بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين أمين قال الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه تقريب التدميرية في القاعدة الرابعة. قال رحمه الله مثال اخر قوله تعالى امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور يتوهم واهم ان الله تعالى داخل في داخل السماء. وان السماء تحيط به كماله كما لو قلنا فلان في الحجرة. فلان في الحجرة احسن منك فلان في الحجرة فان الحجرة فان الحجرة محيطة به. فينفي بناء على هذا الوهم بناء على هذا الوهم كون الله تعالى في السماء ويقول ان الذي في السماء ملكه وسلطانه ونحو ذا ونحو ذلك ومنشأ هذا الوهم ظنه ان في التي للظرفية تكون بمعنى واحد في جميع مواردها. وهذا ظن فاسد. فان فيه يختلف معناها بحسب متعلقها فانه يفرق بين كون الشيء في المكان وكون العرب وكون العرض في الجسم. وكون الوجه في المرآة وكون الكلام في الورق المكتوب فيه. فلو قيل هل العرش في السماء او في الارض لقين في السماء مع ان العرش اكبر من السماء كثيرا وعلى هذا فيخرج قوله امنتم من في السماء على احد وجهين. اما ان تكون السماء بمعنى العلو فان السماء يراد بها العلو كما في قوله تعالى وانزل لكم من السماء ماء والمطر ينزل من السحاب المسخر بين السماء والارض لا من السماء نفسها. فيكون معنى كونه تعالى السماء انه في العلو المطلق فوق جميع المخلوقات. وليس هناك ظرف وجودي يحيط به. اذ ليس فوق العالم شيء سوى الله سوى الله تعالى واما ان تكون فيه بمعنى على كما جاءت بمعناها في مثل قوله تعالى فسيروا في الارض اي على الارض وقوله عن فرعون ولاصلبنكم في النخل اي على جذوع النخل. وعلى هذا فيكون معنى قوله تعالى اامنتم من في السماء اي على السماء اي فوقه. والله تعالى فوق السماوات وفوق كل شيء ستجد هذا الذي نفى ان يكون الله ان يكون الله في السماء حقيقة وقع في المحاذير الاربعة. فقد مثل ما فهمه من كون الله تعالى في السماء بكون في الحجرة ونحو ذلك. وعطل النصوص عما دلت عليه من علو الله تعالى في السماء. ثم حرفها الى معان لا تدل عليها كان نفيه وتعطيله بلا علم بل عن جهل وظن فاسد ولزم من نفيه لصفة الكمال التي التي تضمنها كون في السماء ثبوت صفة النقص. لان نفيه لصفة العلو يلزم احدا يستلزم احدا. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه هذا المثال على القاعدة الرابعة وهي توهم بعض الناس في في نصوص الصفات والمحاذير المترتبة على ذلك وذلك بان يفهم من من نصوص الصفات ما يستلزم المماثلة فيبني على ذلك ومثل المؤلف رحمه الله بقوله عز وجل اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فيتوهم واهم ان قوله في السماء ان السماء تحيط بالله عز وجل وقال منشأ هذا الوهم ظنه ان في الظرفية كقولك كقولك فلان في الحجرة. فلان في الدار. بمعنى ان الدار تحيط به وان الحجرة تحيط به ولكن المؤلف رحمه الله اجاب عن هذا باحد وجهين الوجه الاول ان يكون المراد بالسماء العلو لان السماء تطلق على ما علا فكل ما علا يسمى سماء فان الله عز وجل قال انزل من السماء ماء يعني من العلو والمطر ينزل من السحاب المسخر بين السماء والارض وثانيا النفي بمعنى على يعني وهو اامنتم من في السماء يعني من علا السماء فها هنا وجها اما ان يقول السماء المراد بها العلو او النفي بمعنى على يعني اامنتم من في السماء يعني من على السماء فهو عالم سبحانه وتعالى نظير ذلك ايضا بعض الوجوه ما جاء في بعض الايات وهو الله في السماوات وفي الارض في السماوات وفي الارض وهذا يلزم ايضا التعدد الجواب عن ذلك ان المراد بقوله وهو الله في السماوات والفرظ اي المألوف المعبود المتذلل له في السماء وفي الارظ اذا يقول وهو الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجهركم اي المألوه المعبود في السماوات والارض ثم بين المؤلف رحمه الله هذه المحاذير بناء على المثال السابق نعم احسن الله اليك قال رحمه الله ولزم من نفي لصفة الكمال التي تضمنها كون في السماء ثبوت صفة النقص. لان نفيه لصفة العلو يستلزم احد امرين ولابد فاما ان يكون الله تعالى في كل مكان بذاته. والقول بهذا في غاية الضلال والكفر لانه يستلزم اما تعدد الخالق واما تبعضه ويستلزم ويستلزم كذلك ان يكون في محلات القدر والاذى التي يتنزه عنها كل دي مروءة فضلا عن الخالق. واما ان يكون الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه. ولا فوق ولا تحت ولا متصلا ولا منفصلا. ولا ميلا ولا محايثا ونحو ذلك من العبارات المتضمنة للتعطيل المحض. وحقيقة هذا نفي وجود الخالق جل وعلا. وهذا قد قال به بعضهم يعني لما قيل له الله قال ليس بداخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت ولا متصل ولا منفصل ولا مباين ولا محايد حتى قال بعض العلماء رحمهم الله لو قيل لنا صف العدم صفوا لنا العجم لم نجد احسن من هذا الوصف. نعم قال رحمه الله القاعدة الخامسة في علمنا بما اخبرنا الله تعالى به عن نفسه ما اخبرنا ما اخبرنا الله به عن نفسي فهو معلوم لنا من جهة ومجهول من جهة معلوم لنا من جهة المعنى ومجهول لنا من جهة الكيفية اما كونه معلوما لنا من جهة المعنى فثابت. نعم يقول ما اخبرنا الله تعالى به عن نفسه فهو معلوم لنا من جهة ومجهول لنا من جهة وهذا لا يختص بصفات الله عز وجل بل كل ما اخبر الله تعالى به بل وما شرعه سبحانه وتعالى فقد يكون معلوما لنا من وجه مجهول انما لنا من وجه اخر فمثلا في الاحكام الشرعية اعداد الصلوات واوقاتها معلومة لنا ان الله عز وجل افترض علينا خمس صلوات في كل يوم وليلة. ونعلم اوقاتها وان الفجر في الوقت الفلاني وان الظهر في الوقت الفلاني والى اخره ولكن نجهل حكمة هذا التفريق. يعني لماذا الفجر كان في هذا الوقت والظهر في هذا الوقت والمغرب في هذا الوقت لماذا كانت الفجر اربع ركعتان؟ لماذا كانت صلاة الفجر ركعتان وصلاة لما كانت صلاة الفجر ركعتين وصلاة الظهر اربعا الى اخره. فلا نستطيع ان نجيب لا تستطيع الاجابة في مثل هذا. فما اخبرنا الله تعالى به وما شرعه لنا ايضا قد يكون معلوما لنا من وجه مجهولا لنا من وجه اخر يقول المؤلف رحمه الله مجهول لنا من جهة معلوم لنا من جهة المعنى وجاء ربك استوى على العرش معلوم. لكن مجهول لنا من حيث الكيفية كيف المجيء؟ كيف الاستواء؟ كيف النزول؟ الله اعلم وقوله رحمه الله مجهول لنا من من جهة الكيفية نستفيد منه ان لهذه الصفات كيف لها كيف فلها كيفية ولكننا لا نكيف ففرق بين نفي الكيف ونفي الكيفية في الكيف ولا في الكيفية. فصفات الله تعالى لها كيفية انها كيفية ولكن لا نعلم بها لكن لا نعلم بها بمعنى اننا لا نكيفها. نعم. احسن الله اليك قال رحمه الله. اما كونه معلوما لنا من جهة المعنى فثابت بدلالة السمع والعقل ومن ادلة السمع قوله تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليتدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب. وقوله افلا يتدبرون القرآن انا ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. وقوله افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها. نعم هذه الايات حث الله عز وجل فيها على التدبر والتدبر والتفهم لمعاني كلام الله عز وجل فقال افلا يتدبرون القرآن قبلها كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته. اي ليتعقلوا ليعقلوا اياته وليفهموا معناها. ومعلوم ان التدبر لا يحصل الا بفهم المعنى ولذلك كان لزاما على من اراد التدبر والتفكر والتعقل بكتاب الله عز وجل ان يفهم المعنى. لانه اذا لم يفهم المعنى فلن يحصل التدبر يقول كتاب انزلناه اليك مبارك وصف سبحانه وتعالى كتابه بانه مبارك وهذه البركة لها اوجه فهو مبارك في تلاوته ومبارك في اثاره ومبارك في تأثيره فهو مبارك في تلاوته. فان من قرأ حرفا من كتاب الله فله بكل حرف حسنة. والحسنة بعشر امثالها. كما في حديث ابن مسعود ومبارك في تأثيره. فان له تأثيرا على القلب وصلاحا. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا قد جاءتكم يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور. وهدى ورحمة للمؤمنين فهو هدى وشفاء. مبارك في اثاره. فان الامة الاسلامية لما كانت متمسكة بكتاب الله عز وجل وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ملكت مشارق الارض ومغاربها. اذا هو مبارك في لفظه وتلاوته ومبارك في تأثيره فان له اثرا عظيما على القلب بصلاحه واستقامته. ومبارك ايضا في فمن تمسك به نجا ومن خالفه وقع في الهلاك والرجاء. قال الله تعالى ومن اعرض عن ذكري ان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. الايات قال لي تدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. يعني ان الذين يتعظون ويتذكرون هم اولوا الالباب. قال افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. نعم. لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا لان بشر مهما بلغوا من العلم والفهم لابد ان يقع في كلامهم وان يقع فيما يرسمونه وفيما يقعدونه وفيما يضعونه من الانظمة لا بد ان يقع فيه الاختلاف والاضطراب والتناقض ولذلك تجد ان في جميع الدول ان الانظمة التي تسن وتفرظ انها تبدل اما كليا واما جزئيا فتجد من النظام من الانظمة يعدل لماذا؟ لانهم وجدوا في هذا النظام ثغرة. او وجدوا فيه ان هذه الفقرة تنافي تلك فقرة وهذا دليل على قصور البشر ونقصهم وفي الاية الثالثة يقول اما افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها؟ يعني انها ان عليها اقفالا بحيث انها لا اسمعوا المواعظ ولا تنتفعوا ثم قال وقوله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وقوله تعلم القرآن يشمل التعلم اللفظي والتعلم المعنوي تعلم القرآن يعني لفظا وتعلمه معنى لان هذا هو دأب السلف الصالح رحمهم الله انهم يتعلمون القرآن لفظا ويتعلمونه معنى كما قال ابو عبدالرحمن السلمي رحمه الله حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن لعبدالله ابن مسعود عثمان كعثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود انهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات لم يتجاوزوها حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل. قالوا فتعلمنا القرآن هذا لفظا والعلم معنى والعمل هذا تطبيقا قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه. ولهذا المؤلف قال وهذا يشمل علم اللفظ والمعنى. نعم رحمه الله فحث الله تعالى على تدبر على تدبر القرآن كله. ولم يستثني شيئا منه. وفي قوله وعلمه يشمل من علمه تعليما مباشرا ومن اعان على ذلك بقوله علمه يشمل من علم تعليما مباشرا كمعلم القرآن. ومن اعان على ذلك كالذي يعين الجمعيات تحفيظ او مدرسي القرآن على ما هم بصدده. لانه معين عليهم معين لهم والمعين كالفاعل. لان من اعان على شيء حصل على اجر فاعله. لان الدال على الخير كفاعله. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله فحث الله تعالى على تدبر القرآن كله ولم يستثني شيئا منه. ووبخ من لم يتدبره وبين ان الحكمة انزاله ان يتدبره الذين انزل اليهم ويتعظ به اصحاب العقول. ولولا ان له معنى يعلم بالتدبر لكان الحث على من لغو القول ولكان الاشتغال بتدبره من اضاعة الوقت ولفاتت الحكمة من انزاله. ولما حسن التوبيخ على احسن ولما حسن التوبيخ على تركه. طيب ذكر اربعة اوجه رحمه الله ان الحكمة من انزال ان يتدبر ان يتدبره الذين انزل اليهم بين وجه الوجه الاول بين الوجه الاول فقال ولولا ان له معنى يعلم بالتدبر الوجه الاول لكان الحث على تدبره من لغو القوم ثانيا لكان الاشتغال بتدبره من اضاعة الوقت ثالثا تفاتت الحكمة بانزاله. رابعا لما حسن اه التوبيخ على تركه. فهذه اربعة اوجه تدل على ان الحكمة من انزال القرآن هو التدبر والتفكر. نعم الله لقاء رحمه الله والحث على تدبر القرآن شامل لتدبر جميع اياته الخبرية العلمية والحكمية العملية. طيب العلمية يعني التي التي طريقها السمع ايات الصفات وما اخبر الله تعالى به مما يكون يوم القيامة يعني من الامور الغيبية والحكمية العملية يعني المتعلقة بالشريعة من احكام من الاحكام الفقهية من احكام الصلاة والزكاة والصيام ونحوها احسن الله لقاء رحمه الله فكما اننا مأمورون بتدبر ايات الاحكام لفهم معناها والعمل بمقتضاها اذ لا يمكن العمل بها بدون معناها فكذلك نحن مأمورون بتدبر ايات الاخبار بفهم معناها واعتقاد مقتضاها والثناء على الله تعالى بها اذ لا يمكن اعتقاد ما لم نفهم او الثناء على الله تعالى به واما دلالة العقل على فهم معاني ما اخبر الله تعالى به عن نفسه فمن وجهين احدهما ان ما اخبر الله به عن نفسه اعلى مراتب الاخبار واغلى مطالب الاخيار. طيب اعلى مراتب الاخبار. لماذا؟ لانه سبحانه وتعالى اخبر به عن نفسه وهو اعلم بنفسه من غيره اعلى مراتب الخبر هو ان يخبرك الانسان عن نفسه لان دون ذلك ان يخبرك شخص عن زيد. فلو قال ابن زيد مريض. ايهما اقوى؟ لو قال لك زيد نفسه هو مريض اخبار الانسان عن النفس اقوى. ولهذا كان يقول ان ما اخبر الله تعالى به عن نفسه اعلى مراتب الاخبار لانه سبحانه وتعالى اعلم بنفسه من غيره. وكلامه اصدق الكلام وافصح الكلام واحسن الكلام. ومن اصدق من الله قيل ومن احسن من الله حديثا. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله فمن المحال ان يكون ما اخبر الله به عن نفسه مجهول المعنى وما اخبر به عن غولا احسن الله اليك فمن المحال ان ان يكون ما اخبر الله به عن نفسه مجهول المعنى وما اخبر به عن فرعون وهامان وقارون عن قوم نوح وعادي وثمود والذين من بعدهم معلوم المعنى مع ان ضرورة الخلق لفهم معنى ما اخبر الله به عن نفسه اعظم واشد نعم يعني بمعنى اي ايهما اكثر فائدة للخلق واشد واعظم علما ان نعلم صفة الله او ان نعلم عن اخبار فرعون وقارون وهامان وقوم عاد وثمود والذين من بعدهم لا ريب ان الاول اعظم واشد فائدة وحاجة احسن الله اليك قال رحمه الله الوجه الثاني انه من المحال ان ينزل ان ينزل الله تعالى على عباده كتابا يعرفهم به باسمائه وصفاته وافعاله واحكامه ويصفه لانه علي ويصفه احسن الله اليك ويصفه بانه علي حكيم كريم عظيم مجيد مبين مبين نبين ولا مبين بلسان عربي ليعقل ويفهم. ثم مبين مبين لا عندنا مبين كريم عظيم مجيد مبين بالانسان العربي ليعقل ويفهم. احسن الله اليكم شف الاية سيد ابن حميم والكتاب المبين الظاهر يعني وضع الايات في ضمن النص لعله اولى الشيخ رحمه الله الحقها يعني وضعها في الهامش فظنوا انه من الهامش والا لو الحقت ويصف بانه علي حكيم وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم. كريم انه لقرآن كريم عظيم ولقد اتيناك سبعة من المثاني والقرآن العظيم مجيد الى اخره احسن الله اليك رحمه الله ويصف بانه علي حكيم كريم عظيم مجيد مبين لكن ذكر ذكره في الهامش فيه يعني كل له وجه ذكرها في الاصل يكون كل وصف له دليله وذكرها في وذكرها في الهامش تكون الاوصاف ها مترابطة بعضها يلي بعضا من حكيم حكيم كريم عظيم مجيد مبين بلسان عربي ليعقل او يفهم. نعم الله اليك قال رحمه الله ثم تكون كلماته في اعظم المطالب غير معلومة معنا. بمنزلة الحروف الهجائية التي لا يعلمها الناس ان اماني ولا ولا يخرجون ولا يخرجون بعلمها عن صفة الامية كما قال تعالى يخرجون ولا يخرجون بعلمها عن صفة الامية. كما قال تعالى ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني فان قلت ما الجواب عن قوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات اما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب فان هذا يقتضي ان في القرآن ايات متشابهات لا يعلم تأويلهن الا الله قلنا الجواب ان للسلف في الوقف في هذه الاية قولين احدهما الوقف عند قوله الا الله وما يعلم تأويله الا الله ثم والراسخون في العلم يقولون امنا به وهذا هو الذي عليه اكثر العلماء. نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله وهو قول جمهور السلف والخلف وبناء وبناء عليه يكون المراد بالتأويل في قولي وما يعلم تأويله الا الله الحقيقة التي يؤول الكلام اليها لا التفسير الذي هو بيان المعنى. نعم اذا وقفت على وما يعلم تأويله الا الله وقلت والراسخون يكون التأويل هنا بمعنى عاقبة الشيء الحقيقة التي يؤول اليها الكلام وعاقبته لا التفسير لانه تقدم لنا ان ان التأويل يرد في النصوص الشرعية على ثلاثة معان المعنى الاول التأويل بمعنى التفسير التعويل بمعنى التفسير ومنه قول قول امام المفسرين الجليل الطبري التأويل في قوله تعالى كذا وكذا ومنه قوله وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين. يعني بتفسيرها ومنه على قول هذا تأويل رؤياي من قبل المعنى الثاني من معاني التأويل بيان عاقبة الشيء ومآله بيان عاقبة الشيء ومآله فان كان خبرا فتأويله وقوعه اذا كان خبرا فتأويله وقوعه وان كان طلبا فتأويله امتثاله مثال الخبر قول الله تبارك وتعالى هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل اي ما ينتظر هؤلاء المكذبون المكذبون الا وقوع حقيقة ما اخبر الله تعالى به ومثال الطلب قول الله تبارك حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول في ركوعه سجوده يعني لما انزلت عليه اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. قالت كان يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. يتأول القرآن معنى يتأول اي يمتثل لان الله تعالى قال فسبح المعنى الثالث من معاني التأويل صرف الكلام عن ظاهره صرفوا الكلام عن ظاهره الى معنى فان دل عليه دليل فان دل عليه دليل فهو صحيح مقبول. وان لم يدل عليه دليل فهو فاسد اذا التأويل له هذه المعاني الثلاثة بمعنى التفسير عاقبة الشيء ومآله التأويل التأويل اي صرف اللفظ عن ظاهره يقول المؤلف رحمه الله وبناء على هذا يكون المراد بالتأويل في قوله وما يعلم تأويله الحقيقة التي يؤول اليها الكلام يعني ما يعلم عاقبة ذلك وما يؤول اليه الا الله. لا التفسير واما اذا على قراءة الوصل وما يعلم تأويله الا الله. اذا قلنا التأويل بمعنى التفسير يكون والراسخون في العلم يعني يعلمونه نعم احسن الله اليك رحمه الله. فتأويل ايات الصفات على هذا هو حقيقة تلك الصفات وكرهها. وهذا من من الامور الغيبية التي لا يدركها العقل ولم يرد بها السمع فلا يعلمها الا الله الثاني الوصل فلا يقفون على قوله الا الله وهو قول جماعة من السلف والخلف وبناء عليه يكون المراد بالتأويل في قوله وما تأويله الا الله والراسخون في العلم. التفسير الذي هو بيان المعنى. وهذا معلوم للراسخين في العلم. كما قال ابن عباس رضي الله عنهما انا من الراسخين الذين يعلمون تأويله. وقال مجاهد عرضت المصحف على ابن عباس من فاتحته الى خاتمته اقفه عند كل اية يسأله عن تفسيرها وبهذا يتبين ان الاية اذا في قوله عز وجل وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم على قراءة الوقف يكون بالتأويل ماذا؟ الحقيقة التي يؤول اليها الكلام وبيان عاقبة الشيء والمراد بذلك صفات الله تعالى اما عن المعنى الثاني ام معنى قراءة الوصل والراسخون سيكون المراد بالتأويل التفسير وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم. يعني يعلمون تأويله ويقولون امنا به امنا به والتأويل يأتي بمعنى والراسخون في العلم يعلمون ذلك. ولهذا ابن عباس رضي الله عنهم قال انا من الراسخين الذين يعلمون تأويلا فاذا قال قائل في قول ابن عباس رضي الله عنهما انا من الراسخين الذين يعلمون تأويله اليس فيه اليس في هذا تزكية لنفسه؟ فالجواب ان ابن عباس رضي الله عنهما لم يقصد بذلك تزكية نفسه وانما قال ذلك لامرين الامر اول بيان منة الله تعالى عليه بكونه من الراسخين في العلم وثانيا حث الناس على الاخذ على على الاخذ عنه اذا فيه اولا بيان نعمة الله عز وجل عليه فهذا فحينئذ يكون من التحدث بنعمة الله وقد قال الله تعالى واما بنعمة ربك فحدث والثاني حث الناس على الاخذ عنه في التفسير لانه من الذين يعلمون تأويله. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله وبهذا تبين ان الاية لا تدل على ان في القرآن شيئا لا يعلم معناه الا الله تعالى. لا يعلم معناه الا الله تعالى. وانما تدل على ان في القرآن شيئا لا يعلم حقيقته وكونه الا الله على قراءة على قراءة الوقف وتدل على ان الراسخين في العلم يعلمون معنى المتشابه الذي يخفى على كثير من الناس على قراءة الوصل وعلى هذا فلا تعارض مع ما ذكرناه من انه ليس في القرآن شيء لا يعلم معناه. نعم