تخصيص صيام هذا اليوم لعلة دون بقية العلل ايضا امر لا دليل عليه. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد قال تعرض الاعمال يوم الاثنين والخميس فاحب ان يعرض عملي وانا صائم. رواه الترمذي وقال حديث ورواه مسلم بغير ذكر الصوم. وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين نقل المصنف رحمه الله في باب استحباب صوم ستة ايام من شوال عن ابي ايوب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان ثم اتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر رواه مسلم باب استحباب الصوم استحباب صوم الاثنين والخميس عن ابي قتادة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين فقال ذلك يوم ولدت فيه ويوم بعثت فيه او انزل علي فيه رواه مسلم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الاثنين والخميس رواه الترمذي وقال حديث حسن بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب استحمام صيام ست من شوال ثم ذكر حديث ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان ثم اتباعه ستا من شوال كان كصيام الدهر قول من صام رمظان يعني استكمل صيام شهر رمظان لانه لا يصدق عليه انه صام رمظان الا اذا استكمل صيامه ثم اتبعه يعني جعل تابعا له ستا من شوال يعني ستة ايام من شوال كان كصيام الدهر. يعني في الاجر ثواب والمراد بالدهر هنا السنة القمرية ووجه كونه كصيام الدهر ان الحسنة بعشر امثالها. فصيام رمظان بعشرة اشهر وصيام ستة ايام من شوال كل يوم عن عشرة ايام فهذه سنة قمرية كاملة ففي هذا الحديث دليل على مشروعية صيام ستة ايام من شوال النبي صلى الله عليه وسلم رغب فيها وحث عليها وذكر الثواب والاجر المترتب عليها وفيه ايضا دليل على ان هذا الثواب والاجر لا يحصل الا لمن استكمل صيام شهر رمضان كاملا فمن عليه قضاء من رمضان ثم صام هذه الايام الست فانه لا يحصل له هذا الثواب وهذا الاجر لان النبي عليه الصلاة والسلام اشترط لحصول الثواب والاجر ان يستكمل صيام شهر رمضان ومنها ايضا ان الافضل ان يصوم هذه الايام الستة ان الافضل ان يصوم هذه الايام الستة عقب رمضان بقوله ثم اتبعه وهذا ليس شرطا فسواء صامها بعد رمضان مباشرة او في وسط الشهر او في اخره او فرقها في ايام الشهر فالكل مجزئ. لكن الافضل ان يجعلها تابعة لرمضان اولا مسارعة ومسابقة الى الخير. وثانيا ان الانسان قد اعتاد على صيام شهر رمضان فيسهل عليه ان يصوم هذه الايام الستة وثالثا ان الانسان ايضا قد يعرض له عارض يمنعه من صيامها. اما من مرض او سفر او غير ذلك وظاهر الحديث ايضا ان من صامها في غير شوال فانه لا يحصل له هذا الاجر والثواب لقوله ثم معه ستا من شوال اللهم الا ان يكون الانسان معذورا فحينئذ يحصل له. فلو فرض مثلا ان شخصا مرض في اخر رمضان واستمر به المرض الى ان انقضى شهر شوال فانه في هذه الحال يصوم ما عليه من رمضان ولو في ذي القعدة ثم يصوم هذه الايام الستة. وكذلك ايضا لو فرض ان امرأة نفست يوم العيد ولم تطهر مثلا الا في العاشر من ذي القعدة. فانها اذا طهرت تصوم هذه الايام الستة ولا يشترط فيمن صام هذه الايام الستة في سنة ان يصومها كل سنة. فاعتقاد بعض العامة ان من سنة لزمه ان يصومها كل سنة لا اصل له كذلك اعتقاد بعض العامة ان هذه الايام يجب صيامها هذا لا اصل له. واعتقاد بعض العامة ايضا او تسميتهم يوم الثامن من شوال بعيد الابرار. ويقولون ان الانسان اذا صام رمظان ثم اتبعه ستا من شوال فانه يفطر يوم الثامن ويسمون هذا اليوم يوم يا ايها يسمون هذا اليوم عيد الابرار. وهذا ليس له اصل. ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان يوم الثامن من شوال سعيدا للابرار ولا عيدا للفجار. لان الاعياد الشرعية ثلاثة عيد الفطر وعيد النحر وعيد الاسبوع وهو يوم جمعة ثم ذكر المؤلف رحمه الله الاحاديث الدالة على فضيلة صيام يوم الاثنين والخميس. فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين ويقول ذاك يوم ولدت فيه وبعثت فيه او انزل علي فيه القرآن فدل هذا على فضيلة صيام هذين اليومين. يوم الاثنين ويوم الخميس. وايضا فيه علة اخرى وهو وهي انهما يومان تعرض فيهما الاعمال على الله تعالى. وكان عليه الصلاة والسلام يحب ان يعرض عمله على الله وهو صائم وفي حديث ابي قتادة لما سئل عن صوم يوم الاثنين قال ذاك يوم ولدت فيه وبعثت فيه او انزل علي فيه القرآن. فيه دليل على انه لا يشرع احياء يوم مولده عليه الصلاة والسلام لان النبي عليه الصلاة والسلام لم يحتفل مولده. يعني لم يحتفل بيوم الاثنين على انه ميلاد له ولم يفعله ايضا الصحابة من بعده رضي الله عنهم. ولان العبادات مبناها على التوقيف. لقول الله تعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. وقال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ثم ايضا النبي عليه الصلاة والسلام حينما ذكر يوم الاثنين لم يقتصر على كونه يوما ولد فيه. بل قال هذا يوم ولدت فيه وبعثت فيه او انزل عليه فبه علة اولا انه بعث في وثانيا انه انزل عليه القرآن فيه. وثالثا ايضا انه يوم تعرض فيه الاعمال