصي وتحسر نفسك عن السيئات فهذه هي السعادة التي تغمرك الان. تتحول الى سعادة عظيمة يوم القيامة ثم ذكر ربنا جل جلاله امرا عظيما جدا. فالانسان قد يتخوف من حطام الدنيا ويتخوف من اهل الدنيا وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يمسست بخير فهو على كل شيء قدير وان ينلت يا ابن ادم من الله بلاء فلا دافع للبلاء عنك الا الله. وان ينالك منه الخير فلا مانع له من ذلك ولا راد لفضله فهو القادر على كل شيء ولا يعجزه شيء وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير وهو الغالب على عباده المذلل لهم العالي عليهم من كل وجه الذي لا يعجزه شيء ولا يغلبه احد الجميع له خاضع فوق عباده كما يليق به سبحانه وهو الحكيم في خلقه وتدبيره وشره. الخبير فلا يخفى عليه شيء لما ذكر ربنا امر الضر والخير بين ربنا على ان هذا بقدرة الله تعالى وانه بحكمته وهو القاهر فوق عباده فهو الذي يقهرهم وهو الحكيم الخبير. اي ان قهره لعباده بحكمة فربنا جل جلاله يعطي عباده ما يناسبهم من الرحمة والشدة فعلى الانسان ان يكون خاضعا لامر الله حتى لا تناله الشدة من فوائد الايات بيان حكمة الله تعالى في ارسال كل رسول من جنس من يرسل اليهم قبل ليكون ابلغ في السماع والوعي والقبول عنه الدعوة للتأمل في ان تكرار سنن الاولين في العصيان قد يقابله تكرار سنن الله تعالى في العقاب وجوب الخوف من المعصية ونتائجها ان ما يصيب البشر من بلاء ليس له صارف الا الله وان ما يصيبه من خير فلا مانع له الا الله. فلا راد لفضله ولا مانع لنعمته سبحانه سبحانه اللهم انا نسألك رحمتك اللهم انا نسألك رحمتك وفضلك يا كريم موعظة هذا الدرس قال عثمان بن عفان انما اعطاكم الله الدنيا لتطلبوا بها الاخرة ولم يعطيكموها لتركنوا اليها. فعلى الانسان ان يعلم لماذا وجد الانسان في هذه الدنيا فعلى المرء ان يعلم انه خلق لمعرفة الله ولطاعته فليعمل بمعرفة الله والتعرف على اسمائه معاني اياته ويعمل الانسان بطاعة الله وهذه النعم التي حولنا نعم نستخدمها لاداء شكر حق الله تعالى لانه ما من نعمة لا يؤدى شكرها الا وهي بلية على العبد وعي الانسان ان لا ينظر الى طول الاجل. يقول ابن الجوزي ما اجتمع لامرء امله الا وسعى في تفريط اجله فعلى الانسان ان يعلم انه لا بد ان يعمل وان لا يقدم الراحة فحب الراحة يورث الندم. فعلى الانسان ان يعمل بطاعة الله تعالى هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته