بسم الله والحمد لله واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اللهم علمنا ما ينفع وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا رب العالمين. ايها الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حياكم الله في هذا اللقاء المبارك هذا اليوم يوم الاربعاء الموافق للتاسع والعشرين من شهر الله المحرم. من عام خمسة واربعين واربع مئة والف من الهجرة. درسنا في كتاب التبيان في ايمان القرآن للعلامة ابن قيم الجوزي رحمه الله تعالى. وهذا الكتاب كما ذكرنا في لقاءات عدة هو يعني في اقسام القرآن وايمان القرآن التي وردت في القرآن الكريم سواء جاءت بالتصريح بالقسم بالله سبحانه وتعالى او باسم من اسمائه او جاءت بالقسم خلق من مخلوقات الله التي يقسم الله بما شاء من مخلوقاته ومر معنا مواضع كثيرة والان عندنا سورة النازعات التي اقسم الله في اولها بالنازعات والناشطات وهذه اوصاف اوصاف هذه كما سيذكر المؤلف انها اوصاف على خلاف اوصاف للملائكة او غير ذلك. طيب تفضل اقرأ. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله اللهم اغفر لنا وللمستمعين وللمسلمين اجمعين. قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى فصل من ذلك قوله تعالى النازعات اوروبا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات امرا. فهذه خمسة امور وهي صفات الملائكة فاقسم سبحانه بالملائكة الفاعلة لهذه الافعال اذ ذلك من اعظم اياته وحذف وحذف وحذف النزع والنشط لانه لو ذكر ما تنزع وتنشط لاوهم التقييد به. ولان القسم على نفس الافعال الصادرة من هؤلاء الفاعلين فلم يتعلق الغرض بذكر المفعول كقوله تعالى فما من اعطى واتقى ونظائره فكان نفس هو المقصود لا عين المنزوع. واكثر المفسرين على انها الملائكة على انها الملائكة التي تنزع ارواح نعم. واكثروا على انها الملائكة التي تنزع ارواح بني ادم من اجسامهم وهم جماعة كقوله تعالى توفته رسلنا وقوله ان الذين توفاهم الملائكة واما قوله عز وجل قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم فاما ان يكون واحدا وله اعوان واما ان يكون المراد واما ان يكون المراد الجنس للوحدة كقوله تعالى وصدقت بكلمات ربها وكتبه قوله تعالى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. والنزع هو اجتذاب الشيء بقوة والاغراق في النزع ان يجتذبه الى اخره ومنهم اغراق النزع في ومنه اغراق النزع في جذب القوس ان يبلغ بها غاية المد فيقال قالوا اغرق النزع. ثم صار مثلا لكل من بالغ في فعل حتى وصل الى اخره. والغرب اسمه مصدر اقيم مقامه كالعطاء والكلام اقيم مقام العطاء والتكريم واختلف الناس وهل النازعات متعد ام اولى جاهزة على القول الذي حكيناه يكون متعديا. وهذا قول علي ومسروق ومقاتل وابي صالح وعطية وعطية عن ابن عباس وقال ابن مسعود هي انفس الكفار وهو قول قتادة والسدي وعطاء ابن عطاء وعطاء عن ابن عباس. وعلى هذا فهو فعل لازم وارقى على هذا على هذا وغر على هذا معناه نزعا شديدا ابلغ ما يكون واشده. وفي هذا القول ضعف من وجوه احدها ان فما بعده عليه يدل على انها الملائكة فهي السابحات والمدبرات والنازعات. الثاني ان الاقساما بنفوس الكفار خاصة ليس بالبين ولا في لفظ ما يدل عليه. الثالث ان النزع ان النزع مشترك بين نفوس بني ادم والاغراق لا يختص بالكافر. وقال الحسن النازعات من النجوم تنزع من المشرق الى المغرب وارقى هو غروبها. قال تنزع منها وتغرق هؤلاء. تره الاخفش وابو عبيدة قال مجاهد هي هي شدائد الموت واهواله التي تنزع الارواح نزعا شديدا. وقال عطاء وعكرمة وعكرمة هي القسي والنازعات على هذا القول بمعنى النسب اي ذوات النسك التي ينكح بها الرامي او النازع. قلت النازعات اسم فاعل من نزع ويقال نزع كذا. اذا اجتذب وبقوة ونزع عنه اذا خلاه وتركه بعد ملابسته. ونزع اليه اذا ذهب اليه ومال اليه. وهذا توصف به النفوس التي لها حركة ارادية للميل الى الشيء او الميل او الميل عنه. واحق ما صدق عليه هذا الوصف الملائكة ان هذه القوة لان هذه القوة فيها اكمل. وموضع الاية فيها اعظم. فهي التي تغرق في النزع اذا طلبت ما تنزعه او تنزع اليه. والنفس الانسانية ايضا لها هذه والنجوم ايضا تنزع من افق الى افق. فالنزع حركة شديدة سواء كانت من ملك او نفس انسانية او نجم. والنفوس تنزع الى والى مألفها. وعند الموت تنزع الى ربها والمنايا تنزع النفوس. والقسي تنزع السهام. والملائكة تنزع من مكان الى مكان وتنزح ما وكلت بنزعه والخيل تنزع في اعنتها نزعا تغرق في فيه الاعنة بطول اعناقها. الصفة واقعة على كل من لهذه الحركة التي هي اية من ايات الرب تعالى فانه هو الذي خلقها وخلق محلها وخلق القوة والنفس التي بها تتحرك ومن ومن ذكر سورة من هذه الصور فانما اراد التمثيل وان كانت الملائكة احق من من احد. وان كانت الملائكة احق ومن تناوله هذا الوصف فاقسم بطوائف الملائكة واصنافهم النازعات التي تنزع الارواح من من الاجساد والناشطات التي التي تنشطها اي تخرجها بسرعة وخفة من من قولهم نشطت دلوى من البئر اذا اخرجها وانا انشط لكذا اذا اخف له واسرى. السابحات التي تسبح في الهواء من طريق ممر الى ما امرت به كما كما تسبح الطير في الهواء. السابقات التي تنزع وفي السابقات التي تسبق وتسرع الى ما امرت به. لا تبطئ عنه ولا تتأخر. المدبرات التي تدبر امور التي امرها ربها بتدبيرها وهذا اولى الاقوال. وقد روي عن ابن عباس ان النازعات آآ ان النازعات الملائكة تنزع نفوس بشدة وعنف. والناشطات الملائكة التي تنشط ارواح المؤمنين بيسر وسهولة. واختار الحراء هذا القول فقال هي الملائكة تنشط نفس المؤمن فتقبضها وتنزع نفس الكافر. قال الواحدي انما اختار ذلك لما بين النشط والنزع من النزع الجذب بشدة والنشط الجذب برفق ولين. ولان الناشطات هي النقوص التي تنشط لما امرت به والملائكة الخلق بذلك ونفوس المؤمنين ناشطة لما امرت. وقيل السابحات هي النجوم تسبح في الفلك. كما قال تعالى وكل في فلك يسبحون وقيل هي السفن تسبح في الماء وقيل هي النفوس هي نفوس المؤمنين تسبح بعد مفارقة صاعدة الى ربها. قلته انها الملائكة والسياق يدل عليه. واما السفن والنجوم فانما تسمى جارية وجوارا. كما قال تعالى ومن اياته الجواري في البحث الاعلام وقال تعالى حملناكم في الجارية وقال تعالى الجوال الكنس ولم يسمها سابحات وان اطلق عليها على السباحة. كقوله تعالى وكل في فلك يسبحون. ويدل عليه ذكره السابقات بعدها والمدبرات بالهاء ويدل عليه ذكره السابقات بعدها والمدبرات بالفاء. وذكره الثلاثة الأولى بالواو وذكره الثلاثة الأولى بالواو. يعني ويدل عليه ذكره وذكره. ولان السبق والتدبير مسبب عن قبله فانها نزعت ونشطت وسبحت فسبقت الى ما امرت به فدبرته. ولو كانت السابحات هي السفن او النجوم او او النفوس الادمية لما عطف عليها فعل السبق والتدبير بالفاء فتأمل. قال مسروق ومقاتل ومقاتل والكلبي السابقات سبق هم الملائكة. قال مجاهد وابو روض سبق سبقت فسبقت ابن ادم الخير سبقت ابن ادم بالخير والعمل الصالح والايمان والتصديق. وقال مقاتلون تسبقوا بارواح المؤمنين الى الجنة. وقال الحراء والزجاج الملائكة تسبق الشياطين بالوحي الى الانبياء اذ اذ كانت الشياطين تسترق السمع. وهذا القول خطأ لا يخفى فساده. اذ الاشتراك بين الملائكة والشياطين والشياطين في القائهم الوحي وان الملائكة تسبقهم به الى الانبياء وهذا ليس بصحيح بان الوحي الذي به الملائكة الى الانبياء لا تسترقه لا تسترقه الشياطين. وهم معزولون عن سبيل وان استرقوا بعض ما يسمعونه من ملائكة السماء الدنيا من امور الحوادث. والله سبحانه صان وحيه الى انبيائه ان تسترق الشياطين شيئا منه وعزلهم عن سمعه. ولو ان ولو ان قائل هذا القول فسر السابقات بالملائكة التي تسبق الشياطين بالرجم والشوغب قبل القائه الكلمة التي لكان له وجه. فان الشيطان يدبر موسعا لالقاءه الى وليه فتسبيقه الملائكة في نزوله بالشهب بالشهب الثواب فتهلكه وربما القى الكلمة قبل ادراك الشهاب لك. وفسرت السابقات سبق نعم. وفسر السابقات سبق بالانفس السابقات الى طاعة الله تعالى ومرضاته. واما المدبرات واما واما المدبرات امرا فاجمعوا على انها الملائكة اه ثم قال ثم قال المقاتل نعم هم جبريل وميكائيل واسرافيل وملك الموت يدبرون امر الله تعالى في الارض وهم المقسمات امراظ. وهم المقسمات امراظ. قال عبد الرحمن ابن سابق جبريل موكل بالرياح والجنود وميكائيل موكل بالقطر والنبات وملك الموت موكل بقبض الانفس واسرافيل ينزل بالامر عليه وقال ابن عباس ام الملائكة وكلهم الله تعالى بامور عرضتهم العمل بها والوقوف عليها. بعضهم لبني ادم يحفظون ويكتبون وبعضهم يوكله. وبعضهم وكلوا بالامطار والنبات والخسف والمسخ والرياح والسحاب انتهى. وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الجبال ملك يختص بشأنها. وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان للجبال لها ملكا. يختص بشأنها واخبر ان الله تعالى وكل بالرحم ملكا وللرؤيا وللرؤيا ملك موكل بها ولجنتي ملائكة موكلون بعمارتها وعمل التها واوانيها وفراشها وفرشها ونمارقها وارائكها وللنار ملائكة موكلون بعمل ما فيها وايقادها وغير ذلك. الدنيا فيها والجنة والنار والموت واحكام البرزخ قد وكل الله بذلك كله ملائكة يدبرون ما شاء الله من ذلك. ولهذا كان الايمان بالملائكة ولهذا كان الايمان بالملائكة احد اركان الايمان الذي لا يتم الا به. واما من قال انها النجوم فليس هذا من اقوال اهل الاسلام ولم يجعل الله تعالى للنجوم تدبير شيء من الخلق بل هي مدبرة مسخرة كما قال تعالى والشمس والقمر قد والشمس والقمر والنجوم بامره فالله سبحانه هو المدبر بملائكته لامر العالم العلوي وسؤله. قال الجرجاني ابو ذكر نعم وذكر السابقات والمدبرات بالفاء وما قبلها بالواو نعم وذكر وذكر السابقات مدبرات وما قبلها بالواو لان ما قبلها اقسام مستأنفة وهذان القسمان منشآن على عن الذي قبلهما كأنه قال اللاتي سبحنا. سبحنا. لعله سبحنا الان. اللاتي سبحن فسبقنا كما تقول قام قام فذهب اوجب الفاء اوجب الفاء اوجب الهاء القيامة كان سببا للذهاب. اوجب اوجب الفاء ان القيام. يعني القيام هو الذي اوجب الفاء اوجب الفاء ان القيامة كان سببا للذهاب ولو قام وذهب لم تجعل القيام سببا للذهاب. واعترض عليه الواحدي فقال هذا غير مطرد في هذه الاية لانه يبعد ان يجعل السبق وسببا بتدبير مع ان السابقات ليست الملائكة. مع ان السابقات ليست الملائكة في قول المفسرين. قلت الملأ قلت الملائكة داخلون في السابقات قطعا. واما اختصاص السابقات بالملائكة فهذا محتمل. واما قوله يبعد ان يكون السبق سببا للتدبير كما زعم بل السبق بل السبق المبادرة الى تنفيذ ما يؤمر به الملك فهو سبب للفعل الذي امر به وهو التدبير مع ان الفاء على التعقيب وان التدبير يتعقب السبق بلا تراخ بخلاف الاقسام الثلاثة الاول والله اعلم مزيد بيان لهذا قريبا ان شاء الله تعالى. وجواب القسم محذوف يدل عليه السياق وهو البعث المستلزم لصدق الرسول وثبوت القرآن. او انه من القسم الذي اريد به التنبيه على الدلالة على الدلالة والعبرة بالمقسم عليه او بالمقسم به دون ان يراد به مقسم عليه بعين وهذا القسم يتضمن الجواب المقسم عليه وان لم يذكر وان لم يذكر لفظ ولعل هذا مراد من قال انه محذوف للعلم لكن هذا الوجه الطف مسلكا فان المقسم به اذا كان دالا على المقسم عليه مستلزما له اغنية عن ذكره بذكره. وهذا غير وهذا غير كونه محذوفا لدلالة ما بعده عليه فتأمله. ولعل هذا قول ولعل هذا قول من قال انه انه انما اقسم برب هذه الاشياء وحذف المبارك فان هذا معناه صحيح لكن على غير الوجه الذي قدروه فان اقسامه سبحانه بهذه الاشياء لظهور دلالتها على ربوبيته ووحدانيته وعلمي وقدرتي وحكمته فالاتسام بها في الحقيقة اقسام بربوبيته وصفات كماله فتأمل. ثم قرر سبحانه بعد هذا القسم بعد هذا امر المعاد ونبوة موسى صلى الله عليه وسلم المستلزمة للقوة محمد صلى الله عليه وسلم المستلزمة بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم. اذ من المحال ان يكون موسى نبيا ومحمد ليس ليس نبيا. مع ان كل من مع ان كل ما نبوة موسى لمحمد نظيره او اعظم منه او اعظم منه. وقرر سبحانه تكليمه بموسى بندائه له بنفسه فقال تعالى اذ ناداه ربه. فاثبت النداء المستلزم للكلام والتكليم وفي موضع اخر اثبت النداء اثبت اني اثبت النداء والنداء. والنداء نو نعم. وفي موضع اخر اثبتت النداء والنداء والنداء نوعان تكليم ومحال هبوء ومحال ثبوت النوع بدون الجنس. ثم امر ان ان يخاطب ثم امر وان يخاطبه بالين خطاب فيقول له فيقول له هل لك ان هل لك الى ان تزكى واهديك الى ربك ففي هذا من لطف خطاب ولينه وجوه احدها وجوه احدها اخراج الكلام مخرج العرب ولم يخرجه مخرج الامر والالزام وهو الطف ونظيره قول ابراهيم عليه السلام لضيفه لضيفه المكرمين فلا ولم يقل كلوا. الثاني قوله الى ان تزكى والتزكي ان ما هو الطهارة والبركة والزيادة فعرض عليه امرا يقبله كل عام ولا يرده الا كل احمق جاهل. الثالث قوله تزكى ولم يقل ازكيك فاضاف التزكية الى نفسه على هذا يخاطب الملوك. الرابع قوله واهديك اي اكون اي اكون دليلا لك وهاديا بين يديك بنسب الهداية اليه والتزكية الى المخاطب اي اي اكون دليلا لك وهاديا فتتزكى انت كما تقول كما تقول للرجل هل لك ان ادلك على كنز تأخذ منه ما شئت؟ وهذا احسن من قولك اعطيه الخامس قوله الى ربك فانا في هذا ما وجب قبول ما دله عليه هو انه يدعوه ويوصله الى ربه فاضله وخالقه الذي اوجده ورباه بنعمه جليلا وصغيرا وكبيرا واتاه الملك. وهذا نوع من خطاب الاستعطاف والالزام كما تقول لمن خرج عن طاعة سيده الا الا تطيع سيدك ومولاك ومالكك؟ وتقول وتقول للولد الا اذاك الذي رباك. السادس قوله فتخشى اي اذا اهتديت اليهم وعرضته خشيت خشيته لان من عرف الله خافه ومن لم يعرفه ولم يخف فخشيته تعالى مقرونة بمعرفته وعلى قدر المعرفة تكون السابع ان بقوله هل لك فائدة لطيفة وهي ان المعنى هل لك في ذلك حاجة او ارض ومعلوم ان كل عاقل يبادر الى قبول ذلك لان الداعية انما يدعوه الى حاجته ومصلحته لا الى حاجة الداعي فكأنه يقول الحاجة وانت المتزكي وانا الدليل له والمرشد لك الى اعظم مصالحك. فقابل هذا بغاية الكفر والعناد وادعى انه رب العباد هذا وهو يعلم انه ليس بالذي خلق فسوى ولا قدر فهدى فكذب القبر وعصى الامر ثم ادبر يسعى بالخديعة والمكر فحشر جنوده فحشر جنوده فاجابوه ثم نادى فيهم بانه ربهم الاعلى واستخفهم فاضاعوه فبطش به جبار السماوات والارض بطشة عزيزي مقتدر واخذه نكال الاخرة والاولى ليعتبر بذلك من يعتبر فاعتبر اعتبر بذلك من خشي من المؤمنين وحق القول على الجابرين. ثم اقام سبحانه حجته على العالمين بخلق ما ما هو اشد منهم واكبر واعظم واعلى وارفع خلق السماء وبناؤها ورفع سمكها وتسويتها واظلام ليلها واخراج ضحاها وخلق الارض ومدها ومدها وبسطها وهيأها لما يراد منها فاخرج منها شراب الحياة اخواني واقواتهم وارسى الجبال فجعلها رواسي للارض لان لا تميد باهلها واودعها من المنافع ما يتم به مصالح حيوان الناطق والبهيم. فمن قدر على ذلك كله كيف يعجز عن اعادتكم خلقا جديدا. فتأمل دلالة المقسم المذكور في اول السورة على المعاني والتوحيد وصدق الرسل كدلالة هذا الدليل المذكور. واذا كان هذا هو المقصود لم كن محتاجا الى جواب والله تعالى اعلم. بارك الله فيك وجزاك الله خيرا. هذا الموضع من مواضع القسم في القرآن الكريم وهو سورة المؤلف ذكر ان الله سبحانه وتعالى اقسم بصفاته وهذه الصفات محتملة لاشياء مثل ما ذكر تحتمل ان صفات الملائكة او صفات اه مثل ما ذكر هنا صفات الملائكة او صفات الانفس او اه صفات اه ذكر هنا الارواح الانفس وايضا يعني آآ النجوم النجوم يعني تنزع من المشرق الى المغرب تغرق في المغرب هي تحتمل لكن جمهور المفسرين والذي رجحه ابن القيم ورجحه كثير من المفسرين بدلالات الايات كلها ولدلالة ما بعدها ان المراد به الملائكة ولذلك المؤلف ابتدع بهذا بهذا القول وهو هذا الرأي قال فاقسم سبحانه بالملائكة بالملائكة الفاعلة هذي الافعال واكثر الاقسام المفتتحة بها السور يعني في الغالب في الغالب آآ اذا جاءت بصيغة الجمع مثل الصافات المرسلات والنازعات انها تعود الى الملائكة. هذي طريقة القرآن. احيانا دلالات القرآن تؤخذ من السياقات واحيانا تؤخذ من القرائن. ان هذا يسمونه علم اصول التفسير. علم اصول التفسير اذا كان الانسان متمكن من اصول التفسير يعني استطاع ان ان يرجح استطاع ان يختار استطاع ان يناقش في المسائل الخلافية استطاع ان ان يثبت الرأي بادلة قوية. هذي مثل اصول الفقه. اصول الفقه. الفقيه اذا لم اذا اذا لم يكن عنده اصول اصول يعتمد على الفوق قد يعني ما يستطيع ان يناقش ويجادل ويرجح ويختار ويستدل بادلة قوية اذا كان عنده اصول اصول الفقه استطاع ان يمكن نفسه وهكذا في سائر الاصول. حتى في اصول العقيدة واصول التوحيد. يعني لم يكن عندك اصول ثابتة سابقة ما تستطيع ان تناقش فيها التفسير يعني هو اجدر العلوم واقوالهم وافضل العلوم والتفسير له اصول والف في مؤلفات فاذا لم يكن الانسان عنده اصول يعرفها ما يستطيع. فمن اصول التفسير ترجيحات اختيارات الترجيحات وكذا الان عندنا دلالة السياق هذي تعتبر من اقوى اصول التفسير. يعني دائما انت تنظر في الايات في سياقاتها. سيقت لكذا ما الذي سبقها؟ ما الذي جاء بعدها احيانا اللفظ هذا تستطيع ان ترجحه بما يدل بما قبله وما بعده. هذا امر. الامر الثاني القرائن احيانا تجد القرآن له قرائن يعني مثل ما قلنا يعني مثل النازعات الصافات المرسلات تجد هذه قرائن تدل على ان المراد له وجه للترجيح. احيانا ما يسمونه بطريقة القرآن ومنهجه. وعادة القرآن اعادة القرآن تذكر كذا. طريقة القرآن اذا ذكرت ان المعنى كذا. اه منهج القرآن انه يذكر يأتي بصيغة كذا. فاذا تتبعت القرآن وجدته يستعمل هذه الصيغة. اذا هذه الصيغة معتادة في القرآن الصيغة هذي يعمل يعمل القرآن دام يعني يعمل بها في القرآن. فهناك يعني ادلة تساعد على الانسان عند اختيار الاقوال فهنا مثلا ابن القيم رجح ان المراد بالنازعات والناشطات والسابحات هي الملاعب بدليل اقوى ما يدل على ذلك قول المدبرات امرا. فالنجوم ما ما يمكن ان ان تطبق عليها كلمة المدبرات او مثل الانفس او غيرها او نحو ذلك المتناسب هي يعني ولذلك شف الان عندنا كل المرسلات العاصفات عصف والنشرات. طيب اذا قلنا انها الرياح مثلا او قلنا انها معاني اخرى ولم نقل انها الملائكة. يأتيك مثلا بعدها فالملقيات ذكرا عذرا او نذرا. ما التي تلقي التي تلقي الملائكة تنزل بالوحي تجد احيانا دلالات القرآن القرآن ترجح. طيب. شف هنا قال واكثر المفسرين على ان على انها الملائكة. طيب النازعات الصفة ملائكة والناشطات ما الفرق بين النازعات والناشطات؟ قال النازعات في حق الكفار تنزع ارواحهم بشدة كما جاء في الحديث حديث البراء الطويل انها تنزع تنزع روح الملك تنزع روح الكهف بشدة. اما الناشطات الناشطات تأخذ وتخرج روح المؤمن بهدوء وسهولة كأنما نشط من عقال يعني فك من عقال ليفك تخرج الروح بسهولة ولذلك تجد يعني اكثر المؤمنين الصالحين الذين يعني ذكر عنهم ما ذكر انهم آآ يعني لا يشعر بالموت ويجدراها عند الموت يجد راحة هذا امر يعني واضح. طيب. هو يقول هنا هو اتى لك الان قال من الذي ما الذي يتوفى الانفس؟ الملائكة ولا ملك الموت؟ زين؟ هو ذكر قولين وذكر اه يعني رأيين قال اما ان تكون الملائكة تنزع ارواح المؤمنين او ملك الموت زين؟ وفي اية اخرى ثانية ما ذكره يعني عندنا يعني عندنا اضيفت اظيفت او اظيفت توفي للملائكة قال الملائكة. زين؟ اه توفت روسنا. وفي ايات انه اضيف الى الى ملك الموت. هو ليتوفاكم ملك الموت. وفي اية اخرى ان الذي يتوفى هو الله. الله يتوفى الانفس. فاصبح عندنا ثلاثة. فنقول الاصل ان الله هو الذي هو الذي يتوفى الانفس. والذي يقوم بهذا العمل ملك الموت. والملائكة اذا جاء بصيغة الجمع فانها تكون مع مع الملك الموت ويا ملك الموت يقبضها ثم تأخذها الملائكة. يعني هذا الجمع هو ابن القيم ذكر قال كيف نجمع بين ملك الموت والملائكة قال انك ملك الموت هنا قد يراد به الجنس قال قد يراد به الجنس ولا يراد به الواحد ملك الموت وذكر اية قال كقوله تعالى وصدقت بكلمات ربها وكتبه. ولكن المناسب هي القراءة الثانية وصدقت بكلمة ربها. او بكتابه اقراء الكتابة اي نعم. وصدقت بكلمات ربها وكتابه فكتاب جنس لانه لو قلت كتبه ما ما صار دليل. ولذلك اتى بالاية الثانية قال وان تعدوا نعمة الله. والمراد ليس النعمة واحدة وانما الجمع لان المفرد اذا اظيف الى معرفة هذي قاعدة تفسيرية. المفرد تفسيرية لغوية. المفرد اذا اضيف الى معرفة دل على العموم دل على العموم فليحذر الذين يخالفون عن امره ليس امر واحد وانما جنس تعد نعمة واما بنعمة ربك فحدث ليست نعمة واحدة. فهذه قاعدة طيب ذكر قال النزع اجتذاب بقوة يعني في النزع ان يجتذب الى اخر شيء يغرق يغرق الى اخر شيء. طيب. بعد ذلك قال قال اختلف الناس في المراد في النازعات هل هو متعدي او لازم؟ الفعل المتعدي بالفعل اللازم. فعل اللازم الذي لا يحتاج الى مفعول. مثل قام زيد ونام عمرو هذا نسميه فعل لازم. ما فيه مفعول به لكن ضربة متعددة. ضرب زيد عمرا. متعدي. فالنازعات تقول الملائكة تنزع ارواح. هذا عندي وقد هو يقول هنا قيل متعدي قيل لازم. يقول على القول الذي حكيناه الملائكة متعدي لان الملائكة تنزع الارض زين؟ وعلى القول الثاني انه لازم اذا قلنا الانفس النازعات يعني هي الانفس هي الارواح الارواح تنزع تنزع ماذا؟ الارواح يعني يعني الارواح تنزع مثل ما تقول تنزع نفسها يعني ما يتعدى يقول هو لازم مثل ما تقول الارواح سقطت. والارواح نزعت يعني نزعت بمعنى خرجت. ثم تقول خرج زيد هذا ماء لازم سقط زيد لازم نزع زيد لازم. على هذا الرأي. لكن هو رجح انها انه تعدي. متعدي لانها الملائكة هي التي تقوم بهذا العمل. ذكر عدد اقوال اخرى لكن يعني الذي يحتاج الى ان نقف عنده هي كلمة مثلا والنازعات غرقا والناشطات نشطا اظن هذي في الكفار والمؤمنين والسابحات اه سبحا الملائكة تسبح في الجو. مثل ما تسبح اه يسبح السابح وغيره البحر كله في الماء هي تسبح طالعة نازلة. زين؟ هذا واضح. يعني عملها مستمر. لكن لما جاء عند السابقات والمدبرات جاء بالفاء. قال ليش جاء بالفاء؟ قال كان هذه تفريعية. فرع. فرع. قال هذه هذه صفات الملائكة انها انها نازعات وانها ناشطات وانها وانها سابقات. زين؟ وانها وانها سبحت. هذي ثلاثة صفات لما جاء عند السابقات جاء بالفاء ليش؟ قال لانها وهي تعمل هذه الاعمال تسبق. تسبق في النزع تسبق في النشط اه تسبق في السبح وتدبر فكان السبق والتدبير متفرع متفرعا هذا المتفرع عنها يعني واضح ها. طيب انه يرجح يقول والصحيح ان الملائكة والصحيح ان الملائكة في كثير. مع انه ذكرت يعني اقوال اخرى عن السلف ان اه شف قال هنا قال السابقات بعدها والمدبرات بالفاء لماذا جاء بالفاء؟ قال لان السبق تدبيب مسبب عن مذكور قوله. يعني لما ذكر صفاتهم سبب هذا هذه الصفات سببت انهم يسابقون. وانهم في متفرعة ولذلك يعني تدبر القرآن تأمل في مثل هذه الاشياء مهم جدا لانك اذا ما تفهم ان الفاء مفرعة يمكن تحسبه كلها صفات في في درجة واحدة. لا. ليست في درجة واحدة. ولذلك شف كلمة يعني السابقات والمدبرات يعني يعني متفرعة مثل ما ذكرنا الان لو تقرأ سورة الصافات والصافات الصافات قال بعدها جاء بالفاء على طول فالزاجرات فالتاليات اذا الزاجرات والتاليات هذي متفرعة من الصافات الملائكة تصف عند ربها صفا تصف صفوفا ثم يأتينا عاد الزجر اما يكون زجرا للكفار كالملائكة مسجد الكفار بقوة. واما ان يكون زجرا للسحابة. زجرا. فليأتي التاليات قال التاليات ذكرى. هم يذكرون يعني سواء يقرأون القرآن او يقرأون الذكر او يقرأون الاذكار عموما وهم يتلون يتلون يعني في كل الاوقات لا لا يفترون عن ذكر الله. فتجد ان هذه المتفرعة متفرعة. طيب. وهذا من التدبر وبيان الفروق الدقيقة الحروف حروف العطف. احيانا حروف العطف. لما تقول دخل زيد فعمرو. فخالد. اذا الفاء هذي تريد ترتيب ايه وتتابع الاشخاص لكن لما تقول دخل زيد وخالد يعني مع بعض شف كيف اللغة يعني احيانا تقرأها في القرآن ما تدري ايش معناها. لكن اذا تأملتها وجدت الفروق. لذلك شوف قال قال فالمقسمات امرا هذه في سورة الذاريات. مم. طيب. طيب بعد ذلك يعني الان اذا عرفنا هذا القسم الذي اقسم الله به اقسم بالنازعات صفات الملائكة والناشطات والسابحات اقسم على اي شيء ودنا نبحث عن المقسم عليه. المقسم عليه غير موجود. ولذلك اختلف العلماء. يعني في شيء واضح مقسم عليه موجود مثل الصافات اين جواب القسم المقسم عليه؟ ان الهكم لواحد. هذا هو يعني اقسام الله عنهم هذه الاشياء على توحيد الالهية هذا واضح هنا ما فيه اين هو؟ لذلك قال اختلف العلماء هل هو قسم الله بهذا الشيء على البعث والجزاء والجنة والنار. لان الايات التي بعدها تحدثت عن هذا اليوم. تحدثت عن هذا اليوم. يوم ترجف الراجفة تتبع الراجح او نقول لا احيانا وهذا يذكر السعدي احيانا في تفسيره. ان يكون المقسم به جواب مقسم عليه. هو مقسم عليه هو المقسم به. يعني اقسم الله اقسم الله بالملائكة على الملائكة. اقسم الله بصفات الملائكة على صفاتهم. وهذا الذي رجحه ابن القيم قال انه عائد على هذا. فاحيانا يقسم الله بالشيء على الشيخ. وهذا وارد يعني احيانا اللغة العربية تستعملها احيانا تستعمل تقسم على شيء تقصد به هذا الشيء. عموما لو قلنا يعني ممكن ان يقال انها يعني ان قلت مثلا ان الله اقسم على اثبات البعث على وجه قوي ليش؟ لان السورة كلها تتحدث عن عن اليوم الاخر حتى الى اخر الى اخر الايات يسألون عن الساعة وقال فاذا جاءت الطامة فكلها كلها تدور حول اليوم الاخر. تقرر عقيدة الامام باليوم الاخر وممكن ان يقال انها تعود الى صفات الملائكة وان الله اقسم بالملائكة بهذه الصفات اشارة الى كان رسالة الى يعني الكفار كيف الملائكة؟ يعني تمتثل امر الله وتسارع وانتم لا تمتثلون. هذا لها وجه طيب بعد ذلك انتقل المؤلف الى يعني قال لما قرر قضية المعاد اثبت ذلك بتقرير قضية النبوة. نبوة من؟ نبوة موسى. قال من اثبات نبوة موسى. اثبات نبوة محمد. كيف يثبت نبوة محمد. فلما ذكر لنا ان ان الله عز وجل ارسل موسى الى فرعون الى فرعون وجهوا بهذه التوجيهات دل على ان محمدا على ان محمدا رسول وانه ارسل الى اهل مكة. والى الناس قاطبة. ايه شف هذي هنا عاد تكلم هو وين ما تكلم عن عن موقف فرعون من دعوة موسى وانه رفض الدعوة وانه ادعى الربوبية واطاعه واستخف قومه فاطاعوه وكانت النتيجة ان الله اخذه اخذ عزيز مقتدر. ثم بعد ذلك عادت الايات الى تقرير الامام اليوم الاخر اذا جاءت الطامة من ادلة يسمونها الادلة العقلية. الادلة العقلية والادلة يعني المشاهدة يعني ما الذي خلق الجبال والسماوات والارض وخلق النبات وخلق كذا؟ من انزل من السماء؟ الذي خلق هذه الاشياء هو القاتل سبحانه وتعالى هو القادر القادر على خرق هذه القادر على اعادة اعادة خلق الانسان. شف ابن القيم تكلم هنا قال اخرج من الارض ماء قال الشراب والماء والاقوات قال شراب الحيوان يقصد بالحيوان ماذا؟ الحيوان اللي هو الذي هو مثل ما ذكرت قال الحيوان الناطق الانسان والبهيم. يعني يعني الجنسين. عموما اه ابن القيم يعني اه حقيقة يعني تناول هذا القسم من عدة وجوه قرر يرجح اختار عرض اقوال واختار ورجح وتلاحظ طريقته جميلة جدا ثم انه لما يتكلم عن القسم يتكلم عن المقسم به ثم يتكلم عن سياق البقية الايات التي افتتحت بالقسم ويبين دلالاتها. طيب بعد ذلك ينتقل الى الى سورة المرسلات. لكن نقف عند هذا القدر. ان شاء الله في اللقاء القادم يعني نأخذ الصورة التي تليها والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين