الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنستأنف في هذا المجلس الثالث عشر من مجالس القراءة والتعليق في كتاب الداء دواء او الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي حيث كنا قد وقفنا على قول المصنف رحمه الله في بيان عقوبات الذنوب والمعاصي واثارها على النفس والانسان والبدن وعلى ما حولنا من المجتمعات فقال رحمه الله ومن عقوباته انها تجعل صاحبها من السفلة فنبدأ على بركة الله تعالى ونسأله جل وعلا العون والتوفيق والسداد والهدى والرشاد. نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد فاللهم احفظ لنا شيخنا واغفر له ولوالديه ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين. قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى فصل ومن عقوبات انها تجعل صاحبها من السفلة بعد ان كان مهيئا لان بعد ان كان مهيأ لان يكون من العلية فان الله خلق اخلقوا قسمين علية وسفلة؟ وجعل عليين مستقرا العلية العلية وجعل عليين مستقر العلية احسنت يعني السفلى غير السفلة. السفلة من الناس هم السفهاء سقط من الناس واما السفلى فوصف للمكان فتقول هذا مكان في اعلى عليين وهذا مكان في اسفل سافلين او في السفلة. نعم قال رحمه الله تعالى وجعل عليين مستقر العلي واسفل سافلين مستقر السفلة وجعل اهل طاعته الاعلين في الدنيا والاخرة واهل واهل معصيتي الاسفلين في الدنيا والاخرة كما جعل اهل طاعته اكرم خلقه عليه واهل معصيته اهون خلقه عليه وجعل العزة لهؤلاء والذلة لهؤلاء كما في مسند احمد من حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال جعل جعل الى الذلة والصغار على من خالف امري. فكلما عمل العبد معصية نزل الى اسفل درجة ولا يزال في نزول حتى يكون من الاسفلين وكلما عمل طاعة ارتفع بها درجة ولا يزال في ارتفاع حتى يكون من من الاعلين. هذه المسألة عظيمة وهي ان الذنوب والمعاصي لا يزال بالعبد مع كونه مرتفعا بالايمان والاسلام والطاعة فانه ربما اذا استصغر الذنوب والمعاصي فلا تزال به هذه الذنوب حتى يصبح من اهل السفلتي عياذا بالله تعالى ولهذا ينبغي على الانسان ان يحرص اشد الحرص على الطاعة فانها اعظم وسيلة بعد التوحيد الى نيل المراتب العلية ولان يكون من اهل عليين والنبي صلى الله عليه وسلم ما قال جعل الذلة والصغار على من خالف عن امري جعل الذلة والصغار على من خالف امره الذلة وصف نفسي فالصغار وصف حالي ظاهر ولذلك قال عز وجل عن اليهود ظربت عليهم الذلة لو كانوا اغنى الناس هم اذل الناس لو كانوا من امنع الناس لكنهم من اخوف الناس لان الذلة امر نفسي ملازم لهم واما الصغار فهذا ظاهر ويشهد لهذا الحديث قول الله عز وجل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين مفهوم المخالفة ان الذلة لمن لم يكن موحدا ولا متبعا ولا مؤمنا وهذه مسألة عظيمة ايها الاخوة ينبغي لمن يشتري على المعاصي والذنوب ان يذكر نفسه بانها سبب للسفلة وان الطاعات سبب للعلية ايهما يختار ايهما يختار يختار الرقي في مراقع اللين او يختار عياذا بالله النزول الى سرادب سراديب السفلة والسفليين ان الانسان ان يناقش نفسه كلما هممت بمعصية لا سيما ذنوب الخلوات تذكر هذه المسألة انها ترضيك انها تؤذيك انها تؤوي بك الى اسفل السافلين وكلما هممت بطاعة فحدثتك نفسك بالكسل فتذكر انك بكل طاعة ترتقي وبكل حسنة تعلو حتى تكون مع اهل عليين اسأل الله ان يكون منهم. نعم قال رحمه الله وقد يجتمع للعبد في ايام حياته الصعود من وجه والنزول من وجه وايهما كان اغلب عليه كان من اهل فليس من صعد مئة درجة ونزل درجة واحدة كمن كان بالعكس. لكن مع الاسف الشديد نرى بعض الناس في صعود ونزول وبعضهم ربما يكون في صعود ثم تتفاجأ انه القى بنفسه من من اعلى عليين على ام رأسه في الهاوية هذا هذا له شواهد والله له شواهد تجد رجل من اهل الطاعة من اهل المعصية سافر سفرة ففسد تجد رجل من اهل العلم مجالس العلم ثم سمع شبهة فتمرد ولذلك الامر خطير وهذا التشبيه عجيب الانسان في حياته في صعود ونزول والخسارة كل الخسارة في من يصعد حتى يكاد ان يكون من اعلى عليين ثم يهوي على ام رأسه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار سبعين خريفا المسألة خطيرة لهذا ينبغي الانسان ان يكون حريصا كل الحرص على ما يصدر منه على ما يفعل على ما يخطر بباله لان الخطرات ها ماذا ينتج عنها ينتج عن الخطرات خطرات النفس ينتج عنها خطوات وعن الخطوات خطورات نسأل الله السلامة والعافية. نعم قال رحمه الله ولكن يعرض ها هنا للنفوس غلط عظيم. وهو ان العبد قد ينزل نزولا بعيدا ابعد مما بين المشرق والمغرب والمغرب ومما بين السماء والارض فلا يفي صعوده الف درجة بهذا النزول الواحد كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان العبد ليتكلم بالكلمة الواحدة لا يلقي لها بالا يهوي بها في في النار ابعد ما بين المشرق والمغرب فاي صعود يوازي هذه الزلة؟ هذه النزلة يقول يقول الله جل وعلا فلا اقتحم العقبة هل واحد منا فكر مع نفسه ما مناسبة تشبيه مجاوزة العذاب بالعقبة هذا مثال ابن القيم يبين لك كأن الناس اهل الطاعة في صعود على عقبة جبل فمنهم من يصعد ما شاء الله متمرس ولا ينزل حتى يصل الى اعلاه فيتمتع فيتمتع بالمناظر والهواء والجو والبيئة الذ ما يكون لا يريد النزول البتة يحس بحلاوة الايمان بلذة الايمان خلاص ومنهم من يصعد وينزل ويصعد وينزل لا يزال في صعود الى ان يختم الله له على ما يشاء منهم من يصعد هذا الجبل وينظر الى اسفل منه فلما يرى الى اسفل منه شيء يشغله شيء يلهيه شيء يخوفه يجيب له دوار راس يطيح من اعلى ما باقي له الا شوي يوصل. يطيح من اعلى يتدحرج ويتكسر لا تجد له ذاك الايمان الذي كان معه هذا مثال عظيم ترى مثال عظيم هذا فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة فك رقبة جهاد او اطعام في يوم ذي مسغبة. ذي حاجة شديدة فقر يتيما ذا مقربة او مسكينا ذا متربة مو بس ثم كان من الذين امنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة كم شيء نعدها مرة ثانية فنقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة ها فكه رقبة واحد او اطعام في يوم ذي مسغبة يطعم من؟ يتيما ذا مقربة ومسكينا ذا متربة. صار الان عندنا هذا الجنس صنفين ثم كان من الذين امنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرح بالله عليكم خمسة اشياء قارنوها مع من يصعد الجبال اللي يصعد للجبل شنو يحتاج؟ نفس الخمسة اشياء يحتاج الى نفس خمسة اشياء لكن بمسميات دنيوية هذه هذه صعود الى الجنان لكن بمسميات شرعية تأمل معي الذي يريد ان يرتقي ان يرتقي الجبل لابد اولا ان يكون هذا الرجل مثل ما يقولون مجازف هذا في دنياهم يسمونه مجازف احنا نسميها فك رقبة تفك رقبة رقبة انسان من مصيبة بعدين تبي تصعد جبل لازم تنفق مال تشتري حبال تشتري ادوات وهذا كله ما يكفي لازم يكون عندك علم شلون تصعد؟ هذا معنى الايمان وهذا ما يكفي حتى توصي نفسك ومن معك بالصبر وهذا هم ما يكفي حتى تكون مع من بجوارك رحيم تعينه ويعينك لين توصله شفتوا كيف؟ تصوير عجيب بليغ لما تقرأها تأملها. تصور من يصعد الجبال ماذا يفعل نعم قال رحمه الله النزول امر لازم للانسان ولكن من الناس من يكون نزوله الى غفلة فهذا متى استيقظ من غفلته اعادة الى درجته او الى ارفع منها بحسب يقظته. النزول اذا النزول لازم للانسان اما نزول بمعنى المنزل يرتاح في نصف الطريق ثم يكمل او نزول بمال ينزل درجة لسبب من الاسباب هذا لازم للانسان لكن كما قال الشيخ من الناس من يكون نزوله غفلة ما ينتبه شافه نصف درجة تحت مكان زين ما انتبه ان نزوله سهل لكن صعوده صعب مرة اخرى فهذا متى استيقظ من غفلته عاد الى درجته او الى ارفع منها بحسب يقظتي ومنهم؟ نعم. قال ومنهم من يكون نزوله الى مباح لا ينوي به الاستعانة على الطاعة. فهذا متى رجع الى الطاعة؟ فقد الى درجته وقد لا يصل اليها وقد يرتفع عنها فانه قد يعود اعلى همة مما كان وقد يكون اضعف همة وقد تعود همته كما كانت. هنا السؤال لماذا هذا الرجل الذي كان النزول الى مباح؟ لماذا لم يصبح مثل الذي كان نزوله بغفلة لان نزول من كان بغفلة لاحظ الان نزول من كان بغفلة معناه عدم العلم فلما رجع له العلم اجتهد وكر ونشط. اما نزول الى مباح فيه ركون. شيء مباح. ما في مشكلة. شو المشكلة اتوسع على نفسي اسوي فهو لا ينتبه ان هذا التوسع في المباح يضيع عليه الدرجات والرقي نعم قال ومنهم من يكون نزوله الى معصية اما صغيرة او كبيرة فهذا يحتاج في عوده الى درجته الى توبة النصوح وانابة صادقة هذا مثل ما نقول يبي يرجع الدرجة اللي هو سقط منها ما يمكن الا بتوبة نصوح ما يحط رجله في المكان اللي حاط فيه اول ها والا سقط مرة ثانية صح نعم قال رحمه الله واختلف الناس هل يعود بعد التوبة الى درجته التي كان فيها؟ بناء على ان التوبة اثر الذنب وتجعل تجعل وتجعل وجوده كعدمه وكأنه لم يكن او لا يعود بناء على ان التوبة تأثيرها في اسقاط العقوبة واما الدرجة التي فاتته فانه لا يصل اليها. قالوا وتقرير ذلك انه كان من قال اهل العلم هذا اختلاف الناس من اهل العلم من قال ان التائب يمحو عنه اثر الذنب. يعني هو لما سقط صار عنده جراحات وصار عنده صار عنده هذه الاشياء يتداوى لكن ما يصعد الى المرتبة العليا التي كان فيها انتبه لذلك اياك اياك ان تظن ان التايب من الذنب ها كمن لم يذنب اياك تظن هذا الظن فرق بين الامرين ذا فرق بين الامرين ومن اهل العلم من قال انه اذا تيب عليه رجع الى درجة العلى لكن هذا فيه نظر فان قال قال فان الله قال اولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات. يعني يطيب جراحاتهم هذا معناه مو معناه انه انه سيئات ينقل الى حسنات يصير مثل اللي صلى وهو ما صلى لا ليس هذا معنى هذا فهم سقيم نعم قالوا وتقرير ذلك انه كان مستعدا باشتغاله بالطاعة في الزمن الذي عصى فيه لصعود اخر. وارتفاعه بجملة اعماله السالفة بمنزلة كسب الرجل كل يوم بجملة ماله الذي يملكه. وكلما تضاعف المال تضاعف الربح. فقد راح عليه في زمن المعصية ارتفاع وربح بجملة اعماله. فاذا استأنف العمل استأنف صعودا بالنزول. وكان قبل ذلك صاعدا من صعود وبينهما بون عظيم. قالوا ومثل ذلك رجلان مرتقيان في سلمين لا نهاية لهما. وهما سواء فنزل احدهما الى اسفل ولو درجة واحدة. ثم استأنف الصعود فان الذي لم ينزل يعلو عليه ولابد. هذه مسألة من مسلمات من المسلمات ان اثنين لو تسابقا فنزل احدهما درجة واحدة انتبه له لو نزل احدهما درجة واحدة فانه لا يعود الى المساوي الذي كان الا بمضاعفة الاعمال ما هو بمجرد العود ها التوبة عود لذلك ماذا سمى الله عز وجل التوبة؟ انيبوا الى ربكم يعني ارجعوا عودوا فهو عاد. طيب الان هذا اللي كان يصعد هو وقف هنا وتدحرج ثم يبي يعود ما راح يوصل بمجرد التوبة الا ان يكون هناك شيء مضاعف شيء مضاعف غير التوبة شيسوي ؟ يمارس عضلات لا لابد من الطاعات صح ولا لا لذلك احنا الان في مظامير السباق مثلا انتم ترون في مظامير السباق يتعثر احدهم فاذا تعثر الان اذا اراد ان يدرك من سبقوه هل يدركهم بمجرد القيام ولا لا بد من بذل كل ما عنده ها اذا مجرد القيام لا يكفي صح؟ نفس الكلام نقول بالتوبة يذهب اثر الذنب ولكنه لا يمكنه العودة الى من سابقه الا بمضاعفة الحسنات نعم قال رحمه الله وحكم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بين الطائفتين حكما مقبولا فقال التحقيق من التائبين من يعود الى ارفع الى ارفع من درجته. منهم من يعود الى مثل درجته. ومنهم من لا يصل الى درجة قلت وهذا بحسب قوة التوبة وكمالها ما احدثته المعصية للعبد من الذل والخضوع والانابة والحذر والخوف من الله والبكاء كائ من خشيته فقد تقوى هذه الامور حتى يعود التائب الى ارفع من درجته. اذا لاحظوا الان انه عاد الى ارفع من درجة هل التوبة ولا بامور مصاحبة مع التوبة مصاحبة مضاعفة ما كان يعرفها. لاحظوا الان الندم الملازم. البكاء من خشية الله. الخوف من عقوبة الله الحذر من الزلة رجاء ما عند الله صار عنده مع التوبة اشياء مظاعفة ما كانت موجودة فهذا يرتفع اكثر فاكثر هذا صنف نعم قال ويصير بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة. فهذا قد تكون الخطيئة في حقه رحمة. فانها نفت عنه داء العجب من ثقتي بنفسي واعمالي ووضعت خد ضراعته وذله وانكساره على عتبة باب سيده ومولاه وعرفته قدره واشهدته فقره واشهدته فقره وضرورته الى حفظ سيدي له والى عفوه عنه ومغفرتي له فاخرجت من قلبه صولة الطاعة وكسرت انفه من ان يشمخ بها او يتكبر بها او يرى نفسه بها خيرا من غيره واوقفته بين يدي ربه موقف الخطائين المذنبين ناكس الرأس بين يدي ربه. مستحيل منه خائن وجلة محتقرا لطاعته. مستعظما لمعصيته. قد عرف نفسه بالنقص والذنب. وربه منفردا بالكمال الحمد والوفاء كما قيل استأثر الله بالوفاء وبالحمد وولى الملامة الرجل. فاي نعمة وصلت من الله اي استكثرها على نفسه ورأى نفسه دونها ولم يرها اهلا لها هذه المسألة عظيمة وهي ان الانسان الذي يكون على الطاعة ثم يرى ذنبا قد وقع عليه. فندم ورجع الى الله عز وجل ليعلم علم يقين ما دام انه قد رجع واناب وتاب ان الله اراد ان يصرف عنه ما كان من الشوائب ما كان فيه من الشوائب وليضرب مثلا على هذا حي كما يقال عندما ترى انسان مبتلى تسأل الله العافية لماذا تسأل الله العافية لانك اذا سخرت به او ضحكت عليه فان ذلك داء يسمى بداء العجب داء العجب عياذا بالله داء العجب عياذا بالله. قد يكون ها قد يكون حاجبا