بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على عبده ورسوله وصفوته من خلقه وامينه على وحيه نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله وعلى اله واصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد فاني اشكر الله عز وجل على ما من به من هذا اللقاء لاخوة في الله احترام وبابنائنا الاعزاء في سبيل الدعوة والتناصح والتعاون على البر والتقوى واسأل الله عز وجل ان يجعله لقاء مباركا وان يفرح قلوبنا واعمالنا جميعا. جميعا من الهداة المهتدين الصالحين المصلحين انه جل وعلا جواد كريم ثم اشكر القائمين على هذا المعهد وعلى رأسهم فضيلة الشيخ عبد الله العمار على دعوتهم لهذا اللقاء وانه لا يسرني كثيرا اللقاء باخواني وابنائي دائما لولا ان مشاغل كثيرة قد تحول بيني وبين بعض ذلك فاسأل الله جل وعلا ان يعيننا جميعا على كل ما فيه رضاه وان يمنحنا الفقه في دينه والثبات عليه وان ينصر دينه ويعلي كلمته وان يوفقنا واياكم جميعا للمزيد من العلم النافع والعمل الصالح وان يوفق ولاة امرنا لكل خير وان يعينهم على كل خير وينصر بهم الحق ويصلح لهم البطانة ويجعلهم هداة مهتدين كما اسأله سبحانه ان يصلح جميع المسلمين في كل مكان وان يصلح ولاة امرهم وان يعينهم على تحكيم شريعته والزام الشعوب بها فانها والله طريق السعادة وسبيل النجاة للجميع في الدنيا والاخرة اما كلمتي في هذه الليلة فعنوانها وجوب المحافظة على الصلاة وكفر من تركها الصلوات الخمس نعمة الاسلام باجماع المسلمين وهي الركن الثاني من اركان الاسلام ويعظم الاركان بعد الشهادتين وقد ورد فيها من الايات الكريمات والاحاديث الكثيرة الشيء الكثير لعظم شأنها و انت في الحاجة المحافظة عليها والاستقامة عليها وقد جاء عن عمر رضي الله عنه انه قال من حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لمسيرها اضيع قال نافع رحمه الله مولى ابن عمر كان عمر رضي الله عنه يكتب الى عماله يعني الى امرائه ويقول لهم ان اهم امركم عند الصلاة ومن حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها اضيعا والايات القرآنية والاحاديث النبوية تشهد لذلك وقد ذكرها الله في مواضع كثيرة من كتابه العظيم تعظيما لشأنها وامرا باقامتها والمحافظة عليها وثناء على المقيمين لها والمحافظين ومن ذلك قوله جل وعلا واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين فامر باقامتها يعني ان تصلى كما شرع الله وان تؤدى كما شرع الله قائمة كاملة وان تؤدى مع المصلين واركعوا مع الراكعين صلوا في الجماعة صلوها مع الناس الله سبحانه في اول سورة البقرة ذلك كتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذي يؤمن بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون فذكر اقامة الصلاة في اول هذه السورة بعد الايمان بالغيب فمن اعظم فريضة بعد توحيد الله والايمان بما جاءت به رسله وقال جل وعلا واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون وقال سبحانه وتعالى فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم فالمعنى ان من لم يقمها يستحق ان يقاتل حتى يقيمها قال تعالى فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين وقال عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة وقال عز وجل حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ما امر به المحافظة عليها وهذا امر عام للرجال والنساء والحكام والمحكومين والاغنياء والفقراء والعربي والعجم لجميع المسلمين. واجب عليهم ان يحافظوا عليها كما امر الله في اوقاتها وان يحافظوا عليها باداء جميع ما اوجب الله فيها وان يحافظ عليها الرجال في جماعة في مساجد الله واثنى على المحافظين وعدهم الخير الكثير الفردوس الاعلى والكرامة في الجنة قال تعالى قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ثم قال في اخر الايات والذين هم على صلواتهم يحافظون اولئك هم الوارثون الذين يدعون الفردوس هم فيها قانون فاثنى عليهم اولا بخشوع فيها والواجب على اهل الايمان العناية بالصلاة وان يطمئنوا فيها وان يؤدوها كما امر الله ومن كمالها خشوع الجوارح فيها والسكون. وعدم العبث بل يقبلوا عليها بقلبه وقالبه ويؤديها كما ويؤديها كما امر الله عز وجل والطمأنينة من الخشوع وهي من اهم اركانها الطمأنينة ثم قال في اخر الايات بعد ما مدح المؤمنين والذين هم على صلواتهم يحافظون اولئك هم الوارثون الفردوس فيها خالدون والفردوس على الجنة واوسطها فاهل فاهل الصلاة والمحافظون عليها والمقيمون لها موعودون بهذا الخير العظيم وقال في سورة المعاني ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا وان نسألك خيرا منوعا الا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون الى ان قال سبحانه والذين هم على صلاتهم يحافظون. اولئك في جنات المقاومون وذم المتخلفين والمعرضين والمضيعين لها فقال فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات وسوف يلقون يلقون غيا خسارا ودمارا وقيل وادي في جهنم بعيد قعره خبيث طعمه نسأل الله السلامة وقال تعالى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون يعني غافلون وتوعدهم بالويل وهو شدة العذاب فعلم بذلك ان الواجب على المؤمن وعلى المؤمنة العناية بالصلاة والمحافظة عليها والحذر من السهو عنها والغفلة عنها بل يؤديها كما امر الله في اوقاتها ومن حافظ عليها حفظ دينه ومن ضيعها فقد اضاع دينه ولا حول ولا قوة الا بالله. فيرى عمود الاسلام في هذه معاذ رضي الله عنه يقول صلى الله عليه وسلم رأس امن الاسلام وعموده الصلاة وفي حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما يقول النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت ولما سأل جبرائيل النبي صلى الله عليه وسلم عن عن الاسلام قال تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وتقيموا الصلاة الاخر شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وفي حديث عبدالله بن عمرو الذي رواه الامام احمد باسناد حسن عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في الصلاة من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ على لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وفجرا يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وابي ابن خلف نسأل الله العافية يقول بعض اهل العلم في جاء في هذا الحديث انما يحشر مضيعوا الصلاة مع هؤلاء الكفرة الذين هم معروفون الكهد والضلال وهم من ومن مقدميهم انما يحذر معهم من ضيعها لانه اما يضيعها تثابنا بالرئاسة والملك فيكون شبيها بفرعون فيحشر معه يوم القيامة الى النار نعوذ بالله من ذلك واما يضيعها بسبب بسبب الوزارة والوظيفة فيكون شبيها بهامال وزين فرعون ويحشر معه يوم الى النار يوم القيامة واما ان يضيعها بسبب الاموال والشهوات فيكون شبيها بقارون الذي كتب الله به وبداره الارض لما شغله مال وتكبر بسبب ماله حتى ختم الله به الارض وبماله فالمتشبه به من اجل شهواته وكثرة ماله يخسر يحذر معه يوم القيامة واما ان نشتغل عنها باسباب البيع والشراء والاعمال التجارية فيكون شبيها لابي ابن خلف تاجر اهل مكة فيحشر معه يوم القيامة الى النار نسأل الله العافية فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة ان يحذر التشاغل عنها والرضاعة لها والتغافل عنها وان يستقيم على اقامتها كما امر الله والمحافظة عليها كما امر الله في اوقاتها وان يؤديها مقامة كاملة تامة كما شرع الله عز وجل وان يتواصى مع اخوانه بذلك ويتناصى مع اخوانه بذلك ليعبدوا الاسلام من حفظها حفظ دينه ومن اضاعها فقد اضاع دينه وقد بلي الناس اليوم الا من رحم ربك بالتساهل بها الا من رحم الله واضاعها كثير من الناس وخفأهم الله على كثير من الناس وهذا من البلاء العظيم والشد الكثير والمصيبة العظمى نسأل الله العافية فيجب الحذر نتشبه بهؤلاء يجب الانكار على من فعل ذلك وبيان ان ذلك من من الردة عن الاسلام نعوذ بالله بضاعتها والتساهل بها وعدم فعلها ردة فعل الاسلام في اصح قولي العلماء فيجب الحذر والتحذيب ويجب على الوالد مع اولاده واهله العناية وعلى الزوج مع زوجته والزوجة مع زوجها كل انسان مع اخوانه ان يلاحظ ذلك وان يعتني بتعظيم الصلاة بقلوبهم وتحذيرهم من التهاون بها تحريضهم على المحافظة عليها والتساهل عنها فتساهل بها في الجماعة وسيلة الى تركها نعوذ بالله يقول ابن مسعود رضي الله عنه لقد رأيتنا وما يتخلف عنها يعني جماعة الا منافق معلوم النفاق نسأل الله العافية والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من سمع النداء فلم يأتي فلا صلاة له الا من عذر ويقول عليه الصلاة والسلام لما رواه مسلم في الصحيح لما سأله رجل اعمى ليس لي قائد يلائمني المسجد باللفظ يقودني الى المسجد هل ليبو الرخصة؟ ان يصلي في بيتي طب هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال نعم. قال فاجيب فاذا كان اعمى تاسع الدار يقال له لا رخصة لك اجب فكيف بحال غيره ممن وموصل وسليم ويستطيع المجيء بس الامر عظيم والخطر كبير وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه هم ان يحلق على المدخل في بيوتهم تخلفهم عن ادائها في بيوت الله عز وجل وقال عليه الصلاة والسلام العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ومن تركها فقد كفر الامام احمد واهل الاسلام باسناد صحيح عن بريدة رضي الله عنه وقال ايضا عليه الصلاة والسلام بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة رواه مسلم في الصحيح وهذا يدل على ردة تاركها وكفره وان يفرقوا بينه وبين زوجته المسلمة وقال جماعة من العلم لا يكفر الا بجحد وجوبها وهذا قول مرجوح والادلة دالة على كفره بتركها وان لم يجعل وجوبا اما اذا جاهد وجوبها فانه يكفر باجماع المسلمين لانه مكذب لله ولرسوله نسأل الله العافية والترك لها وسيلة الى انكارها وجحدها وترك الجماعة ايضا وسيلة الى تركها فيجب الحذر يجب الحذر من التهاون بادائها في الجماعة وهو تشبه باهل النفاق ووسيلة الى الترك فالواجب على المؤمن ان يحذر المنافقين ويتباعد عنها يقول الله عز وجل ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراوغ الناس ولا يذكرون الله الا قليلا ما وصف المنافقين من صفات ذميمة منها التثاقل عن الصلاة نسأل الله العافية والكسل عنه واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى فيجب الحذر من هذه الصفة الذميمة وقال في اية اخرى في حق المنافقين وما منعهم ان تقام نفقاتهم الا انهم كفروا كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالى ولا ينفقون الا وهم كارهون فلا تؤذيك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا ورزقهم منهم وهم كافرون نسأل الله بهذا الحذر من صفاتهم الذميمة والتخلف عنها في جماعة مشابهة ظاهرة لاهل النفاق فاياك ايها المؤمن ان ترضى بهذه المشابهة وان تقع فيها حاسب نفسك وجاهدها لله عز وجل حتى لا تقع في صفة المنافقين بالكسل وحتى لا تخرج عن دينك بالترك ولا حول ولا قوة الا بالله وانت اليوم في غربة من الاسلام وفي خطر عظيم بسبب وجود المتخلفين والمتشبهين باهل النفاق بيننا فيجب الحذر من اخلاقه وصفاتهم ويجب التواصي بالمحافظة عليها والتاسي باهل الخير والهدى من السلف الصالح والاخيار من عباد الله الصالحين في زمانك المحافظين عليها والقائمين بها فالتشبه باهل الضلالة وسيرة الهلاك والدمار والتوسل باهل الخير وسوى والتشبه باهل الخير والعناية بطريقهم السليم من اسباب السعادة والنجاة قال تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار ولم يتبعهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم. هذا لاتباع المؤمنين بالاحسان اتباع الصحابة باحسان في العمل بالقول والعمل لهم الجنة والرضا من الله عز وجل فاحرص يا عبد الله ولا سيما طالب العلم عليك ان تحرص على ان تكون من اتباع نبيك ومن السالكين على سيرة اصحابه رضي الله عنهم وارضاهم في المحافظة والعناية بالصلاة والمسابقة الى كل خير قدوة لكل خير ثم صحابته القدوة بعده في للاستقامة على الهدى والدعوة اليه والحذر مما يقارب ومتى تدبر الامر تدبر المرء على الناس اليوم عرف ان الامر عظيم وخطير بكثرة المنحرفين عن الهدى والسارق في مسلك اهل الرداء فيجب ان تحذر حتى لا يوصي لا يصيبك ما اصابه واسأل ربك التوفيق والهداية والسلامة والعافية من كل ما يغضبه سبحانه وسائر الخيرات متأسف باهل الخير والمسابقة الى الطاعات وكن من جملتهم ومن اتباعهم باحسان واحذروا التشبه باعداء الله على طريقهم لعلك تنجو وتسلم واثاب الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يوفقنا واياكم بما يرضيه وان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته وان يمن علينا جميعا بالمحافظة على هذه العبادة العظيمة والعناية بها ومسابقة اليها والدعوة اليها والحذر لمجابهة اعداء الله الذين تركوها وتخلفوا عنها ومشابهة ايضا من تساهل بها وتهاون كالمنافقين الذين اظهروا الاسلام نفاقا وتساهلوا بما اوجب الله عليهم من امر الصلاة وغيرها فيجب الحذر من هؤلاء وهؤلاء يجب الحذر من التشبه باعداء الله التاركين والتشبه بمن تشبه بالمنافقين في التهاون بها والتفاضل عنها اسأل الله سبحانه وتعالى ان يهدينا جميعا صراطه المستقيم وان يعيننا واياكم من طريق المغضوب عليهم والضالين وان يصلح قلوبنا واعمالنا جميعا انه جواد كريم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان