لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنبدأ حيث كنا قد وقفنا في كتاب بهجة قلوب الابرار وقرة عيون الاخيار في شرح جوامع الاخبار من اخبار نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كنا قد وقفنا على الحديث الثالث والثلاثون ونبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا العلم النافع والعمل الصالح. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال المؤلف رحمه الله تعالى عن ابي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله ومن وما اعطى احد عطاء خيرا ما اعطي السلام عليكم وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر متفق عليه هذا الحديث من جوامع الاخبار لانه اصل في التخلق اصل من اصول الاخلاق لا سيما ما يتعلق باخلاق القلب نعم قال هذا الحديث اشتمل على اربع جمل جامعة نافعة. احدها قوله ومن يستعفف يعفه الله والثانية قوله ومن يستغني يغنه الله وهاتان الجملتان متلازمتان فان كمال العبد في اخلاصه لله رغبة ورهبة وتعلقا به دون المخلوقين. فعليه ان يسعى لتحقيق هذا الكمال اعملك ويعمل كل سبب يوصله الى ذلك. حتى يكون عبدا لله حقا حرا من رق المخلوقين. وذلك بان يجاهد نفسه على امرين انصرافها عن التعلق بالمخلوقين بالاستعفاف عما في ايديهم فلا فلا يطلبه بمقاله ولا بلسانه ولا بلسان حاله. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه ما اتاك ما اتاك من هذا المال وانت غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه فلا تتبعه نفسك فقطع الاشراف في القلب والسؤال قطعوا احسن الله اليكم وقطع الاشراف في القلب والسؤال والسؤال باللسان تعففا وترفعا عن منن الخلق وعن تعلق القلب بهم سبب قوي لحصول العفة وتمام ذلك ان يجاهد نفسه على الامر الثاني هو الاستغناء بالله والثقة وثيقة بكفايته فانه من توكل على الله فهو حسبه. وهذا هو المقصود والاول وسيلة الى هذا فان من استعف عما في ايدي الناس وعما يناله منهم اوجب له ذلك ان ان يقوى تعلقه بالله ورجائه وطمعه في فضل الله واحسانه ويحسن ظنه وثقته بربه والله تعالى عند حسن ظن عبده به ان الظن ان ظن خيرا فله وان ظن غيره فله. وكل واحد من الامرين يمد الاخر فيقويه فكلما قوي تعلقه بالله ضعف تعلقه بالمخلوقين وبالعكس ومن دعا النبي صلى الله ومنه احسن ومنه لكنه لا يشبع ما هو السبب السبب انه لم يستغني بالحلال عن الحرام لم يستغن بالله عن غير الله هذا الحديث مهما تكلمنا فيه وانما نشير الى بعض معانيه ومن يستغني ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى فجمع الخير كله في هذا الدعاء فافى الهدى هو العلم النافع والتقى العمل الصالح وترك المحرمات كلها هذا صلاح الدين وتمام ذلك بصلاح القلب طمأنينة وطمأنين وطمأنينته بالعفاف عن الخلق والغنى بالله ومن كان غنيا بالله فهو الغني حقا وان قلت حواصله فلت احسن الله اليكم وان قلت حواصله نواصله الحواصل المقصود به محصولاته يعني حنا نسميه اليوم الواردات المصادر الدخل نعم وان قلت حواصله حصواتكم. وان قلت حواصله فليس الغنى عن كثرة العرض العرض وانما الغنى غنى القلب وبالعفاف والغنى يتم للعبد الحياة الطيبة والنعيم الدنيوي والقناعة بما اتاه الله الحديث كما ذكر الشيخ رحمه الله اشتمل على اربع جمل جامعة نافعة الجملة الاولى ومن يستعفف يعفه الله وبه بدأ النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الكلام الجملة الثانية ومن يستغني يغنه الله اولا بين العفاف وبين الغنى تلازم فكل عفيف غني غني النفس وكل غني النفس عفيصا هذا التلازم بالمطابقة فما من انسان عفيف الا وهو غني في قلبه. وما من غني في القلب الا وهو عفيف اللسان وايضا لهما وجه اخر من حيث ان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم جمع بينهما واشار اليه المصنف وهو ان التعفف اما في ايدي الناس وسيلة موصلة الى الاستغناء بالله عز وجل والعكس ايضا صحيح. الاستغناء بالله وسيلة موصلة الى العفاف ايضا هناك شيء ثالث مهم جدا وهو ان من وصل الى هذه المرتبة وهو انه اصبح يطلب لان السين والتالي الطرف ما معنى يستعفف ان يطلب العفاف عن الناس كيف يطلبه العفاف عن الناس بمعنى يجاهد نفسه على عدم سؤال الناس بمعنى انه يصبر بمر القضاء يصبر على مر القضاء وعلى ظنك العيش وعلى شدة الحال هذا معنى يستعفف اي انه يطلب العفاف ومن يستعفف يعفه الله ان يرزقه الله العافية عن الناس ايضا من معاني يستعفف انه يعمل بالوسائل المتاحة المباحة حتى لا يحتاج الى الناس يستعفف ان يطلبوا الوسائل المتاحة المباحة حتى لا يحتاج الى الناس فيسألهم دينا او يسألهم مالا او يسألهم سعة ومن يستعفف يعفه الله من هنا ندرك ان من استخدم المتاح المباح ثم لم يجد عفافا وكفافا فمعنى ذلك ان في نيته نقصا عليه ان يراجع نيته لم ينوي بسعيه المباح المتاح العفاف عن الناس لم ينوي بسعيه المباح المتاح ان يرزقه الله العافية هذه مسألة عظيمة ايها الاخوة لا ينبغي للانسان ان يكون متكئا على قوته وحوله وانما يتكل على حول الله وقوته ومن يستعفف يعفه الله وهنا ايضا في فائدة جميلة الحديث كما ذكرنا من جوامع الاخبار لو اردنا ان نشرح كلمة يستعفف يعفه الله ما نستطيع ان ننتهي من صور الاستعفاف وحصول العفة من الله ان من مسك لسانه عن اعراض الناس مسك الناس لسانه عن هذا استعفاف حصول العفاف من يستعفف يعفه الله عز وجل من يطلب الزواج والنكاح يرزقه الله الزوجة والنكاح ويصبح له العفاف بطريق مباح ومن لا فلا هذا حديث عظيم ترى من يستعفف يعفه الله يطلب بالمباحات من المشروبات العفة عن المحرمات فتجد ان الله يرزقه في قلبه الكراهية والبغض للخمر والمشروبات المحرمة من يستعفف يعفه الله في اللباس في المأكل في المسكن في المشرب بكل شيء حديث عظيم ولذلك ايها الاخوة العصاص يبدأ من القلب نبعا ومصدر ومن اللسان ترك شكاية ومن العين ترك التشوف ترك شنو تشوف بعض الناس كل ما شاف سيارة احسن من سيارته قال اوه ها تطلع ترك التعفف كل ما شاف بيت جميل تطلع ترك التعفف من تمام التعفف ان الانسان لا ينظر الى ما هو اولى واعلى ينظر لما هو ادنى في امور الدنيا فيحصل له العفاف هذا بالنسبة للجملة الاولى ومن يستغني يغنه الله. يستغني بماذا عن ماذا يستغني بالله عن غير الله ويغنه الله يستغني بالقرآن عن الحان الغنى فيغنه الله عز تصبح اذنه لا يحب سماع المحرمات من يستغني بالحلال عن الحرام يغنه الله ولذلك تجد بعض الناس ممن تعود على الحرام ولم يطلب الاستغناء بالحلال تجده لا يشبع عنده ملايين ممليلة بالله ايوة مين يستغني بالانس بالله ما الذي يحصل يجد لذة في الخلوة مع الله من يستغني بالانس بالله يجد لذة في قراءة القرآن لذة في مجالس الذكر لذة في الجلوس في المسجد لذة في الذكر في ذكر الله عز وجل ومن يستغني عما في ايدي الناس وعن كلام الناس وعن قيل الناس وعن عرض الناس واموالهم يغنيه الله عز وجل يعني بمعنى انه لا يرى العرظة شيئا العرض يا الاموال الموجودة السيارات الاراضي العقارات لا يراها شيئا لماذا لا يراها شيئا لسببين اثنين؟ الاول انها لا تساوي عند الله جناح بعوضة والثاني انها صانية ولا تدوم لاحد لذلك ايها الاخوة الاستغناء بالله عن غير الله من اعظم حصول الغنى. ولذلك جاء في الحديث الاخر لكن الغنى غنى القلب ان قلبك يمتلئ بحب الله عز وجل عن حب من سواه ان نفسك تطمئن بما عند الله عما عند الناس تستغني بشرع الله عن عقول الناس يستغني بشرع الله عن اذواق الناس هذا الحديث ايها الاخوة حديث عظيم كلما رددناه كلما ظهر لنا معاني عظيمة ومن يستعفف يعفه الله بعرضه في يده في لسانه في عينه في سمعه في قلبه في اهله في ماله من يتعفف عن اعراض الناس يعف الله اعراضه ومن يستغني يغنه الله هذا امر عظيم ايها الاخوة الانسان كيف يصل من الاستغناء بالله عز وجل كيف يصل العبد الى الاستغناء بالله سبحانه وتعالى اولا يعلم ان المدبر هو الله سبحانه وتعالى فهو يدبر الامور فحينئذ ينظر الى المدبر ولا ينظر الى الاسباب ثانيا يعلم ان المالك هو الله عز وجل سينطرح بين يدي المالك دون ايدي المملوكين ثالثا يتذكر ان هذه الاعراض كلها قد ملكها خير الناس وشر الناس فمن استعملها في طاعة الله كان خيرا من استعملها في معصية الله كان وبالا فهي ليست في نفسها نعمة فمن اراد الاستغناء فعليه ان يملأ قلبه بحب الله بحب القرآن وبالثقة يقين بما عند الله عز وجل بالثقة واليقين بتدبير الله سبحانه وتعالى وملكه وملكه وخلقه وايجاده قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير ثم الجملة الثالثة نعم الله اليكم قال رحمه الله والثالثة قوله ومن يتصبر يصبره الله ثم ذكر في الجملة الرابعة ان الصبر اذا اعطاه الله العبد فهو افضل العطاء. واوسعه واعظمه اعانة على الامور. قال تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة اي على اموركم كلها والصبر كسائر الاخلاق يحتاج يحتاج الى مجاهدة للنفس وتمرينها. فلهذا قال ومن يتصبر ان يجاهد نفسه على الصبر يصبغه الله ويعينه وانما كان الصبر اعظم اعظم العطايا لانه يتعلق بجميع امور العبد وكمالاته وكل حالة وكل حالة من احواله تحتاج الى صبر فانه يحتاج الى الصبر على طاعة الله حتى يقوم بها ويؤديها. والى صبر عن معصية الله حتى يتركها لله اي والى صبر على مقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها بل الى بل الى صبر على نعم الله ومحبوبات النفس فلا يدع النفس تمرح وتفرح الفرح المذموم. بل يشتغل بشكر الله فهو في كل احواله يحتاج الى الصبر صبري ينال الفلاح ولهذا ذكر الله اهل الجنة. فقال والملائكة يدخلون عليهم من كل باب. سلام عليكم بما امرتم فنعم عقبى الدار وكذلك قوله اولئك يجزون الغرفة بما صبروا فهم نال الجنة بنعيمها وادركوا المنازل العالية بالصبر ولا اكن العبد ولكن العبد يسأل الله العافية عن الابتلاء الذي لا يدري ما عاقبته ثم اذا ورد عليه فوظيفته الصبر فالعافية هي المطلوبة بالاصالة في امور الابتلاء والامتحان والصبر يؤمر به عند وجود اسبابه ومتعلقاته والله هو المعين. وقد وعد وقد وعد الصابرين بما فيك وقد وعد الصابرين في كتابه اذا قلت وعد لزم الصابرون يا شيخ قد وعد الله الصابرين وقد وعد الصابرين في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم امورا عالية جليلة وعدهم