وعن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير. فحامل المسك اما ان يحذيك. واما ان تبتع منه واما ان تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير مما يحرق ثيابك واما ان تجد منه ريحا منتنة متفق عليه وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تنكح المرأة لاربع لمالها ولحسبها يا ولدمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه. وعن ابن عباس رضي الله ان ما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل ما يمنعك ان تزورنا اكثر مما تزورنا فنزلت وما نتنزل الا بامر ربك له ما بين ايدينا وما خلفنا وما بين ذلك رواه البخاري بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد هذه الاحاديث الثلاثة كالتي قبلها في شرعية زيارة الاخوان بالله ومجالسة الصالحين والاخيار لما في ذلك من الخير العظيم والبعد عن مجاهدة الاشرار لان مجالسة الاخيار تزيدك خيرا وتنفعك في الدنيا والاخرة. وضدهم بضد ذلك ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في الدرس الصالح ان مثله كحامل مسك مما يحذيك ليعطيك واما ان تبتع منه واما ان تجده ريحا طيبة. اما اجلس السوء فهو مثل نفخ الكيف. اما ان يحرق ثيابك واما ان تجد ريحا خبيثة منتنة هذا فيه حتى مجالسة الاخيار واهل العلم واهل الخير والسيرة الحميدة والبعد عن مجاهدة الاشرار هذا امر واضح يعني كله يعرف هذا. الاخيار فيها الخير والعظيم. فيها الشر الكبير فينبغي للمؤمن ان يحرص على بجلاس الاخيار والحرص على صحبتهم والاستفادة من علمهم وسيرتهم والحذر من صحبة الاشرار حديث ابي رضي الله عنه يقول صلى الله عليه وسلم تنكح العبارة لاربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك هذا فيه الحث على من شحن الزوجات الطيبات والمؤمن عند الخصبة يختار المرأة طيبة يرغب الناس فيهن اما لجمال واما لحسب واما لمال واما لدين فوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالعناية بالدين فاظه بذات الدين لا يكون همك المال او الحسب او الجمال فان تلقيها جمالها وقد يرضيها مالها وقد يرضيها حسبها لكن عليك بالدين الذي هو الحافظ بتوفيق الله فاذا اجتمع مع الدين حسب او مال او هذا خير الى خير وهكذا قصة جبريل يقول للرسول صلى الله عليه وسلم الا تزورنا اكثر مما تزورنا في زيارة الاخيار وسيجارتهم تزورهم وتطلب ممن يزوروك لما في التزاور بين الاخيار من المصالح ولهذا قال النبي جبريل الا تزورنا اكثر مما تزورنا فانزل الله قوله جل وعلا وما انزل الا بامر ربك لهما بين ايدينا وما خلفنا وما بين ذلك يعني ان الملائكة ليس لهم امر انما امرهم بيد الله ينزلهم اذا شاء ويمنعه من الاشياء سبحانه وتعالى ولهذا قال جل وعلا لا يسبقونه بقول وهم بامره يعملون. يعلم ما بين ايديهم ومن خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى. وهم من خشيتهم مشفقون عليهم الصلاة والسلام والمقصود من هذا الترغيب في زيارة الاخيار واستجارة الاخيار من اهل العلم والفضل والصيغة الحميدة وفق الله الجميع