يقول السائل ما معنى قول الله تبارك وتعالى والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة قال الله جل وعلا قبلها ان الذين هم من خشية ربهم مشركون والذين هم بايات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون. هذا وصف للامام الكمل ثم قال والذين يقولون ما اتوا وقلوبهم وجلة يعني يعملون ما يعملون ويؤدوا ما يؤدون من الطاعات وقلوبهم وجلاء خائف من الله ليسوا امنين ولا مجلين باعمالهم معجبين قد يعملون مع الخوف والحذر ان يخطئوا او يخالفوا امر الله ولهذا هو غلوه لان خائف من الله ان يضل الطريق ويخطئ الصواب هكذا المؤمنون الصادقون اهل البصائر يعملون ما يعملون من طاعة الله ورسوله ومن ترك ما نهى الله عنه ورسوله وفعل انواع الخير وقلوب وجب خائفة من الخطأ خائفة من الغلط انهم يا ربهم راجعون لايمانهم بانهم راجعون الى الله وانه ساعدهم ويجازيهم على اعمالهم فلهذا يعملون مع الوجل والخوف والحذر كما قال تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان قال تعالى ان يخسر ربهم الغيب لهم مغفرة وادب كبير قال تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء والرسل هم هم ائمة العلماء هم رأس العلماء هم اللي يخشون الله الخشية الكاملة. كل مسلم يخشى الله لكن خشية الكاملة للرسل واتباعهم من اهل العلم والايمان والتقوى قالت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الاية تسأل عن هذه الاية. قالت يا رسول الله ما معنى قوله وجلة؟ اهو الرجل يسرق ويزني ويشرب الخمر هو الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف الا يقبل منه من يعمل الصالحات ويخاف ان يقبل منه ما عنده حزن ما عنده من بالعمل ولكنه يعمل مع الخوف ومع الحذر وعدم العجب ما يمن بعمله لما الله من فعل هذا قد يمنون عليك فاسلموا قل لا تمنوا عليه اسلاما بل الله يمن عليكم وان هداكم للايمان ان كنتم صادقين المؤمن هكذا لا يدل بعمله ولا يمن بعمله ولا يعجب ولكن يحذر يسأل ربه الهدى والعافية ويفرح الخير وترك الشر