بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فكما تلاحظون ان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ينقل في هذه فتوى عن اه ثلاث فئات الفئة الاولى هم السلف رحمهم الله المتقدمون كالائمة الاربعة والسفيان والثوري والاوزاعي وغيرهم من الائمة المتقدمين. وكلامهم في هذا عمدة يصدق بعضه بعضا. والصنف الثاني بعض المتكلمين الذين وافقوا السنة في شيء وربما خالفوها في شيء فينقل منهم ما يوافق الحق والصنف الثالث هم آآ المتصوفة او المعروفون عند الامة بانهم اصحاب طريقة. فلا ينقلوا الا عن صالحيهم ومن كان على درب الاستقامة كبن خفيف وعمرو بن عثمان المكي ومن شاك لهم. وسينقل الان عن عبد القادر الجيلاني رحمه الله آآ ومراده بذلك ان هؤلاء لهم قبول عند اتباعهم سواء كان كانوا من المدرسة او من المدرسة الصوفية. فلهم حظوة ومنزلة فحينما يحتج على الاتباع بقول من يعظمونهم ويقدمونهم وذلك ادعى لقبول الحق. وهذا من حسن صنيعه رحمه الله. وينبغي لطالب العلم ان يقبل الحق ممن جاء به كائنا من كان فيقبل الحق ويرد الباطل. وعند التنازع فالمنهج كما قال الله فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول اه اردت التنبيه ايضا على العبارة الاخيرة التي وردت في كلام ابن خفيف البارحة وهي قوله ومن قال باسقاط الوسائط اه على الجملة فقد كفر. فان آآ فان قد ذكرنا معنى لكن غيره اولى منه. آآ فقلنا ان الوسائط هي الاسباب فبعضهم يسقط الاسباب فلا يتخذ الاسباب التي نصبها الله اسبابا للوصول الى المراجعات. وهذا لا شك انه تواكل وليس بتوكل عجز وليس احسان ظن بالله تعالى. ولكن المعنى الاولى هو ان اسقاط الوسائط زعمهم ودعواهم انهم يتلقون عن الله مباشرة. فيقول قائلهم حدثني قلبي عن ربي تزعم انه الهم او اه حصل له كشف ونحو ذلك. وهذا كثير عند الصوفية. ويعولون عليه يستندون عليه. فمن قال باسقاط الوسائط في الجملة على الجملة بمعنى انه لا حاجة للرسل منهم من يقول انتم تحدثون عن الاموات عن الاموات. تقولون حدثنا فلان؟ قال حدثنا فلان. ونحن نحدث عن الحي الذي لا يموت يزعم احدهم انه يروي عن الله مباشرة لان قلبه موصول بالله زعم فهذا هذا الاسقاط للوسائط والاستغناء عن المرسلين الذين هم الواسطة بين الخلق والحق هذا كفر كما قال الشيخ رحمه الله ثم انتقل الى مقام اخر فقال الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم انا نسألك التوفيق شيخنا وان تعينه وان تغفر له ولنا وللسامعين وللمسلمين. امين جزاك الله خيرا. قال المؤلف غفر الله له للمتأخرين الامام ابو محمد عبد القادر ابن ابي صالح الجيلي في كتاب الاغنية نعم اما قوله ومن متأخر فاراد متأخر الصوفية. متأخر الصوفية. والامام ابو محمد عبد القادر ابن ابي صالح الجيلي يقال الجيلي ويقال للجيلاني آآ امام معروف وله آآ شهرة ذائعة وصيت كبير وقد قال عنه الذهبي رحمه الله يقول عنه الشيخ الامام العالم الزاهد العارف القدوة شيخ الاسلام علم الاولياء. وقال ايضا اه وفي الجملة الشيخ عبدالقادر كبير الشأن وعليه مآخذ في بعض اقاويله ودعاويه. والله الموعد وبعد ذلك مكتوب عليه. وهذا يكثر في ائمة الصوفية ان يقع منهم خطأ وايهام واجمال في الالفاظ ويقع منهم خطأ محقق. ويقع شيء كثير من نسبة اقوال لم يقولوها اليهم. لان اتباعهم يريدون ان بهم وبقبولهم فيضيفون اليهم اقوالا. كذبا صراحا محضا لكي تسوق وتسلك عند الاتباع فهو امام مشهور بالصلاح والنسك والعبادة رحمه الله وقد كان مولده لانه قال من تأخريهم سنة اربعمئة واحدى وسبعين. ووفاته سنة خمسمائة وواحد وستين رحمه الله. يعني عاش نحو تسعين نعم قال في كتابه وهو بشر وهو بجهة العلو مستو على العرش محتوي على الملك محيط علمه بالاشياء اليه يصعد الكلم الطيب العمل الصالح يرفعه يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعبدون ولا يجوز وصفه بانه في كل مكان. فليقال انه في السماء على العرش. كما قال الرحمن على العرش استوى وذكر ايات واحاديث الى ان قال وينبغي ادراك صفات الاستواء من غير تمويل وانه استواء الذات على العرش. قال وكونه على العرش في كل كتاب انزل على كل نبي ارسل بلا كيد. وذكرك انزل على كل نبي ارسل. بلا كيف وكونه على العرش مذكور في كل كتاب انزل على كل نبي ارسل بلا كيد. وذكر كلاما طويلا ارسل لا علاقة لها بلا كيف. ايه. يعني المقصود انه مذكور في كل كتاب انزل على كل نبي ارسل لكن بلا كيف طيب واصل وذكر كلاما قويا لا يحتمله هذا الموضع وذكر في سائر الصفات نحو هذا نعم هذا في قاطع اه تصريح جلي من عبد القادر رحمه الله الذي يتبعه وينتحله كثير من الصوفية باثبات صفة العلو لله سبحانه وتعالى اثباتا صريحا. فبعد ان ذكر التوحيد ان الله واحد احد ذكر قال وهو من جهة العلو وقد تقدم معنا ان لفظ الجهة ان لفظ الجهة من الالفاظ المجملة التي لم ترد بنفي ولا اثبات. لكن لما اضاف الى العلو زال الاشكال. لما اضاف لفظ الجهة الى العلو زال الاشكال وتبين. فساغ مثل هذا التعبير فهو وتعالى بجهة العلو مستو على العرش محتو على الملك. وقوله مستو على العرش. محتو على الملك يدل على فساد تفسير من فسر استوى بمعنى استولى. لان العطف يقتضي المغايرة. فاثبت انه قد استوى على العرش وهذه جملة تامة ثم قال محتو على الملك. فهذا امر زائد غير مسألة الاستواء على العرش. فلا سبيل اهل التأويل اه ان يعني يزعموا ان عبد القادر مثلا يؤول صفة الاستواء. ثم استدل بالايات واردة في العلو اه ونفى ما تدعيه حلوية الجهمية من انه في كل مكان. قال ولا يجوز وصفه بانه في في في في كل مكان بل يقال انه في السماء على العرش. ثم اه قرروا وبشكل واضح وجوب اطلاق صفة على الله عز وجل من غير تأويل. والتأويل هو ان يقال للسواء هو الاستيلاء. وانه استواء الذات على العرش. والعجيب انه في بعض نسخ الغنية حذفت هذه المواضع لان الكلام لا يروق له عياذا بالله. فهؤلاء يعني يبدون شيئا ويخفون شيئا حسب ما يروق لهم. لكن هذا مذكور في كتاب الاغنية بلا ريب. ثابت عنه رحمه الله ثم قال شيخ الاسلام ان كانت الاشارة في قوله ذلك مسألة العلو فنعم يطول ومن باب اولى ان كانت الاشارة الى عموم اثبات الصفات وباب الصفات. لكن مجرد ما يتعلق بمسألة العلو يطول جدا حتى افرد فيه الذهبي رحمه الله كتابا العلو للعلي الغفار وكذلك ابن قدامة فقد الف العلماء في اثبات العلو يعني مصنفات ورأوا اثارا لا تحتمل تأويلات المتأخرين. فلهذا قال لو ذكرت كل ما قاله العلماء لقال الكتاب جدة لكن فيما ذكر غنية وكفاية. ثم انتقلا الى مقام اخر وقال ابو عمر ابن عبد الوار ابن انس وسفيان الثوري وسفيان ابن عيينة والاوزعي وبعضهم راشد في احاديث الصفات انهم كلهم قالوا امروها كما جاءت. قال ابو عمر ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم او جاء عن الصحابة رضي الله وما حدث بعده ولم يكن له اصل فيما جاء عنه فهو بدعة وضلالة. وقال في شرح موطأ لما تكلم على حديث النزول قال هذا حديث ثابت من جهة النقل صحيح الاسناد لا يختلف اهل الحديث في صحته وهو منقول من طرق سوى هذه في الاخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه دليل على ان الله في السماء على العرش من رب سبع سماوات كما قالت الجماعة وهو وهو من حجتهم على المعتزلة في قولهم ان الله في كل مكان وقال والدليل على صحة قول اهل الحق قول الله قول الله وذكر بعض الايات الى ان قال وهذا اشهر واعرف عند والخاصة ممن يحتاج الى اكثر من حكاية الى اكثر من حكاية لانه وهذا اشهر واعرف عند والخاصة من حكايته بانه قرار لم يوقفهم عليه احد ولا انكره عليهم وقال ابو عمر ابن عبد الله اجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. هو على العرش وعلمه في كل مكان. وما خالفه في ذلك يا من يحتج بقوله وقال ابو عمر رظا اهل السنة مجمعون على الاقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والايمان وحبلها على الحقيقة لا على مجاز الا انهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يعودون ولا يحلون فيه صفة مأسورة اما اهل البدع الجهرية والمعتزلة كلها والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئا منها على الحقيقة ويزعم ان من اقر بها مشرك وهم عند من اقر بها نافون للمعبود والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهم ائمة جماعة. ما شاء الله. اه ابن عبدالبر امام اهل المغرب اندلسي آآ وقد كانت وفاته سنة اربعمائة وثلاثة وستين للهجرة. رحمه الله وله مصنفات طويلة سيارة مشهورة يعتمد عليها العلماء لا سيما المالكية ومنها شرح الموطأ. وكلامه في هذا المقام كلام واضح بين جلي على ما كان عليه السلام. ومن احسن ما في حكاية الاجماع. فانه قد حكى الاجماع في اكثر من جملة فيما نقله شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله نقل وروى عن الائمة المتقدمين اثبات ما اثبته الله لنفسه وذكر صفاته بعينها فهو قول يعني الجماعة كما قال قال كما قالت الجماعة اي ان سلف هذه الامة مجمعون على هذا الامر. قال وهو من حجتهم على المعتزلة. اي ان الاجماع حجة على المعتزلة في زعمهم ان الله في كل مكان. ثم انه ذكر الدليل الفطري. قال والدليل على صحة قول اهل الحق قول الله قول الله وذكر بعض الايات الى ان قال وهذا اشهر واعرف عند العامة والخاصة من ان يحتاج الى اكثر من حكايته لانه اضطرار لانه اضطر لم يوقفهم عليه احد ولا انكره عليهم مسلم. اي بمعنى ان الناس مجبولون على الاقرار بعلو الله تعالى فالعامة كلهم لا يقع في قلوبهم الا ان الله سبحانه وبحمده له العلو المطلق بذاته. وانه يدعى من اعلى سبحانه وبحمده لا يلتفت القلب يمنة ولا يسرة ولا الى الامام ولا الى الخلف ولا الى اسفل بل فقط من جهة في العلوم فهو كما سماه اضطراب. فهذا دليل فطري ويعني قائم في قلوبهم ولم ينكره عليهم احد من المسلمين. ما احد من السلف انكر على ما يجده العامة في قلوبهم من التوجه نحو العلو عند مناجاة الله سبحانه وتعالى. اه وبرأ السلف رحمهم الله من شائبة التأويل اه وغيرها. واما قوله اه قد اجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم والتأويل فالتأويل هنا في كلامه يريد به التفسير كما يريد به ابن جرير الطبري وغيره. آآ معنى التفسير. آآ فذكر ترى آآ الاية ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم وان تأويلها يعني تفسيرها انه سبحانه على العرش وعلمه في كل مكان بمعنى ان هذه المعية ليست معية الذات وانما هي معية العلم اه ثم بعد ذلك انكر اه يعني لما بين طريقة اهل السنة اه في هذا وانهم يثبتون ولا يأولون ولا لا يمثلون ويكيفون ولا يحدون حدا بين مخالفيهم. قال واما اهل البدع الجهمية والمعتزلة آآ كلها والخوارج. هؤلاء كلهم معطلة النفات. وهم من اصحاب النفي المطلق الجهمية والمعتزلة والخوارج فانهم قد نفوا عن الله سبحانه وتعالى ما اثبت لنفسه آآ وابوا ان يقروا به على الحقيقة وآآ اعتبروا ان ان من اثبتها لله سبحانه وتعالى فانه منكر له. فهذا من باطلهم فميز بين سبيلهم وسبيل المؤمنين ثم انتقل الى آآ امام اخر قال وفي عصره الهام هو ابو بكر البيهقي مع توليه المتكلمين من اصحاب ابي الحسن قال في كتاب الاسماء والصفات باب ما جاء فيه. طيب هذا يحتاج الى التعليق على هذه المسألة وهو ان الحافظ آآ ابا بكر البيهقي ولا شك في امامته في الحديث وكثرة روايته وآآ خدمته لمذهب للشافعي حتى قيل انه لا احد امن على الشافعي من اصحابه من البيهقي. وقد كان يتعصب له رحمه الله وحمله على شدة محبته له لكن ربما بلغ ذلك مبلغ التعصب. فقد كان البيهقي منتصرا لفتاوى الشافعي. وهو من من المحدثين رحمه الله الا انه كان يوالي اه اصحاب الاشعري ينقل عن اه ابي سهل الصعلوكي وينقل عن اه الخطابي رحمه الله. فعندهم تأويلات. هؤلاء اه اه اوائل المدرسة الاشعرية وابو بكر الباقلاني فانه قال شيخ الاسلام متحفظا قال وفي عصره يعني وفي عصر ابن عبد البر الحافظ ابو بكر البيهقي مع توليه للمتكلمين من اصحاب ابي الحسن الاشعري الا انه نقل عنه ما ستسمعون من الاثباتات واما ابو الحسن الاشعري فسيأتي الكلام عنه بعد قليل. نعم قال في كتاب الاسماء والصفات باب ما جاء في اثبات اليدين صفتين لا من حيث الجارحة لوجود خبر الصادقين. قال الله وقال في حديث الشفاعة يا ادم انت ابو البشر خلقك الله بيديه نعم عفوا مثل قوله في بغير حديث في حديث الشفاعة. ترى اه علامات الترقيم اه مفيد لطالب العلم ان ان يعرف دلالاتها لانها تؤثر على فهم المعنى. نعم مثل قوله في غير الحديث في حديث الشفاعة يا ادم انت ابو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه ومثل قوله في الحديث المتفق عليه ان موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك الرواح بيده وفي لفظ وكتب لك ومثل ما في صحيح مسلم وغرس كرامة اوليائه في جنة عدن بيده. ومثل قوله صلى الله عليه تكون الأمر يوم القيامة خبزة واحدة يتكفاها الجبار بيده كما يتكفى احدكم خبزته في السفر لاهل الجنة وذكر احاديث مثل قوله بيد الارض والخير بيديه. والذي نفس محمد بيده ان الله ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. وقوله المقسطون عند الله على وقوله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده ثم يقول انا الملك اين الجبارون؟ اين المتكبرون؟ ثم يطوي الاراضين بشيء بشماله ويقول انا الملك الجبار اين المتكبرون؟ وقوله يبين الله ملأى لا يغيبها نفقة سحاء ارأيتم انفقا؟ ما انفق منذ ما انفق؟ ما انفق منذ منذ خلق السماوات والارض انه لم يضف ما في يمينه وعرشه على الماء وبيده كفر القط يخفض ويرفع وكل هذه الاحاديث في الصحيح وذكر ايضا قوله ان الله لما خلق ادم قال له اختر ايهما شئت؟ قال اخترت يمين ربي بين يدي رب يمين وكلتا يدي ربي يمين قباوة وحديث ان الله لما خلق ادم مسح ظهره الى احاديث اخرى من هذا النوع ثم قال البيهقي اما المتقدمون من هذه الامة فانهم لم يفسروا ما كتبنا من الايات والاخبار في هذا الباب وكذلك قال في استوائي على العرش وسائر الصفات الخبرية مع انه يحكي قول بعض المتأخرين. اي نعم هذا يدل على سعة اطلاع البيهقي رحمه الله وجمعه لهذا الحشد من الادلة على اثبات صفة اليدين فقط. فهو واسع اطلاع واسع الرواية رحمه الله وقد خضع للنص واثبت اليدين آآ يدين حقيقيتين لله سبحانه وتعالى اما قوله في اول كلامه لا من حيث الجارحة. هذا القيد لا ينبغي ان ان يقوله الانسان. بل يقول كما قال الله عز عز وجل له يدان كريمتان تليقان بجلاله وعظمته وانما اراد من قال لا من حيث الجارحة نحمله على ان هو اراد تنزيهه سبحانه وتعالى عن مماثلة ايدي المخلوقين لكن المحظور ان يثبت احد اليدين لله سبحانه وتعالى صفة لا معنى لها والايات تدل على ان الله تعالى اراد يدين حقيقيتين لائقتين بجلاله وعظمته آآ تضاف اليهما الصفات التي تضاف للايدي من القبر والبسط والطي والاخذ واليمين والشمال والكف والاصابع الى غير ذلك. على ما تدل كل هذه الالفاظ تدل على انهما يدان حقيقيتان ولا يلزم من ذلك ان ان تكون كايدي المخلوقين. لكن لا يقال نؤمن بصفة هي صفة اليدين لا ندري ما هي. لا. بل يقال هي يدان حقيقيتان. يقبض بهما ويبسط ويخفض ويطوي وآآ نحو ذلك من من التصرفات التي يعلم بالمعنى العام الكلي المطلق الذي في الاذهان انها من خصائص الايدي. لكن لا يلزم ان يكون طي كطي ولا قبض كقبر ولا رفع كرفح ولا اخذ كاخذ. بل لاهي ما يليق به فكما تثبتون له سمعا وبصرا يليق به مع كون ذلك للمخلوق. على وجه يليق به فاثبتوا لله يدين لائقتين به تضاف اليهما هذه التصرفات على وجه يليق به سواء بسواء. لا فرق بينما اثبتم وبين ما نفيتم سوقوا الكلام سوقا واحدا ولا تفرقوا الصفقة. وهذا امر لا محيد لهم عنه. فاما ان تلتزموا بطريقة الاثبات التي التزمها السلف من الامرار والاقرار واثبات المعاني. واما ان تسلكوا سبيل المعتزلة. اما هذا المذهب المهجن الذي من اثبات الصفات وتأويل اخرى فهذا من اقوى ادلة ضعف هذا المنهج وبطلانه ان التناقب وعدم الاضطراب يدل على فساد المنهج. والاضطراب والتناسب والتشابه يدل على صحته ولهذا كان السلف لا يختلف كلامهم بين صفات ذاتية وخبرية وفعلية. وقد كان متقدم الاشاعرة من طبقة ومن قبله يثبتون الصفات الخبرية. بل حتى الاستواء يثبتونه. فقد نبه الشيخ على هذا في اخر كلامه قال بل البيهقي نفسه قال اما المتقدمون من هذه الامة يقصد السلف في القرون الثلاثة الفاضلة التي تقدمت آآ من هذه الامة فانهم لم يفسروا ما كتبنا من الايات. ارأيتم؟ ماذا يقصد بقوله فانهم لم يفسروا؟ اراد التفسير المذهول الذي افتعلته المعتزلة ومن وافقهم من قولهم الاستواء الاستيلاء اليد النعمة القدرة الوجه الثواب هذا بالتفسير. وهذا يدلكم على ان السلف اذا نفوا التفسير فانهم لا يقصدون نفي المعنى. وانما يقصدون نفي التفاسير الباطلة محدثة التي احدثها المتأخرون. لهذا قال البيهقي فانهم لم يفسروا ما كتبنا من الايات والاخبار في هذا وكذلك قال وهذا من كلام شيخ الاسلام فيما يبدو وكذلك قال في الاستواء على العرش وسائر الصفات الخبرية والصفات الخبرية اه قد قلنا فيما مضى اما ان يقال في تعريفها هي ما لا سبيل الى اثباتها الا الخبر بمعنى انه لا دخل للعقل في اثباتها. العقل من حيث المبدأ لا يستقل باثبات الصفات لكن انه قد يدل احيانا على اثبات ما اثبته الخبر. كاثبات العلو لله تعالى. فانه قد ثبت بالنص لكن العقل تؤيده لكن من الصفات ما لو اعمل الانسان عقله الى الابد وادمن التفكير لا يمكن ان يصل فيه الى شيء. لهذا قيل عنها خبرية كالوجه واليدين والعينين لا سبيل الى اثباتها الا الخبر. واحيانا يقال في تفسير الصفات الخبرية هي ما يقابلها لدى المخلوقين ابعاظ واجزاء وربما نبى هذا هذا التعريف على بعض النفوس لذكر الابعاد والاجزاء لكن من يعني بهذا التعريف وكلامه واضح. قال هو ما يقابلها عند المخلوقين. فهذه الاظافة للمخلوقين. ابعاظ واجزاء. اما وفي حق الله تعالى فلا يقال ابعاظ واجزاء. المهم ان هذه كانت انتقى الشيخ من كلام البيهقي رحمه الله ما وافق فيه الحق وان كان قد حكى بعض اقوال المتأخرين من التأويلات المحدثة. ثم انتقل الى مقام من شخصية اخرى وهو القاضي ابو يعلى. نعم. وقال القاضي ابو يعلى في كتاب لا يجوز رد هذه الاخبار التشاؤم بتمويلها والواجب حملها على ظاهرها وانها صفات الله لا تشبه بسائر الموصوفين بها من الخلق اعتقد التشبه فيها لكن على ما روي عن الامام احمد وسائر الائمة. انا عندي ولا التشبيه فيها. ها ولا نعتقد التشبيه فيها لكن على ما روي عن الامام احمد وذكر بعض كلام الزهري ومكحول ومالك والثوري الاوزاعي سلمة الطبري وغيره في هذا الباب وفي حكاية الفاظه الاولى الى ان قال ويدل على ابقاء التمويل ان الصحابة ومن بعدهم من التابعون حملوها ومن بعدهم من التابعين حمدوها على ظاهرها ولم يتعرضوا لتأويلها ولا ولا صبرها عن ظاهرها. فلو كان التكوين سائغا لكانوا اليه اسمر. لما فيه من ازالة نعم ابو يعلى القاضي اذا قيل القاضي باطلاق عند الحنابلة فالمراد به ابويا على الفراء رحمه الله واسمه محمد بن الحسين. وكانت ولادته سنة ثلاثمائة وثمانين. للهجرة على ما ذكره المؤرخون. اه اه ولد سنة ثمانين وثلاث مئة وتوفي سنة ثمان وخمسين واربع مئة. وله مؤلفات في الفقه الحنبلي اه كثيرة جدا ولهذا يذكر قوله دوما في كتب الحنابلة قال ابو يعلى وذهب ابو يعلى رحمه الله. وكان له كلام في مسائل الاصول والايمان. وذلك ان ان فورك وهو من متقدمي الاشاعرة ايضا الف كتابا في التأويلات. وصار يحكي التأويلات في كل صفة من الصفات التي يعدونها مشتبهات. وعامة ما ذكره ابن فورك انما هو مستقى من كلام بشر المريس وغيره من المعتزلة انتدب ابو يعلى للرد عليه ونقض كتابه فالف كتابه ابطال التأويلات ابطال وقد طبع محققا قبل بضع السنين. الا ان هذا الكتاب قد طبعا ابو يعلى رحمه الله يروي بالاسناد ساق فيه احاديث منها احاديث ضعيفة ومنها احاديث موضوعة. كان ينبغي ان ينزه منها كتابه. وقد صارت سببا لان يشين المخالفون مذهب السلف. اذ كان يروي احاديث موضوعة فيها ما يدل على والتشبيه فتجد احدهم اعني هؤلاء النفاة واهل التحريف اذا اراد ان يلمز من قناة اهل السنة قال انظروا ماذا قال ابو يعلى في كذا وهذا الحديث ساقه ابو يعلى. من احاديث ضعيفة موضوعة لكن هذا لا يبطل اصل الكتاب. فان رحمه الله قد حكى مذهب السلف وروى احاديث صحيحة فهذا اصل المنهج يدل على ان السلف رحمهم الله كانوا يثبتون اثباتا يليق بجلال الله وعظمته. وانكر رحمه الله على ابن فورك ومن شايعه هذه التأويلات المخترعة الا انه ايضا نزع الى التفويض نزع الى التفويض فصار يثبت صفات ويقول انها على ظاهرها لا يعلم معناها الا الله عز وجل. وهذا تناقض. وهو الذي تلميذه ابا الوفاء ابن عقيل الى الحيدة عن منهج الاثبات. وصار الى شيء من الاعتزال ذكره عنه الاصحاب. وادى ذلك التناقض والاضطراب الى ان يكون ابن الجوزي رحمه الله وهو تلميذ تلميذة. تلميذ اه ابي الوفاء ابن عقيل الى ان يسلك طريقة الاشاعر هو المتكلمين في اثبات الصفات المعنوية وتأويل الصفات الخبرية والفعلية فهذا كله ناتج عن عدم ضبط قواعد اهل السنة والجماعة في مسائل الصفات والا فلو آآ اخذوا بما كان عليه المتقدمين من اجرائها على ظواهرها واثبات معانيها اللائقة لله عز وجل وترك التأويل التكييف والتمثيل لا بقوا على الجادة والشيخ رحمه الله اعني شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله نقل عن القاضي ابي اعلى رحمه الله ما هو حق وعليه السلف المتقدمين فقد نقل كلام الزهري ومكحول وغيرهم من الائمة اه سرد مسردا اه طويلا منهم وحكاية الفاظهم الى ان قال ويدل على ابطال التأويل ان الصحابة ومن بعدهم من التابعين حملوها على ظاهرها. ولم يتعرضوا لتأويلها فلا شك ان الصحابة حملوها على ظاهرها. لكن يبقى الكلام ما المراد بالظاهر؟ بعض الناس يفهم من كلمة الظاهر ما يدل على التشبيه. فحاشى وكلا ان يكون هذا هو ظاهر نصوص الكتاب والسنة. نحن ننزه الكتاب والسنة ان يكون ظاهرهما يدل على على باطل. وقد قال بعض المتهوكين قولا شنيعا فقال ان الاخذ بظواهر النصوص يدل على الكفر الصراح. عياذا بالله. هل يكون الكتاب الذي انزله الله هدى وشفاء وبيان دالا على الكفر الصراح هذه كلمة دائرة لا يجوز ان ان يقال هذا الكلام فنحن نقول ان ظواهر الكتاب والسنة لا تدل على التشبيه. لكن انتم سبق الى اذهانكم هذا المعنى. ومن نفى الظاهر باعتبار انه يدل على فقد اصاب ابنتي التشبيه لكنه اخطأ بظنه ان الظاهر يدل على التشبيه. فان الظاهر لا يدل الا على المعنى العام الكلي المطلق الذي يكون في الاذهان ويتخصص في الاعيان فهذا آآ اما التأويل وهو صرفها عن ظاهرها الى خلاف الظاهر فهذا لا شك في بطلانه. لانه وقول على الله بغير علم. والقائلون به يقرون بانه ليس عندهم اثارة من علم. ولا دليل على نقلهم معنى الى معنى يخالف ما وضع له في اصل اللغة. يقرون بانهم يفعلون ذلك بنوع اجتهاد انهم ليسوا على يقين وانما يزعمون ان الله ابتلاهم بهذا الشيء لينظر من ينزهه ممن لا ينزهه هكذا زعموا. وجعلوا هذا الباب الذي هو اهم ابواب الدين في مهب الريح قد يصيب الانسان وقد يخطئ وليس على قاعدة آآ وليس على كلمة سواء سبحان الله. هذا اول معاقد الدين فكيف كونوا غير محسوم وغير مبين. هذا لا يكون اه قال فلو كان التأويل سائغا لكانوا اليه اسبق لما فيه من ازالة التشبيه ورفع الشبهة. صدق رحمه الله لو كان اه يعني تشبيه صوابل لكان السلف من الصحابة والتابعين اليه اسبق. ولحرصوا على الدفع للوثة التشبيه ذكر هذه التأويلات المزعومة. فلما لم يفعلوا علمنا ان هذا المسلك مسلك باطل. فهذا كتاب ابطال التأويلات لابي يعلى ولعلنا نرجئ الكلام على ابي الحسن الاشعري وما نقل الشيخ عنه الى الاسبوع القادم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله تفضلوا مساء الخير ايه يعني يريد آآ لا من حيث الجارحة انها ليست كايد المخلوقين لان هذه تسمى