للعبد من الوصول الى الله فحتى يبعد الله عنك العجب فيوقعك فيما استهزأت به تأمل معي هذا الشيء وانا اعرف امثلة على هذا كثيرة جدا من الواقع العملي من نفسي ومن غيري وينبغي الانسان ان يعظ بنفسه والسعيد من وعظ بغيري والشقي من لم يتعظ لا بنفسه ولا بغيره يا اخي اذا دريت رأيت من نفسك تقصير ذنب انظر ما الذي فعلته ما الذي فعلته والله ايها الاخوة ان هذا الصنف من الناس الذين يقع منهم الذنب ثم يعودون الى احسن ما كان يريد الله ان يكسر انفه الشامخ ليعرف عبوديته لله هذه نعمة عليه من الله عز وجل لكن لا يشعر بها الا القلة من الناس واراءة الله العبد فقره خير من اقامته على طاعته مع نوع كبر في قلبي نسأل الله جل وعلا ان يأخذ بايدينا وان يبعد عنا العجب نعم وان يعيذنا من شر انفسنا فوالله ان شر النفس اخطر على الانسان في بعض الاحايين من شر ابليس وشر ما حول من الدنيا اخطر على الانسان في بعض الاحيان من شر ابليس نعم قال رحمه الله فاي نعمة وصلت اليه وصلت من الله اليه استكثرها على نفسه. ورأى نفسه دونها ولم يرها اهل لها هذا الواجب ان الانسان كل ما يرى نعمة من الله ان يرى نفسه دون هذه النعم وانه لا يستحقها وان الله عز وجل انما اعطاه ابتلاء من لا يظن في نفسه الخير كما يقول ذاك المفتون اوتيته على علم عندي او يقول ولئن رددت الى ربي لاجدن خيرا منها منقلب نعم قال رحمه الله واي نقمة او بلي او بلية وصلت اليه رأى نفسه اهلا لما هو اكبر منها ورأى مولاه قد احسن اليه اذ لم يعاقبه على قدر جرمه ولا شطره ولا ادنى جزء منه فانما يستحقه من العقوبة لا تحمله الجبال راسيات. فضلا عن هذا العبد الضعيف العاجز. هذه مسألة مهمة وهي ان العبد عليه ان كأن الذنوب والمعاصي هي عقوبات هي عقوبات واي نقمة او بلية اذا وصلت الى العبد فعليه ان يرى نفسه اهلا لذاك ولما هو فوق ذاك وان يرى اثر نعمة الله عليه وان الله لو شاءه لو شاء الله لجعله فيما هو اشد مما هو فيه فيرى اثر نعمة الله عليه هذا هو الواجب الانسان اذا كان النعم عليه يرى نفسه دونها ويرى كرم الله عليه واذا ابتلي واذا اشتد عليه تكلم فيه فلان وغلط عليه فلان وسبه فلان وشتمه فلان وضربه فلان وظلمه فلان وطغى عليه فلان وطغى عليه فلان فليعلم انه يستحق اكثر من ذلك لكن الله من رحمته اكرمه ببعض هذا ترى ابتلاء كيف يكون كرم؟ كرم اذا كان بالبعض كما قال الله عز وجل ويعفو عن كثير. اذا هو يأخذ بالبعض وانه يعفو عن كثير. نعم قال رحمه الله فان الذنب وان صغر فان مقابلة العظيم الذي لا شيء اعظم منه الكبير الذي لا شيء اكبر منه الكريم الذي لا اجل منه ولا اجمل المنعم بجميع اصناف النعم دقيقها وجليلها من اقبح الامور وافظعها اشمعيا فان مقابلة العظماء والاجلاء وسادات الناس بمثل ذلك استقبحه كل احد مؤمن وكافر وارذل وارذل الناس وارذل الناس واسقطهم مروءة من قابلهم بالرذائل. فكيف بعظيم السماوات والارض؟ ومن السماوات والارض واله اهل السماوات والارض. هذه مسألة عظيمة. الانسان لا ينظر الى صغر الذنب انما ينظر الى عظيم من عصى وينظر الى واقع الامر من منا بالله عليكم من منا ذاك الرجل الذي يتجرأ على الكذب على ملك من ملوك الدنيا من من من منا يتجرأ امام ملك او امير من امراء الدنيا وملوكها من منا يتجرأ على السب والشتم من منا يتجرأ على سوء الادب امام الملوك فما هذه الجرأة التي وجدت في نفوسنا امام الله العظيم جل في علاه الذي لا اعظم منه ذو العرش المجيد فعال لما يريد. الحي القيوم الهلى العظيم المصور له الاسماء الحسنى يسبح لهما في السماوات وما في الارض وهو العزيز الحكيم تعبده الملائكة ليلا ونهار ويقولون ما قدرناك حق عبادتك العظيم الذي السماوات والارض قبضته وما قدروا الله حق قدره والارظ جميعا قبظته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ما اشد جرأة العبد على ربه يغيب عن اعين الناظرين ويهون عليه نظر رب العالمين ولا حول ولا قوة الا بالله نعم قال رحمه الله ولولا ان رحمته غلبت غضبه ومغفرته سبقت عقوبته والا لتدكتكت الارض بمن قابله بما لا تليق مقابلته به ولولا ولولا حلمه ومغفرته لزالت السماوات والارض عن من معاصي العباد قال تعالى ان يمسك السماوات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا فتأمل ختم هذه الاية باسمين من اسمائه وهما الحليم الغفور. كيف تجد تحت ذلك انه لولا حلمه عن الجناة المغفرة للعصاة لما استقرت السماوات والارض. والله هذي مسألة عظيمة الانسان عليه ان يعلم ويستيقن انه لا احلم من الله ولا اكرم من الله ولا ارحم من الله وهو الغفور الرحيم. والله الذي لا اله الا هو ان احدنا ليسخط على ابنه على زوجته على اخيه على جاره على صاحبه اذا لم يطاوعه المرة والمرتين والثلاث ثم ربما يقطع الصلة بالكلية وارحم الراحمين واكرم الاكرمين الحليم العظيم يرى ذنوب عباده يرى شركه وكفرهم طغيانهم ظلمهم فجورهم فسوقهم ومع ذلك لا يؤاخذهم لحلمه لا يؤاخذهم لاخذ العهد على نفسه ان رحمته سبقت غضبه وغضبه لا يكون بالمعنى التام الا يوم القيامة ولذلك الرحمة السابقة الرحمة سابقة والمغفرة سابقة والعفو سابق على المؤاخذة انه كان حليما غفورا نعم قال رحمه الله وقد اخبر سبحانه عن بعض كفر عباده انه تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا. ان دعوا للرحمن ولدا هذه الذنوب والمعاصي يعني شيء عظيم كما قال الله عز وجل ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس. امر عظيم هم لا يرون لكن والله امر عظيم الذنب اول ما يكون اثره على الفاعل ثم على المفعول ثم على المحيط حتى يتجلى ويتعاظم ويصبح عياذا بالله كما يسمى اليوم بالظاهرة فحين اذ ينزل الله عقوبته نعم نسأل الله العفو والعافية. نعم قال رحمه الله وقد اخرج الله سبحانه الابوين وقد اخرج الله سبحانه الابوين من الجنة بذنب واحد ارتكباه فيه نهيه ولا على ابليس وطرده واخرجه من ملكوت السماء بذنب ارتكبه وخالف فيه امره ونحن معاشر الحمقى كما قيل نصل الذنوب الى الذنوب ونرتجي. درك الجنان لدى النعيم الخالد. ولقد علمنا اخرج ولقد علمنا قد علمنا احسنت ولقد علمنا اخرج الابوين من ملكوتها الاعلى بذنب واحد. والله هذه هذا امر عظيم نصل الذنوب الى الذنوب ونرتجي درك الجنان لدى النعيم الخالد. ولقد علمنا اخرج الابوين منه ملكوتها الاعلى بذنب واحد فماذا عسانا ان نقول اسأل الله ان يتغمدنا برحمته اسأل الله ان يتغمدنا بفضله نعم والمقصود ان العبد قد يكون بعد التوبة خيرا مما كان قبل الخطيئة وارفع درجة وقد تضعف الخطيئة تهمته وتوهن عزمه وتمرض قلبه. فلا يقوى دواء التوبة على فلا يقوى دواء التوبة على اعادة الى الصحة الاولى فلا يعود الى درجته. وقد يزول المرض بحيث تعود الصحة كما كانت. ويعود الى مثل فيعود الى درجته. هذا كله اذا كان وهذه الذنوب اذا تمكنت من القلوب سبحان الله سبحان الله كيف تخرج اللذات من قلوب اهل العبادات يقول احدهم كنت اتلذذ بقراءة القرآن ثم انتكست اصبحت الان لا اطيق سماع القرآن تأمل الحال تأمل الحال يقول احدهم كنت احفظ كتاب الله واقوم به في الليل ثم الان بالكاد لا اصلي الوتر. سبحان الله العظيم ما اعظم اثار الذنوب على النفس فلا يستهن عبد باثارها نعم قال رحمه الله هذا كله اذا كان نزوله الى معصية فان كان نزوله الى امر يقدح في اصل ايمانه مثل الشكوك والريب والرياض الريب جمع ريبة نعم قال مثل الشكوك والرياض والنفاق فذاك نزول لا يرجى لصاحبه صعود الا بتجديد اسلامه من رأس. الله نعم. قال فصل ومن عقوباتها انها تجرأ على العبد من لم يكن يجترئ عليه من اصناف المخلوقات. فيجترئ عليه الشياطين بالاذى والاغواء والوسوسة والتخويف والتخزين وانسائه ما مصلحته في ذكره؟ ومضرته في نسيانه؟ فتجترئ عليه الشياطين حتى الى المعصية حتى تؤزه الى معصية الله ازا. الله المستعان. ويجترئ عليه شياطين الانس بما تقدر عليه من اذاه في غيبته وحضوره ويشتره عليه اهله وخدمه واولاده وجيرانه حتى الحيوان البهيم قال بعض السلف اني لاعصي الله فاعرف ذلك في خلق امرأتي ودابتي. هذه نعم. جراءة الناس وجراءة ما حول الانسان على اهل المعاصي شيء لا يتصور ربما تجد رجل كبير من الكبرا صاحب منصب وجاه ونسب وحسب وما تجد الناس امامه من احسن ما يكون. اذا صاروا خلفه يتكلمون عليه باشنع الالفاظ واشدها لماذا تجرأوا عليه هانت نفسه عليهم لان نفسه هانت عليه ولو انه اكرمها لاكرمت فانت اذا لم تكرم نفسك بالانفة عن المعاصي والذنوب او تريد من العباد ان يكرموك هذا امة الله لا يكون اول ما ترى تغير في خلق زوجتك فتيقن انك ارتكبت نقصا وعيبا وذنبا ما حولك ابناءك اولادك نعم قال رحمه الله وكذلك يجترئ عليه اولياء الامر بالعقوبة بالعقوبة التي ان عدلوا فيها اقاموا عليه حدود الله وكذلك تجترئ عليه نفسه فتتأسد عليه وتستصعب عليه فلو ارادها لخير لم تطاوعه ولم تنقد له وتسوق الى ما فيه هلاكه شاء ام ابى. نسأل الله السلامة والعافية يصبح عبدا لنفسه الامارة بالسوء بدال ما يقودها صارت هي تقوده الله المستعان. نسأل الله ان يرحمنا واياكم برحمته يشملنا بفضله وان يكرمنا بطاعته والا يهيننا بمعصيته. نعم. قال وذلك لان الطاعة حصن الرب تبارك وتعالى الذي من من دخله كان من الامنين. فاذا فارق الحصن اشترى عليه قطاع الطريق وغيرهم. وعلى حسب اشترائه على معاصي الله يكون اجتراء هذه الافة والنفوس عليه وليس له شيء يرد عنه. فان ذكر الله وطاعته والصدقة وارشاد الجاهل والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقاية ترد ترد عن العبد. بمنزلة القوة التي ترد المرض وتقاومه. فاذا سقطت القوة غلب وارد المرض فكان الهلاك فلا بد للعبد من شيء يرد عنه فان موجب السيئات والحسنات يتدافع ويكون الحكم للغالب كما تقدم وكلما قوي جانب الحسنات كان الرد اقوى. فان الله يدافع عن الذين امنوا والايمان قول وعمل بقوة الايمان يكون الدفع والله المستعان نسأل الله جل وعلا ان يعيننا واياكم على طاعته وان يحفظنا واياكم بحفظه ويكلأنا برعايته وان يكرمنا واياكم بلذة العبادة ولذة الطاعة ولذة العلم ولذة طلبه سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك