بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين فقطع اخر اهل الكفر باستئصالهم جميعا بالاهلاك ونصر رسل الله والشكر والثناء لله وحده رب العالمين على احلاكه اعداءه ونصره اولياءه فالمؤمن يفرح بهلاك اعداء الله تعالى وكذلك في هلاك لاداء الله تعالى رحمة بالمؤمنين قل ارأيتم ان اخذ الله سمعكم وابصاركم وختم على قلوبكم من اله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الايات ثم هم يصدفون قل ايها الرسول لهؤلاء المشركين اخبروني ان اصمكم الله بسلب اسماعكم واعماكم باخذ ابصاركم وطبع على قلوبكم فلم تفقهوا شيئا من معبود من معبود بحق يأتيكم بما فقدتموه من ذلك تأمل ايها الرسول كيف نبين لهم الحجج وننوع البراهين ثم هم يعرضون عنها هذه الاية اية عظيمة يراد من الانسان كل انسان ان يتفكر بسمعه وبصره قل ارأيت من اخذ الله سمعكم وابصاركم نحن الان نسمع هب ان السمع قد ذهب. الله الذي يعطيه اراد اخذه. وهذا البصر اية من ايات الله. الم نجعل له عينين هب ان الله سبحانه وتعالى اخذ بصرك وختم على قلوبكم ربنا جل جلاله يختم على قلب من يشاء وربنا مشيئته مقرونة بحكمته من اله غير الله يأتيكم به لا يوجد اله يأتين به انما الذي يردنا بالسمع والبصر وعمل القلب والتنفس هو الله سبحانه وتعالى من اله غير الله يأتيكم به؟ لا يوجد اله ولا يستطيع احد ارجاع شيء اخذه الله تعالى ابدا انظر كيف نصرف الايات ثم هم يصدفون اذا في الانسان ايات على المرء ان يعتبر بها وعلى الانسان ان لا ينصرف عن ايات الله القرآنية ولا عن اياته الكونية ولا عن اياته التي في جسد الانسان قل ارأيتكم ان اتاكم عذاب الله بغتة او جهرة هل يهلك الا القوم الظالمون قل لهم ايها الرسول وهذا من تلقين العقيدة. اخبروني ان جاءكم عذاب الله فجأة من غير شعور منكم او جاءكم ظاهرا عيانا فانه لا يؤخذ بذلك العذاب الا الظالمون بكفرهم بالله وتكذيب رسله فالانسان عليه دائما ان يعيش بين الخوف والرجاء وما نرسل المرسلين الا مبشرين ومنذرين فمن امن واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون وما نرسل من نرسله من رسلنا الا لاخبار اهل الايمان والطاعة بما يسره من النعيم المقيم الذي لا ينفذ ولا ينقطع. قال تعالى وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار قال وتخويف اهل الكفر والعصيان من عذابنا الشديد. فمن امن بالرسل واصلح ايمان والايمان ينبثق عنه عمل فلا خوف عليهم فيما يستقبلونه في اخرتهم ولا هم يحزنون ويتحسرون على ما فاتهم من الحروض الدنيوية اذا هذه اخي الكريم اجعلها نصب عينيك فمن امن واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كذبوا باياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون. والذين كذبوا باياتنا يصيبهم العذاب بسبب بخروجهم عن طاعة عن طاعة الله قل لا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول لكم اني ملك ان اتبع الا ما يوحى الي قل هل يستوي الاعمى والبصير؟ افلا تتفكرون قل ايها الرسول لهؤلاء المشركين لا اقول لكم عندي خزائن الله من الرزق فاتصرف فيها بما شئت ولا اقول لكم اني اعلم من الغيب الا ما اطلعني الله تعالى عليه من الوحي ولا اقول لكم اني ملك من الملائكة فانا رسول من الله لا اتبع الا ما يوحى علي ولا ادعي ما ليس لي. قل ايها الرسول له هل يستوي الكافر الذي عميت بصيرته عن الحق والمؤمن الذي ابصر الحق وامن به افلا تتأملون بعقولكم ايها المشركون فيما حولكم من الايات ثم قال وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون وخوف ايها الرسول بهذا القرآن الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم يوم القيامة ليس لهم ولي غير الله يجلب لهم النفع ولا شفيع يكشف عنهم الضر لعلهم يتقون الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه. فهؤلاء هم الذين ينتفعون بالقرآن ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين ولا تبعد ايها الرسول عن مجلسك فقراء المسلمين الذين هم في عبادة دائمة لله في اول النهار واخره مخلصين له العبادة لا تبعدهم لتستميل اكابر المشركين. ليس عليك من حساب هؤلاء الفقراء شيء. انما حسابهم عند ربهم وما عليهم من حسابك شيء انك ان ابعدتهم عن مجلسك فانك تكون من المتجاوزين لحدود الله من فوائد الايات اولا الانبياء بشر ليس لهم من خصائص الربوبية شيء البتة ومهمتهم التبليغ فهم لا يملكون تصرفا في الكون فلا يعلمون الغيب ولا يملكون خزائن رزق ونحو ذلك اهتمام الداعية باتباعه وخاصة اولئك الضعفاء الذين لا يبتغون سوى الحق فعليه ان يقربهم ولا يقبل ان يبعدهم ارضاء للكفار اشارة الاية الى اهمية العبادات التي تقع اول النهار واخره. فينبغي على الانسان ان يبدأ عمله بطاعة الله. وعليه ان يختمه بطاعة الله تعالى وتأمل قول الحافظ ابن حجر يقول ينبغي للمرء ان لا يزهد في قليل من الخير ان يأتيه ولا في قليل من الشر ان يجتنبه فانه لا يعلم الحسنة التي يرحمه الله بها ولا السيئة التي يسخط عليه بها. نسأل الله ان يرحمنا واياكم في الليل والنهار وفي كل حين والى حين نلقاه. اللهم اجعل ايامنا خيرا وطاعة. واجعل خير ايامنا يوم نلقاك. يا ارحم الراحمين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته