ولم يقل او يضحى عنه ولان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يضحي عن اهل بيته ولم ينقل انه امرهم بالامساك عن ذلك وعلى هذا فيجوز لاهل المضحي ان يأخذوا في ايام العشر نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين اعداد وتقديم سبيت ابن ابراهيم السبيت تنفيذ وليد بن عبدالرحمن النومان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. احبتنا المستمعين الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واسعد الله اوقاتكم كلها بكل خير نحييكم ونرحب بكم احبتنا الكرام ونسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم للعلم النافع والعمل الصالح في بداية هذه الحلقة احبتنا نرحب بضيفنا الكريم مجيبا عن اسئلتكم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور سامي بن محمد الصقير عضو هيئة كبار العلماء. حياكم الله شيخنا واهلا ومرحبا بك حياكم الله وبارك فيكم وفي الاخوة المستمعين والمستمعات. حياكم الله مستمعينا الكرام نسأل الله ان يوفقنا واياكم للعلم النافع والعمل الصالح شيخنا حفظكم الله نبدأ هذه الحلقة سؤال آآ يحسن طرحه الان وهو ما هي الاعمال الصالحة التي تشرع في عشر ذي الحجة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين اما بعد فان عشر ذي الحجة من المواسم الفاضلة فهو موسم من مواسم الخير والبركة فقد فظل الله تعالى هذه العشر على غيرها من الايام ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله من هذه الايام يعني عشرة ذي الحجة قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله الا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء وفي حديث ابن عمر ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال ما من ايام اعظم عند الله ولا احب اليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فاكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد من الأعمال الصالحة التي يشرع فعلها في هذه العشر الصيام فيسن صوم تسع ذي الحجة لان الرسول صلى الله عليه وسلم حث فيها على العمل الصالح والصيام من افضل الاعمال الصالحة ولهذا جاء في السنن من حديث هنيدة ابن خالد عن امرأته عن بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم انها قالت كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم تسعة ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة ايام من كل شهر واكدوا ايام العشر هو يوم عرفة فان صيامه كفارة سنتين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ومن الاعمال الصالحة في هذه العشر الاكثار من التكبير والتحميد والتهليل في المساجد والمنازل والطرقات كما في حديث ابن عمر فاكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد وقد كان ابن عمر وابو هريرة رضي الله عنهم كانا يخرجان الى السوق ايام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما وكان امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكبر في قبته في منى فيسمعه اهل المسجد فيكبرون ويكبر الناس حتى ترتج من تكبيرا المشروع في هذه الايام الاكثار من التكبير الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله. الله اكبر الله اكبر ولله الحمد والتكبير في ايام عشر ذي الحجة وما بعدها منه ما هو مطلق ومنه ما هو مقيد التكبير المطلق من دخول عشر ذي الحجة الى غروب الشمس من اخر ايام التشريق وهي الايام الثلاثة بعد العيد واما المقيد فمن فجر يوم عرفة الى عصر اخر ايام التشريق وعلى هذا فيجتمع التكبير المطلق والمقيد من صلاة العصر من يوم عرفة الى اخر ايام التشريق والفرق بين التكبير المطلق والمقيد ان التكبير المطلق مشروع في كل وقت ولا يختص بادبار الصلوات واما المقيد فمشروع في ادبار الصلوات فقط ومن الاعمال الصالحة في هذه العشر اداء الحج والعمرة فانهما من افضل الاعمال الصالحة قال النبي صلى الله عليه وسلم العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة وقال صلى الله عليه وسلم افضل الاعمال ايمان بالله ورسوله ثم جهاد في سبيله ام حج مبرور ومن الاعمال الصالحة في هذه العشر الاضحية فانها شعيرة من شعائر الاسلام وعبادة عظيمة قرنها الله عز وجل في الصلاة فقال فصل لربك وانحر وهي النسك العام في جميع الامصار وجاءت السنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ببيان فضلها ومواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها وبها يشارك اهل البلدان اخوانهم حجاج بيت الله الحرام في بعض الشعائر ومن الاعمال الصالحة في هذه العشر التوبة الى الله عز وجل فيتأكد على المرء ان يتوب الى الله تعالى من معاصيه وان ينيب اليه بفعل ما يرضيه والتوبة وان كانت واجبة على الفور في كل زمان ومكان الا ان لها شأنا بالامكنة الفاضلة والازمنة الفاضلة بان الغالب اقبال النفس على الطاعة ورغبتها في الخير فيحصل من العبد الاعتراف الذنب والندم على ما مضى وحصل منه من الذنوب والمعاصي ولان الذنوب والمعاصي سبب بحرمان العبد فضل الله عز وجل ولان الاصرار على الذنوب والمعاصي يوجب للانسان ان يألفها وان يتشبث بها والنفس اذا اعتادت على شيء صعب عليها ان تفارقه فعلى المؤمن ان يحرص على اغتنام هذه الاوقات الفاضلة فيما هي شجيرة به من الاستكثار من الاعمال الصالحة نعم احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم وفي علمكم اذا هذا سائل آآ يقول شخص اوصى باضحية عنه كل سنة فهل الورثة بالخيار بين ذبح شاة او الاشتراك في سبع بدنه الواجب على الوصي ان يختار ما هو اكمل وافضل ولا ريب ان الشاة افضل من سبع البدنة لكن لو فرض ان الغلة قليلة لا تكفي لشراء شاة ولكنها تكفي فيما لو اشترك في سبع بدنة او بقرة فحينئذ يشترك في سبع بدنة او بقرة لان هذا خير من ترك الاضحية وعدم تنفيذ الوصية نعم بارك الله فيكم شيخنا. اذا هذا سائل يقول هل تشرع الاضحية لمن اراد الحج وما هي الامور التي يجتنبها؟ من اراد ان يضحي المشروع للحاج ان يهدي هديا لا ان يضحي ولهذا لم يضحي النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وانما اهدى لكن لو حج الانسان وحده وله اهل بيت فانه يعطيهم مالا يشترون به اضحية او يشتري لهم اضحية لاجل ان يضحوا فاذا قال قائل ما الجواب عما ثبت في الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم ضحى عن ازواجه بالبقر الجواب ان مراد بقوله ضحى اي ذبحها عنهن في الضحى فقد اهدى النبي صلى الله عليه وسلم عن ازواجه بقرا ولكنه ذبحها في الضحى وهذا من باب التجوز في العبارة والاطلاق واما الامور التي يجتنبها من اراد ان يضحي فالمشروع ان من اراد ان يضحي ودخل عليه شهر ذي الحجة فانه يحرم عليه ان يأخذ شيئا من شعره او اظفاره او بشرته في حديث ام سلمة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا دخلت العشر واراد احدكم ان يضحي فلا يأخذ من شعره واظفاره شيئا حتى يضحي وفي رواية فلا يمس من شعره ولا بشرته شيئا واذا قدر ان الانسان نوى الاضحية في اثناء العشر فالواجب عليه ان يمسك من حين نوى ولا اثم عليه فيما اخذه قبل النية لانه لم يكن مريدا للاضحية وهذا الحكم اعني الامتناع والامساك عن اخذ الشعر والظفر والبشرة خاص بمن يضحي عن نفسه استقلالا او يضحي عن غيره تبرعا واما من يضحى عنه او يضحي عن غيره بوكالة او وصية فلا يشمله هذا الحكم فيجوز له ان يأخذ من شعره وظفوره وبشرته لان الرسول صلى الله عليه وسلم قال اذا دخلت العشر واراد احدكم ان يضحي من الشعر والظفر والبشرة واذا قدر ان الانسان نوى الاضحية واراد الاضحية ولكنه خالف واخذ من شعره او ظفوره او بشرته فعليه ان يتوب الى الله عز وجل والا يعود ولا كفارة عليه في ذلك ولا يمنعه ذلك من التضحية كما يظنه بعض العوام فيظنون ان الانسان اذا نوى الاضحية ثم اخذ من شعره او ظفره او بشرته فان ذلك يمنعه من التضحية وهذا لا اصل له واذا قدر انه اخذ من شعره او ظفره او بشرته شيئا ناسيا او جاهلا سقط الشعر من غير قصد فلا اثم عليه واذا احتاج الانسان ان يأخذ شيئا من شعره او ظفوره او بشرته فله ان يأخذ ولا حرج عليه كما لو انكسر ظفوره واذاه وقصة او تدلى الشعر في عينيه فازاله او احتاج الى ازالة شيء من ذلك ليداوي جرحا ونحو ذلك فلا حرج عليه احسن الله لكم شيخنا وبارك الله فيكم ربما بعض الناس حفظكم الله شيخنا يحرص ان يضحي عن امواته من والديه وغيرهم وربما نسي نفسه وما اهله من آآ الاصل في الاضحية انها عن الحي لا عن الميت واما التضحية الميت على اقسام ثلاثة القسم الاول ان يضحى عن الميت بموجب وصية كما لو اوصى ميت بالاضحية عنه بعد موته فهذه الوصية يجب تنفيذها ويحرم مخالفتها لقول الله عز وجل فمن بدله بعد ما سمعه فانما اثمه على الذين يبدلونه ان الله سميع عليم والقسم الثاني ان يضحى عن الميت تبعا للحي كما لو ضحى الانسان عن نفسه وعن اهل بيته وفيهم الاحياء والاموات فلا حرج في ذلك ولهذا ضحى النبي صلى الله عليه وسلم عنه وعن من لم يضحي من امته وضحى عن نفسه وعن اهل بيته وفيهم الاحياء والاموات والقسم الثالث ان يضحى عن الميت تبرعا استقلالا بان يخص الميت باضحية فهذا لا ريب انه من الخير وان ثوابه يصل الى الميت ولكن من الخطأ ان يضحي الانسان عن الميت ويدع نفسه فالمشروع في الاضحية ان تكون عن الحي اما كونه يضحي عن الميت ويدع نفسه فهذا من الخطأ نعم احسن الله لكم شيخنا وبارك الله فيكم وفي علمكم. الى هنا احبتنا المستمعين الكرام نكون قد وصلنا الى ختم ونهاية هذه الحلقة التي تفضل فيها بالاجابة عن اسئلتكم. فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور سامي بن محمد الصقير عضو هيئة كبار العلماء. فشكر الله له ونفع الله به وزاده الله علما توفيقا وشكر الله لكم حسن متابعتكم احبتنا الكرام حتى ملتقى بكم في لقاء قادم بمشيئة الله تعالى نستودعكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين اعداد وتقديم سبيت ابن ابراهيم سبيت تنفيذ وليد بن عبدالرحمن النومان