بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين اما بعد فمن انواع الظاهر الامر والنهي والعام والخاص والظاهر كما مر معنا من قبل هو الاحتمال الراجح من احتمالين او اكثر وانما كانت هذه الامور من باب الظاهر بان هنالك اهتمام راجح ويوجد احتمال مرجوح فالامر الاحتمال الراجح انه للوجوب وقد يكون للندب او للاباحة كما سيأتي معنا والعام الاحتمال الراجح انه يشمل جميع افراده بينما قد يكون هذا العام يراد به الخصوص او دخله التخصيص كما سيأتي في موضعه فاول الكلام سيكون حول الامر والشريعة الاسلامية اما اوامر واما نواهي اما اوامر على وجه الالزام فتكون واجبة او لا على وجه الالزام فتكون مستحبة او نواهي على وجه الانسان فتكون محرمة او لا على وجه الالزام فتكون مكروهات فالامر اذا اردنا ان نعرفه نقول الامر استدعاء فعل بالقول استدعاء فعل بالقول استدعاء اي طلب طلب فعل بالقول ومعنى طلب فعل بالقول اي كقولك مثلا قم واقعد واكتب واقرأ هذه اوامر فطلبوا الفعل بغير القول كطلب الفعل بالاشارة مثلا. كأن تقول لشخص هكذا الام او تقول له هكذا اي اجلس طلب الفعل بالاشارة لا يسمى امرا عند الاصوليين اذا الامر استدعاء فعل بالقول بعض الاصوليين يقول استدعاء فعل بالقول ممن هو دونه اي ان الآمر يكون اعلى منزلة من المأمور لكن في الحقيقة الصحيح ان هذا لا يشترط لا يشترط ان يكون الامر اعلى من المأمور وعلى كل حال لا نتوسع كثيرا في التعريف فلنلخص التعريف بان الامر استدعاء فعل بالقول ثمان الامر هنالك تدل عليه فمن الصيغ التي تدل على الامر فعل الامر تواؤم كان فعل الامر هذا لمفرد مذكر كقوله سبحانه وتعالى يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا. فقوله قم امر لمفرد مذكر ومثله ام فانذر وقد يكون الامر لمفرد مؤنث يا مريم اقنتي لربك وقد يكون الامر للمثنى اذهبا الى فرعون وقد يكون الامر للجماعة كقوله سبحانه وتعالى وقوموا لله قانتين وكقوله عز وجل يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا اذا الصيغة الاولى من صيغ الامر هي فعل الامر والصيغة الثانية من صيغ الامر هي الفعل المضارع الذي اقترن بلام الامر الفعل المضارع الذي اقترن بلام الامر مثاله قوله سبحانه وتعالى وليضربن بخمورهن على جيوبهن وليظربن اللام لام الامر وقوله ومثاله ايضا قوله سبحانه وتعالى وليطوفوا بالبيت العتيق ومثاله ايضا قوله سبحانه وتعالى لينفق ذو سعة من سعته فهذه افعال مضارعة دخلت عليها لام الامر ومن صيغ فعل الامر ايضا اسم فعل الامر كقوله سبحانه وتعالى في سورة المائدة يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم. عليكم اي الزموا. اسم فعل امر الزموا انفسكم اي الزموا هدايتها وحفظها من اسباب الغواية وايضا من صيغ الامر قول الصحابي امرنا بكذا نهينا عن كذا قول الصحابي عفوا امرنا بكذا. امرنا بكذا هذا من صيغ فعل الامر ايضا بارك الله فيكم من صيغ فعل الامر ولم تذكر في الحقيبة. طبعا امرنا بكذا مثاله آآ امر بلال ان يشفع الاذان. وان يوتر الاقامة هذا مثالهم طيب من صيغ فعل او من صيغ الامر التي لم تذكر في الحقيبة المصدر النائب عن الفعل. المصدر النائب عن الفعل. مثاله قوله سبحانه وتعالى فاذا لقيتم الذين كفروا فظرب الرقاب اي فاضربوا الرقاب. فضرب هذا مصدر نائب عن الفعل اظربوا الرقاب اذا هذه طيغ الامر الطيغة الاولى فعل الامر الصيغة الثانية الفعل المضارع المقترن بلام الامر الصيغة الثالثة بارك الله فيكم اسم فعل الامر الصيغة الرابعة قول الصحابي امرنا بكذا او امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا والصيغة الخامسة التي اضفتها وهي الفعل او المصدر النائب عن الفعل. المصدر النائب عن الفعل اذا تقرر هذا فان الامر له دلالات الامر له دلالة دلالة الامر اما تكون دلالة بنفسه او دلالة بغيره يعني الاصل اذا تجرد الامر عن القرين انه يدل على امور. واحد اثنين ثلاثة اربعة خمسة واذا جاءت قرينة تصرفه عن ظاهره فانه يدل على شيء اخر فالاصل في الامر انه يدل على الوجوب الاصل في الامر انه يدل على الوجوب. لكن قد تأتي قرينة تصرفه من الوجوب الى الاستحباب تصرفه من الوجوب الى الاباحة. وهذا سيأتي بيانه بعد قليل اذا دلالة الامر بنفسه فالامر بنفسي الامر بنفسه يدل على الوجوب هذا عند الجمهور فقوله سبحانه وتعالى وقوموا لله قانتين هذا يدل على على وجوب القيام بالصلاة قوله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا يدل على وجوب الركوع والسجود يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين يدل على وجوب التقوى اذا الامر في الاصل انه يفيد الوجوب هذا او هذه المسألة الاولى التي يدل عليها الامر بنفسه. والمسألة الثانية الامر يدل على طلب الماهية اي طلب حصول ماهية الشيء حقيقة الشيء طلبوا حصول المأمور به لكنه اي الامر لا يفيد ان يكون ذلك فورا او على التراخي ولا يفيد ان يكون ذلك فيه تكرار او انه مرة واحدة اذا الامر المجرد لا يفيد الفورية ولا يفيد التراخي. لا يفيد التكرار ولا يفيد حصول المأمور مرة واحدة. الامر يفيد طلب حصول الماهية فقط امر الفورية افادة فورية افادة التراخي افادة التكرار افادة الحصول مرة واحدة فقط دون تكرار هذا من ادلة خارجية ليس من نفس الصيغة ليس من نفس الصيغة نعم الامر اذا جاء فانه لا بد ان تحصل الماهية مرة واحدة ذلك لان حصول الماء هي مرة واحدة امر ضروري لامتثال الامر لابد في امتثال الامر ان يحصل المأمور به مرة واحدة اذا نقول الامر لا يفيد الفورية نعم توجد اوامر للفورية كالامر بالايمان. فالامر بالايمان امر فوري توجد اوامر للتراخي كالامر بالنسك الامر بالحج والعمرة فالحج والعمرة وجوبهما ليس على الفور بل على التراقي. كذلك قضاء الصلوات مثلا لمن فاتته بعذر هذا على التراخي ليس على الفورية بخلاف ما اذا فاتت الصلوات بلا عذر فان وجوب قضائها يكون فورا ونفس الكلام في الصيام اذا فات الصوم بلا عذر وجب قضاؤه فورا واذا فات الصوم بعذر لم يكن قضاؤه فورا بل على التراخي والامر لا يقتضي التكرار والتكرار بفتح التاء ما كان على وزن تفعال يكون بفتح التاء الا تلقاء وتبيان وهما مذكوران في القرآن الكريم الامر لا يقتضي التكرار لكن نقول بارك الله فيكم اذا علق الامر بما يفيد التكرار فانه يفيد التكرار اذا علق الامر بصفة او علق الامر بشرط فحين اذ كلما وجدت الصفة وجد الامر كلما حصل الشرط وجد الامر مثاله قال الله سبحانه وتعالى فمن شهد منكم الشهر فليصمه الامر فليصمه علق بشهود الشهر فكلما شهد الشهر وجب عليه الصوم. هذا مثال ما علق بالشرط مثال اخر قال الله سبحانه وتعالى وان كنتم جنبا فاطهروا كلما حصلت الجنابة وجب الاغتسال لانه علق بالشرب اي بالجنابة كذلك اذا علق بالصفة كقوله سبحانه وتعالى والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما. كلما حصلت السرقة وجب قطع اليد هذا علق بالصفة ونفس الكلام في قوله سبحانه وتعالى الزانية والزاني فاجلدوا كلما حصل الزنا وجب الجلب لانه علق بالصفة الامر الثالث بارك الله فيكم الامر يقتضي الاجزاء. معنى كونه يقتضي الاجزاء اي اذا امتثل المكلف الامر ففعل المأمور به فان ذمته تبرأ ويجزئه ذلك ويسقط عنه الطلب فالامر يقتضي الاجزاء وهناك خلاف للاصوليين في قضية الاجزاء وهل معناه يعني سقوط الطلب او اه مع سقوط القضاء او موافقة الامر يعني تفاصيل نتركها في المطولات لكن نقول هنا اختصارا الامر يقتضي الاجزاء معناه ان المكلف اذا امتثل الامر واتى به على الوجه الموافق للشرع فان ذمته تبرأ ويسقط عنه الطلب ويخرج من عهدة المطلوب الامر الرابع الامر بالشيء يقتضي النهي عن ضده. ايضا هذه مسألة فيها تفاصيل كثيرة للفقهاء للاصوليين ايضا الامر بالشيء يقتضي النهي عن ضده فالامر بالسكون يقتضي النهي عن الحركة الامر بالسكوت يقتضي النهي عن الكلام عندما تقول لشخص صلي الوتر فانك تنهاه عن مكروه وهو ترك الوتر وعندما تقول لشخص صل الصبح فانك تنهاه عن حرام. وهو ترك صلاة الصبح فالامر بالشيء نهي عن ضده. ولذلك لما قال سبحانه وتعالى وقوموا لله قانتين. قال الصحابي؟ قال فامرنا فامرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام ثم نقول ان الامر قد يخرج عن كونه امرا للوجوب الى غير ذلك قد يخرج الامر عن كونه امرا للوجوب الى كونه امر استحباب الى كونه امر ارشاد الى كونه امر اباحة امر استحباب مثاله اوتروا يا اهل القرآن فان الله وتر يحب الوتر. اوتروا هذا امر استحباب لان صلاة الوتر مستحبة عند جمهور الفقهاء امر ارشاد وامر الارشاد يكون في منفعته دنيوية كقوله سبحانه وتعالى واشهدوا اذا تبايعتم. الاشهاد في البيع امر ارشاد. لان منفعته في الدنيا امر اباحة كقوله سبحانه وتعالى واذا حللتم واذا حللتم فاصطادوا بقي من مسائل الامر بارك الله فيكم ان الامر بالشيء امر به وبما لا يتم ذلك الشيء الا به فالامر بغسل الوجه في الوضوء امر بغسل جزء من الرأس لا يتحقق غسل الوجه الا به والامر بالصلاة امر بالوضوء وامر بتحصيل ماء الوضوء فان لم يحصل ماء الوضوء الا بشراء فان ذلك امر بالشراء والى ذلك اشار العمريطي في نظم الورقات فقال والامر بالفعل المهم المنحتم امر به وبالذي به يتم كالامر بالصلاة امر بالوضوء وكل شيء للصلاة يفرض نكتفي بهذا القدر والله اعلم. وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته