المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة الثلاثون والمئة اثار الشبه والمقالات الباطلة على الخلق الشبه الباطلة والمقالات الفاسدة تختلف نتائجها وثمراتها باختلاف الناس فتحدث لاناس الجهل والضلال ولاناس الشك والارتياب ولاناس زيادة العلم واليقين اما الذين تلتبس عليهم ويعتقدونها على علاتها او يقلدون فيها غيرهم من غير معرفة بها بل يأخذونها مسلمة فهؤلاء يضلون ويبقون في جهلهم يعمهون وهم يظنون انهم يعلمون ويتبعون الحق وما اكثر هذا الصنف فدهماء اهل الباطل كلهم من هذا الباب ضلال مقلدون واما الذين يحدث لهم الشك فهم الحذاق ممن عرف الشبه وميز ما هي عليه من التناقض والفساد ولم يكن عنده من البصيرة في الحق ما يرجع اليه انهم يبقون في شك واضطراب يرون فسادها وتناقضها ولا يدرون اين يوجهون واما الذين عندهم بصيرة وعلم بالحق فهؤلاء يزدادون علما ويقينا وبصيرة اذا رأوا ما عارض الحق من الشبه واتضح لهم فسادها ورأوا الحق محكما منتظما فان الضد يظهر حسنه بضده ولهذا كانت معارضات اعداء الرسل للرسل واتباعهم من اهل العلم والبصيرة لا تزيد الحق الا يقينا وبصيرة ويشبه هذا الابتلاء والامتحان الذي يعرض للعباد عند الاوامر الشرعية او عند ترك النواهي فانه يحدث الشك والاضطراب او الجهل والضلال لامثال المنافقين وضعفاء الايمان كما قال الله عنهم واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهن مرض ما وعدنا ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا حين اشتد الامر وتكالبت الاحزاب وظنوا بالله ودينه الظنون الخاطئة كما تحدث لاناس زيادة اليقين والايمان ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما فالشبهات والمحن والابتلاء لهؤلاء الموفقين تخليص لايمانهم وزيادة لايقانهم وتأسيس لصدقهم وهؤلاء الاقلون عددا الاعظمون عند الله قدرا