بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين نحمده عز وجل ونثني عليه الخير كله ونصلي ونسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فقال الله عز وجل والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت ايمانهم فهم فيه سواء اي الاغنياء ليسوا رادوا نعم يردون ما رزقهم الله على ما ملكت ايمانهم اي ممن يملكونهم فيكونون سواء في الرزق لن يفعلوا ذلك وهذا المثل ضربه الله عز وجل لعباده حتى يتبين لهم قبح الشرك لان الشرك مساواة المخلوق بالخالق. مساواة الناقص بالكامل مساواة الفقير بالغني وهو الله جل وعلا فلا يمكن ان يكونوا هؤلاء سواء فاذا الله عز وجل اعظم من ان يجعل له شركاء سبحانه وتعالى. ولذا قال عز وجل افبنعمة الله يجحدون اي بتوحيده جل وعلا فيشركون به غيره ثم قال عز وجل والله جعل لكم من انفسكم ازواجا وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدة وهم ولاد الاولاد واسباط وهم اولاد البنات ورزقكم من الطيبات افبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون افبالباطل يؤمنون اي بالشرك وبنعمة الله هم يكفرون اي بتوحيده والاسلام ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والارض شيئا ولا يستطيعون اي يعبدون الاصنام التي لا تستطيع ان ترزقهم من السماء بالمطو ومن الارض بالنبات ولا يستطيعون على فعل شيء لهم فلا تضربوا لله الامثال الامثال التي فيها نقص لله عز وجل ومن جملة الامثال التي فيها نقص لله ووقعوا فيها هو الشوك بالله وذلك انهم قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. فمثلوا الله جل وعلا بملك من ملوك الدنيا الذي يحتاج الى وزراء ويحتاج الى حجاب ويحتاج الانسان في الدخول عليه الى شفعاء والله عز وجل ليس له شيء من ذلك جل وعلا. ولذا قال عز وجل واذا سألك عبادي عني فاني قريب اذا لا تجعلوا بينكم وبين الله عز وجل واسطة نعم فالامثال المنهي عنها هي الامسال التي فيها نقص لله جل وعلا. واما الامثال التي فيها كمال لله عز وجل فهذا حق. ولذا قال عز وجل ولله المثل الاعلى ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. ثم قال عز وجل ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء نعم فهذا مثل ضربه الله عز وجل لعباده وهو العبد المملوك الذي لا يقدر على شيء البتة. ومن ورزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا. هل يستوون هذا مثل ضربه الله عز وجل الغني ضربه الله عز وجل للمؤمن والكافر فالكافر العبد المملوك الذي لا يقدر على شيء والمؤمن هو الذي رزقه الله رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا. هل يستوون؟ لا يمكن ان مؤمن وكافر ولا يمكن ان يستوي موحد ومشرك بل اكثرهم لا يعلمون. وضرب الله مثل رجلين احدهما ابكم لا يقدر على شيء وهو كل مولاه وهو ثقيل على مولاه الكل هو الثقيل. على مولاه اينما يوجهه لا يأتي بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وايضا هذا مثل اخر ضربه الله عز وجل للاصنام وهي الرجل الابكم الذي لا يقدر على شيء فهذه الاصنام بكماء لا تتكلم وصماء لا تسمع وهي كل ثقل على من يعبدها على من يعبد هذه الاصنام. وذلك ان الذين ودونها يعتنون بها ويذبحون لها ويتقربون لها وينظفون اماكنها ويقدمون لها القرابين والاموال فهي ثقل عليهم هل تستوي هذه الاصنام التي اينما توجه لا تأتي بخير. هل تستوي هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو الله عز وجل الذي يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم على الدين الحق وهو دين الاسلام فلا يمكن ان يستوون والامثال تقرب الشيء الامثال المقصود من ضربها تكذيب الامر فهذه امثال واضحة بالنسبة لله عز وجل والاصنام التي يعبدونها لا يمكن ان يستوي الغني الكامل الذي له الاسماء الحسنى والصفات العلا مع الفقير الناقص والذي هو كل اي ثقيل على مولاه. وايضا لا يمكن ان يستوي مؤمن موحد لله عز وجل مع الشخص كافر وعاصي لله سبحانه وتعالى. ثم قال عز وجل ولله غيب السماوات والارض فالله عز وجل عالم الغيب والشهادة وما امر الساعة الا كلمح البصر او هو اقرب كلمح البصر قل كن عفوا كن يقول للشيء كن فيكون او هو اقرب ان الله على كل شيء قدير سبحانه وتعالى ولعل نقف عند هنا امين. امين