بالاعانة في كل امورهم. وانه معهم بالعناية والتوفيق والتسديد انه يحبهم ويثبت قلوبهم واقدامهم. ويلقي عليهم السكينة والطمأنينة ويسهل لهم الطاعات. ويحفظ ويحفظهم من المخالفات ويتفضل عليهم بالصلوات والرحمة والهداية عن المصيبات. والله يرفعهم الى اعلى المقام في الدنيا والاخرة وعدهم النصر وان وعدهم النصر ووعدهم النصر السلام عليكم وعدهم النصر وان ييسرهم لليسرى ويجنبهم العسر ووعدهم بالسعادة والفلاح والنجاح وان يوفيهم وان يوفيهم اجرهم بغير حساب وان يخلف عليهم في الدنيا اكثر مما اخذ منهم من محبوباتهم واحسن بعوضهم عن وقوع المكروهات عوضا عاجلا يقابل اضعاف اضعاف ما وقع عليهم من من كريهة ومصيبة وهو في ابتدائه صعب شديد وفي انتهائه سهل حميد العواقب كما قيل والصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه احلى من العسل في الجملة الثالثة التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم الذي اوتي جوامع الكلم ومن يتصبر يصبره الله ولم يذكر يتصبر على ماذا عن ماذا ليكون على الاطلاق ومن يتصبر على طاعة الله يصبره الله يرزقه الله الصبر فالانسان الذي يعود نفسه عن المحافظة على صلاة الفجر مثلا شهر اربعين يوم بعد ذلك يجد ان صلاة الفجر الذ شيء في الوجود مثلا الانسان الذي يصبر نفسه على الورد اليومي في القرآن بعد ذلك يجد لذة في هذا الورد اليومي ومن يتصبر على طاعة الله عز وجل يصبره الله ايضا يدخل في هذا الاطلاق ومن يتصبر عن محارم الله يصبره الله ما يجي انسان يقول والله ما اقدر اترك الدخان ما اقدر اسوي كذا وكذا من المحرمات ما اقدر اترك كذا وكذا من المحرمات لا تصبر فان تصبرت رزقك الله الصبر. ومن يتصبر يصبره الله كذلك المصائب ما من عبد الا وهو معرض للمصائب فليتجلد فانه ان تصبر وتجلد رزقه الله الصبر والسلوان ثم النبي صلى الله عليه وسلم ختم هذه الجمل الثلاث بجملة رابعة فقال وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع له من الصبر بالنسبة للجمل الثلاث تأملوا فيها عظيم كرم الله عز وجل يستعصس يعفه الله يستغني يغنيه الله يتصبر يصبره الله كل هذا من الشواهد الظاهرة الجلية على عظيم كرم الله سبحانه وتعالى على عبده فانهما من عبد يسير الى خير الا ويعينه الله عليه نفس هذا الكلام قال العلماء القاعدة مطردة من يحسن يحسن الله اليه من يرحم يرحمه الله عز وجل من يبر يبره الله تبارك وتعالى والعكس بالعكس لانه اذا كان جزاء الاحسان الاحسان فجزاؤه سيئة سيئة مثلها وهذا كله مندرج تحت قوله جل وعلا فسنيسره لليسرى بالنسبة لمن سعى في الخيرات فسنيسره للعسرى بمن سعى في المحرمات وما اعطي احد عطاء خيرا ولا اوسع له من الصبر الصبر ايها الاخوة من خير العطايا بعد الاسلام والايمان فانه كما قيل يحتاجه العبد في كل حال الصبر يحتاجه العبد في كل حال. لان العبد حاله داير بين هذه الاحوال الثلاثة اما ان يكون في نعمة فيحتاج الى شكر الله عز وجل والصبر على الطاعة واما ان يكون امام محرمات ويحتاج الى صبر وجلد واما ان يكون امام المصايب فيحتاج الى الصبر والرضا الانسان لا يمكنه الاستغناء عن الصبر ولذلك الله سبحانه وتعالى اخبر ان الانسان هلوع وجزوع الا المصلين نسأل الله تبارك وتعالى ان يرزقنا واياكم العفاف والغنى والصبر وان يحصل معية الله عز وجل بهذه الامور نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الرابع والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بالعفو لا عزا وما تواضع احد لله الا رفعه الله. رواه مسلم هذا الحديث من جوامع الاخبار وذكره الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله لانه اصل من اصول التواضع والعصر اصل من اصول التواضع والتعامل نعم قال هذا الحديث احتوى على فضل صدقة والعفو والتواضع وبيان ثمراتها العاجلة والاجلة. وان كل ما يتوهمه المتوهم من نقص صدقة للمال ومنافات العفو للعز والتواضع للرفعة وهو غالط وهم غالط وهم غالط احسن الله وهم غالط وظن كاذب فالصدقة لا تنقص المال لانه لو فرض انه نقص من جهة لو فرض انه نقص من جهة فقد زاد من جهات اخرى فان الصدقة فان الصدقة تبارك المال وتدفع عن الافات وتنميه وتفتح للمتصدق من ابواب الرزق واسباب السعادة فعصى عنه النبي صلى الله عليه وسلم رفع الله قدر النبي صلى الله عليه وسلم وصار حبه في قلب عبد الله ابن عبد الله اعظم واكثر ولما مكنه الله من قريش امورا ما تفتتح على غيره فهل فهل يقابل ذلك النقص بعض هذه الثمرات الجليلة؟ فالصدقة لله التي في محلها لا تنفد لا لا تنفذوا المال قطعا ولا تنقصه بنص النبي صلى الله عليه وسلم وبالمشاهدات والتجريبات المعلومة هذا كله سوى ما لصاحبها عند الله من الثواب الجزيل والخير والرفعة واما العفو عن جنايات المسيئين باقوالهم وافعالهم فلا فلا يتوهم منه الذل بل هذا عين العز فان العز هو الرفعة عن الله وعن وعند خلقه. هو الرفعة عند الله والرفعة عند الله وعند خلقه مع القدرة ومع القدرة على قهر الخصوم والاعداء ومعلوم ما يحصل للعافي في الخير للعافي من الخير والثناء عند الخلق وانقلاب العدو صديقا وانقلاب الناس مع العافي ونصرتهم له بالقول والفعل على خصمه ومعاملة الله له من جنس عمله فان من عفا عن عباد الله عفا الله عنه وكذلك المتواضع لله ولعباده يرفعه الله درجات فان الله ذكر الرفعة في قوله يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. فمن فمن اجل العلم والايمان التواضع فانه الانقياد الكامل للحق والخضوع والخضوع لامر الله ورسوله امتثالا للامر واجتنابا للهي مع مع التواضع لعباد الله وخفض الجناح لهم ومراعاة الصغير والكبير والشريف والوضيع وضدوا ذلك التكبر فهو غمط الحق واحتقار الناس وهذه الثلاث المذكورات في في هذا الحديث مقدمات صفات المحسنين فهذا محسن في ماله ودفع حاجة ودفع حاجة المحتاجين وهذا محسن بالعفو عند جنايات المسيئين وهذا محسن اليهم بحمله وتواضعه بحلمه وتواضع بحلمه وتواضعه وحسن خلقه مع الناس اجمعين. وهؤلاء قد قد وسعوا الناس باخلاقهم واحسانهم قد وسعوا وهؤلاء قد وسعوا الناس باخلاقهم واحسانهم ورفعهم ورفعهم الله ورفعهم الله ونفس نسختنا يغير وايد فيها ايه ناخذ نسختنا احسن. طيب ورفعهم الله ورفعهم الله فصار لهم المحل الاشرف بين العباد مع ما يدخر الله لهم من الثواب وفي قوله الله عليه وسلم وما تواضع احد لله تنبيه على حسن القصد والاخلاص لله في تواضعه لان كثيرا من الناس قد يظهر تواضع قد يظهر التواضع للاغنياء ليصيب من دنياهم او للرؤساء لينال بسببهم مطلوبه. وقد يظهر التواضع رياء وسمعة وكل هذه الاغراض فاسدة لا ينفع العبد لا ينفع العبد الا التواضع لله تقربا اليه وطلبا لثواب واحسانا الى الخلق فكمال الاحسان وروحه الاخلاص لله عز وجل. هذا الحديث ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا وما تواضع احد لله الا رفعه الله فيه ثلاث ثلاثة جمل يعني هذه الجمل الثلاثة ايها الاخوة كلها في التعامل. فالاول تعامل مالي والثاني تعامل جاهي والثالث تعامل نفسي فالانسان اذا رزقه الله مالا فعليه ان يتعامل مع خلق الله بالعطاء وان يجعل الاصل في نفسه وقلبه ان الصدقة لا تنقص المال ان الصدقة لا تنقص المال واما ما يتعلق بتعامل بالجاه فهو ان الانسان تعنيه دائما ان يتعامل بالعفو لاسيما من كان له مكانة كصاحب البيت في بيته يعفو ويصفح ويتجاوز ويتغافل عن زوجته عن اولاده عن جيرانه عن خادمه العفو امر عظيم العفو يدل على سعة الجاه وطيب النفس وقد سئل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن الخادم كم يعفى عنه فقال في اليوم سبعين مرة يعني اذا سبعين مرة اخطأ اعفوا عنه مع ان الخادم في زمانهم كان عبارة عن عبيد واماء وليسوا اجراء اما الوزراء لا يجوز توبيخه وانما يجوز التعامل معهم بشرط الوفاء بالعقد او عدمه هذا امر عظيم ايها الاخوة ينبغي ان نتنبه الى هذا العفو من شيم الكرماء كما قال ذلك بعض الحكم والله سبحانه وتعالى كريم هو اكرم الاكرمين. لذلك لما يرى عبده يتكرم بالعفو على العبيد ماذا يفعل الرب عز وجل يعزه يرفع شأنه وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا لا سيما عند المقدرة ولنتأمل بعض الوقائع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لما مكنه الله من عبد الله ابن ابي ابن سلول. لما قال ليخرجن الاعز منها الاذى جاء ابنه عبد الله ابن عبد الله كان رجل صالحا من صالح الانصار فقال يا رسول الله مرني ان شئت ان اقطع رأسه ولا يدخل المدينة فانت الاعز وهو الذليل كان بامكانه ان يقطع رؤوسه كان بامكانه ان يسترقه كان بامكانه ان يأخذ اموالهم ان يسقي ذراريهم انه عليه الصلاة والسلام لم يفعل عصى عنه فزاده الله عزا بانصار هؤلاء المعفو عنهم هم حماة الاسلام هم جند الاسلام فلما ارتدت القبائل ثبت الله اهل المدينة ومكة والطايف وما حولهما وما بينهما امر عظيم ايها الاخوة وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا اعفوا قدر ما تستطيع لو لم يكن للعفو فضل الا ان الله يحبه لكان حريا بك ان تعفو الله جل وعلا يحب العفو لذلك جاء في الدعاء انك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنه وما تواضع احد لله الا رفعه الله. هذا التعامل النفسي ان الانسان تواضع لله عز وجل ليتواضع للاغنياء واصحاب الجاه لان لهم غنى وجاه وانما يتواضع لله لا يتواضع رياء وسمعة وانما يتواضع لله وحقيقة التواضع لله عز وجل هو ان الانسان يراقب الله تعالى. وصورته كما جاء في القرآن اشداء على الكفار رحماء بينهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من اعز الناس واشدهم على الكفار ومن اذلهم وارحمهم فيما بينهم حتى قال الله عنهم اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين وقال عنهم كما في سورة الفتح اشداء على الكفار رحماء بينهم هذا حال المتواضعين لله عز وجل وآآ لا شك ان من جمع هذه الامور الثلاث وهو البذل المالي والبذل الجاهي احجام النفس عن الكبر والخيلاء ان الله تبارك وتعالى ارزقه درجات المحسنين لا شك ولا ريب لانها كيف يدرك الانسان الاحسان؟ يدرك الانسان الاحسان بهذه الامور العفو عن الناس تواضع لله عز وجل و بذل المال لوجه الله تبارك وتعالى نكتفي بهذا القدر نسأل الله تبارك وتعالى ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين