بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين. نقل المصنف رحمه الله في كتاب الطهارة باب الوضوء عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك مع كل وضوء. اخرجه ما لك واحمد والنسائي وصححه ابن خزيمة بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب الوضوء وتقدم ان الوضوء والتعبد لله عز وجل بغسل بغسل الاعضاء الاربعة على صفة مخصوصة والوضوء شرط من شروط صحة الصلاة لا تصح الصلاة الا به فرضا كانت ام نفلا في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوظأ ثم ذكر حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا ان اشق على امتي لولا حرف امتناع لوجود اي امتنع الامر لوجود المشقة وقوله لولا ان اشق على امتي المراد بالامة هنا امة الاجابة واعلم ان الامة المضافة الى الرسول عليه الصلاة والسلام نوعان امة دعوة وامة اجابة فامة الدعوة هم كل من وجهت اليهم دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام منذ بعث الى يوم القيامة. وعلى هذا فاليهود والنصارى والمجوس وسائل الكفار من امتي الدعوة وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي من هذه الامة يعني امة الاجابة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به الا كان من اصحابه النار والنوع الثاني امة اجابة وهم الذين استجابوا لله وللرسول صلى الله عليه وسلم وامنوا به واطاعوه والفرق بينهما من حيث التفريق ان الثناء والمدح غالبا ما يكون لامة الاجابة دون امة الدعوة يقول لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك يعني بالتسوك عند كل وضوء وفي رواية ومع كل صلاة بدل هذا الحديث على فوائد منها اولا شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على امته حيث انه امتنع من امرهم بالسواك عند كل وضوء ومع كل صلاة شفقة عليهم ورحمة بهم ويؤيد هذا قوله عز وجل لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم المؤمنين رؤوف رحيم فمن رحمته صلوات الله وسلامه عليه. ومن شفقته على امته انه امتنع من امرهم بالسواك. وفي هذا الحديث ايضا دليل على مشروعية السواك عند الوضوء في قوله لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل وضوء ولكن اين محله في الوضوء؟ جمهور العلماء على ان محله عند المضمضة. فاذا اراد ان يتمضمض يستاك ثم يتمضمض قالوا لان عند لان قوله عند العندية تقتضي القرب وذهب بعض اهل العلم الى الى ان محله قبل الوضوء. يعني قبل ان يتوضأ يتسوك. وهذا هو ظاهر السنة في حديث ابن عباس رضي الله عنهما حينما بات عند خالته ميمونة قال ان النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ وتسوك وتوضأ. وهذا يدل على ان التسوك يكون قبل الوضوء. ولانه وايضا لم يحفظ ان الرسول عليه الصلاة والسلام كان يتسوق في اثناء وضوءه وعلى هذا في السنة لمن اراد ان يستات عند الوضوء ان يكون تسوقه قبل ان يتوضأ لا ان يكون في اثناء الوضوء وفي هذا الحديث ايضا دليل على مشروعية السواك عند كل صلاة. سواء كانت فريضة ام نافلة. ويكون ذلك قبل تكبيرة الاحرام وفيه ايضا دليل على تأكد السواك في هذين الموضعين. وهناك مواضع يتأكد فيها السواك. فمنها اولا اذا قام من الليل ففي حديث حذيفة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا قام من الليل يشوش فاه بالسواك. فالسنة لمن قام من نوم الليل ان يدلك فمه بالسواك. كذلك ايضا من المواضع عند دخول المنزل السنة عند الانسان عندما يريد ان يدخل منزلة ان يبدأ بالسواك لما في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها انها انها سئلت باي شيء كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ اذا دخل بيته قالت يبدأ بالسواك وقاس بعض اهل العلم رحمهم الله على ذلك المسجد فقالوا يسن ان يبدأ دخوله بالمسجد بالسواك. لان الرسول عليه الصلاة والسلام اذا كان اذا كان يبدأ دخول البيت باستواء فبيوت فبيوت الله عز وجل من باب اولى. لكن هذا القياس فيه نظر لان الرسول عليه الصلاة والسلام كان يدخل المسجد كل يوم ويخرج منه ولم ينقل ولم يحفظ انه كان يبدأ دخوله بالسواك. كذلك ايضا من المواضع التي يتأكد فيها السواك عند تغير رائحة الفم يسن للانسان ان يتسوك بعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ويستفاد من الحديث ايضا مشروعية السواك حتى للصائم لان النبي عليه الصلاة والسلام كان يستاك. قال عامر بن ربيعة رضي الله عنه رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ما لا احصي يستاج واما الحديث الوارد اذا صمتم فاستاقوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي فهذا الحديث ضعيف ولا يصح عن الرسول عليه الصلاة والسلام ويستفاد ايضا من هذا الحديث ان الاصل في الامر الوجوب وكل الاوامر سواء كانت من من الله عز وجل او من رسوله عليه الصلاة والسلام فالاصل فيها الوجوب لقوله لولا ان اشق على امتي لامرتهم اذ لو كان الامر للاستحباب لم يكن فيه مشقة. لان المستحب لا يجب فعله. المستحب امر به لكن لا على سبيل الالزام في علم بخلاف واجب فهو الذي امر به على سبيل الالزام بالفعل. ولهذا استدل الاصوليون بهذا الحديث على ان الاصل في الامر الوجوب لان الرسول عليه الصلاة والسلام قال لولا ان اشق على امتي لامرتهم اذ لو كان الامر للاستحباب لم يكن فيه في مشقة المهم انه ينبغي للمؤمن ان يحرص على استعمال السواك في المواضع والمواطن التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يستاف فيها لاجل ان يحصل على الاجر الكبير والثواب الجزيل وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد