بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله النبي الامين وعلى اله وصحبه اجمعين ما يتحلى به الناس كالخواتم والسلاسل والاساور ونحوها لا يخلو من حالين اما ان يكون مصنوعا من الذهب والفضة واما ان يكون مصنوعا من غيرهما كاللؤلؤ والجواهر والالماس والحديد والنحاس ونحو ذلك فان كان الحلي مصنوعا من غير الذهب والفضة فلا تجب فيه الزكاة ولو يرتفع ثمنه كالالماس الا في حالة واحدة وهي ان يعد للتجارة فتجب فيه زكاة عروض التجارة والتي سنبينها باذن الله سبحانه وتعالى واما ان كان الحلي مصنوعا من الذهب او من الفضة فهذا له ثلاثة احوال الحال الاولى ان يكون متخذا بقصد الاستعمال واللبس فهذا لا تجب فيه الزكاة عند اكثر اهل العلم سواء كان مما يلبس بكثرة او كان يلبس في اوقات متباعدة كالافراح والاعراس ونحوها هذا كله حلي معد للاستعمال ولا تجب فيه الزكاة لكن بشرطين الشرط الاول ان يكون في حدود المقدار المعتاد لمثل هذا الانسان اما اذا كان اه مقدار هذا الحلي كبيرا اكثر من المعتاد لمثل هذا الانسان فانه تجب فيه الزكاة لانه خرج حينئذ عن معنى الاستعمال الى معنى الكنز والادخار فاذا كان مقدار ما عنده مقدار هذا الذهب او الفضة اكثر من المعتاد وجبت الزكاة في القدر الزائد عن المعتاد الشرط الثاني ان يكون استعمال هذا الحلي استعمالا مباحا فان كان الاستعمال محرما وجبت الزكاة في الحلي فلو ان رجلا لبأ اتخذ خاتما من ذهب يلبسه فهذا الاستعمال محرم وهذا الفعل محرم وهذا الخاتم من الذهب تجب فيه الزكاة وان كان مستعملا لان استعماله استعمال محرم الحالة الثانية من حالات الحلي المصنوع من الذهب او من الفضة ان يكون معدا للتجارة بان يشتريه الانسان وهو ينوي ويقصد بيعه والربح فيه وحينئذ تجب فيه الزكاة زكاة عروض التجارة. فاذا حال عليه الحول نظرنا الى قيمته كم قيمته لو بيع في السوق واخرجنا من ذلك ربع العشر وسيأتي تفصيل زكاة عروض التجارة في درس قادم ان شاء الله الحالة الثالثة من حالات الحلي المصنوع من الذهب او الفضة اذا كان هذا الحلي معدا لاجل الادخار وحفظ المال كالمرأة التي تحتفظ بالذهب لتبيعه وقت الحاجة او التي كانت تستعمل الحلية من الذهب ثم انكسرت بعض فصوصه او اصبح طرازه قديما لا يلبس فتركته ولم تعد تعمله وتلبسه فهذا النوع او في هذه الحالة تجب فيها الزكاة الحلي المصنوع من الذهب والفضة المعد لحفظ المال وللادخار لكن ينتبه هنا انه عند حساب زكاة هذا النوع من الحلي فاننا ننظر الى مقدار الذهب الخالص فيه او مقدار الفضة الخالصة فيه ولا ننظر الى قيمة هذا الحلي على سبيل المثال لو ان امرأة عندها خاتم من ذهب وعليه فص من الماس قيمة هذا الخاتم عشرة الاف ريال مثلا فاذا حال عليها الحول وقلنا انه ذهب وقلنا ان هذا الخاتم لا تلبسه ولا تستعمله وانما هو معد لحفظ المال فهي تنوي اذا احتاجت المال يوما من الايام ان يبيعه وتنتفع بثمنه فاذا حال عليه الحول وقلنا انه تجب عليه الزكاة فاننا لا ننظر الى قيمة الخاتم كله وانما نسأل الصائغ كم مقدار الذهب الموجود في هذا الخاتم ثم اذا بلغ هذا المقدار النصاب فانه تجب فيه الزكاة وهي ربع العشر. اذا لا ينظر في مثل هذا الى قيمة الحلي بالكامل وانما الى مقدار ما فيه من الذهب والفضة ثم كم قيمة هذا المقدار وتخرج زكاته بعد ذلك وهنا تأتي مسألة اخرى اه مهمة يسأل عنها كثير من الناس وهي هل الذهب الابيض له حكم الذهب الاصفر في وجوب الزكاة وفي بقية الاحكام والجواب ان الغالب في الذهب الابيض الموجود عند الناس اليوم انه عبارة عن ذهب اصفر على قيراط آآ من قيراط آآ من عيار واحد وعشرين قيراط في الغالب وتضاف له معادن اخرى كالراديوم والبريديوم وغيرها بنسب قليلة فينتج من ذلك الذهب الابيض المعروف الذي يستعمله الناس اليوم. وعلى هذا فان الذهب الابيض هو في الحقيقة ذهب اصفر فيعامل معاملة الذهب الاصفر في جميع الاحكام فتجب فيه الزكاة اذا كان الحلي معد لحفظ المال وهو من الذهب الابيض وتجري عليه جميع احكام الذهب الاصفر ويلاحظ ان هناك نوع من المعادن يسمى البلاتين غالي الثمن آآ يطلق عليه احيانا من باب التجوز والتوسع الذهب الابيض وهذا البلاتين معدن مختلف لا علاقة له بالذهب الاصفر وبالتالي لو كان عند الانسان شيء مصنوع من البلاتين فانه لا تجب في الزكاة ولا تجري عليه احكام الذهب الاصفر لانه معدن مستقل. وقلنا ان جميع المعادن مما سوى الذهب والفضة لو كانت عالية الثمن وكانت نفيسة عند اصحابها فانه لا تجب فيها الزكاة لو كان الحلي مصنوعا منها والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ايها الناس من استطاع منكم ان يتفرغ لطلب العلم وتحصيله كذلك افضل. وتلك نعمة كبرى وغنيمة كبرى وان التفرغ لطلب العلم ليتأكد فيها هذا الزمان الذي قل في فيه الفقهاء في دين الله وكثر فيه طلب الدنيا والاقبال عليها من اكثر الناس. ومن لم يستطع ان لطلب العلم فليستمع الى العلم وليجلس الى اهله فيستفيد منهم ويفيد غيره