ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون ليس الامر كما قالوا من انهم لو ردوا لامنوا بل بل ظهر لهم ما كانوا يسترون من قولهم والله ما كنا مشركين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل حين شهدت عليهم جوارحهم لو قدر انهم رجعوا الى الدنيا لرجعوا الى ما نهوا عنهم من الكفر والشرك وانهم لكاذبون في وعدهم بالايمان اذا رجعوا الكفار اخفوا في الدنيا الايمان فلم يظهروه ويوم القيامة يظهروه ولكن لا ينفعهم اظهاره حينذاك لان العمل في الدنيا وليس في الاخرة وقالوا ان هي الا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوث وقال هؤلاء المشركون لا حياة الا الحياة التي نحن فيها. ولسنا مبعوثين للحساب ولو ترى اذ وقفوا على ربهم قال اليس هذا بالحق؟ قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ولو ترى ايها الرسول حين اوقف منكروا البعث حين اوقف منكروا البعث بين يدي ربهم لرأيت العجب من سوء حالهم حين يقول حين يقول لهم الله اليس هذا البعث الذي كنتم تكذبون به حقا ثابتا لا مرية فيه ولا شك قالوا اقسمنا بربنا الذي خلقنا انه لحق ثابت لا شك فيه فيقول لهم الله عند ذلك فذوقوا العذاب بسبب كفركم بهذا اليوم. فكنتم به تكذبون في الحياة الدنيا اعترافهم وايمانهم يوم القيامة لا ينفع انما ينفع الايمان والعمل في هذه الدنيا قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى اذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون اوزارهم على ظهورهم. الا ساء ما يزرون قد خسر الذين كذبوا بالبعث يوم القيامة واستبعد الوقوف بين يدي الله حتى اذا جاءتهم الساعة فجأة من غير سابق علم قالوا من شدة الندم يا لحسرتنا وخيبة املنا لما قصرنا في جنب الله من الكفر به وعدم الاستعداد ليوم القيامة وهم يحملون سيئاتهم فوق ظهورهم. الا قبح ما يحملون من تلك السيئات اذا الخسارة ليست فقط في الاخرة بل في الدنيا حينما يضيع الانسان وقته وتذهب عنه الفرصة التي تنجيه من عذاب الله يوم القيامة وما الحياة الدنيا الا لعبوا ولهو ولا الدار الاخرة خير للذين يتقون. افلا تعقلون وليست الحياة الدنيا التي تركنون اليها الا لعبا وغرورا لمن لا يعمل فيها بما يرضي الله. واما الدار الاخرة فهي خير للذين يتقون الله بفعل ما امر به من الايمان والطاعة. وترك ما نهى عنه قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون نحن نعلم انك ايها الرسول يحزنك تكذيبهم لك في الظاهر فاعلم انهم لا يكذبونك في انفسهم لعلمهم بصدقك وامانتك ولكنهم قوم ظالمون ينكرون امرك ظاهرا وهم يوقنون به في انفسهم ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصرنا ولا مبدل للكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين ولا تحزن ان هذا التكذيب خاص بما جئت به فقد كذبت رسل من قبلك واذاهم اقوامهم فواجهوا ذلك بالصبر على الدعوة والجهاد في سبيل الله حتى جاءهم النصر من الله ولا مبدل لما كتبه الله من النصر ووعد به رسله ولقد جاءك ايها الرسول من اخبار من قبلك من الرسل وما لاقوه من اقوامهم وما حباهم الله من النصر على اعدائهم باهلاكهم ثم قال تعالى وان كان كبر عليك اعراضهم فان استطعت ان تبتغي نفقا في الارض او سلما في السماء فتأتيهم باية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين وان كان شق عليك ايها الرسول ما تلاقيه من تكذيبهم واعراضهم عما جئتهم به من الحق فان استطعت ان تطلب نفقا في الارض او مصعدا الى السماء فتأتيهم بحجة وبرهان. غير الذي ايدناك به فافعل ولو شاء الله جمعهم على الهدى الذي جئت به لجمعهم لكنه لم يشأ ذلك لحكمة بالغة فلا تكونن من الجاهلين بذلك فتذهب نفسك حسرات على انهم لم يؤمنوا طبعا هذه العبارة هنا لكنه لم يشأ ذلك هذه عبارة ليست بحسنة ونقولها لكن المشيئة لله سبحانه وتعالى يبتلي عباده ويختبرهم فالعبادة مقهورون لله تعالى وربنا جل جلاله اراد من عباده ان يعبدوه طواعية من فوائد الايات من عدل الله تعالى انه يجمع العابد والمعبود والتابع والمتبوع في عرصات القيامة ليشهد بعضهم على بعض ليس كل من يسمع القرآن ينتفع به فربما يوجد حائل مثل ختم القلب او الصمم عن الانتفاع او غير ذلك بيان ان المشركين وان كانوا يكذبون في الظاهر فهم يستيقظون في دواخلهم بصدق النبي صلى الله عليه وسلم تسلية النبي صلى الله عليه وسلم ومواساته باعلامه ان هذا التكذيب لم يقع له وحده بل هي طريقة المشركين في معاملة الرسل السابقين تم الدرس بحمد الله تعالى اما موعظة هذا اليوم فاقول احذر الخذلان وقد حذر الله عباده منه بعد وقعة احد. فقال تعالى ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم. فمن ذا الذي ينصركم من من بعده قال ابن القيم الخذلان ان يخلي الله تعالى بين العبد وبين نفسه ويأتينه اليها والتف والتوفيق والتوفيق ان لا يدعه نفسه ولا يكله اليها بل يصنع له ويلطف به ويعينه ويدفع عنه ويتفلأه اسأل الله تعالى ان ينصرنا وان لا يخذلنا اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك يا ارحم الراحمين اللهم سلم عبادك المؤمنين في كل زمان ومكان هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته