مصالح الناس في دينهم ودنياهم والمال ليس غاية بل هو وسيلة والانسان بالنسبة للمال اما ان يذهب منه واما ان يذهب عنه فاما ان يذهب منه بان يتلف هذا المال ويخسر واما ان يذهب هو عنه وذلك بالموت وحينئذ يتوفر هذا المال الذي تعب في جمعه وفي كسبه يكون لورثته هنيئا مريئا فينبغي للمؤمن يعلق قلبه في الدنيا تعلقا يشغله نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين اعداد وتقديم سبيت ابن ابراهيم سبيت تنفيذ وليد بن عبدالرحمن النومان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين احبتي المستمعين الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا ومرحبا بكم في هذه الحلقة الجديدة. من برنامج نور على الدرب. يسرنا ان يكون معنا في هذا اللقاء في هذه الحلقة مجيبا عن اسئلتكم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور سامي بن محمد الصقير عضو هيئة كبار العلماء. في بداية هذه الحلقة نرحب بكم شيخنا الكريم حياكم الله حياكم الله وبارك فيكم وفي الاخوة المستمعين والمستمعات حياكم الله مستمعينا الكرام ونسعد بمتابعتكم لنا في هذه الحلقات. نسأل الله جل وعلا ان يكتب لنا ولكم فيها النفع والفائدة والعلم النافع والعمال الصالح. شيخنا حفظكم الله نبدأ هذه الحلقة بهذا السؤال الذي يقول باعثه ما الحكمة من ايجاب العدة على المرأة؟ وهل المرأة المعتدة نفقة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين اما بعد فان الواجب على المؤمن ان يعلم ان جميع ما شرعه الله تعالى من الاحكام فان له حكمة بالغة ان ربك حكيم عليم. سبحانه وتعالى والله تعالى لا يشرع الشرائع الا لحكمة علمها من علمها وجهلها من جهلها وليس جهلنا بشيء من حكم ما شرعه الله تعالى يدل على انه لا حكمة فيها بل هو دليل على نقص علمنا وقصور ثم ان المشروع للمؤمن ايضا ان يعلل الحكمة بامر الله تعالى لذلك كما قال الله تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ولما سئلت عائشة رضي الله عنها ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة قالت كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة تعللت وبينت ان الحكمة هي ان هذا هو شرع الله ومع ذلك التمس اهل العلم رحمهم الله حكما بايجاب الله تعالى العدة على المرأة فمن الحكم اولا الحكم ببراءة الرحم حتى لا تختلط المياه وتشتبه الانساب ويلتحق الولد بغير والده ومن الحكم بيان عظمة عقد النكاح وانه عقد عظيم له من الحرمة والمكانة ما اوجب ان يكون له حريم فاصل بين العقد الاول والعقد الثاني حتى يتميز العقدان وينفصل النكاحان فلا يجترئ احد اي حوما حول حماه واذا كان ممنوعا من المقاربة منه فكيف بان يطلب نكاح امرأة ذات زوج ولهذا حرمت الخطبة تصريحا في العدة وتعريضا في غير المبالاة ومن حكم ايجاب العدة تعظيم حق الزوج الاول وان المرأة تحبس نفسها احتراما لنكاحه وفراشه حتى لا يقال انها كانت على ملل منه ولذلك حرمت امهات المؤمنين بعد النبي صلى الله عليه وسلم على غيره كما قال عز وجل وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان عند الله عظيما ومن حكم ايجابي العدة ابقاء حق الزوج في المراجعة قبل انتهاء العدة وهذا في حق الرجعية التي يمكن ان يراجعها فلعلهما يندمان فيتراجعان فجعل الشارع هذه المدة لانه ربما ندم الزوج على طلاقه فراجع بنت الزوجة على طلبها الطلاق فطلبت من زوجها ان يراجعها واما حكم المعتدات من حيث النفقة المعتدات من حيث النفقة على اقسام ثلاثة القسم الاول المعتدة الرجعية وهي التي طلقها زوجها دون نهاية عدده ولا تزال في العدة فهذه حكمها حكم الزوجة في وجوب النفقة لانها زوجة ولها احكام الزوجات والقسم الثاني من المعتدات البائن في موت اي من بانت منه بالموت فلا نفقة لها لان المال انتقل الى الورثة وحينئذ ستنفق على نفسها من حصتها من التركة وكل فرقة بغير طلاق فان الزوجة تكون فيها بائنا والقسم الثالث من اقسام المعتدات البائن في الحياة بفسخ او طلاق فلها النفقة اذا كانت حاملا لقول الله عز وجل وولاة الاحمال اجلهن ان يضعن حملهن وكل انسان نسب اليه حمل امرأة فانه يجب عليه ان ينفق عليه في عموم الاية الكريمة نعم احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم ايضا هذا سائل يقول هل صحيح ان كثرة الضحك تميت القلب قد ثبت في الحديث الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها انها قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا قط ضاحكا حتى ترى لهواته وانما كان يتبسم هذا الحديث يدل على ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يبالغ في الضحك والمراد الضحك المصحوب بصوت وهو ما يسمى بالقهقهة وكثرة الضحك تميت القلب وتسقط المهابة والوقار وهي سبب بالغفلة عن الله عز وجل ولهذا جاء في مسند الامام احمد وغيره من حديث ابي ذر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اياك وكثرة الضحك فانه يميت القلب ويذهب بنور الوجه فكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يتبسم والتبسم من مبادئ الضحك والضحك ثلاثة انواع ابتدائي وانتهائي ووسط الابتدائي هو التبسم وهو اكثر حال الانبياء والانتهاء والقهقهة وهذا اعني القهقهة لا تليق بالانسان العاقل الرزين لانها تدل على خفة العقل وهي سبب في موت القلب اذا اكثر منها والثالث الوسط وهو الضحك والحاصل ان هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه كان لا يبالغ في الظحك بل كان عليه الصلاة والسلام كثيرا التبسم والتبسم هو من مبادئ الضحك كما قال عز وجل فتبسم ضاحكا من قولها اي ابتدأ مبتسما وانتهى ضاحكا بارك الله فيكم شيخنا واحسن اليكم. ايضا هذا يقول ما حكم التحدث عن شخص يجاهر بالمعصية لاجل ان احذر منه التحدث في عرظ الانسان الاصل انه محرم ومن الغيبة ولكن اذا اقتضت المصلحة ان يتكلم في عرضه محذرا منه فحينئذ يكون ذلك جائزا ايه المصلحة فلو رأيت شخصا يصاحب رجلا معروفا في الشر والفساد وتخشى ان يؤثر عليه في اخلاقه وفي منهجه وسلوكه فان الواجب عليك ان تحذره من ذلك الرجل وان تبين له ما فيه من العيوب وما يترتب على مصاحبته من سوء العاقبة فهذا من النصيحة وليس من الفضيحة بالنسبة بهذا الشخص المجاهر وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم وقال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه والحاصل ان الاصل في الكلام في عرض الانسان انه محرم وانه من الغيبة لكن اذا اقتضت المصلحة ان يتكلم في عرضه حرج في ذلك ولهذا قال بعض العلماء القدح ليس بغيبة في ستة متظلم ومعرف ومحذر ولمظهر فسقا ومستفت ومن طلب الاعانة في ازالة منكري وهذه المسائل الست التي ذكرت في هذين البيتين يجمعهما المصلحة الشرعية شيخنا وبارك الله فيكم. اذا من الاسئلة فضيلة الشيخ هذا سائل يقول ما معنى قول النبي صلى الله عليه واله وسلم ليس الغنى عن كثرة العرض ولا ان الغنى غنى النفس معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرض اي ليس غنى النفس عن كثرة المال فالمال يذهب ويجيء ولكن الغنى غنى النفس فكم من شخص عنده مال ولكن نفسه شحيحة ومتعلقة بالدنيا فهو وان كان غنيا من جهة المال ولكنه فقير من جهة القلب لان قلبه تعلق في الدنيا ومثل هذا لم ينفعه المال لان المال جعله الله عز وجل قياما تقوم به عن طاعة الله عز وجل بل لا ينسى نصيبه من الدنيا ولا يجعل الدنيا تشغله عما خلق لاجله وهو الطاعة العبادة قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وليحرص على استعمال هذا المال الذي رزقه الله تعالى في طاعة الله وفيما يعينه على طاعة الله لان هذا من شكر نعمة الله عز وجل على رزقه وعطائه وهو من التحدث بنعم الله وقد قال الله تعالى واما بنعمة ربك فحدث اي حدث بقلبك وحدث بلسانك وحدث بجوارحك تحدث بقلبك بان تعتقد اعتقادا جازما ان الله تعالى هو الذي اسدى اليك هذه النعمة وهذا المال وتتحدث بلسانك بحمد الله تعالى وشكره والثناء عليه وتتحدث بجوارحك بان تستعمل هذا المال في طاعة الله وان تستعين به على طاعة الله وان تري الله تعالى اثر هذا المال عليك في مطعمك ومشربك وملبسك وغير ذلك بحيث توسع على عيالك ولا تضيق عليهم في الحدود الشرعية احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم. الى هنا احبتي المستمعين الكرام نكون قد وصلنا الى ختم ونهاية هذه الحلقة. التي قد تفضل فيها بالاجابة عن اسئلتكم فضيلة الشيخ الاستاذ دكتور سامي بن محمد الصقير عضو هيئة كبار العلماء. فشكر الله له ونفع الله به وزاده الله علما وفقا وتوفيقا. وشكر الله لكم احبتنا وحسن متابعتكم لنا في هذه الحلقات نسأل الله جل وعلا لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح. من اراد طرح سؤاله على الشيخ سامي فليبعث رسالة عبر تطبيق الواتساب على الرقم صفر واحد واحد. اربعة اربعة اثنين خمسة اربعة خمسة ثمانية. نلتقيكم بمشيئة الله تعالى في لقاء قادم وانتم على خير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين اعداد وتقديم سبيت ابن ابراهيم السبيت تنفيذ وليد بن عبدالرحمن النومان