بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه بلوغ المرام في كتاب الحج عن ابي قتادة الانصاري رضي الله عنه في قصة صيده الحمار الوحشي وهو غير محرم. قال فقال رسول الله صلى الله عليه اسلمني اصحابه وكانوا محرمين. هل منكم احد امره او اشار اليه بشيء؟ قالوا لا. قال فكلوا ما بقي من لحمه متفق عليه وعن الصعب ابن جثامة الليثي رضي الله عنه انه اهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا وحشيا وهو بالابواء او بوادان فرده علي وقال انا لم نرده عليك الا انا حرم. متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي قتادة الانصاري رضي الله في قصة صيده الحمار الوحشي ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال للصحابة هل احد منكم اشار اليه بشيء قالوا لا. قال فكلوا وذلك ان ابا قتادة رضي الله عنه صاد حمارا وحشيا وكان غير محرم على الصحابة ليأكلوا منه فاكلوا ثم شكوا. وقالوا كيف نأكل ونحن محرمون؟ فامتنعوا من الاكل حتى يسألوا النبي صلى الله الله عليه وسلم فسألوه فقال هل احد منكم اشار اليه بشيء؟ يعني هل احد منكم اشار الى ابي قتادة بشيء وقال انظروا الى هذا الصيد او اعانه ونحو ذلك فقالوا لا. فقال كلوا. فهذا الحديث دل على فوائد منها اولا حل ثمار الوحشي وانه من الصيد. وفيه ايضا من الفوائد بيان ورع الصحابة رضي الله عنهم. حيث امتنعوا من الاكل حتى يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم ومن فوائده ايضا ان المحرم اذا اعان على الصيد فان انه لا يحل له ان يأكل منه. فلو اعان شخصا على الصيد سواء اعانه باعطائه الة الصيد او باشارة او او كان له اثر في صيده فانه لا يحل له ان يأكل منه. والصيد المحرم على المحرم ما صاده اي باشر صيده او صيد لاجله او كان له اثر في صيده. اما الاول وهو ما صادف المحرم اي باشر صيده. فلقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تقتلوا الصيد وانتم حرم. ومن قتله منكم متعمدا جزاء مثل ما قتل من النعم. واما ما صيد لاجله فلما يأتي من حد الصعب ابن جثامة رضي الله عنه انه اصطاد حمارا وحشيا واهداه للرسول عليه الصلاة والسلام فردا. واما ما كان له اثر في صيده باشارة او دلالة فلهذا حديث حديث ابي قتادة رضي الله عنه اما الحديث الثاني وهو حديث الصعب ابن جثامة رضي الله عنه انه صاد حمار وحشيا وهو بالابواء او بودان والابواء واد بين مكة والمدينة صاده للرسول عليه الصلاة والسلام واهداه له فرده النبي صلى الله عليه وسلم وقال انا لم نرده عليك الا انا حرم. فهذا الحديث يدل على تحريم الذي صيد من اجل المحرم. وفيه ايضا دليل على مشروعية الهدية ومشروعية قبولها. وفيه ايضا دليل على ان الهدية اذا كانت لا تحل للمهدي فانه لا يجوز له ان يقبلها. لان الرسول عليه الصلاة والسلام هذه الهدية ولم يقبلها. ومنها ايضا انه ينبغي لمن اهدي له هدية. وكانت لا تحل له ان يبين المهدي السبب ويقول له مثلا انا لم اردها عليك الا لكذا وكذا. لان الرسول عليه الصلاة والسلام لما رد الهدية قال انا لم نردها عليك الا ان حرم فتبين السبب الذي من اجله رددت الهدية لئلا ينكسر قلب هذا المهدي وينكسر خاطره وفيه ايضا دليل على بيان شدة محبة الصحابة رضي الله عنهم للرسول صلى الله عليه وسلم وعن انهم كانوا يعظمون ويجلونه ويحترمونه. وذلك لان الصعب رضي الله عنه صاد هذا الصيد من اجل الرسول صلى الله الله عليه وسلم والحكمة من تحريم الصيد على المحرم ان الصيد لهو وغفلة. الانسان الذي يبادر الصيد يلهو ويغفل لو ابيح الصيد للمحرم فلربما غفل بسبب هذا الصيد عما هو بصدد من الانشغال بطاعة الله عز وجل والنسك. فيلهيني هذا الصيد عما هو قدم من اجله. وهو اداء هذا النسك وهذه الشعيرة فلهذا حرم على المحرم ان يصيد او ان يصاد له او ان يعين على الصيد. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد