الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد. فهذا هو المجلس الثالث عشر ونحن في اليوم الثالث عشر من شهر رمضان في يوم السبت ومن عام سبع وثلاثين وسبعة وثلاثين واربع مئة بعد الالف حجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وكنا قد وقفنا في تفسير تيسير كريم الرحمن العلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. على الاية الثامنة والخمسين من سورة يوسف. فنبدأ على بركة الله تعالى القراءة مع الشيخ غلام. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. قال الشيخ السعدي رحمه الله والله تعالى في تفسير قوله وجاء اخوة يوسف فدخلوا عليه فعرف مولاه منكرون. وهم له منكرون الايات قال اي لما تولى يوسف عليه السلام خزائن الارض دبرها احسن تدبيرا فزرع في ارض مصر جميعها في السنين المقصبة زروعا هائلة واتخذ لها المحلات الكبار رجبا من الاطبة شيئا وجبا من الاطعمة شيئا كثيرا. وحفظ وضبط وضبطا تاما فلما دخلت السن فلما دخلت السنون المجدبة وصار الجدر حتى وصل الى فلسطين التي يقيم فيها يعقوب وبنيه فارسل يعقوب بنيه لاجل الى يوسف الى مصر. فجاء اخوة يوسف فدخلوا عليه فعرف امهم له منكرون اي لم يعرفوه. ولما هدوء بجهازهم اي كان لهم كما كان يكيل لغيرهم وكان من تدبيره الحسن. انه لا يكيل لكل واحد اكثر من حمل بعير وكان قد سألوا من حالم فاخبروه ان لهم اخا عند ابيه وهو بنيامين فقال لهم ائتوني باخ لكم من ابيكم ثم راقبهم في الاتيان به فقال الا اترون اني اوفي الكيل وانا خير المنزلين. في الضيافة والاكرام. ثم رهبهم بعدم الالتنبيه فقال فان لم تأتوني فلا كيل لكم عندي ولا تقربون وذلك لعلمي باضطرارهم الى الاتيان اليه. وان ذلك يحملهم على الاتيان به فقالوا سنراود عنه اباه دل هذا على ان يعقوب عليه السلام كان مولعا به لا يصبر عنه وكان يتسلى به بعد يوسف. فلذلك احتاج الى مراودة في بعثه مع وانا لفاعلون لما امرتنا به. وقال يوسف لفتيانه الذين في خدمة اجالوا بضاعتهم اي السمن الذي اشتروا به منه الميرة. في رحال لعلهم يعرفون اي بضاعة اذا رأوها بعد ذلك في ريحانهم لعلهم يرجعون لاجل التحرج من من اخذها على ما قيل. والظاهر وانه اراد ان يرغبهم في احسانه اليهم بالكيل لهم كيلا وافيا ثم اعادة بضاعتهم اليهم على وجه لا يحس لا يحسون بها ولا يشعرون بما يأتي فانني كان يوجب للانسان تماما وفاء للمحسن. اي ان لم ان لم ترسل معنا اخن فارس المال اخان نكتا. اي ليكون ذلك سببا لكيها ثم التزموا له بحفظه فقال ما يكره قال لهم يعقوب عليه السلام هل امنكم عليه الا كما منكم على اخيه من قبل اي قد تقدم منكم التزام اكثر من الا في حفظ يوسف وما هذا فلم تفه بما عقدتم من من التأكيد فلا اثق بالتزامكم بحفظكم انما اثق بالله تعالى فالله خير حافظا وهو ارحم راحمه. اي يعلم حالي وارجو ان يرحمني فيحفظه ويرده علي وكأنه في هذا الكلام قد لان لارساله معهم. ثم انهم لما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت اليه ماذا دليل على انه قد كان معلوما عند من يوسف قد رد عليهم بالقصد وانه اراد ان يملكهم اياه فقالوا ترغيبا في ارسال اخيهم معه. يا ابانا ما نبغي. اي شيء نطلب بعد هذا الاكرام الجميل حيث وفى لنا الكيل ورد علينا بضاعتنا على اذى الحسن المتضمن والاخلاص ومكارم الاخلاق. هذه بضاعتنا ردت الينا ونمير اهلنا اذا ذهبنا باخينا صار سببا لكيده لنا فمرنا لنا واتينا لهم بما هم مضطرون اليه من القوت ونحفظ اخانا ونزداد كيل بعيد بارسال ايماننا فانه يكيل لكل واحد حمل بعير ذلك يسير اي سهل لا لا ينالك ضرر. لان المدة لا تطول والمصلحة قد تبينت. وقال لهم يعقوب ارسله معكم حتى تؤتوني موثقا من الله اي عهدا ثقيلا وتحلفون بالله لتأتونني بي الا ان يحاط بكم اي الا ان يأتيكم امر لكم بي ولا تقدرون دفعه على ما قال واراد قال الله على ما نقول وكيل اي تكفينا شهادة وحفظه وكفالته ثم لما ارسله معهم وصاهم اذا هم قدموا مصر ان لا يدخلوا من باب واحد ودخول من ابواب متفرقة ذلك انه خاف عليهم العين كثرتهم وبهائم منظرهم لكونهم ابناء رجل واحد وهذا سبب والا ما فما اغني عنكم من الله شيئا فالمقدر ولابد ان يكون ان الحكم الا لله اي القضاء قضاء والامر امره فما قضاه وحكم به لا بد ان يقع عليه توكلت على الله لا على من وصيتكم به من السبب وعليه فليتوكل المتوكلون. فان بالتوكل يحصل كل يحصل كل مطلوب يندفع كل مرغوب فيه جواز الاخذ بالاسباب في دفع العين ومن ذلك اخفاء النعم اخفاء النعمة فبالتفريق اراد اراد يعقوب اخفاء نعمة كثرة الاولاد نعم وهو موجب الشفقة والمحبة للاولاد فحصله في ذلك نوع طمأنينة وقضاء لما في خاطره وليس هذا قصورا في علم فانه من الرسل الكرام والعلماء ربانيين. ولهذا قال عنه وانه لذو علم اي لصاحب علم عظيم. ولما علمنا ومن تعليمنا اياه لا بحوله وقوته ادركه بل بفضل الله وتعليمه ولكن اكثر الناس لا يعلمون عواقب الامور ودقائق الاشياء وكذلك اهل العلم منهم يخفى عليهم من العلم واحكام ولوازمه شيء كثير. ولما دخلوا على يوسف اوى اليه اخاه الايات. اي لما دخل يوسف ايها لما دخل اخوة يوسف على يوسف اوى اليه اخاي شقيقة وهو بنيامين الذي امرهم بالاتيان به وضمه اليه واختصه من بين اخوته واخبروا بحقيقة الحال وقال اني انا اخوك اي لا تحزن بما كانوا يعملون فان العاقبة خير لنا ثم خبرهم بما يريد ان يصنع وتحية لبقائه عند ينتهي الامر فلما جهزهم بجازهم اي كان لكل لكل واحد من اخوته ومن جملة اخوه هذا جعلته لنا الذي يشرب به ويكان فيه في رحم اخيه فلما انطلقوا اذن مؤذن ايتها العير انكم لسارقون ولان هذا المؤذن لم يعلم بحقيقة الحال. قالوا اي اخوة يوسف واقبلوا الى عليهم لابعادهم التهمة فان السارق ليس له هم الا البعد والانطلاق عمن سبق منه اذ اسلم له سرقته وهؤلاء جاءوا مقبلين اليهم ليس لهم هم الا ازالة التهمة التي رموا بها عنهم وقالوا في هذه الحال ماذا ولم يقول ما الذي سرقنا لجزمهم بانهم براء من السرقة؟ وقالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير اي اجرة على وجدانه وانا به زعيم كبير وهذا يقوله المؤذن المتفقد وقالوا فيه دلالة ولمن جاء به حمل بعير في دلالة على جواز الجعل. جواز الجعل في الامور المباحة. تقول لانسان ان عملت لي هذا العمل وانجزت لي اعطيك كذا وكذا. تقول الدولة من اوجد المجرم الفلاني يكون له كذا وكذا. نعم قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الارض بجميع انواع المعاصي وما كنا سارقين فان السرقة من اكبر انواع الفساد في الارض انما اقسموا على علم منهم ليسوا مفسدين ولا سالكين لانهم عرفوا انهم سفروا من احوالهم ما يدلهم على عفتهم وورعهم. وان هذا الامر لا يقع منهم بعلم من اتهموهم. وهذا ابلغ في التهمة بها ان لم قالوا تالله لم نفسد في الارض ولم نسر ان قال قالوا جزاء من وجد في رحمهم فهو اي الموجود في رحمه جزاء ومن يتملكهم صاحب السرقة وكان هذا في دينهم ان السارق اذا ثبتت عليه السارقة لا ملك لصاحب المال المسروق. ولهذا قالوا كذلك نجزي الظالمين. فبدأ المفتش باوعيتهم قبل وعاء اخيه وذلك لتزول الربا التي يظن انها فعلت بالقصد. استخرجنا من وعاء اخيه ولم يقل وجده سرق اخوه مراعاة للحقيقة الواقعة. فحينئذ تم ليصبح ما اراد من بقايا اخيه عنده على وجه لا يشعر به اخوته. قال تعالى كذلك كدنا ليوسف يسرنا له هذا الكيد الذي توصل به الى امر الى امر غير مذموم. ما كان ليأخذ اخاه في دين الله. واذا جاء ذكر الكيد ها كدنا ذكر الكيد وفي الامس ان كيدكن عظيم. لما نقول كيدكن عظيم مو ذنب يعني ممكن تستخدم كيدها في الخير. الكيد تستخدم في الخير وفي الشر فهنا كيدكن عظيم كنت استخدم كيدها في الخير. تحبب نفسها الى بعلها تحبب اولادها تربي الى اخره. فالكيد مدح واما المكر هو الذي يكون ذنب. نعم. ما كان ليأخذ اخاه في دين الملك لانه ليس من ديننا لك السارق انما لهم عندهم جزاء اخر فلو ردت الحكومة الى دين الملك لم يتمكن يوسف من ابقاء اخيه عنده ولكنه جعل الحكم منهم يتم له ما اراد قال تعالى نرفع درجات من نشاء بالعلم النافع ومعرفة الطرق الموصلة الى مقصدها كما رفعنا درجات يوسف فوق كل لذي علم عليم فكل عالم فوقه من هو اعلم منه حتى ينتهي العلم الى عالم الغيب والشهادة. فلما رأى اخوته انس ما رأوا قالوا ان يسرق هذا الاخ فليس هذا غريبا غض عليهما ما فيه. ولهذا اسر يوسف في اسر يوسف في نفسه ولم يبدها لهم. اي لم يقابلهم على ما قالوا بما يكرهون بل عظم الغيظ واسر الامر بنفسه وقال بنفسه انتم شر مكان الحي زممتمونا بما انتم على شر منه والله اعلم بما تصفون منا من وصنا بسرقة يعلم الله انا برآء منها ثم سلكوا معه مسلك التملق لعله يسمح لهم باخيهم فقالوا يا ايها العزيز ان له ابا شيخا كبيرا وانه لا يصبر عنه وسيشق عليه فراقه. وفيه انهم كانوا يسمون الوزير يسمونه العزيز يسمونه الوزير يسمونه العزيز قالوا يا ايها العزيز لانه كان وزيرا. نعم. فخذ احدنا مكانه انا نراك من محسنين واحسن الينا والى ابينا بذلك وقالوا معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده اي هذا ظلم منا لو اخذنا البريئ بذنب من وجد ولم يقل من سرق كله هذا تحرز من الكذب. وجد في رحل لظالمون حيث وضعنا العقوبة في غير موضعها في هذه القصة جواز جواز التورية. لان كل هذه القصة جرت مع الكيد مع التورية وليس فيه كذب. نعم فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا الايات. اي فلما استيئس يوسف اخوة يوسف ان يسمح لهم باخيهم. خلاص ونجينا اجتمعوا وحدهم ليس معهم غيرهم وجعلوا يتناجون فيما بينهم. وقال كبيرهم الم تعلموا ان اباكم قد اخذ عليكم موثقا من الله في حفظه وانكم تاتون به الا يحاط بكم من قبل ما فرطتم في يوسف ابرح الارض ان يشاء الارض ولا يزال فيها ولا ازال بها حتى يأذن لي ابي او يحكم الله لان يقدر لي المدينة وحدي او مع اخي وهو خير ثم وصاهم ما يقولون لابيهم فقال ارجعوا الى ابيكم فقولوا يا ابانا ان ابنك سرق اي واخذ بسرقته ولم يحصل لنا ان نأتيك بهما ما من الجهد في ذلك والحال ان ما شهدنا بشيء لم نعلمه وانما شهدنا بما علمنا السؤال استخرج من رحله وما كنا للغيب حافظين لكن لا نعلم الغيبة لما اذا ما حرصنا وباذن المجهول في ذهابه معنا ولما اعطيناك عهودنا ومواثيقنا فلم فلم نظن ان الامر سيبلغ ما بلغ ان الاكبر يتحمل ما لا يتحمله من هو اصغر واقل خبرة. لان اخوهم الاكبر هو الذي تحمل هذه الاعمال العظيمة نعم. واسأل ان شككت في قولنا القرية التي كنا فيها ونعير التي اقبلنا فيها فاطلعوا فاطلعوا على ما اخبر فاطلعوا على ما اخبرناك به فاطلعوا على ما اخبرناك به وانا لصادقون لن نكذب لم نغير ولم نبدل بلاء هذا الموقف فلما رجعوا الى ابيهم واخبرهم بهذا الخبر شد الحزن والضياع فكما واتهمهم ايضا في هذه القضية كما اتهمهم في الاولى وقال بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل. اي الجو في ذلك الى الى الصبر الجميل الذي لا يصحبه تسخط ولا جزع. ولا شك من خلقه ثم لجأ الى حصول الفرج اينما لما رأى ان الامر اشد والكربة انتهت فقال عسى الله الذي يعلم حالي ومنته واضطراره الى احسانه الحكيم الذي لكل شيء قدرا ولكل امر منته بحسب ما اقتضته حكمة ربانية وتولى عنهم وقال يا اسفا على يوسف الايات وتولى يقوم عليه الصلاة والسلام على اولاده بعد ما اخبروه بهذا الخبر الحزن الذي في قلبه والكبد الذي اوجب له الكثرة البكاء حيث ابيضتيناه من ذلك وهو كظيم اي ممتلئ القلب من الحزن الشديد. وقال يا اسفا على يوسف اي ظهر منه ما كمل من الهم والقديم والشوق المقيم هذه المصيبة الخبيثة بالنسبة الاولى المصيبة الاولى اولاده متعجبين من حاله في جميع احوالك حتى تكون اي فانيا لا حراك فيك ولا قدرة لك على الكلام ان تكون من الهالكين اي لا تدرك على ذكري فقال اليكم ولا الى غيركم من الخلق فقولوا خشيتما اعلم من الله ما لا تعلمون بانه سيردهم علي ويقر عيني بالاجتماع بهم. يا بني يذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه ولا تيأسوا من روح الله الايات. اي قال يعقوب عليه السلام لبني يا بني يذهب يتحسس من يوسف اخيه يحرصه واجتهدوا على التفتيش عنهما ولا تيأسوا من روح فان الرجاء يجيب للعدل والاجتهاد فيما رجاء استوجب له التثاقل والتباطؤ. واولى ما رجى العباد فضل الله واحسانه ورحمته انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. فانه من كفر من سبع يستبعدون رحمة ورحمته بعيدة منه فلا فلا قوم الكافرين ودل هذا على انه بحسب ايمان العبد يكون رجاء لرحمة الله وروحه. روح الله هو ما يروح به على عبده من تغير الاحوال نعم. فذهبوا فلما دخل على يوسف فقالوا متضرعين اليه يا ايها العزيز مسنا واهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجة فهم لنا ويتصدقان اذا اي قد اضطررنا نحن وجئنا ببضاعة مزداد اي مدفوعة مرغوبة على لقلة لقلة او عدم وقوعها الموقع الكيل اياما مع عدم وفاء العوض وتصدق علينا بزيادة عن الواجب ان الله يجزي المتصدقين بثواب الدنيا والاخرة ولما انتهى الامر وبلغ اشده ورق له ام يوسف رقة شديدة وعرفهم بنفسه وعاتبهم فقال هل علمتم ما فعلتم بيونس اما فعله فعلهم فيه واما اخوه فلعله والله اعلم قولهم ان يسرق فقد سرق او ان السبب الذي فرق بينه وبين ابيه والسبب هم السبب فيه والاصل الموجب له مع انه لا ينبغي ولا يليق منهم فعرفوا ان الذين ان الذي خاطبهم هو يوسف وقالوا ائنك لانت يوسف. قال انا يوسف هذا اخي قد من الله علينا بالايمان والتقوى والتمكين في الدنيا وذلك بسبب الصبر والتقوى فانه من يتق ويصبر ان يتق فعل ما حرم الله ويصبر على الالام والمصائب وعلى الاوامر والامتثال فان الله لا يضيع اجر المحسنين فان هذا من الاحسان والله لا يضيع اجر من احسن امن قالوا تالله لقد اثرك الله علينا اي فضلك علينا بمكارم الاخلاق ومحاسن الشيم واسأنا اليك غاية وحرصنا على فاثرك الله تعالى ومكنك مما تريد وان كنا لخاطئين وهذا غاية الاعتراف منهم بالجرم الحاصل منه ما لا فقال لهم يوسف عليه السلام كرما وجودا لا تثريب عليكم اليوم اي لا اثرب عليكم ولا الومكم يعني بالكويت بالعامية عندنا بالكويت يقولون ما اعاتبك لا تثريب يعني لا معاتبة نعم يغفر الله لكم ارحم الراحمين فسمح لهم سماحا تاما من غير تعيين لهم على ذكر الذنب السابق وداعنوا بالمغفرة والرحمة وهذا نهاية الاحسان الذي لا يتأتى الا من خواص الخلق الغيار المصطفين اذهبوا بقميصها فانقوا على وجه ابيات بصيرا. الايات اي قال يوسف عليه السلام لان كل داء يداوى بضده فهذا القميص لما كان فيه اثر ريح يوسف الذي اودع قلب ابيه من الحزن والشوق ما الله فيه اراد ان يشمه فترجع اليه روحه وتترادى اليه نفسه ويرجع اليه بصره. ولله في ذلك حكم واسرار لا يطلع عليها العباد. وقد اطلع يوسف من ذلك على هذا الامر كوني باهلكم اجمعين. اي اولادكم وعشيرتكم وتوابعكم كلهم ليحصل تمام الميقال ويزول عنكم نكد المعيشة وضنك الرزق. ولم ما بطلت العيون قال ارضي مصر مقبلة من الارض فلسطين شم يعقوب ريح القميص قال اني اني لاجد ريح يوسف لولا ان تفندون اي قارون منه وتزعمون ان هذا الكلام صدر مني من غير شعور لانه رأى منهم من التعجب من حريما او جبلهما من قول فوقع ما ظنوا به فقالوا تالله انك لفي ذلك القديم اي لا تزال تأيا في بحر للدين لا تدري ما تقول. اخوته وابيهم القاهم القميص على فارتد بصيرا متبجحا بنعمة الله عليه. الم اقل لكم اني اعلم من الله ما لا تعلمون. حيث كنتم ترجل للقاء يوسف مترقبا لزوال الامن والغم والحزن. فاقروا بذنبهم ونجوا بذلك وقالوا يا اباءنا يا ابانا استغفر لنا ذنوبنا كنا خاطئين اجابتهم سوف استغفر لكم ربي انه هو الغفور الرحيم ورجائبي ان يغفر لكم ويرحمكم ويتغمدكم برحمته وقد قيل انه اخر الاستغفار لهم الى وقت السحر الفاضل ليكون اتم الاستغفار اجابة فلما دخلوا على يوسف والى قال ادخلوا مصر ان شاء الله امنين الايتين اي فلما تجهز يعقوب اولاده واهله اجمعون ارتحلوا من بلادهم قاصدين الوصول الى يوسف في مصر وسفناه لما وصلوا اليه ودخلوا عليه ابويه ضمهما اليه واختصهما بقرب وابدالهما من البر الاحسان والتبجيل والعظام شيئا عظيما وقال للجميع ان ادخلوا مصر ان شاء الله امنين. من جميع المكارم والمخاوف دخلوا في بلادهم حال السارة وجعل عليهم النصب ونكدوا المعيشة وحصل السموم والبهجة. ومجلس العزيز وخروله سجدا. اي ابوه وامه واخوته سجودا على وجه التعظيم والتبجيل والاكرام. وقال لما رأى هذا الحال ورأى سجودهم له يا ابتي هذا تأويل رؤياي من قبل حين رأى احد عشر كوكب من الشمس والقمر له ساجد جسيما اذا اخرجني من السجن وجاء بكم من البدء وهذا من لطف محسن الخطاب عليه السلام حيث ذكر حاله في السجن ولم يذكر حاله في الجب لتمام عفوي وانه لا يذكر ذلك الذنب. وان نسيانكم من العبادات من احسان اللاف اليه. ولم يقل جاء بكم من الجوع والنصب فعلا الاحسان عائدا اليه وتبارك من يختص برحمة من يشاء من عباده ويهب لهم من من لدنه رحمة انه هو الوهاب. من بعد ان نزغ انا بيني وبين اخوتي فلم يقل نزغ الشيطان ان غتبل كأن الذنب والجهل صدر من الطرفين فالحمد لله الذي ارسل الشيطان ودحره ودمانا بعد تلك الفرقة الشاقة ان ربي لطيب لما يشاء يوصل بالرء احسانه الى العبد من حيث لا ينشأ ويصل الى الرفيعات في امور في امور ذكرها انه هو العليم الذي يعلم ظواهر الامور وباطنها وسرائر العباد وضمائرهم الحكيم في وضعه الاشياء اي مواضع وسوقه الامور الى اوقاتها المقدرة لها قد اتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث الاية لما اتم الله ليوسف وما اتم من التمثيل في الارض والملك اخر بعينه باب وما قر عينه بابوين اخوة واخوتي وبعد العلم العظيم الذي اعطاهم الله اياها فقال منظر بنعمة الله شاكرا لها داعيا بالثبات على الاسلام. ربي قد اتيتني من الملك وذلك انه كان وعلمتني من تأويل الاحاديث اي من تأويل احاديث الكتب المنزلة وتأويل الرؤيا وغير ذلك من العلم فاطر السماوات والارض ان ادم عليه الاسلام وثبتني عليه حين حتى توفاني عليه ولم يكن هذا دعاء باستهجان الموت الحقني بالصالحين من الانبياء والابرار والاصطفياء والاصفياء والاخيار. ذلك من انباء الغيب نحيي وهذه القصة على محمد صلى الله عليه وسلم قال الله له ذلك الانباء الانبا ذلك الانباء الذي اخبرناك به من انباء من انباء غيب الله الا الذي لولا ايحاء اليك لما وصل اليك هذا الخبر الجليل فانك لم تكن حاضرا لديهم اذا اجمعوا امرهم ان خفتوا ينسبهم يمكرون به حين تعاقدوا على التبليك بينه وبين ابيه في حالة لا يطلع عليها الا الله تعالى ولا يمكن احدا ان يصل الى علم ابي الا بتعليم الله كما قال تعالى ما قصر قصة موسى وما جرى له ذكر الحالة التي لا سمع الخلق الى علم الا الوحي فقال من جاء بها رسول الله حقا وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين الايات. يقول تعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وما اكثر الناس حرص على ايمان بالمؤمنين فانما ذلكم مقاصدهم. قد اصبحت فاسدة فلا ينفعهم. حرص الناصحين عليهم ولو عدمت الموانع بان كانوا يعلمونهم الى ما فيه الخير الى ما فيه الخير لهم ودفع الشر عنه من من غير اجر ولا عوض ولا مقام ولو من الشواهد والايات الدالات على صدقهم ما قاموا لهذا قال وما تسألوا ما عليه من اجر ان والا ذكر للعالمين تذكرون به ما ينفعهم يفعلون وما يضرهم ليتركوه. وكأين اي وكم من اية في السماوات والارض يمرون عليها دالا لهما على توحيد الله ومعناهما هذا ان وجد منهم بعض الايمان فلا يؤمن اثر بالله الا وهم مشركون ومن اقرب ربوبية الله تعالى وانهم خالق الرازق المدبر لجميع الامور فانهم يشركون بالوية الله وتوحيده. فهؤلاء الذين وصلوا الى هذه الحالة وعليهم الا ان يحل بهم العذاب ويفاجئهم العنقاب وهم امنون لهذا قال افأمنوا اي الفاعلون تلك الافعال المعرضون عن ايات الله ان تأتيهم غشية من على هذه اي عذاب يغشاهم يعمهم سينصرهم او تأتيهم الساعة موتى اي فجم لا ينشرون اي فانهم قد استوجبت قد استوجبوا فليتوبوا الى الله ويتركوا ما يكون سببا في عقابهم. قل هذه سبيلي ادعو الى الله الايتين. يقول تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل للناس هذه سبيلة لطريقي التي ادعو اليها وهي السبيل الموصلة الى الله والى دار كرامته. المتضمنة للعلم بالحق والعمل بامثاله واخلاص الدين لله وحده لا شريك له ادعو الى الله احث الخلق والعباد ان ينصرنا ربي مرغب في ذلك مرهب مما يبعدهم عنه وما عدا فانا على بصيرة من دينه على ويقين من غير شك ولم تران ولا امرها وكذلك من اتبعني يدعو الى الله كما ادعو الى بصيرة من امره وسبحان الله عما نسب اليه مما لا يليق او يناديك ماله وما انا من المشركين بجميع اموري بل اعبد الله مخلصا له الدين. ثم قال تعالى وما ارسلنا من قبلك الا رجالا اي لم نرسل ولا غيرهم من اصناف الخلق. فلاي شيء يستغرب قومك لسانك يجزمون انه ليس لك عليهم فضل. فلك في من قبلك من المرسلين اسوة حسنة نوحي اليهم من اهل القرى اي لا من البادئ بل من اهل القرى الذين هم اكمل عقولا واصح اراء لو ليتبين امرهم ويتضح شأنهم افلم يسيروا في الارض اي لم اي اذا لم يصدقوا لقومك فينظروا كيف كان قمة الذين من قبلهم كيف اهلكهم الله بتكذيبهم فاحذروا ان تقيموا على ما قاموا عليه فيصيبكم ما اصابهم ولدار الاخرة اي الجنة وما فيها من النعيم المقيم خير للذين اتقوا اي خير للذين اتقوا الله في امتثال اوامره واجتناب الهواء فان نعيم الدنيا منغص منكد منقطع ونعيم الاخر تام كان لا يفنى ابدا بل هو على الدوام في تزايد وتواصل العطاء غير مجدود حتى اذا استيئس الرسل ظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجيهم النش لا شيء. اخرج على انه يرسل الرسل الكرام في كذب القوم المجرمون ان الله تعالى يمهلهم ان يرجعوا الى الحق ولا يزال الله يؤمنهم حتى اذا حتى انه تصل الحال الى غاية الشدة منهم على رؤوسنا حتى ان الرسل على كمال يقين من شدة تصفية بوعد الله ربما انه يخطر بقلوبهم نوع من ونوع من في العلم والتصديق اذا بلغ الامر هذا الحرج ولا يرد بأسنان القوم المجرمين. اي ولا يرد عذابنا عمن اشترى من وتجرأ على الله. فما لهم من قوة ولا ناصر. لقد كان في من قصد الانبياء والرسل مع قومهم عبرة لاولي الالباب. ان يعتبروا باهل الخير وش اهل الشر اي يعتبرون باهل الخير واهل الشرع وان من فعل مثل ما فعل ناله ما ناله من كرامة او اهانة ويعتبرون بها ايضا ما لله من صفات الكمال والحكمة العظيمة وانه الله الذي لا تنبغي للعبادة الا لوحده لا شريك له وقوله ما كان حديثا يفترى اي ما كان هذا القرآن الذي قص الله به عليك من انباء الغيب ما قسم الاحاديث المبترة المختلقة ولكن كان تصديق الذي بين يديه من الكتب السابقة يوافقها ويشهد لها بالصحة وتفصيل كل شيء يحتاج من اصول الدين وفروعهم من الادلة والبراهين وهداهم ورحمة لقومه يؤمنون فانهم بسبب ما يحصل له من به من العلم بالحق ميتان ويحصل لهم الهدى وبما يحصل من الثواب العاجل والاجل لتحصل لهم الرحمة احسنت بارك الشيخ عبد السلام حقيقة يعني قصة يوسف عليه السلام من اجمل القصص وهي القصة التي ذكرها الله في القرآن في موضع واحد. السبب في ذلك ان المشركين طلبوا قصة كاملة فانزل الله عليهم هذه القصة التي ابهرت عقولهم وادهشت قلوبهم واذهبت يعني لب آآ البابهم في كيفية التنسيق والترتيب والبلاغة نعم. قال رحمه الله الله تعالى خص في ذكر شيء من العبر والفوائد التي اشتملت عليها هذه القصة العظيمة التي قال الله تعالى في اولها نحن نقص عليك احسن القصص وقال لقد كان في اسبع اخوته ايات للسائلين وقال في اخرها لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب غير ما تقدم في مطاويها من الفوائد فمن ذلك ان هذه القصة من احسن القصص واوضحها وابينها لما فيها من انواع التنقلات من حال الى حال ومن محنة الى محنة او محنة الى منحة ومنة ومن ذل الى عز ومن رق الى ملك ومن فرقة وشتات الى اجتماع وائتلاف ومن حزن الى السر ونوم الرخاء الا جدبن ومن جدبن الى ضخاء من ضيق الى سعة ومنكار الى اقرار. فتبارك من قصها فاحسنها ووضحها وبينها. ومنها هي اصلا لتعبير الرؤيا فان علم التعبير من العلوم المهمة التي يعطيها الله من يشاء من عباده وان اغلب ما تبنى عليه المناسبة مشابهته بالاسم والصفة فان رؤيا يوسف التي رأى ان الشمس والقمر واحد عشر كوكبا له ساجدين وجه المناسبة فيها ان هذه الانوار هي السماء وجمالها وبها منافعها فكذلك الانبياء والعلماء زينة للارض وجمال وبهم يهتدى في الظلمات كما يهتدى بهذه الانوار ولان الاصل ابوه وامه واخوته هم الفرع فمن المناسب ان يكون الاصل اعظم نورا وجرما لما هو فرع عنه لذلك كانت الشمس امه والقمر ابوه والكواكب اخوته. ومن المناسبة ان الشمس لفظ مؤنث. ولذلك كانت امه والقمر فواكه مذكرات فكانت لابيه واخوته ومن المناسبة ان الساجد معظم محترم للمسجود له. والمسجود له معظم محتار محترم فلذلك دل ذلك على ان يوسف كان معظما محترما عند ابويه واخوته. ومن لازم ذلك ان يكون متبعا مفضلا في العلم الفضائل الموجبة لذلك ولذلك قال له ابوه وكذلك يبتليك ربك ويعلمك من تأويل الاحاديث. ومن المناسبة في رؤيا الفتي لانه اول ولرؤيا اول رؤيا الذي رأى انه يعصر الخمر ان الذي يعصر خمرا في العادة يكون خادما لغيره والعصر يقصد لغيره فلذلك فلذلك اوله بما يؤول اليه انه يسقي ربه وذلك متضمن لخروجه من السجن واول الذي رأى انه يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه لان جلده بان جلدة رأسه ولحمه وما في ذلك من المخ انه هو الذي يحمل وانه سيبرز للطيور وانه سيبرز للطيور بمحل تتمكن من الاكل من رأسه فرأى من حاله انه سيقتل ويصعب بعد موته فيبرز للطيور فتأكل دلوقتي وذلك لا يكون الا بالصلب بعد القتل. واول رؤيا الملك البقرة والسنبلات في السنين المخصبة والسنين المجذبة بمناسبة ان الملك به ترتيب ان الملك ان الملك به ترتبط احوال الرعية ومصالحها وبصلاحه تصلح باحساده تفسد وكذلك السنون بها صلاح احوال الرعية واستقامة امر المعاش او عدمه. واما البقر فانها تحرس الارض عليها ويستقى عليها الماء واذا اقسمت السنة سمنت واذا ادبت صارت عجافا وكذلك السنابل في الخصب تكثر وتخضر وفي الجذب تقل وتيبس وهي افضل غلال الارض. ومن يا ما فيها من الادلة على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حيث قص على قومه هذه القصة الطويلة ولم يقرأ كتب الاولين ولا دارس احدا يراه قومه صباحا ومساء وهو امي لا يخض ولا يقرأ وهي موافقة لما في الكتب السابقة وما كان لديه مجمع انه ينبغي ومنها انه ينبغي البعد عن اسباب الشر وكتمان ما تخشى مضرته لقول يعقوب ليوسف يا بني لا تقصص رأيك على اخوتك فيكيدون ولك كيدا. طبعا القصة موافقة لما في الكتب السابقة في بعض الاشياء. والا فان الكتب السابقة فيها من الخرافات وفيها من ما يتعلق بالحب والكذب ما الله به عليم. نعم. ومنها انه يجوز ذكر الانسان بما يكره على نصيحتي لغيره لقوله فيكيدوا لك كيدا ومنها ان نعمة الله على العبد نعمة على من يتعلق به به من اهل بيته واقاربه واصحابه وانه ربما شملتهم وحصل لهم ما حصل له بسبب كما قال يعقوب في تفسيره لرؤيا يوسف وكذلك يبتليك ربك ويعلمك من تأويل الاحاديث ويتم نعمته عليك وعلى ال يعقوب. ولما تمت النعمة على يوسف حسن اليعقوب العز والتمكين في الارض والسرور والغبطة ما حصل بسبب ومنها ان العدل مطلوب في كل الامور لا في معاملة السلطان رعيته ولا في ما دونه حتى في معاملة الوالد لاولاده في المحبة والايثار وان في الاخلال بذلك يختل عليه الامر وتفسد الاحوال. ولهذا لما قدم يعقوب يوسف في المحبة واثره على اخوته جرى منهم ما ما على انفسهم وعلى ابيهم واخيهم. طبعا المحبة امر قلبي هذا لا يمكن يعني العدل فيه. وانما المقصود الاثار المترتبة تبع المحبة لا ينبغي اظهار الفروقات المترتبة على المحبة القلبية في الظاهر. نعم. ومنها الحذر من الذنوب وان الذنب الواحد يستتبع ذنوبا متعددة ولا يتم لفاعله الا بعد الجرائم. فاخوة يوسف فلما ارادوا التفريق بينه وبين ابيه احتالوا ذلك بانواع من الحيل وكذبوا عدة مرات وزوروا على ابيهم في القميص والدم الذي فيه وفي اتيانهم عشاء يبكون ولا تستبعدن وقد كثر البحث فيها في تلك المدة. بل لعل ذلك اتصل الى ان اجتمعوا بيوسف وكلما صار البحث حصل من الاخبار بالكذب والافتراء ما حصل ولو هذا شؤم الذنب واثاره التابعة والسابقة واللاحقة. ومنها ان العبرة في حال العبد بكمال نهاية لا من نقص البداية فان اولاد يعقوب عليه السلام وجرى منهم ما جرى في اول الامر ما هو اكبر اسباب النقص والنوم ثم انتهى امرهم الى التوبة النصوح والسماح التام من يوسف والسماح التام يسرى ومن ابيهم والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة واذا سمح العبد عن حقه فالله خير الراحمين ولهذا في اصح الاقوال انهم كانوا انبياء لقوله تعالى واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب الاسباط وهم اولاد يعقوب الاثنى عشر وذريتهم ومما يدل على ذلك ان في رؤيا يوسف انه رواه انه رآه كواكب نيرة والكواكب فيها النور والهداية الذي من صفات الانبياء فانهم علماء هداة. الاسباط الاصح في تفسيره انه اسم رجل. انه اسم رجل وليس المقصود به اولاد يعقوب الاثني عشر. ولا يعلم ان اولاد يعقوب كلهم انبياء الا من اخبار بني اسرائيل وهذه الاخبار لا تصدق. نعم. ومنها ما من الله به على يوسف عليه الصلاة والسلام من العلم والحج العلمي مكارم الاخلاق والدعوة الى الله والى دينه وعفوه عن اخوته الخاطئين عفوا بادرهم به وتم ذلك بالا عليهم ولا يعيرهم به. ثم بر ثم بره العظيم بابويه واحسانه لاخوته بل لعموم الخلق. ومنها ان بعض الشر اهون من من بعض وارتكاب واخف الضرين او لا من ارتكاب اعظمهما فان اخوة يوسف لما اتفقوا على قتل يوسف او القائه ارضا وقال قائل منهم لا تقتلوا وفي غيابة الجب كان قوله احسن منه ما خف وبسببه خف عن اخوته الاسم الكبير. ومنها ان الشيء اذا تداولته الايدي وصار من جملة الاموال ولم يعلم انه كان على غير وجهه الشرعي انه لا اثم على من باشره ببيع او شراء او خدمة او اتفاع او استعمال فان يوسف عليه السلام باعه قتوا بيعا حراما لا يجوز. ثم ذهبت به السيارة الى مصر فبعوا بها وبقي عند عند سيده غلاما رقيقا. وسمى الله سماه الله سيدا وكان عندهم منزلة الغلام الرقيق المكرم ولو لم يكن البيع صحيحا لما سماه سيدا. نعم. ومنها الحذر من بالنساء التي يخشى منهن الفتنة والحذر ايضا من المحبة التي يخشى ضرها فان امرأة العزيز جرى منها ما جرى بسبب توحدها الشديد له الذي ما تركها حتى راودته تلك المراودة ثم كذبت عليه فسجن بسببها مدة طويلة. ومنها ان الهم الذي هم به يوصف للمرة ثم تركه لله ما مما يرقيه الى الله زلفى لان الهم داع من دواعي النفس الامارة بالسوء وهو طبيعة لاغلب الخلق فلما قابل بين هو بين محبة الله وخشيته غلبت محبة الله وخشيته داعي النفس والهوى فكان ممن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ومن السبعة يظلهم الله في ظله في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله احدهم رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله رب وانما وانما الهم الذي يلام عليه العبد الهم الذي يساكنه ويصير عزما ربما اقترن به الفعل ومنها ان من دخل الايمان قلبه وكان مخلصا لله في جميع اموره فان الله يدفع عنه برهان ايمانه وصدق اخلاصه من انواع السوء والفحشاء واسباب المعاصي ما هو جزاء الايمان واخلاصه لقوله وهم بها لولا ان رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء. انه من عبادنا المخلصين على القراءة من قراءة ومن قرأ بالفتح فانه من اخلاص الله اياه وهو متضمن لاخلاصه وبنفسه اخلصه الله وخلصه من السوء والفحشاء. هذا فيه دلالة ان الامور مترابطة. فالخلاص عند الله مبني على الاخلاص له والاخلاص له سبب للخلاص. فلا يأتي انسان يقول ايش الله اعطاه فلان في اشياء هو عملها فاعطاه الله عز وجل من المقامات ومن العبودية. نعم. ومنها انه ينبغي للعبد اذا رأى محلا فيه فتنة واسباب معصية ان يفر منها منه ويهرب غاية ما يمكنه ليتمكن من التخلص من المعصية لان يوسف عليه السلام لما راودته التي هو في بيتها فر هاربا يطلب الباب ليتخلص من شرها. ومنها ان القرائن يعمل بها عند الاشتباه فلو تخاصم رجل امرأته وفي شيء من اواني الدار فما يصلح للرجل فانه للرجل وما يصلح للمرأة فهو لها هذا اذ لم يكن بينة وكذا لو تنازع نجار وحداد في الة حرفته ما من غير بينة والعمل بالقافة مل في الاشباه والاثر من هذا الباب فان فان شاهد يوسف شهد بالقنينة وحكى بها في القميص واستدل بقده من دبره على صدق يوسف وكذبها. ومما يدل على هذه القاعدة انه استدل بوجود اصواع في رحل اخيه على الحكم عليه بالسرغة من غير بينة شاهدة ولا ايقار. فعلى هذا اذا وجد المسروق في يد السارق خصوصا اذا كان معروفا بالسرقة فانه يحكم عليه بالسرقة هذا ابلغ من الشهادة. وكذلك وجود الرجل يتقيأ الخمر ووجود التي لا زوج لها ولا سيدة حاملا فانه يقابل ذلك الحد ما لم يقم مانع منه ولهذا سمى الله هذا الحكم هذا الحكم شاهدا فقال وشهد شاهد من اهلها. طبعا العمل بالقرائن في الحدود هذه مسألة خلافية بين الفقهاء. ولكن الشيخ اختار الراجح ومنها ما عليه الجمال الظاهر والباطن فان جماله الظاهر اودى من المرأة التي هو في بيتها ما اوجب للنساء التي جمعتهن حين لم نهى على ذلك ان قطعن ايديهن وقلن ما هذا بشر؟ ان هذا الا ملك كريم. واما جماله الباطن وهو العفة العظيمة على المعصية مع وجود الدواعي الكثيرة لوقوعها وشهادة امرأة العزيز والنسوة بعد ذلك براءته ولهذا قالت امرأة العزيز ولقد راودته نفسي فاستعصم وقالت بعد ذلك الان حصحص الحق وانا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين وقالت النسوة حاشا حاشا لله ما علمنا عليه من سوء ومنها ان يوسف عليه السلام يوسف عليه السلام كان جميلا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان ما اجمل فما سبب افتتان النساء بيوسف وعدم افتتانهن بالنبي صلى الله عليه وسلم. ذكر بعض مشايخنا ان جمال النبي صلى الله عليه وسلم مشوب بالبهاء والهيبة. فهذا كان سبب من منع قلوب النساء من التعلق به صلوات ربي وسلامه عليه. ولذلك الله قال عنه النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم. وفي قراءة منسوخة تلاوة ثابتة الحكم وهو ابوه نزله الله تعالى منزلة الاب لان قلوب آآ نساء الامة لا تتعلق به عليه الصلاة والسلام لما جعل الله له من البهاء. نعم. وهبت نفسها لكن ما قالت اني احبك فرق بين الامرين. نعم. ومنها ان يوسف عليه السلام اختار السجن عن المعصية فهكذا ينبغي للعبد اذا ابتلي لامرين اما فعل معصية واما عقوبة دنيوية ان يختاروا العقوبة الدنيوية على مواقعة الذنب المؤدي للعقوبة الشديدة للدنيا والاخرة. ولهذا من ولهذا من علامات الايمان ان يكره العبد ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار. ايضا من هذه القصة ان الانسان اذا وقع في مصيبة لا يختار الاخر. يختار النجاة. يطلب من الله النجاة. ما يقول انا اذا سويت شذي الله يقسم ظهري. لا يقول انا اذا سويت تشذي الله يغفر لي. هذا احسن. فيوسف عليه السلام قال رب السجن احب الي. يقول بعض العلماء لو قال ربي عافني عافاه الله. نعم. ومنها انه ينبغي للعبد ان يلتجأ الى الله ويحتمي بحماه عند وجود اسباب المعصية ويتبرأ من حوله قوتي ولقول يوسف عليه السلام والا تصرف عني كيدهن اصب اليهن واكن من الجاهلين. ومنها ان العلم والعقل يدعوان صاحبهما الى الخير وينهاهم وعن الشر وان الجهل يدعو صاحبه الى موافقة هوى النفس وان كان معصية ضارا لصاحبه. ومنها انه كما على العبد عبودية لله في خائف عليه عبودية في الشدة ويوسف عليه السلام لم ينزل يدعو الى الله فلما دخل السجن استمر على ذلك ودعا الى التوحيد ونهاهما عن الشرك عليه السلام انه لما رأى فيه مقابلية لدعوته حيث ظن فيه الظن الحسن وقال له انا نراك من المحسنين واتياه لان يعبر لهما رؤياهما فرآهما متشوقين لتعبيرها عنده رأى ذلك فرصة فانتهزها فدعاهما الى الله تعالى قبل ان يعبروا رؤياهما ليكون انجح لمقصوده واقرب وصول مطلوب وبين لهما اولا ان الذي اوصله الى الحالة التي رأياه فيها من الكمال والعلم ايمانه وتوحيده وتركه ملة من لا يؤمن بالله اليوم الاخر وهذا دعاء لهما بالحال ثم دعاهما بالمقال وبين فساد الشرك وبرهن عليه وحقيقة التوحيد وبرهن عليه. ومنها ان يبدأ بالاهم فالهم وانه اذا سئل وانه اذا سئل المفتي وكان السائل حاجته من غير سؤاله اشد انه ينبغي له ان يعلمه ما اليه قبل ان يجيب سؤاله فان هذا علامة على نصح المعلم وفطنته وحسن ارشاده وتعليمه فان يوسف لما سأله الفتيان عن رؤيا قد زمنهما قبل تعبينهما قدم لهما قبل تعبيرها دعوتهما الى الله وحده لا شريك له ومنها ان من وقع في مكروه وشدة ولا بأس لا لا بأس ان يستعين بمن له قدرة على تخليصه او الاخبار بحاله وان هذا ليكون شكوى للمخلوق. فان هذا من الامور العادية التي جرى العرف استعادة الناس بعضهم ببعض ولهذا قال يوسف الذي ظن انه ناج من الفتيين اذكرني عند ربك. ومنها انه ينبغي ينبغي ويتأكد المعلم استعمال الاخلاص التام في تعليمه والا يجعل تعليمه وسيلة لمعاوضة احد فيما لو جاه او نفع والا يمتنع من التعليم او لا ينصح فيه اذا لم يفعل السائل ما كلفه به المعلم فان يوسف عليه السلام قد قال وصى احد الفتيين فارسلوا ذلك الفتى وجاءوا سائرا مستفتيا عن تلك الرؤيا فلم يعنفه يوسف ولم ولا وبخه لتركه بل اجابه وعن سؤاله جوابا تاما من كل وجه. ومنها انه ينبغي للمسئول ان يدل سائل على امر ينفعه ما يتعلق الى الطريق التي ينتفع بها في دينه ودنياه ان هذا من كمال نصحه وفطنته وحسن ارشاده فان يوسف عليه السلام لم يقتصر على تعبير رؤيا الملك. بل دلهم على ذلك على ما يصنعون في التفسير المخصبات من كثرة الزرع كثرة جبايته ومنها انه لا يلام الانسان على السعيف على ذلك كما امتنع يوسف عن الخروج من السجن حتى تتبين لهم واتوا بحال نسوة اللاتي قطعن ايديهن. ومنها فضيلة العلم علم الاحكام والشرع وعلم تعبير الرؤيا وعلم التدبير والتربية وانه افضل من السورة الظاهرة وبلغت في الحسن جمال يوسف فإن يوسف بسبب جماله حصلت له تلك المحنة حصلت له تلك المحنة والسجن وبسبب علمه حصل له العزة والرفعة والتمكين في الارض فان كل خير في الدنيا والاخرة من اثار العلم وموجباته. الاحياء في احياء كثيرة جمال الصورة بلاء للانسان جمال الصورة بلاء للانسان وفي كتب التاريخ قصص كثيرة كم من القتل حصل بسبب امرأة جميلة؟ كم من الفتنة حصل بسبب امرأة ذات جمال في الصورة. وكم من الفتن حصل للرجل بسبب جمال صورته؟ ولا دل على ذلك من ذاك الرجل الذي كان في المدينة وكان جميلا في عهد عمر رضي الله عنه. حتى وصل الامر لان عمر حلق رأسه فلما حلق رأسه ازداد جمالا فما عرف عمر ماذا يفعل الا ان نفاه من المدينة فجماله جمال صورته كان سببا في نفيه من المدين نعم. جمال جمال العلم. نعم. رزقني الله واياكم العلم والحلم. الله اكبر. نعم. ومنها ان العلم التعبير من العلوم الشرعية وانه يذهب الانسان على تعلمه وتعليمه وان تعبير الرؤيا داخل في الفتوى لقوله للفتايين قضي الامر الذي فيه تستفتيان وقال افتوني في رؤياي وقال فتى ليوسف افتنا في سبع بقرات الايات. فلا يجوز الاقدام على تعبير الرؤيا من غير علم من تأمل كتاب كتاب التعبير من صحيح البخاري مع شروحات هذا الكتاب يحصل له شيء كثير من هذا العلم نعم ومنها انه لا بأس ان يخبر الانسان عما في نفسه من صفات الكمال من علم او عمل اذا كان في ذلك مصلحته ولم يقصد به العبد الرياء وسليم من الكذب لقول يوسف اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم. وكذلك لا تذم الولاية اذا كان المتولي فيها يقوم بما يقدر عليه من حقوق الله حقوق عباده وانه لا بأس بطلبها اذا كان اعظم كفاءة من غيره وانما الذي يذم اذا لم يكن فيه كفاية او كان موجودا غيره مثله او اعلى منه او لم يرد بها اقامة بامر الله فبهذه الامور ينهى عن طلبها والتعرض لها. ومنها ان الله واسع الجود والكرم يجود على عبده بخير الدنيا والاخرة وان خير الاخرة له سبب الايمان والتقوى وانه خير من ثواب الدنيا وملكها وان العبد ينبغي له ان يدعو نفسه ويشوقها لثواب الله ولا ولا يدعها تحزن اذا رأت اهل الدنيا ولذاتها وهو غير وهي غير قادرة عليها بل يسليها بثواب الله الاخروي وفضله العظيم لقوله تعالى والاجر الاخرة خير للذين امنوا وكانوا يتقون ومنها ان جباية الارزاق اذا اريد بها التوسعة على الناس من غير ضرر يلحقهم لا بأس بها لان يوسف امرهم بجباية الارزاق والاطعمة المخصبات للاستعداد للسنين المدبة وان هذا غير مناقض للتوكل على الله. ويعمل بالاسباب التي تنفعه في دينه ودنياه ومنها حسن التدبير يوسف لما تولى خزائن الارض حتى كثرت عندهم الغلات جدا حتى صار اهل الابطال يقصدون مصر لطلب الميرة منها ولعلمهم بوفورها فيها وحتى انه كان لا يكيل لاحد الا مقدار الحاجة الخاصة وقل لا يزيد كل قادم لبعير وحمله ومنها مشروعية الضيافة وانها من سنن المرسلين واكرام الضيف لقول يوسف الاخوة الا ترون اني وفي الكيل وانا خير المنزلين ومنها سوء الظن الدالة عليه غير ممنوع ولا محرم فان يعقوب قال لاولاده بعد ما امتنع من لسان يوسف معهم حتى عالجوه اشد المعالجة ثم قال لهم بعد ما اتوه وزعموا ان الذيب اكله بل سولت لكم انفسكم امرا وقال لهم في الاخ الاخر هل امنكم عليه الا كما متكم وعلى اخيه من قبل ثم لما احتسب ثم لما احتبسه يوسف عنده وجاء اخوته لابيهم قال لهم بل سولت لكم انفسكم نارا فهم في الاخيرة فهم في الخيرة وان لم يكونوا مفرطين فقد جرى منهم ما اوجب لابيه من قال ما قال من غير اثم عليه ولا حرج. ومنها ان استعمال الاسباب الدافعة وغيرها من المكاره والرافعة له بعد نزولها غير ممنوع بل جائز وان كان لا يقع شيء الا بقضاء وقدر فان الاسباب ايضا من القضاء والقدر لان يعقوب حيث قال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة. هنا الاسباب الدافعة المباحة. الاسباب الدافعة المباحة نعم ومنها التي يتوصل بها الى الحقوق وان العلم بالطرق الخفية الموصلة الى مقاصدها مما يحمد عليه العبد وانما ممنوع التحايل على اسقاط واجب او فعل محرم. ومنها انه ينبغي لمن اراد ان يوهم غيره بامر الله يحب ان يطلع عليه ان يستعمل عريض القولية والفعلية المانعة له من الكذب. كما فعل يوسف حيث القى الصواع في رحل اخيه ثم استخرجها منه انه سارق وليس فيه الا القليلة المهمة لاخوته وقال بعد معاذ الله وقال بعد ذلك معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده ولم يقول من سرق متاعنا وكذلك لم يقل ان وجدنا انا وجدنا متاعنا عنده بل اتى بكلام عام يصلح له ولغيره كما فيه ايهام انه سارق ليحصل المقصود الحاضر وانه يبقي وانه يبقى عند اخيه وقد زال عن الاخ هذا الايهام بعد ما بينت الحال ومنها انه لا يجوز للانسان ان يشهد الا بما علمه وتحققه اما باسم مشاهدة او خبر بمن يثق به وتطمئن اليه النفس لقولهم وما شهدنا الا بما علمنا ومنها هذه المحنة العظيمة التي امتحن الله بها نبيه وصفيه يعقوب عليه السلام حيث قضى بالتفريق بينه وبين ابنه يوسف الذي لا يقدر على فراقه ساعة واحدة ويحزنه ذلك اشد الحزن فحصل التفريق بينه وبين بينه مدة طويلة لا تحصل عن ثلاثين سنة. ويعقوب لم يفارق الحسن قلبه في هذه المدة وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ثم زاد به الامر شدة حين صار فراق بينه وبين ابنه الثاني شقيق يوسف الاجر من الله وقد وعد من نفسه الصبر الجميل ولا شك انه وفى بما وعد به فلا يرى في ذلك قوله انما اشكو بثي وحزني الى الله فان الشكوى الى الله لا تنافي الصبر وانما الذي ينافيه الشكوى الى المخلوقين منها ان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا فانه لما طال الحزن على يعقب واشتد به الاله الى انهى. الى انهى ما يكون ثم لال يعقوب مسهم الضر اذن الله حينئذ بالفرج فحصل التلاقي في اشد الاوقات اليه حاجة واضطرارا اتم بذلك الاجر وحصل السرور من ذلك ان الله يبتلي اوليائه بشدة والرخاء والعسر وسيمتحن صبرهم وشكرهم ويزداد بذلك ايمانهم ويقينهم وعرفانهم. ومنها جواز اخبار الانسان تجد ما هو فيه من مرض وفقر ونحوه ما على غير وجهه لان اخوة يوسف قالوا يا ايها العزيز مسنا واهلنا الضر ولم ينكر عليهم يوسف. ومنها فضيلة التقوى والصبر وان كل خير في الدنيا والاخرة فمن اثار التقوى والصبر وان عاقبة اهلهما احسن العواقب لقوله قد من الله علينا انه من يتق ويسمع فان الله لا يضيع اجر المحسنين. ومنها انه ينبغي لمن انعم الله عليه بنعمة بعد شدته وفقد ونسوه حالنا يعترف بنعمة الله تعالى عليه والا يزال ذاكرا حاله الاولى لذلك شكرا كلما ذكرها لقول يوسف عليه السلام وقد احسن به اذا اخرجني من السجن وجاء بكم من البدو. ومنها لطف الله العظيم يوسف حيث نقله وفي تلك الاحوال واوصل اليه الشدائد والمحن ليوصله بها الى اغلى اعلى الغايات ورفيع الدرجات. ومنها انه ينبغي للعبد ان يتملق الى الله دائما في تثبيت ايمانه ويعمل الاسباب الموجبة لذلك ويسأل الله حسن الخاتمة وتمام النعمة لقول يوسف عليه السلام ربي قد اتيتني الى الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث فاطر السماوات والارض انت ولي في الدنيا والاخرة توفني مسلم والحقني بالصالحين. فهذا ما يسر الله من الفوائد والعمر في هذه القصة المباركة ولابد ان يظهر للمتدبر المتفكر غير ذلك فنسأله تعالى علما نافعا وعملا متقبلا انه جواد كريم. تم تفسير سورة يوسف وابي واخوتي عليهم الصلاة والسلام والحمد لله رب العالمين. في قصة يوسف مئات الفوائد. اذا لم نقل الاف مئات الفوائد وانما ذكر الشيخ اهم نعم. تفسير سورة الراديو وهي مدنية وقيل مكية بسم الله الرحمن الرحيم الف لام ميم راء تلك اية الكتاب الاية. يخبر تعالى ان هذا القرآن هو ايات الكتاب الدالة على كل ما يحتاج اليه العباد من اصول الدين وان ينزل الى الرسول من ربه والحق المبين لان اخباره صدق اوامره ونواهيه عدل مؤيدتهم مؤيدة بالادلة والبراهين القاطعة فمن اقبل عليه وعلى علمه كان من اهل العلم بالحق الذي يوجب لهم علمهم العمل بما احب الله. ولكن اكثر الناس لا يؤمنون بهذا القرآن اما جهلا واعراضا عنه واعدام اهتمام به واما عنادا وظلما فلذلك اكثر الناس غير المنتفعين به لعدم السبب الموجب للانتفاع. قوله تعالى الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترون الاية تثورت على نفرادي بالخلق والتدبير والعظمة والسلطان الدال على ان انه وحده المعبود الذي لا تنبغي العبادة الاله. فقال الله الذي رفع السماوات على عظمها واتساعها بقدرتها العظيمة بغير عمد ترونها ليس لها عمد من تحتها فانه لو كان لها عمد لرأيتموها ثم بعدما خلق السماوات والارض استوى على العرش العظيم الذي هو اعلى مخلوقات استواء يليق بجلاله ويناسب كماله. وسخر الشمس والقمر لمصالح عباده مصالح مواشيهم وثمارهم كل من الشمس والقمر يجري بتدبير عزيز عليم الى اجل مسمى بسير منتظم لا يفتران ولا ينيان حتى يجيء الاجل المسمى وهو طي الله هذا العالم نقل من الدار الاخرة التي هي دار القرار فعند ذلك يطوي الله السماوات ويبدلها ويبدلها ويغير الارض ويبدلها فتكور الشمس والقمر ويجمع بينهما فيلقيان في النار ليرى من عبدهما انهما غير اهل للعبادة فيتحسر بذلك اشد الحسرة. وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين وقولوا يدبر الامر ويفصل اياته هذا جمع بين الخبث والامر قد اي قد استوى الله العظيم على سرير ملكه يدبر الامور في العالم العلوي والسفلي فيخلق ويرزق ويغني ويفقر ويرفع اقواما ويضع اخرين ويعز اللي هو يخفض ويرفع وينفذ الاقدار في اوقاتها التي سبق بها علم وبها قلمه يرسل الملائكة والكرامة لتدبير ما جعلهم الله على تدبيره. وينزل الكتب الالهية على رسله ويبين ما يحتاج اليه العباد من الشرع الاوامر والنواهي ويفصلها غاية التفصيل وايضاحها وتمييزها لعلكم بسبب ما اخرج اليكم من الايات الافقية والايات القرآنية بلقاء ربكم توقنون. فان كثرة الادلة وضوحها ومن اسباب حصول اليقين في جميع الامور الالهية خصوصا في العقائد الكبار كالبعث والنشور والاخراج من القبور. وايضا فقد علم ان الله تعالى حكيم لا فكما انه ارسل رسله وانزل كتبه لامر العباد لامر العباد ونهيه فلابد ان ينقلهم الى دار يحل فيهم جزاؤه فيجاز محسنين باحسن الجزاء ويجازي المسنين باساءتهم. وهو الذي مد الارظ خلقها للعباد ووسعها وبارك فيها ومهدها للعباد واودع فيها المصالح فيه ما اودع وجعل فيها رواسي جبالا عظاما ولالا تميد بالخلق فانه لولا الجبال والا ماتت باهلها لانها على تيار ماء لا ثبوت لها ولا استقرار ولا استقرار الا بالجبال الرواسي التي جعلها الله اوتادا لها وجعل فيها انهارا تسقي وجعل فيها انهارا تصغي الادميين وبهائم محروسا فاخرج بها من الشعر والزروع والثمار خيرا كثيرا. ولهذا قال ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين عن صنفين مما يحتاج اليه العباد يغش الليل النهار فتظلم الافاق فيسكن كل حيوان الى مأواه ويستريحون من التعب والنصب في النهار. ثم اذا من النوم غشي النهار الليل فاذا هم مصبحون منتشرون في مصالحهم واعمالهم في النهار من رحمة جعلكم الليل والنهار تسكنوا فيه ولتبته من فضله ولعلكم تشكرون. ان في ذلك لايات على المطالب الالهية لقوم يتفكرون فيها وينظرون فيها نظر اعتبار دالة على ان الذي خلق ودبرها وصرفها هو الذي لا اله الا هو ولا معبود سواه وانه عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم وانه القادر على كل شيء الحكيم في كل شيء محمود على ما خلقه وامر به تبارك وتعالى. ومن الايات على كمال قدرته وبديع صنعته ان جعل قال في لفظ قطع متجاورات وجنات فيها انواع الاشجار من الاعناب والنخل والزرع وغير ذلك والنخيل التي بعضها صنوان اي عدة اشجار في اصل وغير صنوان كان كل شجرة شجرة على حدتها والجميع يسقى بماء واحد وارضه واحد ونفصل بعضها على بعض في الاكل بلون وطعم ونفع ولذة فهذه ارض طيبة فهذه ارض طيبة تنبت الكلى والعشب الكثير والاشجار والزروع وهذه ارض تلاصقها لا تبتك كلأ ولا تمسك الماء وهذه تمسك الماء ولا تنبت الكلام. وهذه تنبت الزرع والاشجار ولا تنبت الكلى وهذه الثمرة حلوة وهذه مرة وهذه بين ذلك فهل هذا التنوع في ذاتها وطبيعتها في فهل هذا التنوع في ذاتها وطبيعتها ام ذلك تقدير العزيز الرحيم ان في ذلك لايات لقوم يعقلون لقوم لهم عقول تهديهم الى ما ينفعهم الى ما يرشدون ويعقلون عن الله وصاياه واما اهل العراظ واهل البلاد فهم في ظلماتهم يعمهون وفي غيرهم يترددون لا يهتدون الى ربهم سبيلا ولا يعون له قيلا. ولا له قيل قولوا تعالى وان تعجب فعجب قولهما اذا كنا ترابا انا لفي خلق جديد الاية يحتمل ان معنى قوله وان تعجم من عظمة الله تعالى وكثرة ادلة التوحيد فان العجب مع هذا انكار المكذبين وتكذيب بالبعث وقولهما اذا كنا ترابا انا لفي خلق جديد اي هذا بعيد في غاية الامتناع انهم بعدما كانوا ترابا ان الله يعيدهم. فانهم من جهلهم قاسوا قدرة الخالق بقدرة المخلوق فلما رأوا هذا ممتنعا بقدرة المخلوق ظنوا انه ممتنع الخالق ونسوا ان الله خلقهم اول مرة ولم يكونوا شيئا. ويحتمل ان معناه وان تعجل من قولهم فان ذلك من العجائب فان الذي يتوضح فان الذي يتوضح له الايات ويرى منها الادلة القاطعة على البث ما لا يقبل الشك والريب ثم ان كل ذلك فان قوله من من العجائب ولكن ذلك ولكن ذلك لا يستغرب على الذين كفروا بربهم وجحدوا وحدانيته وهي اظهر للشاه واجلاها واولئك الاغلال المانعة لهم من الهدى في حيث دعوا ليدعوا الى الايمان فلم يؤمنوا وعرض عليهم الهدى فلم يهتدو. فقلبت قلوبهم افئدتهم عقوبة على انهم لم يؤمنوا به اول مرة اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون لا يخرجون منها ابدا. كلا الاحتمالين في قوله وان تعجب كلا الاحتمالين متلازمان فهذا واقع وهذا واقع. نعم. قوله تعالى ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهما ثلاث المشركين به الذين وعظوا فلم يتعظوا اقيمت عليهم الادلة فلم ينقادوا بل جاهروا بالانكار واستدلوا بحلم الله الواحد القهار هو عدم معادلته بذنوبهم انهم على حق وجعلوا يستعجلون الاصول بالعذاب ويقول قائلهم اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء وائتنا بعذاب اليم والحال انه قد خلت من قبلهما ثلاثا يقار الله وايا مغفلون المكذبين افلا يتفكرون في حالهم ويتركون جهلهم وان ربك لذو مغفرة الناس على ظلمهم اي لا يزال خيره اليهم واحسانه وبره وعفوه نازل الى العباد. وهم لا يزال شركهم وعصيانهم اليه صاعدا يعصونه فيدعوهم الى بابه ويجرمون فلا يحرمهم خيره واحسانه فان تابوا اليه فهو حبيبهم. لانه يحب التوابين ويحب المتطهرين وان لم يتبوا فهو طبيبهم يبتليهم بالمصائب ليطهرهم من المعايب قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر والذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. وان ربك لشديد العقاب على من لم يزل مصرا على الذنوب قد ابى التوبة والاستغفار والالتجاء العزيز الغفاري فليحذر العباد عقوباته باهل الجرائم فان اخذ وليم شديد. ويقول الذين كفروا لولا انزل عليه اية من ربه انما انت منذر ولكل قوم هذا يقترح الكفار عليك بالايات التي التي يعينونها ويقولون لولا انزل عليه اية من ربه ويجعلون هذا قولا منهم عذرا لهم فبعدم الاجابة الى الرسول والحال انه منذر ليس له من الامر شيء والله هو الذي ينزل الايات وقد ايده بالادلة البينات التي لا تخفى على الباء وبها يهتدي فيما قصد ما قصده الحق واما الكافر الذي من ظلمه. واما الكافر الذي من ظلمه وجهله يقترح على الله الايات. فهذا اقتراح منه باطل وكذب وافتراء فانه لو جاء واي اية اي اية كانت لم يؤمن ولم ينقد لانه لم يمتنع من الايمان العدم ما يدل على صحته وانما ذلك لهوى في نفسه واتباع شهوته ولكل قوم هاد نداء يدعوهم الى الهدى من الرسل واتباعهم ومعهم من الادلة والبراهين براهين ما يدل على صحة ما دعاهم من الهدى الله يعلم ما تعمل كل انثى وما تغيظ الارحام وما تزداد الايات. يقول تعالى كل انثى من بني ادم وغيرهما تغيظ الارحام واما تنقص مما فيها. اما ان يهلك الحمل ويتضال ويطمح الامة تزداد الارحام وتكفر الاجنة التي فيها كل شيء عنده مقدار لا يتقدم عليه ولا يتأخر ولا يزيد ولا ينقص الا بما تقتضيه حكمته وعلمه. فانه عالم الغيب والشهادة الكبيرة بذاته واسمائه وصفاته المتعال على المتعالي على جميع خلقه بذاته وقدرته وقهره. سواء منكم بعلمه وسمعه وبصره من اسر القول ومن جهر بنا ومن هو مستخف بالليل مستقر بمكان خفيف وسارب بالنهار داخل سره في النهار والسرب وما يستخفف ما يستخفي فيه الانسان اما جوف بيته او غار او مغارة او نحو ذلك له اي للانسان معقبات من الملائكة يتعاقبون في الليل والنهار من بين يديه ومن خلفه يحضنه من امر الله يحفظون بدنا وروحه من كل من يريد يسوون ويحفظون عليه اعماله وهم ملازمون له دائما. فكما ان علم الله محيط به فالله قد ارسل هؤلاء الحوضة على العباد بحيث لا تخفى احوالهم ولا اعمالهم ولا ينسى منها شيء ان الله لا يغير ما بقوم من النعمة والاحسان ورغد العيش حتى يغيروا ما بانفسهم ان ينتقموا من الايمان الى الكفر. ومن الطاعة الى المعصية او من شكر من نعم الله البطر بها فيسلبهم الله عند ذلك اياها وكذلك اذا غير العباد ما بانفسهم من المعصية وكذلك اذا غيروا عباده وبانفسهم من المعصية فانتقلوا الى طاعة الله غير الله عليهم ما كانوا فيه من الشقاء الى الخير والسرور لغبطته واذا اراد الله بقوم سوء عذابا وشدة وامرا يكرهونه فان ارادة ولابد ان تبخذ فيه فانه لا مرد له. فانه لا مرد له ولا احد يمنعه منه وما له من دونه من وال يتولى امورهم فيجلب لهم المحبوب ويدفع عنه مكروه فليحذر من الاقامة على ما يكره الله خشية ان يحل بهم من العقاب ما لم يرد ما لا يرد عن القوم المجرمين احسنت بارك الله فيك قراها مع الشيخ يوسف. هذه السورة العظيمة فيها ادلة عظيمة كبيرة جدا. في اثبات ربوبية الله تعالى والوهيته. فقضية هذه السورة قضية عجيبة. تدل على تنزيه الله وعلى وغناه. نعم. قال رحمه الله تعالى في قوله تعالى هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقار الايتين يقول تعالى هو الذي يريكم البرق خوفا وطمع من يخاف منه الصواعق والهدم وانواع الضرر على بعض الثمار ونفها ويطمع فيه خيره ونفعه السحاب الثقال بالمطر الغزير الذي به نفع العباد والبلاد ويسبح الرعد بحمده وهو الصوت الذي يسمع من السحاب المزعج من عباد فهو خاضع به مسبح بحمده وتسبح الملائكة من خيفته اي خشعا لربهم خائفين من من سقوته. وينسن الصواعق وهي هذه النار التي تخرج من السحاب فيصيب به بها من يشاء من عباده بحسب ما شاء واراده وهو شديد المحال اي شديد الحول والقوة لا يريد شيئا الا فعله ولا يتعصى عليه شيئا ولا يفوته هارب فاذا كان هو وحده الذي يسوق العباد الامطار والسحب التي فيها مادة ارزاقهم هو الذي يدبر الامور وتخضع له المخلوقات العظام التي يخاف منها وتزعج العباد وهو شديد القوة. فهو الذي يستحق ان يعبد لا شريك له ولهذا قال له دعوة الحق الاية لله وحده دعوة الحق وهي عبادته وحده لا شريك له واخلاص دعاءه عبادة ودعاء المسألة له تعالى اي هو الذي ينبغي ان يصرف له الدعاء والخوف والرجاء والحب والرغبة والرهبة والانابة لان الوهيته هي الحق والوهية غيره باطلة. فالذين يدعون من دونه من الاوثان والاجداد التي جعلوها شركاء لله. لا يستجيبون لهم ميلما يدعوها ويعبدها بشيء قليل ولا كثير الا من امور الدنيا ولا من امور الاخرة. الا كباسط كفيه من الماء الذي لا تناله كفاه لبعده ليبلغ ببسط كفيه الى الماء فاه فانه عطشان. ومن شدة عطشه يتناول بيده ويبسطها الى الماء الممتنع وصولها اليه لا يصل اليه كذلك الكفار الذين يدعون معه الهة لا يستجيبون لهم بشيء ولا ينفعونهم في اشد الاوقات اليهم حاجة. لانهم فقراء كما ان من دعوهم فقراء لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا وما لهم فيهما من شرك وما لهم منهم من ظهير وما دعاء الكافرين الا في لبطلان ما يدعون من دون الله فبطلت عبادتهم ودعاؤهم لان الوسيلة تبطل ببطلان غايتها. ولما كان الله تعالى هو الملك الحق المبين كانت عبادته حقا متصلة النفع بصاحبها في الدنيا والاخرة. دعاء الكافرين غير الله هو دعاء المخلوق للمخلوق دعاء الفقير للفقير. دعاء المستجير بالمستجير. هذا من اعجب ما يكون. نعم قال وتشبيه دعاء الكافرين لغير الله بالذي يبسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه من احسن الامثلة فان ذلك تشبيه بامر محال فكما ان هذا محال فالمشبه به محال والتعليق على المحال من ابلغ ما يكون في نفي الشيء كما قال تعالى ان الذين كفروا وكذبوا في آياتنا لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط في محال وفي تعليق على المحال. ايهما ابلغ في النفي؟ التعليق على المحال ابلغ من ذكر المحال. نعم ثم قال تعالى ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو اي جميع ما احتوت عليه السماوات والارض كلها خاضعة لربها تسجد له طوعا وكرها فالطوع لمن يأتي بالسجود والخضوع اختيار كالمؤمنين والكره لمن يستكبر عن عبادة ربه وحاله وفطرته تكذبه في ذلك وظلالهم بالغدو والاصال اي ويسجد له ظلال المخلوقات اول النهار واخره وسجود كل شيء بحسب حاله كما قال تعالى وان من شيء الا يسبح وبحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم. فاذا كانت المخلوقات كلها تسجد لربها طوعا وكرها. كان هو الاله حقا المعبود المحمود حقا والهية غيره باطلة. ولهذا ذكر بطلانها وبرهن عليه بقوله. قل من رب السماوات والارض كن الله الآية اي قل لهؤلاء المشركين به اوثارا واندادا يحبونها كما يحبون الله ويبذلون لها انواع التقربات والعبادات افتاهت عقولكم حتى اتخذتم من دونه اولياء تتولونهم بالعبادة وليسوا باهل لذلك فانهم لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا وتتركون ولاية من هو كامل الاسماء والصفات المالك للاحياء والاموات الذي بيده الخلق والتدبير والنفع والضر فما تستوي عبادة الله وحده وعبادة المشركين به كما لا يستوي الاعمال والبصير وكما لا تستوي الظلمات والنور. فان كان عندهم شك واشتباه وجعلوا له شركاء زعموا انهم خلقوا كخلقه فعلوا كفعله فازل عنهم هذا الاشتباه واللبس بالبرهان الدال على توحد الاله بالوحدانية. فقل لهم الله خالق كل شيء فان انه من المحال ان يخلق شيء من الاشياء نفسه ومن المحال ايضا ان ان يوجد من دون ان يوجد من دون خالق فتعين ان لها خالقا لا شريك له في خلقه لانه الواحد القهار. فانه لا توجد الوحدة والقهر الا لله وحده فالمخلوقات مخلوق فوقه مخلوق يقهره ثم فوق ذلك القاهر قاهر اعلى منه. ثم فوق ذلك القاهر قاهر اعلى منه حتى ينتهي القهر الواحد القهار فالقهر والتوحيد متلازمان متعينان لله وحده فتبين بالدليل العقيم ظاهر ان ما يدعى من دون الله ليس له شيء من خلقه مخلوقات وبذلك كانت عبادته باطلة. يعني شيء مخلوق شيء وجد لا يمكن ان يكون مخلوق الا وله خالق وجد بنات له واجب. اما الله الاول اخر الظهر الباطن الازلي الابدي لا يقال من اوجده لان كلمة من اوجد يرد على من ما وجد بعد ان لم يكن. كلمة من من اوجده يرد على من وجد بعد ان لم يكن اما الازلي تبارك وتعالى الاول والاخر فلا يرد عليه هذا السؤال. نعم لا اناء فسالت اودية بقدرها الاية شبه تعالى الهدى الذي انزل على رسوله لحياة القلوب الماء الذي انزله لحياة الاشباح وشبه ما في الهدى من النفع العام الكثير الذي يضطر اليه العباد بما في المطر من النفع العام الضروري وشبه القلوب الحاملة للهدى وتفاوتها بالاودية التي تسيل فيها السيول. فواد كبير يسع ماء كثيرا كقل من كبير يسع علما كثيرا وواد صغير يأخذ ماء كقلب صغير يسع علما قليلا. وهكذا وشبه ما يكون في القلوب من الشهوات والشبهات عند وصول الحق اليها بالزبد الذي يعلو الماء ويعلو ما يوقد عليه النار من الحلية التي يراد تخليصها وسبقها وانها لا فوق الماء طافتا مكدرة له حتى تذهب وتضمحل ويبقى ما ينفع الناس من الماء الصافي والحلية الخالصة كذلك الشبهات الشهوات لا يزال القلب يكرهها ويجاهدها بالبراهين الصادقة والارادات الجازمة حتى تذهب وتضمحل ويبقى القلب خالصا ليس فيه الا ما ينفع الناس من العلم بالحق وايثاره. والرغبة فيه فالباطل يذهب ويمحق ويمحقه الحق. ان الباطل جاز زهوقا وقال هنا كذلك يضرب الله الامثال ليتضح الحق من الباطل والهدى من الضلال. للذين استجابوا لربهم الحسنى الاية لما بين تعالى الحق من الباطل ذكر ان الناس على قسمين مستجيب لربه فذئب فذكر ثوابه وغير مستجيب فذكر فقال للذين استجابوا لربهم اي قالت قلوبهم للعلم والايمان وجوارحهم للامن والنهي وصاروا موافقين لربهم فيما يريده منهم فلهم الحسنى اي الحالة الحسنة والثواب الحسن فلهم من الصفات اجلها ومن المناقب افضلها ومن الثواب العاجل والاجل. ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. والذين لم يستجيبوا له بعدما ضرب لهم الامثال وبين لهم الحق لهم الحالة غير الحسنة. فلو ان لهم ما في الارض جميعا من ذهب وفضة وغيرهما ومثله معه لافتدوا به. من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم وانى لهم ذلك اولئك لهم سوء الحساب وهو الحساب الذي يأتي على كل ما اسلفوه من عمل سيء وما ضيعوه من حقوق الله وحقوق عباده قد كتب ذلك وسقر عليهم وقالوا يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا. وبعد هذا الحساب السيء مأواه هم جهنم الجامعة لكل عذاب من الجوع الشديد والعطش الوجيع والنار الحامية والزقوم والزمهرير والضريع وجميع ما ذكره الله من في العذاب وبئس المهاد اي المقر والمسكن مسكنهم. افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى ايات يقول تعالى مفرقا بين اهل العلم والعمل به والعمل وبين ضدهم افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق ففهم ذلك ففهم ذلك وعمل به وعمل به كمن هو اعمى لا يعلم الحق ولا يعمل به فبينهما من الفرق كما بين السماء والارض فحقيق بعبده ان يتذكر ويتفكر اي الفريقين احسن حالا وخير مآلا. فيؤثر طريقها ويصرخ خلف فريقها ولا ولا ولكن ما كل احد يتذكر ما ينفعه ويضره. انما يتذكر اولوا الالباب اي اولوا العقول الرزينة والاراء الكاملة الذين هم لب عالمي وصفوة بني ادم فان سألت عن وصفهم فلا تجد احسن من وصف الله لهم بقوله الذين يوفون بعهد الله الذي عهده اليهم الذي عاهدهم عليه من القيام بحقوقه كاملة موفرة. فالوفاء بها توفيتها حقها من التتميم لها والنصح فيها. ومن تمام الوفاء بها انهم لا ينقضون الميثاق اي العهد الذي عاهدوا الله عليه فدخل في ذلك جميع المواثيق والعهود والايمان والنذول التي يعقدها العباد ولا يكون العبد من اولي الالباب الذين لهم الثواب العظيم الا بيديها كاملة وعدم نقضها وبخسها. والذين يصلون ما امر الله به ان وهذا عام في كل ما امر الله بوصفه من الايمان به وبرسوله ومحبته ومحبة رسوله والانقياد لعبادته وحده لا شريك له واطاعة رسوله يصلون اباءهم وامهاتهم ببرهم بالقول والفعل وعدم عقوقهم ويصلون الاقارب والارحام بالاحسان اليهم قولا وفعلا. ويصلون ما بينهم وبين الازواج والاصحاب والمماليك باداء حقهم كاملا موفرا من الحقوق الدينية والدنيوية. والسبب الذي يجعل العبد واصلا ما امر الله به ان يوصل خشية الله وخوفه يوم الحساب. ولهذا قال ويخشون ربهم ان يخافونه فيمنعهم خوفهم منه ومن القدوم عليه يوم الحساب. ان يتجرأوا على معاصي الله او يقصروا في شيء مما امر الله به خوفا من العقاب ورجاء للثواب. والذين صبروا على المأمورات بالامتثال وعن المنهية الانكفاف عنها والبعد منها وعلى اقدار الله المؤلة المؤلمة بعدم تسخطها ولكن بشرط ان يكون ذلك الصبر ابتغاء وجه ربهم لا لغير ذلك من المقام والاغراض الفاسدة فان هذا الصبر النافع الذي يحبس به العبد نفسه طلبا لمرضاة ربه وجاء للقرب منه الحظوة بثوابه وهو الصبر الذي من خصائص اهل الايمان واما الصبر المشترك الذي غايته التجلد ومنتهاه الفخر. فهذا يصدر من من البر والفاجر والمؤمن والكافر فليس هو الممدوح على واقاموا الصلاة بأركانها وشروطها ومكملاتها ظاهرا وباطنا وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية دخل في ذلك النفقات الواجبة كالزكوات والنفقات المستحبة وانهم ينفقون حيث دعت الحاجة الى النفقة سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة اي من من اساء من اساء اليهم بطول او فعل لم يقابلوه بفعله بل قابلوه بالاحسان اليه فيعطون من حرمهم ويعفون عنهم ظلمهم ويصلون من قطعهم ويحسنون الى من اساء اليهم واذا كانوا يقابلون المسيء بالاحسان فما ظنك بغير المسيء؟ اولئك الذين وصفت صفاتهم الجليلة ومناقبهم الجميلة لهم عقبى الدار فسرها بقوله جنات عدن اي اقامة لا يزولون عنها ولا يبغون عنها حيولا لانهم لا يرون فوقها غاية لما اشتملت عليه من النعيم والسوء الذي تنتهي اليه المطالب والغايات ومن توام نعيمهم وقرة اعينهم انهم يدخلونها ومن صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم من الذكور وازواجهم اي الزوج او الزوجة وكذلك النظراء النظراء والاشباه والاصحاب والاحباب فانهم من ازواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب يهنئونهم بالسلامة وكرامة الله لهم ويقولون سلام عليكم اي حلت عليكم السلامة والتحية من الله وحصلت لكم وذلك متضمن لزوال كل مكروه ومستلزم لحصول كل محبوب بما صبرتم اي صبركم هو الذي اوصاكم الى هذه المنازل والجنان الغالية فنعم عقبى الدار فحقيق لمن نصح نفسه وكان لها عنده قيمة ان يجاهدها لعلها تأخذ من اوصاف اولي الالباب بنصيب ولعلها تحظى بهذه الدال التي هي منية النفوس وسرور الارواح الجامعة لجميع اللذات والافراح فلمثلها اعمل العاملون وفيها فليتنافس المتنافسون. والذين ينقون عهد الله من بعد ميثاقه الآية لما ذكر رحل اهل الجنة ذكر ان اهل النار بعكس ما وصفهم به فقال عنهم والذين ينقضون عند الله من بعد ميثاقه اي من بعد هم من بعد ما كذا هو عليهم على ايدي رسله وغلظ عليهم فلم يقابلوه بالانقياد والتسليم بل قابلوه بالاعراض والنقد ويقطعون ما امر الله به ان يوصل فلم يصل بينهم وبين ربهم والعمل الصالح ولا وصلوا الارحام ولا ادوا الحقوق بل افسدوا في الارض بالكفر والمعاصي والصد عن سبيل الله وابتغاءها عوجا اولئك لهم اللعنة الله وملائكته وعباده المؤمنين ولهم سوء الدار وهي الجحيم بما فيها من العذاب الاليم طيب نكمل بعد الاذان ان شاء الله الله اكبر الله اكبر اللهم صلي على محمد كما صليت على ابراهيم وعلى اللهم بارك على محمد. اللهم رب هذه الدعوة التامة. والصلاة القائمة قوله تعالى الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر الا يهوى اي هو وحده يوسع ويبسطه على من يشاء ويقدر ويضيقه على من يشاء وفرح به الكفار بالحياة الدنيا فرحا اوجب لهم ان يطمئنوا بها ويغفلوا عن الاخرة وذلك نقصان عقولهم وما الحياة الدنيا في الاخرة الا متاع اي شيء حقير يتمتع به قليلا يفارق اهله واصحابه ويفارق اهله واصحابه ويعقبهم وينوى الطويل. ويقول الذين كفروا لولا انزل عليه اية من ربه الايات. يخبر تعالى ان الذين كفروا الله يتعنتون على رسول الله مقترحون ويقولون لولا انزل عليه ايات من ربه وبزعمهم انها لو جاءت فامنوا فاجابهم الله بقوله قل ان الله يضل من يشاء ويهدي اليه من اناب. اي طلب رضوانه فليست الهداية والضلال بايديهم حتى يجعلوا ذلك متوقفا الايات ومع ذلك فهم كاذبون فلو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا وليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون. ولا يلزم ان يأتي الرسول بالاية حتى التي التي يعينونها ويقترحونها بل اذا جاءهم بيئة تبين ما جاء به من الحق كفى ذلك وحصل المقصود. وكان انفع لهم من طلبهم الذي يعينونها فانها لو جاءتهم طب ما اقترحوا فلم يؤمنوا بها لعاجلهم العذاب. ثم ذكر تعالى علامات المؤمنين فقال الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله يزول قلقها واضطرابها وتحضرها افراحها ولذاتها الا بذكر الله تطمئن القلوب اي حقيق بها وحري ان ان لا تطمئن لشيء سوى ذكره فانه لا شيء الد للقلوب ولا اشهى ولا احلى من محبة خالقها والانس به ومعرفته وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له يكون ذكرها له. هذا على القول بان ذكر الله ذكر للعبد لربه من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك وقيل ان المراد بذكر الله كتابه الذي انزله ذكرى للمؤمنين فعلى هذا معنى طمأنينة القلب لذكر الله انها حين تعرف معاني القرآن واحكامه تطمئن لها فانها تدل على الحق المبين المؤيد المؤيد بالادلة والبراهين وبذلك تطمئن القلوب فانها لا تطمئن الا باليقين والعلم وذلك في كتاب الله مضمون على اتم الوجوه واكملها. واما ما سواه من الكتب التي لا ترجع اليه فلا تطمئن بها بل لا تزال قلقة من تعانق الادلة وتضاد الاحكام ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. وهذا ان القاعدة في التفسير ان الذكر مفرد مضاف فيشمل ذكر الله بالتسبيح والتحميد وذكر الله بقراءة القرآن وذكر الله بالعلم. نعم هذا انما يعرفه من خبر كتاب الله وتدبره وتدبر غيره من انواع العلوم فانه يجد بينها وبينه فرقا عظيما. ثم قال تعالى الذين امنوا من الصالحات اي امنوا بقلوبهم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وصدقوا هذا الايمان بالاعمال الصالحة اعمال القلوب كما محبة الله وخشية ورجائه اعمال الجوارح كالصلاة ونحوها طوبى لهم وحسن مآب. اي لهم حالة طيبة ومرجع حسن. وذلك بما ينالون من رضوان الله وكرمه اخوتي في الدنيا والاخرة وان لهم كمال الراحة وتمام الطمأنينة ومن جملة ذلك شجرة طوبا التي في الجنة التي يسير الراكب في ظلها مائة عام ما يقطعه وكما وردت في هذا الاحاديث الصحيحة كذلك ارسلناك في امة قد خلت من قبلها امم اية. يقول تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم كذلك ارسل ماكينة اقوى منك تدعوهم الى الهدى قد خلت من قبلها امم اي ارسلنا فيهم رسلنا فلست ببدع من رسل حتى يستنكروا رسالتك ولست تقول من تلقاء باتتلوا عليه ايات الله التي اوحاها الله اليك. التي تطهر القلوب وتزكي النفوس والحال وان قومك يكفرون بالرحمن فلم يقابلوا رحمتهم واحسانه التي اعظمها انا ارسلنا ان ارسلناك اليهم رسولا وانزلنا عليك الكتاب بالقبول والشكر بل قابلوها بالانكار والرد افلا يعتمرون بمن خلى من قبلهم من القوانين المكذبة كيف اخذهم الله بذنوبهم قل هو ربي لا اله الا هو وهذا متضمن للتوحيدين توحيد الالوهية وتوحيد الربوبية فهو ربي الذي رباني بنعمه منذ اوجدني وهو اله الذي عليه توكلت في جميع اموري واليه ونيب اي ارجع في جميع عباداتي وفي حاجاتي ثم قال ولو ان قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى الاية. يقول تعالى مبين فضل القرآن الكريم على سائر الكتب نزل ولو ان قرآنا من الكتب الالهية سيرت به الجبال عن اماكنها وقطعت به الارض جنانا وانهارا وكلم به الموتى لكانها هذا القرآن بل لله الامر جميعا فيأتي بالايات التي تقضيها حكمته فما بال المكذبين يقترحون من الايات ما يقترحون؟ فهل لهم ولغير من الامر شيء افلم ييأس الذين امنوا ان لو يشاء الله لهدى الناس جميعا فليعلموا انه قادر على هدايتهم جميعا ولكنه لا ذلك باليهدي من يشاء ويضل من يشاء ولا يزال الذين كفروا على كفرهم لا يعتبرون ولا يتعظون والله تعالى يوالي عليهم القوارع التي يصيبهم في دارهم او تحل قريبا منها وهم مصرون على كفرهم حتى يأتي وعد الله الذي وعدهم به لنزول العذاب المتصل الذي لا يمكن رفعه ولا يخلف الميعاد وهذا تهديد لهم وتخويف من نزول ما وعدهم الله به على كفرهم وعنادهم وظلمهم. ولقد استهزأ برسل من قبلك فامليت للذين كفروا اخذتهم فكيف كان عقاب؟ يقول تعالى من قبلك فلست اول رسول كذب واوذي فامليت الذين كفروا برسلهم ان يمهلتم مدة حتى ظنوا انهم غير معذبين. ثم اخذتهم بانواع العذاب فكيف كان عقابي كان عقابا شديدا وعذابا اليما اغتر هؤلاء الذين كذبوك واستهزءوا بك بامهالنا فلهم اسوة في من قبلهم من الامم فليحذروا ان يفعل بهم كما فعل باولئك افمن هم وقائم على كل نفس بما كسبت الايات. يقول تعالى فمن هو قائم على كل نفس بما كسبت في الجزاء العزيز والادي بالعدل والقسط وهو الله تبارك وتعالى كمن ليس كذلك. ولهذا قال وجعلوا لله شركاء وهو الله الاحد الفرد الصمد الذي لا شريك له ولا ند ولا نظير. قل لهم ان كانوا صادقين سموهم لتعلم حالهم. ام تنبئونه بما لا يعلم في الارض فانه اذا كان عالم الغيب عالم الغيب والشهادة وهو لا يعلم له شريكا وهو لا يعلم له شريكا علم بذلك دعوة الشريك له الذي يعلم الله ان له شريكا وهو لا يعلمه. وهذا ابطل ما يكون ولهذا قال ام بظاهر من القول. اي غاية ما يمكن من شريك له تعالى انه بظاهر اقوالكم واما في الحقيقة فلا اله الا الله وليس احد من الخلق يستحق شيئا من العبادة ولكن زين للذين كفروا ومكرهم الذي مكروه وهو كفرهم وشركهم وتكذيبهم لايات الله وصدوا عن السبيل. وصدوا وصدوا عن السبيل اي عن الطريق المستقيمة الموصلة الى الله لانه ليس لاحد من الامر شيء لهم عذابهم في الحياة الدنيا والعذاب الاخرة اشق من عذاب الدنيا لشدته ودوامه وما له من الله مواطن يقيهم من عذاب الله فعذابه اذا وجهه اليه مانع منه. مثل الجنة التي وعد المتقون الاية. يقول تعالى مثل الجنة التي هم المتقون الذين تركوا ما نهاهم الله عنهم ولم يقصروا فيما امرهم به اي صفتها وحقيقتها تجري من تحتها الانهار وانهار العسل وانهار الخمر وانهار اللبن وانهار الماء تدري في غير اخدود فتسقي كل البساتين والاشجار فتحمل جميع انواع الثمار اكلوها دائم وظلها دائم ايضا تلك عقبى الذين اتقوا وعاقبتهم ومالهم التي اليها يصيرون. وعقبى الكافرين النار فكم بين الفريقين من الفرق المبين. والذين اتيناهم الكتاب ويفرحون بما انزل اليك الاية. يقول تعالى والذين اتيناهم كتابا من اي من عليهم بي احسن الله اليكم انزال الكتاب منة من الله جل في علاه. من علينا انزل القرآن. تصوروا معي الان وما عندنا قرآن. ايش كنا نقرأ كيف كنا نتقرب الى الله؟ ما عندنا التسبيح المطلق بس. نعم. احسن الله اليكم. يقول تعالى والذين اتيناهم الكتاب اي منا عليهم به ومعرفته يفرحون بما انزل اليك فيؤمنون به ويصدقونه ويفرحون بما افوات الكتب ببعضها لبعضهم وتصديق بعضها بعضا. وهذه حال من امن من اهل الكتابين ومن الاحزان من ينكر بعضه اي ومن طوائف الكفار المتهربين على الحق المتهربين على الحق من ينكر بعض هذا القرآن ولا يصدقه فمن اعتدى في نفسه ومن ظل فانما يضل عليها انما انت يا محمد منذر تدعو الى الله. قل انما اودت ان اعبد الله ولا اشرك به اي باخلاص دين الله وحده اليه يدعو اليهما اي مرجع الذي يرجع به اليه فيجازيني بما قمت به من الدعوة الى ديني والقيام بما امرت به. وكذلك انزلناه حكما عربيا. اي ولقد انزلنا هذا والكتاب حكم عربي محكما متقنا باوضح من السنة وافصح اللغات الا يقع فيه شك واشتباه وليوجب ان يتبع وحده ولا يداهن فيهم ويتبع ما يضاده ويناقضهم يهوى الذين لا يعلمون. ولهذا توعد رسوله مع انه معصوم ليمتن عليه بعصمته. ولتكون امته اسوته باحكام فقال ولئن اتبعت اهواءهم بعد ما جاءك من العلم البين الذي ينهاك عن اتباع هوائه ما لك من الله من ولي يتولاك فيحصل لك امر محبوب ولا واق يقيك من الامر المكروه. ولقد ارسلنا رسلا من قبلك الايتين اي لست اول رسول ارسل الى الناس حتى يستلم نساءك. فقد ارسل من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية فلا يعيبك اعداءك بان يكون لك ازواجا وذرية كما كان لاخوانك المصيبين فلأي شيء يقدحون فيك بذلك وهم يعلمون ان الرسل قبلك كذلك الا لاجل اغراضهم الفاسدة واهواهم. وان طلبوا منك اية اقترحوها فليس فما كان لرسول تأتي بآيات الا باذن الله. والله لا يأذن فيها الا في وقتها الذي قدره وقضاه. لكل اجل كتاب لا يتقدم عليه ولا فليس استعجالهم بالايات او بالعذاب موجبا لان يقدم الله ما كتب انه يؤخر. ومع انه تعالى فعال لما يريد يمحو الله ما يشاء من الاقدار ويثبت ما يشاء منها وهذا المحو والتغيير في غير ما سبق به علمه وكتبه قلمه فان هذا لا يقع فيه تبديل ذلك محرم على الله ان يقع في علمه نقص او خلل. ولهذا قال وعنده ام الكتاب. اي اللوح المحفوظ الذي ترجم اليه كيف هو اصلها وهي فروع له وشعب؟ فالتغيير والتبديل يقع في الفروع والشعب الملائكة ويجعل الله لثبوتها اسباب الامور محوها اسبابك لا تتعدى تلك اللوح المحفوظ كما جعل الله البر والصيانة والاحسان والسابقون وساعة الرزق ببركة الرزق والعمر وكما جعل اسباب النجاة من المهالك والمعاصي سببا للسلامة وجعل التعرض لذلك سببا للعطب فهو الذي يدبر الامر بحسبه بقدرته وارادته وما يدبره منها لا يخالف ما قد علمه وكتبه في اللوح المحفوظ يقول تعالى به محمد صلى الله عليه وسلم اتعدل عليهم باصابة ما يعود ما يوعدون به من العذاب فهم ان استمروا على طغيانهم وكفر فلابد ان يصيبهم ما وعدوا به اما ان نريناك اياه في الدنيا فتقر بذلك عينك او نتوفينك قبل اصابتهم فليس ذلك شغلا لك. فانما عليك للخلق وعلينا الحساب فنحاسب الخلق على مقامهم ما عليهم مما عليهم وضيعوه ونسيبهم او نعاقبهم. ثم قال تعالى المكذبين او لم يروا انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها قيل باهلاك المكذبين واستئصال الظالمين وقيل بفتح بلدان المشركين ونقصهم في اموالهم وابدانهم وقيل غير ذلك من اقوال والظاهر والله اعلم ان المراد بذلك ان راض هؤلاء المكذبين جعل الله يفتحها ويجتاحها ويحل القوارع باطرافها تنبيها قبل ان يجتاحهم النقص ويوقع ويوقع الله يوم يقول ما ما يرده احد. ولهذا قال والله يحكم لا معقب لحكمه لا معقب لحكمه ويدخل في هذا حكمه الشرعي والقدري والجزاء. فهذه الاحكام التي يحكم الله فيها توجد في غاية الحكمة والاتقان دخل لفيها ولا نقص بل هي مبينة مبينة على القسط والعدل والحمد فلا يتعقمها احد ولا سبيل القدح فيها بخلاف حكم غيره فانه قد يوافق وقد لا يوافقه وهو سريع الحساب اي فلا يستعجل بالعذاب فان كل ما هو ات فهو قريب. وقد مكر الذين من قبلهم فلله جميعا الايتين. يقول تعالى وقد مكر الذين من قبلهم من رسلهم وبالحق الذي جاءت به الرسل فلم يغني عنهم مكرهم ولم يصنعوا شيئا فانهم يحاربون الله يبارزونه فلله المكر جميعا اي لا يقدر احد ان يمكر مكرا الا باذنه وتحت قضائه وقدره. فاذا كانوا يمكرون بدينه فان مكرهم يعود عليهم بالخيبة والندم فان الله يعلم ما تكسب كل نفس اي همومها وايراداتها واعمالها الظاهرة الظاهرة والباطنة والمكر لابد ان يكون من تزنية فلا يخفى عن الله مكروه فيمتنع عن الحق واهله ويفيدهم شيئا وسيعلم الكفار من عقبى الدار اي الهم او لرسله ومن المعلومين للكفر واعماله ويقول الذين كفروا واسلموا الصلاة يكذبونك ويكذبون ما ارسلت به قل لهم ان على ذلك شيئا كفى بالله شهيدا بيني وبينكم وشهادته بقول وبفعله ووقائه اما قوله الله الى اصدق خلقه مما يثبت به رسالته واما فعله فان الله تعالى نصرا خارجا من قدرته وقدرة اصحابه واتباعه وهذا شهادة منه الله بالفعل والتأييد عنه انه رسول وانه امر الناس باتباعه فمن اتبعه فلهم رضوان الله وكرامته ومن لم يتبعه فله النار والسخط. والسخط وحل له ماله ودمه والله يقره على ذلك فلو تقول عليه بعض المقاويل لعاجله بالعقوبة ومن عنده علم الكتاب وهذا شأن لكل علمائه فانهم يشهدون للرسول من امن واتبع على الحق فراح بتلك الشهادة التي عليه ومن كتم ذلك فاخبار الله عنه ان عنده شهادة ابلغ من من خبره ولو لم يكن عنده شأن لرد استشهادا استشهاده بالبرهان فسكوته يدل على ان عنده شهادة مكتومة وانما امر الله باستشهاد اهل الكتاب انهم اهل هذا وكل امر انما يستشهد فيه اهل ومن هم اعلم به من غيرهم. بخلاف من هو اجنبي عنه كالاميين من مشركين العرب وغيرهم. فلا فائدة واستشهاده من عدم خبرتهم ومعرفتهم والله اعلم. يمكن ان يقال ومن عنده علم الكتاب اي اسأل اهل الكتاب. هل ارسل الله الرسل قول فانهم في احد الجوابين ان قالوا لا كذبوا انفسهم. ان قالوا نعم اذا قضية ارسال الرسل امر به فلماذا اذا ينكرون رسالتك؟ فالاية ومن عنده علم الكتاب ان يعلم ان ارسال الرسل قضية مسلمة من القضايا التي لابد من الايمان بها. نعم. قال فلا فائدة باستيطانهم لعدم خبرتهم ومعرفتهم والله اعلم تم تفسير سورة الراديو والحمد لله رب العالمين. تفسير سورة ابراهيم عليه الصلاة والسلام وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم الذي يظهر لي ان سورة الرعد مكية سورة الرعد مكية. لان قضاياها كلها مكية. ليس فيها ولا قضية مدنية واحدة نعم كتابنا انزلناه لكي تخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العز الحميد. الايات يخبر تعالى انه انزل كتابه على رسوله محمد صلى الله عليه يخرج الناس من ظلمات الجهل والكفر والاخلاق السيئة وانهاء المعاصي الى نور العلم والايمان والاخلاق الحسنة وقوله باذن ربهم اي لا يحصل منهم المراد المحبوب لله الا بارادة من الله ومعونة ففيه حث للعباد على الاستعانة بربهم ثم فسر النور الذي يهديهم اليه هذا الكتاب فقال الى صراط العزيز الحميد اي الموصي اليه والى دار كرامته المشتمل على العلم بالحق والعمل به وفي ذكر العزيز الحميد بعد ذكر الصراط الموصي اليه شاطئ لان من سلكه فهو عزيز بعز الله قوي ولو لم يكن له انصار الا الله محمود في اموره حسن العاقبة وليدل ذلك على ان صراط الله من صفات الكمال ونعوت الجمال وان الذي نص اخواننا الذين صبرهم لماله عزيز السلطان حميد في اقواني وافعاله واحكامه. وانه مألوف معبود بالعبادات التي هي منازل الصراط المستقيم وانه كما ان له ملك السماوات والارض خلقا ورزقا وتدبيرا فله الحكم على عباده على عباده باحكامه الدينية لانهم ملك ولا يليق به ان يتركهم فلما بين الدين والبرهان توعد من لم ينقض لذلك فقال ويل للكافرين من عذاب شديد. لا يقدر قدره ولا يوصف امره ثم وصفهم بانهم الذين يستحبون الحياة الدنيا عن الاخرة فرضوا فرضوا بها واطمئنوا وغفلوا عن الدار الاخرة. ويصدون الناس عن سبيل الله التي نصبها عباده وبينها في كتبه وعلى السنة رسله. فهؤلاء قد نابذوا مولاهم بالمعاداة والمحاربة ويلغونها اي سبيل الله عوجا اي يحرصون على تهجينها وتقبيحها للتنفيه عنها ولكن يأبى الله الا يتم نوره ولو كره الكافرون. اولئك الذين ذكر وصفهم في ضلال بعيد لانهم ضلوا واضلوا وشاق الله ورسوله وحاربوهما. فاي ضلال ابعد من هذا؟ واما اهل الايمان فبعكس هؤلاء يؤمنون بالله واياته ويستحبون الاخرة على ويدعون ويدعون الى سبيل الله ويحسنونها مهما امكنهم ويبينون استقامتها. وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه الاية وهذا من لطفه بعباده انه ما ارسل رسولا الا بلسان قومه ليبين لهم ما يحتاج اليه ويتمكنون من تعلم ما اتى به بخلاف ما لو اتى على غير لسانهم فانهم يحتاجون تلك اللغة التي يتكلم بها ثم يفهمون عنه فاذا بين لهم الرسول ما امروا به ونهوا عنه وقامت عليهم حجة الله فيضل الله من يشاء ممن لم من قبل الهدى ويهدي من يشاء مما اقتصه برحمته وهو العزيز الحكيم الذي من عزته انه الفاضي بالهداية والاضلاع وتقليب القوم الى ما شاء ومن حكمته انه لا يضع هداية ولا اضلاله الا بالمحل اللائق به. ويستدل بهذه الايات الكريمة على ان علوم العربية الموصية لا تبين من كلامه وكلام رسوله امور مطلوبة محبوبة لله انه لا يتم معرفة ما انزل الله ما انزل على رسوله الا بها الا اذا كان الناس لا يحتاجون اليها وذلك اذا تمرنوا على العربية ونسى عليها صغيرهم وصارت طبيعة لهم. فحينئذ قد قد اكتفوا قد اكتفوا المؤنة. وصلحوا على ان على ان يتلقوا عن الله وعن كما تلقى عنهم الصحابة رضي الله عنهم يعني اذكر عمي رحمه الله كان يقول هنيئا للعرب يفهمون العربية بلا تعب ونحن نتعب حتى نفهم فهذه نعمة من الله علينا انا نعرف العربية يعني نشأة ومن الصغر هذه من نعمة وبعض الناس يتعب حتى يتعلمها. نعم. ثم قال تعالى وقد ارسلنا موسى باياتنا ان اخرج قومك من الظلمات النور وذكرهم بايام الله الايات. يخبر تعالى انه ارسل موسى باياته العظيمة الدالة على ما جاء به وصحته بما امر الله به رسوله صلى الله عليه وسلم بل هو بما امر به جميع الرسل قومهم ان اخرج قومك من الظلمات للنور والكفر وفروعه الى نور العلم والايمان وتوابعه وذكرهم بايام الله بنعمه عليهم واحسانه اليهم وبايامه في الامم المكذبين وقائعهم الكافرين يشكر نعمه وليحذروا عقابه. ان في ذلك في ايام الله على العباد لايات لكل اي صبار بالضماء والعسر والضيق شكور على السراء والنعمة فانه يستدل بايامه يستدل بايامه على كمال قدرته وعمله باحسانه وتمام عدله وحكمته ولهذا امتثل موسى عليه السلام امر ربه فذكرهم نعم الله فقال اذكروا نعمة الله عليكم اي بقلوبكم والسنتكم اذا انجاكم من ال فرعون ان يولونكم سوء العذاب. اي اشده وفسر ذلك بقوله ويذبحون ابناءكم ويستحيون نسائكم ويبقونهن فلا يقتلون وفي ذلكم الانجاء بلاء من ربكم عظيم. اي نعمة عظيمة وفي ذلكم العذاب الذي ابتليتم به من فرعون وملأه ابتلاء من والله عظيم لكم ان ينظر هل تصبرون ام لا؟ وقال لهم هذه الاية من اصلح الادلة على ان وجود ظلم ابتلاء من الله لا يمكن رفعه الا بالتوبة والرجوع الى الله. نعم. تأملوا حال فرعون على بني اسرائيل. نعم. وقال لهم حاصل على شكر نعم الله واذ تأذن ربكم اي اعلم ووعدا ولئن كفرتم ان عذابي لشديد ومن ذلك ان يزيل عنهم النعمة التي انعم بها عليهم والشكر هو اعتراف القلب بنعم الله والثناء على الله بها وصرفها في الله تعالى وكفر وكفر النعمة ضد ذلك. وقال موسى ان تكفروا وانتم وما في الارض جميعا فلن تضروا الله شيئا فان الله غني حميد فالطاعات لا تزيد في ملكه والمعاصي لا تنقصه وهو كامل الغنى حميد في ذاته واسمائه وصفاته وافعاله ليس له من الصفات الا كل صفة حمد وكمال ولا من اسماء الا كل اسم حسن ولا فان لا كل فعل جميل. الم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعادوا واسمود والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله. الايات يقول خوفا عباده ما احله به ما احله الرسل فكذبوهم فعاقبهم بنقاب العبد الذي رآه الناس وسمعوه فقال والذين من قبلكم قوم نوح وعاد وتموت وقد ذكر الله قصصهم في كتابه وبسطها والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله من كثرتهم وكم من اخبارهم هؤلاء كلهم جاءتهم رسلهم بالبينات اي بلاد التي دانت على صدق ما جاءوا به فلم يرسل الله رسولا الا اتاهم الى ايات ما يؤمنوا به على البشر فحين اتتهم رسلهم بالمؤمنات لم ينقادونها بل استكبروا عنها بافواههم اي لم يؤمنوا بما جاءوا به ولم يتفوهوا بشيء ما يدل على الايمان كقوله جان واصابعهم في اذانهم من الصواعق حذر الموت وقالوا صريحا لرسولهم انا كرمنا بما ارسلتم به وانا مما تدعوننا اليه مريب اي موقع في موقع في غيبة وقد كذبوا في ذلك وظلموا لهذا قالت لهم اوصلوا هما في الله شك اي فانه اظهروا الاشياء واجلاها فمن شك في الله فاطر السموات والارض. الذي وجود الاشياء مستند الى وجوده ام يكن عنده ثقة بشيء من المعلومات حتى الامور المحسوسة اذا خاطبتهم الرسل خطاب من لا يشك فيه ولا يصلح الريب فيه يدعوكم الى منافعكم ومصانعكم ليغفر لكم من دونكم ويؤخركم الى اجل مسمى اي ليثيبكم عن الاستجابة لدعوة في الثواب العاجل والآجل فلم يدعكم ينتفع بعبادتكم. رد السفان الجاهلين وقالوا له من انتم لبسهم مثلنا اي فكيف تغضبوننا بالنبوة والرسالة تريدون ان تصدون عما كان يعبد اباؤنا فكيف نترك رأي الاباء وسيرتهم لرأيكم وكيف وانتم مسؤوا مثلنا فاتونا بسلطان مبين اي بحجة وبينة ظاهرة ومرادهم بينة يقترحون والا فقد تقدم ان رسلهم جاءتهم البينات قالت لهم رسلهم مجيبين الاقتراح واعتراضهم نحن الا بشر مثلكم اي صحيح وحقيقة انا بشر مثلكم ولكن ليس في ذلك من ما يدفع ما جئنا به من الحق فان الله يمن على من يشاء من عباده فاذا من الله علينا بوحي ورسالته وذلك فضله واحسانه وليس لاحد ان يحجر على فضله وامنعه من تفضله فانظروا ما جئناكم به فان كان حقا فاقولوا وان كان غير ذلك فردوه ولا تجعلوا حالنا حجة لكم على مردا على رد ما جئناكم به وقولكم فاتونا بسلطان مبين فان هذا ليس بايدينا وليس لنا من امر شيء وما كان لنا ان نأتيكم بسلطان الا باذن الله اه فهو الذي ان شاء جاءكم به وان شاء لم يأتكم به وهو لا يفعل الا ما هو مقتضى حكمته ورحمته. وعلى الله لا على غيره فليتوكل المؤمنون ويعتمدون عليه في جلب مصانعهم ودفع مضادهم لعلمهم بتمام الكفاية وكمال نقدته وعميم احسانه ويثقون به في تيسير ذلك وبحسب ما يكون توكلهم. فعلم بهذا وجوب التوكل وانه من لوازم الايمان التي يحبها الله ويرضاها لتوقف سائر العبادات عليه وما لنا الا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا اي شيء يمنعنا من التوكل على الله عن الحق والهدى ومن كان على الحق والهدى فانه كذلك ما يعلم من ان الله فان حالهما موقظة لحال المتوكل. وفي هذا الاسرة من رسل عليهم الصلاة والسلام قوم بايات عظيمة وهو ان قومه في الغالب ان لهم القهم والغلبة عليهم هم رسلهم بانه متوكل على الله يا قومي ان كان تمر عليكم مقامي وتذكيري بايات الله فعلى الله توكلت فاجمعوا امركم وشركاءكم فجمعوا امركم وشركائكم ثم لا يكن امركم عليكم امة ثم قضوا الي ولا تنضرون الايات قول هود عليه السلام ما تنظرون ولنصبرن على ما اذيتمونا ولنستمر مع دعوتكم ووعظكم وتذكيركم ولا نبالي بما يأتينا منكم هذا فانا نوطن انفسنا على ما ينالنا منكم من الاذى احتسابا للاجر ونصحا لكم لعل الله ان يهديكم مع كثرة التذكير وعلى الله وحده لا على غيره فليتوكل المتوكلون. فان التوقعين مفتاح كل خير. واعلم ان الرسل عليهم الصلاة والسلام توكله في اعلى المطالب واشرف المراتب وهي التوكل على الله في اقامة دينه ونصرة ونصرة وهداية عميده وازالة الظال عنهم وهذا اكمل ما يكون من التوكل احسنت بارك الله فيك نكمل بعد الصلاة ان شاء الله. بسم الله. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الامام العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في توصيل في في كتاب التفسير وقال الذين كفروا لرسلهم من ارضنا او لتعودن في ملتنا الايات لما ما ذكر دعوة الرسل لقومهم ودوامهم على ذكر على ذلك وعد وعدم مللهم ذكر منتهى ما وصلت بهم الحال مع مع قومهم فقال ما كفاهم من عضوا انعموا عن الهدى بل توعدوهم بالاخوان من ديارهم ونسبوها الى انفسهم. وزعموا ان لا حق لهم فيها وهذا من اعظم الظلم فان الله اخرج عباده الى الارض لله حل له ذلك وخرج من التبعة والاسلام ذلك على الكفر وانواع المعاصي. لم يكن ذلك خالصا له ولم يحل له. فعلم ان فعلم ان اعداءه اصيب حقيقة ليس ليس لهم شيء من الارض التي توعدون الرسل باخراجهم منها. وان رجعنا الى مجرد العادة فان الرسل من جملة اهل بلادهم وافراد منهم. فلاي شيء يمنعه انهم حقا حقا لهم صريحا واضحا. هل هذا الا من عذاب الدين والمروة بالكلية ولهذا لما انتهى مكروه برسلها هذه الحال ما بقي حينئذ لا يرضي الله اللهم ما هو ينصر اوليائه فاوحى اليهم ربهم الظالمين من انواع العقاب بانواع العقوبات. ولنسكننكم الارض من بعده من ذلك اي العاقبة الحسنة التي جعلها الله للرسل ومن تبعهم جزاء لمن خاف مقامي عليه في الدنيا وراقب الله مراقبة ما يعلم انه يراه توعدت به من عصاني فاوجب له ذلك الانكفاف عن ما اكرمه الله الى ما يحبه الله. واستفتحوا اي الكفار اي هم الذين طابوا واستعجلوا الله وفرجانه بين اوليائه واعدائه وجاءهم ما استفتحوا به والا فالله حليم لا يعادل من عصاه في العقوبة وخاب كل جبار خسر في الدنيا والاخرة من يتدبر على الله وعلى الحق وعلى عباد الله واستكبر في الارض وعاندروس وشاقهم من ورائه جهنم واي جهنم جهنم لهذا العين بالمرصاد فلا بد له من ورودها فيذاق حينئذ العذاب الشديد ويسقى من ماء صديد في لونه وطعمه ورائحته الخبيثة وهو في غاية يتجرعه من العطش الشديد ولا يكاد يصيغه فانه اذا قرب الى وجهه شواه واذا وصل الى بطنه قطع ما اتى عليه من الامعاء فيه الموت من كل مكان وما هو بيت لن يأتيه العذاب شديد من كل نوع من انواع العذاب وكل نوع منه من شدة يبلغ الى الى الموت. ولكن الله قضى الا كما قال تعالى لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور. وهم يصطلحون فيها ومن ورائه ايها الجبار عينه عذاب غليظ اي قوي شديد لا يعلم وصفه وشدته ولا يعلم وصفه بوصفه وشدته الى الله تعالى مثل الذين كفروا بربهم لا يخبر تعالى عن اعمال الكفار التي يعملوها اما ان المراد بها الاعمال التي عملوها لله بانها في ذهابها وطلانها واضمحلالها الرماد الذي هو ادق نشاء واخفها اذا اشتدت به الريح في يوم عاصف سيد الهبوب فانه لا يبقي منها منه شيء ولا يقدر منه على شيء فكذلك اعمال الكفار لا يقدرون مما كسبوا على شيء ولا على مثقال ذرة منه لانه بين على الكفر والتكذيب ذلك هو الضلال البعيد حيث بطل وحل عملهم واما ان المراد بذلك اعمال الكفار التي يعملوها ليكيدوا بها الحق فانهم يسعون ويكلعون في ذلك ومكرهم عائد عليهم وان يضروا الله ورسله وما معهم من الحق شيئا. المتر ان الله خلق السماوات والارض بالحق الايات ينبه تعالى عباده السماوات والارض بالحق اين يعبده الخلق ويعرفه ويأمرهم وينهاهم ويستدل بهما وما فيهما على ما لهم من صفات الكمال وليعلموا ان الذي خلق السماوات والارض على عظمها عظمهما وسعتهما قادر على ان يعيذهم خلقا جديدا. ليجازيهم باحسانهم واساءتهم وان قدرتهم ومشيئتهم ولهذا قال انيس ليذهبكم ويأتي بخلق جديد. يحتمل ان المعاني سيذهبك ويأتي بقوم غيركم يكونون اطوع الله منكم. ويحتمل ان المراد اي شيء انكم ثم يعيدهم بالبعث خلقا جديدا. ويدل على هذا الاحتمال ما ذكره بعده ما ما ذكره بعده من احوال القيامة ممتنعين بل هو سهل عليه جدا. ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة. وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه وبرزوا اي الخلائق لله جميعا حين ينفخ في الصور فيخرجون من ربهم فيقفون في ارض مستوية قاع صفصف لا ترى فيها عوجا ولا امتا. ويبرزون له لا يخفى عليهم منه خافية. فاذا ابرزوا صوت تحاجنا كل يدفع عن نفسي ويدافع ما يقدر عليه ولكن انى لهم ذلك؟ فيقول الضعفاء والتابعون والمقلدون للذين استكبروا وهم متبوعون الذين هم قادة في الضلال انا كنا لكم تبعا اي في الدنيا الذي في الدنيا امرتمونا بالضلال وزينتموه لنا فاغنيتمونا. فهل انتم اليوم مغنون عنا من عذاب الله من شيء اول مثقال ذرة فلو قالوا اي المتبعون والرأس واغويناكم كما غوينا فلو هدانا الله لهديناكم فلا احد احدا سواء علينا اجزعنا من العذاب ام صبرنا عليه ما لنا من محيص. اي مما الجئنا نلجأ اليه ولا مهرب لنا من عذاب الله. وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم الايتين. اي وقال الشيطان الذي هو سبب لكل شر يقع ووقع في العالم خاطبا لاهل النار متبرئا منهم لما قضي الامر ودخل اهل الجنة الجنة واهل النار نرى ان الله وعدكم وعد الحق على السنة رسله فانقطعوه. فلو اطعتموه لادركتم الفوز العظيم. ووعدتكم الخير اي لم يحسن ولن يحصل لكم ما منيتكم به من الاماني الباطلة. من الاماني الباطلة وما كان لي عليكم من سلطان اي من حجة على تأييد الا ان دعوتكم فاستجبتم لي اي هذه نهاية ما عندي اني دعوتكم الى مرادي وزينته لكم. فاستجبتم لاتباع لاهوائكم نهواتكم فاذا كانت الحال بهذه الصورة فلا تلوموني ولوموا انفسكم فانتم الساء عليكم المدار في موجب العقاب ما انا بمصر يغيثكم بمغيثكم من الشدة التي انتم بها. وما انتم بمصرخي كل له قسط من العذاب اني كفرت بما من قبل اي تبرأت من جعلكم لجنيكا مع الله فلست شريكا لله ولا تجب طاعتي. ان الظالمين لانفسهم بطاعة الشيطان لهم عذاب اليم خالدين فيه ابدا وهذا من لطف الله بعباده ان حذرهم من طاعة الشيطان واخبر بمداخله التي يدخل منها على الانسان ومقاصده فيه وانه يقصد ان يدخله النيران. وهنا بين لنا انه اذا دخل النار اذا دخل النار جنده. انه يتبرأ ومنهم هذه البراءة ويكفر بشركهم ولا ينبهك مثل خبير. واعلم ان الله ذكر في هذه الآية انه ليس له سلطان وقال في اية اخرى انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون. فالسلطان الذي نفاه عنه وسلطان الحجة والدليل فليس له اصلا على ما يدعو اليه وانما نهاية ذلك ان يقيم لهم من الشبه والتزيينات ما به يتجرأون على المعاصي. واما السلطان الذي اثبته فهو التسلط على المعاصي يؤزهم الى المعاصي ازا وهم الذين سلطوه على انفسهم بموالاته والالتحاق بحزبه. ولهذا ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون. ولما ذكر عقاب الظالمين ذكر ثواب الطائعين فقال اي قاموا بالدين قولا وعملا واعتقادا جنات تجري من تحتها الانهار فيها من اللذات والشهوات ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر خالدين فيها باذن ربهم مي لا بحولهم وقوتهم بل بحول الله وقوته. تحية فيها سلام ان يحيي بعضهم بعضا بالسلام والتحية والكلام الطيب. الم ترى كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة. الآيات الآيات يقول تعالى لم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة وهي شهادة ان لا اله الا الله وفروعها كسيرة طيبة وهي النخلة اصلها ثابت في الارض وفرعها منتشر في وهي كثيرة النفع دائما تؤتي اكلها اي ثمرتها كل حين باذن ربها فكذلك شجرة الايمان اصلها ثابت في قلب المؤمن علما اعتقاد وفرعها من الكلم الطيب والعمل الصالح والاخلاق المرضية والاداب الحسنة في السماء دائما يصعد الى الله منه من الاعمال والاقوال التي التي تخرجها شجرة الايمان ما ينتفع به المؤمن وينتفع غيره ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون ما امرهم به ونهاهم عنه فان في ضرب الانفاء تقريبا للمعاني المعقولة من الامثال المحسوسة ويتبين المعنى الذي اراده الله غاية البيان ويتضح غاية الوضوح وهذا من رحمته وحسن تعليمه فلله اتم الحمد واكمله واعمه فهذه صفة كلمة التوحيد وثباتها في قلب المؤمن المصنف رحمه الله رسالة بعنوان شجرة الايمان. وهي رسالة نافعة طيبة. نعم. ثم ذكر ضدها وهي كلمة الكفر فقال ومثل كلمة خبيثة كسيرة خبيثة خبيثة المأكل والمطعم وهي شجرة الحنظل ونحوها هذه الشجرة من فوق الارض ما لها من قرار اي من ثبوت فلا عروقة تمسكها ولا ثمرة صالحة تنتجها بل ان ولد فيها ثمرة فهي ثمرة خبيثة كلمة الكفر والمعاصي ليس لها ثبوت نافع في القلب ولا تثمر الا كل قول خبيث وعمل خبيث يستضر به صاحبه ولا ينتفع ولا يصعد منه عمل صالح ولا ينفع نفسه ولا ينتفع به غيره. يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء يخبر تعالى انه يثبت عباده المؤمنين من الايمان القلبي التام الذي يستلزم اعماله ويثمرها فيثبتهم الله في الحياة الدنيا عند الشبهات والهداية عن الدين الاسلامي والخاتمة الحسنة وفي القبر عند سؤال الملك الجواب الصحيح اذا قي الميت من ربك وما دينك ومن نبيك والمؤمن الله ربي والاسلام ديني ومحمد نبي ويضل الله الظالمين عن الصواب في الدنيا والاخرة وما وما ظلمهم الله ولكنهم ظلموا انفسهم وفي هذه الاية دلالة القبر وعذابه ونعيمه كما تواترت في ذلك النصوص مع النبي صلى الله عليه وسلم بالفتن وصفتها ونعيم القبر وعذابه نعمة الله كفرا الايات. يقول تعالى مبينا حال المكذب الى رسوله من كفان قريش وما آل اليه امرهم. الم ترين الذين بدلوا نعمة الله كفرا ونعمة والله هي ارسال محمد صلى الله عليه وسلم اليهم يدعوهم الى ادراك الخيرات في الدنيا والاخرة والى النجاة من شرور الدنيا والاخرة فبدلوا هذه النعمة بردها الكفر بها والصد عنها بانفسهم وصدهم وغيرهم حتى احلوا قومهم دار البوار وهي النار حيث تسببوا فصاموا وبان على قومه من حيث يظن نفعكم من حيث يظن نفعهم ومن ذلك انهم زينوا لهم اخرج يوم بدر يحارب الله ورسوله فجرى عليهم ما جرى ان كثير من كبرائهم وصنادينهم في تلك الوقعة. هنا المصنف فسر المعنى العام باحد المفردات. الم تر للذين بدلوا نعمة الله مفرد مضاف وهي عامة لان القاعدة في التفسير ان المفرد المضاف ها يعم فمحمد صلى الله عليه من نعم الله. نعم الهدانا النظراء وشركاء يضلوا عن سبيله ان يضلوا العباد عن سبيل الله ودعوه الى عبادتها قل لهم متوعدا بكفركم وظالكم قليلا فليس لكم فليس ذلك بنافعكم فان مصيركم الى النار اي مآلكم ومأواكم فيها وبئس المصير. قل لعبادي الذين امنوا اقيموا الصلاة ان لا يهتدي قل لعبادي المؤمنين امرا لهم بما فيه غاية صلاحهم اي وينتهزوا الفرصة قبل ان قبل ان لا يمكنهم ذلك. يقيموا ما تظاهرون وباطنا وننفق مما رزقناهم اي من النعم التي انعمنا بها عليهم قليلا او كثيرا سرا وعلانية. وهذا اسم النفقة الواجبة كالزكاة ونفقة من عليه نفقته والمستحبة كالصدقات ونحوها من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال اي لا ينفع فيه المناسبين الى استدراك ما فات بيع وشراء ولا بهبة خليل وصديق فكل امرئ له شأن يغريه فليقدم العبد لنفسه ولينظر ما قدمه لغد وليتفقد اعماله ويحاسب نفسه قبل الحساب الاكبر. الله الذي خلق السماوات والارض وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم. الايات يخبر تعالى انه وحده الذي خلق السماوات والارض على اتساعهما وعظمهما وانزل من السماء وهو المطر الذي ينزله الله من السحاب فاخرج به ذلك الماء من الثمرات المختلفة الانواع رزقا ورزقا لانعامكم وسخر لكم البلك اي السفن والمراكب لتجري في البحر بامره فهم الذي يسر لكم صنعتها واقدركم عليها وحفظها الماي لتحميكم وتحمي تجارتكم جاراتكم وامتعتكم من اباد تقصدونه وسخر لكم الانهار لتسقي حروفكم واشجاركم وتشربوا منها وسخر لكم الشمس والقمر ذائبين لا يفتران ولا يناين يسعيان لمصالحكم من حساب ازمنتكم ومصالح ابدانكم وحيواناتكم وثماركم وسخر لكم الليل تسكنوا فيه. هنا قال وسخر لكم اللام هنا لام ايش؟ لام لهم المنافع لام التنفيع. والا الشمس ليست اه تحت حكمنا ولا تحت تصرفنا. وانما المقصود ان الله سخر الشمس لنا. فننتفع بضوئها نعم تبتغوا من فضله واتاكم من كل ما سألتموه اي اعطاكم من كل ما تعلقت به امانيكم وحاجات وحاجتكم مما تسألونه اياه بلسان حاله او بلسان انعام والات وصناعات وغير ذلك. وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها فضلا عن قيامكم بسترها ان الانسان لظلوم طبيعة الانسان من حيث على المعاصي مقسم في حظوظ ربه لا يشكرها ولا يعترف بها الا من هداه الله نعمه وعرف حق ربه وقام به. ففي هذه الايات من اصناف نعم الله على عباده شيء عظيم مجمل ومفصل يدعو الله به العباد القيام بشكره وذكره معنى ذلك نرغب في سؤاله ودعائه انا الليل والنهار. كما ان نعمته تكرم عليه في جميع الاوقات. ثم قال اجعل هذا البلد امنا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام الايات اي واذكر ابراهيم عليه الصلاة والسلام في هذه الحالة الجميلة اذ قال ابراهيم ربي اجعل هذا البلد اي الحرم امن فاستجاب الله دعاءه شرعا وقدرا فحرمه الله في الشرع ويسر من اسباب حرمته قال وما هو معلوم حتى ولم يجده ظالم بسوء الا قسمه الله كما فعل باصحابه وغيرهم. ولما دعوا ولما دعا له بالامن دعا له ولبنيه بالامن فقال واجنبني وبني ان نعبد الاصنام ان يجعلني واياهم جانبا بعيدا عن عبادتهما والالمام بها عن عبادتها والايمان بها ثم ذكر الموجب لخوفه عليهم وعلى بكثرة من افتتن وابتلي فقالوا بسببها فمن تبعني على ما جئت قال ما جئت به من التوحيد والاخلاص لله رب العالمين فانه مني لتمام الموافقة ومن احب قوما وتبعهم التحق بهم ومن عصاني فانك غفور رحيم من شفقات الخليل عليه الصلاة والسلام حيث دعا للعاصي بالمغفرة والرحمة من الله والله تبارك وتعالى ارحم منه بعباده لا يعذب الا من تمرد عليه ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد واي زرع عند بيتك المحرم وذلك انه اتى بها جرى ام اسماعيل وببنها اسماعيل عليه الصلاة والسلام وهو في الرضاع من الشام حتى وضعهما في مكة دعا ربه بهذا الدعاء فقال متوضعا متوكلا على ربه اي اي الى كل ذرية لان اسحاق في الشام وباقي بني كذلك وانما اسكن في مكة اسماعيل اسماعيل وذريته وقوله بواد غير ذي زرع نيل ان ارض مكة لا تصلح للزراعة الصلاة يجعلهم موحدين مقيمين الصلاة لان اقامة الصلاة من اخص وافضل العبادات الدنيا فمن اقامها كان مقيما لدينه فاجعل الافئدة من الناس تهوي اليهم اي تحبهم وتحب الموضع الذي الذي هم ساكنون فيه. فاجاب الله دعاءه فاخذ من ذرية اسماعيل محمدا صلى الله عليه وسلم ذريتهم الى الدين الاسلامي والى ملة ابيهم ابراهيم فاستجابوا له وصاروا مقيمي الصلاة وافترض الله حج هذا البيت الذي اسكن به ذريته ابراهيم وجعل فيه سرا من جانب القوم فهي تحجه ولا تقضي منه وطنا على الدوام. بل كلما اكثر العبد التردد اليه ازداد شوقه وعظم ولعه وتوقه. وهذا سر اضافته تعالى لنفسه المقدسة وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون. فاجاب الله دعاءه فصار يجبى اليه ثمرات كل شيء انك ترى مكة المشرفة كل وقت والثمار فيها متوفرة والارزاق تتوالى اليها من كل جانب. ربنا انك تعلم ما نخفي وما نعلن اي انت اعلم بنا منا فنسألك من تدبيرك وتربيتك لنا ان تيسر لنا من الامور التي نعلمها والتي لا نعلمها ما هو مقتضى علمك ورحمتك. وما يخفى على الله من شيء في الارض ولا في السماء. ومن ذلك هذا الدعاء الذي لم يقصد به الخليل الا الخير والكثرة الشكر لله رب العالمين. الحمد لله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل واسحاق فهبته من اكبر نعم كونهما الكبر في في حال الياس من الاولاد نعمة اخرى وكونهم انبياء صالحين اجل وافضل ان ربي لسميع الدعاء اي لقريب الاجابة من دعاه وقد دعوته فلم يخيب رجائي ثم دعا لنفسه وذريته فقال ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب. فاستجاب الله له في ذلك كله الا ان دعاءه به انما كان عن موعدة وعدها اياه. فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه. ثم قال تعالى ولا تحسبن ان الله غافلا عما يعمل الظالمون. الايتين هذا وعيد شديد للظالمين وتسلية للمظلومين يقول تعالى ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون حيث امهلهم وادر عليهم الارزاق وتركهم يتقلبون في البلاد امنين مطمئنين فليس في هذا ما يدل على حسن حالهم فان الله يملي الظالم ويمهله ليزداد اثما حتى اذا اخذه لم يفلته. وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد. والظلم ها هنا يشمل الظلم فيما بين العبد وربه وظلمه لعباد الله. انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الا مصاف اي لا تطرفوا اي لا تطرفوا من شدة ما كان من الاهوال وما ازعجها من القلاقل موقعين اي مسرعين الى اجابة داعي حين يدعو الى الحضور بين يدي الله للحساب. لا امتناع لهم ولا محيص ولا ملجأ مقنع لرؤوسهم اي رافعيها قد غلت ايديهم الى الاذكار فارتفعت لذلك رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم وافئدتهم هوى اي افئدتهم فارغة من قلوبهم قد صعدت الى الحناجر انها ممنوعة من كل هم وغم وحزن وقلق. وانذر الناس يوم يأتيهم العذاب الايات. يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وانذر الناس يوم يأتيهم العذاب اي صف لهم صفة تلك الحال. وحذرهم من الاعمال الموجبة للعذاب الذي حين يأتي في شدائده وقناقيله كيف يقول الذين ظلموا بالكفر والتكذيب وانواع المعاصي نادمين على ما فعلوا سائري الرجعة في غير وقتها؟ ربنا خيرنا يا اجل قريب ان الى الدنيا فانا قد ابصرنا نجيب دعوتك والله يدعو الى دار السلام ونتبع رؤوسنا وهذا كله لاجل التخلص من العذاب الاليم فهم كذبة في هذا الوعد فلو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ولهذا يوبخون ويقال لهم اولم تكونوا اقسمتم قالوا ما لكم من زوال عن الدنيا وانتقال الى الاخرة فها قد تبين لكم حنثكم في اقسامكم وكذبكم فيما تدعون وليس عليكم قاسم في الدنيا من من اجل الايات البينات بل سكنتم في مساكن الذين ظلموا انفسهم وتبين لكم كيف فعلتم بهم من انواع العقوبات وكيف احل الله بهم العقوبات حين كذبوا بالايات البينات. وضربنا لكم الامثال الواضحة التي لا ادنى شك في القلب الا ازالته فلم تنفع فيكم تلك الايات بل اعرضتم ودود ودمتم على باطلكم حتى صار ما صار ووصلتم الى هذا اليوم الذي لا ينفع فيه اعتذار اعتذار من اعتمر بباطل وقد مكروا اي المكذب للرسل مكرهم الذي وصلت اراداتهم وقدوة وقدرهم عليه؟ قدرهم عليه. وقدرهم عليه وعند الله مكرهم اي وهو محيط به علما وقدرة فانه متروهم عليهم ولا يحيق المكر السيء الا باهله وان كان مكرهم لتزول منه الجبال اي ولقد كان مكر الكفار بالحق ومن جاء ما به من عظمه لتزول الجبال الراسية بسببه عن اماكنها اي مكروا مكرا كبارا لا يقادر قدره ولكن الله رد كيده في نحرهم ويدخل في هذا كل ما من نكر من المخالفين للرسل ينصر باطلا او يبطل حقا. والقصد ان والقصد ان مكروه لم يغني عنهم شيء ولم يضر الله شيئا وانما ضروا انفسهم فلا تحسبن الله مخلص وعده رسله الايات يقول تعالى فلا تحسبن الله فوعده يوصله لنجاتهم ونجاة اتباعهم وسعادتهم والى اعدائهم وخذلانهم في الدنيا وعقابهم في الاخرة. فهذا لابد من وقوعه لانه وعد به الصادق قولا على سيرة اصدر خلقه وهم الرسل وهذا اعلى ما يكون من الاخبار خصوصا وهو مطابق للحكمة الالهية والسنن الربانية والعقول الصحيحة لا يعجزه شيء فانه عزيز الانتقام اي اذا اراد ان يدخل من احد فانه لا يفوته ويعجزه وذلك في يوم القيامة. يوم تبدل الارض غير الارض السماوات تبدل غير السماوات وهذا التبديل تبديل صفات لا تبديل ذات فان الارض يوم القيامة تسوى وتمد كمد الاديم ويقام اعلى ظهرها من جبل ومعلم فتصير قاع صفصفا لا ترى فيها عوج ولا انت وتكون السماء كالمهل من شدة اهوال ذلك اليوم ثم الله تعالى بيمينه وبرزوا اي الخلائق من قبورهم الى يوم بعثهم ونشورهم في محل في محل لا يخفى منهم على الله اي شيء لله الواحد القهار اي المنفرد بعظمته واسمائه وصفاته وافعاله العظيمة وطهره لكل العوالم فكلها ستزور فيه وتدبيره مقرنين في الاصفاد ان يسلسل كل اهل عمل بسلاسل من نار فيقادون الى العذاب في اذل صورة واشنعها وابشعها سرابيلهم اي ثيابهم من قطران وذلك لشدة اشتعال النار فيهم وحرارتها ونتن ريحها وتغشى وجوههم التي هي اشرف ما في ابدا النار اي تحيط بها وتصلاها من كل جانب يغير الوجوه من باب اولى واحرى. وليس هذا ظلما من الله لهم وانما هو لما قدموا وكسبوا ولهذا قال تعالى ليجزي الله كل نفس ما كسبت من خير وشر بالعدل والقسط الذي لا جور فيه بوجه من الوجوه فان الله سريع الحساب كقوله قوله تعالى اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ويحتمل ان معناه سريع المحاسبة فيحاسب الخلق في ساعة واحدة كما يرزقهم ويدبرهم بانواع التدابير في لحظة واحدة لا يشغله شأن عن شأن وليس ذلك عليه. فلما بين البيان المبين في هذا القرآن قال في مدحه هذا باب للناس ان يتبلغون به ويتزودون الى الوصول الى اعلى المقامات الكرامات بما اشتمل عليه من الاصول والفروع وجميع العلوم التي يحتاجها العبد ولي ينذر به لما فيه من الترهيب من اعمال الشر وما اعد الله لاهلها من العقاب وليعلموا ان ما هو اله واحد. حيث صرف فيه من الادلة والبراهين على اوليته ووحدانية ما صار ذلك حقا يقينا اي العقول الكاملة ما ينفعهم فيفعلونها وما يضرهم فيتركونه معارفهم واراهم وتنورت افكارهم لما اخذوه فانه لا يدعو الا الى اعلى الاخلاق والاعمال وافضلها ولا ولا على ذلك الا بيقولان التي وابيانها وهذه القاعدة اذا مر بها العبد الذكي لم يزل في صعود ورقي على الدوام في كل خصلة حميدة والحمد لله رب العالمين تم تفسير سورة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام. احسنت بارك الله فيك. القراءة مع الشيخ عبد السلام هذه السورة سورة ابراهيم عليه السلام تعلمنا كيف نتعامل مع انفسنا في الدعاء مع بلدنا مع ذرياتنا الدعاء امر اساسي في حياة المسلم. نعم قال رحمه الله تعالى تفسير سورة الحجر وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم الف لام تلك ايات الكتاب والقرآن المبينا الايات يقول تعالى معظما لكتابه مادحا له تلك ايات الكتاب الايات الدالة على احسن المعاني وافضل المطالب قرآن وقرآن مبين للحقائق باحسن لفظ واوضحه وادله على المقصود. وهذا مما يوجب على الخلق انقياد له والتسليم لحكمه وتلقيه بالقبول الفرح والسرور فاما من قابل هذه النعمة العظيمة بردها والكفر بها فانه من المكذبين الضالين الذين سيأتي عليهم وقت يتمنون انهم مسلمون اي منقادون لاحكامه وذلك حين ينكشف الغطاء وتظهر اوائل الاخرة ومقدمات الموت فانهم في احوال الاخرة كلها يتمنون انهم مسلمون قد فات وقت الامكان ولكنهم في هذه الدنيا مغترون. فذرهم يأكلوا ويتمتعوا بلذاتهم ويلهيهم يأملون البقاء في الدنيا فيلهيهم عن الاخرة فسوف يعلمون ان ما هم عليه باطل. وان اعمالهم ذهبت خسرانا عليهم ولا اغتروا بمن ليت على فان هذه سنته في الامم وما اهلكنا من قرية كانت مستحقة للعذاب الا ولها كتاب معلوم مقدر لاهلاك ما تسبق من امة اجلها وما يستأخرون والا فالذنوب لابد من وقوع اثرها وان تأخر. قول تعالى وقالوا يا ايها الذي نزل عليه الذكر انك لمجنون لا يأس يقال المكذبون لمحمد صلى الله عليه وسلم استهزاء وسخرية يا ايها الذي نزل عليه الذكر على زعمك انك لمجنون اذا تظن ان اذ تظن انا سنتبعك ونترك ما وجدنا عليه اباءنا لمجرد قولك. لو ما تأتينا الملائكة يشهدون لك بصحة ما جئت به ان كنت من الصادقين فلما لم تأتي بالملائكة فلست بصادق وهذا من اعظم الظلم والجهل اما الظلم فظاهر فان هذا تجرأ الله وتعينه وتعنت بتعيين الايات التي لم يخترها وحصل المقصود والبرهان بدونها من الايات الكثيرة الدالة على صحة ما جاء به واما الجهل فانهم جهلوا مصلحتهم من مضرته فليس بانزال الملائكة خير لهم بل لا ينزل الله الا ينزل الله الملائكة الا بالحق الذي لا امهال على من لم يتبعه وينقد له وما كانوا اذا حين تنزل الملائكة ان لم يؤمنوا ولم يؤمنوا منظرين ممهلين فصار طلبهم لانزال الملائكة تعجيلا لانفسهم بالهلاك والدمار. فان الايمان ليس في ايديهم وانما هو بيد الله تعالى ولو اننا نزلنا اليهم وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون. ويكفيهم من الايات ان كانوا صادقين هذا القرآن العظيم. ولهذا قال هنا انا نحن نزلنا الذكر للقرآن الذي فيه ذكرا لكل شيء من المسائل والدلائل وفي يتذكر من اراد التذكر وانا له لحافظون في حال انزاله وبعد انزاله ففي حال انزاله حافظون له من استراق كل شيطان رجيم وبعد انزاله اودعه الله في قلب رسوله واستودعه في قلوب امته وحفظ الله الفاظه من التغيير فيها والزيادة والنقص من التبديل فلا يحرف محرف معنى من معانيه الا وقيض الله له من يبين الحق المبين وهذا من اعظم ايات الله ونعمه على عباده مؤمنين ومن حفظه ان الله يحفظ اهله من اعدائهم ولا يسلط عليهم عدوا يجتاحهم. قوله تعالى ولقد ارسلنا من قبلك في شيع الاولين لاياته. يقول تعالى النبي صلى الله عليه وسلم اذ كذبه المشركون لم يزل هذا دأب الام الخالية في القرون الماضية فقد ارسلنا قبلك في شيع الاولين فرقهم وجماعاتهم رسلا وما يأتيهم من رسول يدعوهم الى الحق والهدى الا كانوا به يستهزئون كذلك نسلكه اي ندخل التكذيب في قلوب المجرمين الذين وصفهم الظلم والبهت. الذين وصفهم الظلم والبهت عاقبناهم لما تشابهت قلوبهم بالكفر والتكذيب تشابهت معاملاتهم الانبياء ورسلهم بالاستهزاء والسخرية وعدم الايمان. ولهذا قال لا يؤمنون به وقد خلت سنة الاولين اعادت الله فيهم باهلاك لم يؤمن بايات الله ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا انما سكرت ابصارنا بل نحن قوم مسحورون اي ولو جائتهم كل اية عظيمة لم يؤمنوا وكابروها فلو فتحنا عليهم بابا من السماء فصاروا يعرجون فيه ويشاهدونه عيانا بانفسهم لقالوا من ظلمهم وعنادهم منكرين لهذه الاية انما سكرت ابصارنا اصابها سكر وغشاوة حتى رأينا ما لم نره. بل نحن قوم مسحورون ليس هذا بحقيقة بل هذا سحر وقوم وصلت فيهم حال الى هذا الانكار فانهم لا نطمع فيهم ولا رجاء. ثم ذكر الايات على ما جاءت به الرسل الرسل من الحق فقال ولقد جعلنا في السماء برودا وزيناها للناظرين الايات. يقول تعالى الاقتدار ورحمته بخلقه ولقد جعلنا في السماء برودا نجوما كالابراج والاعلام العظام يبتدى بها في ظلمات البر والبحر وزيناها للناظرين فانها لولا النجوم لما كان في سماء هذا المنظر البهي والهيئة العجيبة وهذا مما يدعو الناظرين الى التآمر فيها والنظر في معانيها والاستدلال بها على باريها وحفظنا الشيطان الرجيم اذ اذا استرق السمع اذا استرق السمع اتبعته اتبعته اذا واستمع اتبعته شروغ الثواقب فبقيت السماء ظاهرها مجمل بالنجوم النيرات وباطنها محروس ممنوع من الافات الا من اشترق السمع الا في بعض الاوقات قد يسترق بعض الشياطين السمع بخفية واختلاس فاتبعه شاب مبين بين منير يقتله او يخبل فربما ادركه الشهاب قبل ان يوصله الشيطان الى وليه. هذا فيه دلالة ان الشياطين وان الجن يمكنهم العيش حتى في فيما يسميه الناس اليوم بالفضاء الخارجي. هذه الاية لانهم يجتمعون يسترقون السمع عند النجوم وهو فوق في الفضاء الخارجي. نعم. قال فربما ادركه الشهاء قبل ان يوصلها الشيطان الى وليه فينقطع خبر السماء عن الارض وربما القاها الى وليه قبل ان يدركه الشهاب فيضمها ويكذب معها مائة كذبة ويستدل بتلك الكلمة التي سمعت من السماء والارض مددناها ان وسعنا سعة يتمكن الادميون والحيوانات كلها من امتداد بارجائها والتناول من ارزاقها والسكون في نواحيها والقينا فيها رواسي جبالا عظاما باذن الله ان تميد وتثبتها ان تزول. وانبتنا فيها من كل شيء موزون نفع متقوم يضطر اليه العباد والبلاد ما بين نخيل واعناب الاشجار وانواع النبات والمعادن واجعلنا لكم فيها معايشة من الحرص ومن الماشية ومن انواع المكاسب والحرف ومن لست له برازق انعمنا عليكم بعبيد وايماء عامل لنفعكم ومصالحكم وليس عليكم رزقها بل خولكم الله اياها وتكفل بارزاقها. وان من شيء الا عندنا خزائنه وما الا بقدر معلوم جميع الارزاق واصناف الاقدار لا يملكها احد الا الله فخزائنها بيده يعطي من يشاء ويمنع من يشاء بحسب حكمته ورحمته وما ننزله الليل مقدر من كل شيء من مطر وغيره الا بقدر معلوم فلا يزيدهم على ما قدره الله ولا ينقص منه احلى واقعة فانزلنا من السماء ماء فاسقيناكم وما انتم له بخازن وسخرنا لاحد رياح الرحمة كما يلقح الذكر الانثى عن ذلك الماء باذن الله فيسقيه الله العباد ومواشيهم وارضهم ويبقي في الارض مدخرا ويبقى في الارض مدخرا لحاجاته وضروراتهم ما هو مقتض قدرته ورحمته. وما انتم له بخازنين لا قدرة لكم على خزنه وادخاره ولكن ان الله يخزنه لكم ويسلكه يا ابي رحمة بكم واحسانا اليكم. وانا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون الايات وحده هو وحده لا شريك له الذي يحيي الخلق من العدل بعد ان لم يكونوا شيئا مذكورا يبيت لاجارهم التي قدرها. ونحن الوارثون كقوله قال انا نحن نرث الارض ومن عليها والينا يرجعون وليس ذلك بعزيز ولا ممتنع على الله فانه تعالى يعلم المستقدمين من الخلق ومستأخذين منهم ويعلم ما تنقص الارض منه وما يتفرق من اجزائهم وهو الذي قدرته لا يعجزها معجزة فيعيد عباده خلقا جديدا ويحشرهم اليه انه حكيم يضع الاشياء مواضعها منازلها ويجازي كل عامل بعمله ان خيرا فخيرا وان شرا فشر. قوله تعالى ولقد خلقنا الانسان من صلصال من حمل مسنون الايات نعمته واحسانه على ابينا ادم عليه السلام ما جرى من عدوه ابليس وفي ضمن ذلك التحذير لنا من شر وفتنته فقال تعالى ولقد خلقنا الانسان عليه السلام من طين قد يبس بعدما خمر حتى صار له صلصلة وصوت كصوت الفخار والحمأ متغير لونه وريحه من طول مكسيه والجان وهو ابو الجن اي ابليس خلقناه من قبل. خلقناه من قبل خلق من قبل لخلق هذا من نار السموم اي من النار الشديدة الحرارة. فلما اراد الله خلق ادم قال للملائكة اني خالق بشر من صلصال من حمل مسنون فاذا سويت جسدا تاما ونفخت به من روحي فقعوا له ساجدين. فامتثلوا امر ربهم فسجد الملائكة كل مجمعون تأكيدا بعد تأكيد ليدل على ولم يتخلف منهم احد وذلك تعظيما لامر الله واكراما لادم حيث علم علم ما لم يعلموا الا ابليس ابى ان يكون مع الساجدين وهذه او العداوة ادم وذريته قال الله يا ابليس ما لك الا تكون مع الساجدين؟ قال لم اكن لاسجد لبشرا خلقته من صلصال من حمل مسنون. فاستكبر على امر الله وابدى العداوة لآدم وذريته واعد اعجب بعنصره واعجب بعنصره وقال انا خير من ادم قال اللهم لذلك يقول اول عنصري على وجه الخليقة هو ابليس. اول عنصري هو ابليس. نعم قال الله معاقبا له على كفره واستكباره فاخرج منها فانك رجيم مطرود ومبعد من كل خير وان وان عليك اللعنة ان ذم والعيب والبعد رحمة الله الى يوم الدين فيها وما اشبهها دليل على انه سيستمر على كفره وبعده من وبعده من الخير. قال رب فانظرني الى يوم يبعثون. قال فانك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم. وليس اجابة الله بدعاء كرامة في حقه وانما ذلك امتحان وابتلاء من الله له وللعباد فبين الصادق الذي يطيعه الذي يطيع مولاه دون عدوهم من ليس كذلك ولذلك حذرنا من الغاية التحذير وشرح لنا ما يريده منا قال يصده كلهم عن الصراط المستقيم الا عبادك منهم المخلصين الذين اخلصتهم واتبعتهم لاخلاصهم وايمانهم وكلهم قال الله تعالى هذا صراط علي مستقيم. اي معتدل موصل الي والى دار كرامتي ان عبادي ليس لك عليهم سلطان تميلهم به الى من انواع الضلالات بسبع عبوديتهم لربهم وانقيادهم لاوامره اعانهم الله وعصمهم من الشيطان الا من اتبعك فرضي بولايتك طاعتك بدلا من طاعة الرحمن من الغاويين الغاوي ضد الراشد وهو الذي عرف الحق وتركه والضال الذي تركه من غير علم منه به انما لموعدهم اجمعين ابليس وجنوده ولها سبعة ابواب كل باب اسفل من الاخر كل باب منهما من اتباع ابليس جزء مقصود حسب اعمالهم قال تعالى فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود ابليس اجمعون. هنا قال كل باب اسفل من الاخر يعني الابواب على حسب الدركات في النار. وبعض اهل العلم يقول لا لها سبعة ابواب يعني موازية ثم تؤدي كل باب منها الى دركات. نعم. ولما ذكر تعالى ما اعد لاعدائه اتباع ابليس من النكال والعذاب شديد ذكر ما اعد لاوليائه من الفضل العظيم والنعيم المقيم فقال ان المتقين في جنات وعيون الايات. يقول تعالى ان المتقين الذين سقوطات الشيطان يوم يدعوهم اليه من جميع الذنوب والاحصان في جنات وعيون قد احتوت على جميع الاشجار واينعت فيها جميع الثماء الذي يأتي في جميع الاوقات ويقال وحال دخوله ادخلوها بسلام امنين من الموت والنوم والنصب واللغو واللغو بانقطاع شيء من النعيم الذي هم فيه لو نقصانه ومن المرض والحزن والهم المكدرات ونزعنا ما في صدورهم من غل فتبقى قلوبهم سالمة من كل غل من كل غل وحسد متصافية اخواني على سرر متقابلين دل ذلك على تزاورهم واتباعهم وحسن ادبهم فيها. وحسن ادبهم فيما بينهم في كون كل منهم قابلا للاخر لا مستدبرا لهم متكيين على تلك السرر المزينة بالفرش واللؤلؤ وانواع الجواهر. لا يمس فيها نصب لا ظاهر ولا باطن وذلك لان الله ينشئهم نشأة وحياة كاملة لا تقبل شيئا من الافات وما هم منها لمخرجين على سائر الاوقات. ولما ذكر ما يوجب الرهبة والرهبة بمفعولات الله من الجنة والنار ذكر ما يوجب ذلك من اوصافه تعالى فقال نبئ عبادي اي اخبرهم خبرا جازما مؤيدا بالادلة الغفور الرحيم فانهم اذا عرفوا كمال رحمته ومغفرته. سعوا بالاسباب الموصلة لهم الى رحمته واقلعوا عن الذنوب وتابوا ومنها لينالوا مغفرته ومع هذا فلا ينبغي ان يتمادى بهم الرجاء الى حال الامن والاجلال فنبئهم ان عذابي هو العذاب الاليم ولا عذاب في الحقيقة الا عذاب الله الذي لا يقادر قدره ولا يبلغ كنه. نعوذ نعوذ به من عذابه فانه اذا عرفوا ان لا فانهم فانهم اذا عرفوا الا يعذب عذابه احد ولا يوثق وثاقه احد حذروا وابعدوا عن كل سبب يوجب لهم العقاب. فانهم اذا عرفوا انه لا يعذب عذابه احد. وفق الاية انه نعم فانهم اذا عرفوا انه لا يعذب عذاب احد ولا يوثق وثاقه احد حذروا ابعدوا عن كل سبب يوجب لهم العقاب فالعبد ينبغي له ان يكون قلبه دائما بين الخوف والرجاء والرغبة والرغبة فيه اذا نظر الى رحمة ربه ومغفرة وجوده واحسن ان يحدث له ذلك الرجاء والرغبة اذا نظر الى ذنوبه وتقصيره لي في حقوق ربه احدث له الخوف والرهبة والاقلاع عنها. ونبههم عن ضيف ابراهيم الايات. يقول محمد صلى الله عليه وسلم ونبئهم عن ضيف ابراهيم الى تلك القصة العجيبة فان في قصك عليه منبع رسل ما جرى لهم ما يوجب لهم العبرة والاقتداء بهم. خصوصا ابراهيم الخليل الذي امرنا الله الله ان نتبع ملتها هم الملائكة واكرمه الله بان جعل مضيافه دخلوا عليه فقالوا سلاما اي سلموا عليه فرد عليهم قال انا منكم خائفون لانه لما دخلوا عليه وحسبهم ضيوفا ذهب مسرعا الى بيته فاحضرهم ضيافتهم عجلا حليما فقدموا اليه فلما رأيتهم لا تصل يخاف منهم ان يكون لصوصا او نحوهم فقالوا له فقالوا له لا توجل انا نبشرك بغلام عليم وهو اسحاق عليه الصلاة والسلام مؤمنة هذه البشارة بانه ذكر لا انثى عليم اي كثير العلم وفي الاية الاخرى وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين. قال لهم متعجبا من هذه بشرتموني بالولد على ان مسني الكبر وصار نوع اياس منه فبما تبشروني اي على اي وجه تبشروني وقد عدمت الاسباب؟ قالوا بشرناك بالحق الذي لا شك فيه لان الله على كل شيء قدير وانتم بالخصوصية اهل هذا البيت رحمة الله وبركاته عليكم فلا يشترى فضل الله واحسانه اليكم فلا تكن من القانطين الذين يستبعدون وجود الخير بل لا تزال راجيا لفضل الله واحسانه وبره وامتنانه. فاجابهم ابراهيم بقوله ومن يغاض من رحمة ربه الا الضالون الذين لا عمل لهم بربهم وكمال اقتداره وما من انعم الله عليه بالهداية والعلم العظيم فلا سبيل للقنوط اليه لانه من كثرة الاسباب والوسائل والطرق لرحمة الله شيئا كثيرا. ثم لما بشروه بهذه البشارة عرف انهم مرسلون لامر مهم قال فما ايها المرسلون الايات اي قال الخليل عليه السلام الملائكة فما خطبكم ايها المرسلون اي ما شأنكم ولاي شيء ارسلتم؟ قالوا انا ارسلنا الى قوم مجرمين كثر فسادهم وعظم شرهم لنعذبهم ونعاقبهم الا نوطا واهله الا امرأته قدرنا انها لمن الغابرين للباقين بالعذاب واما لوط اخرجوا واهله وننجيه منها فجعل ابراهيم يجادل الرسل فيه لكن ويراجعه فقيل له يا ابراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربك انهم اتيهم عذاب غير مدود فذهبوا منه. فلما جاء ال لوط المرسلون قال لهم لوط انكم قوم لا اعرفكم ولا ادري من انتم فقالوا بل جئناك بما كانوا فيه يم ترون جئناك بعذابهم الذي كانوا يشكون فيه ويكذبونك حين تعدهم به. واتيناك بالحق الذي ليس بالهزل وانا لصادقون فيما قلنا لك فاسر باهلك بقطع من الليل في اثناء حين تنام العيون ولا يدري احد عن مسراك. ولا يلتفت بكم احد بادروا واسرعوا وامضوا حيث تؤمرون كأن معهم دليلا يدلهم على اين يتوجهون وقضينا اليه ذلك الامر اخبرنا خبرا لا مثنوية فيه ان هؤلاء مقطوع المصبحين اي سيصبحهم العذاب الذي يجتاحون ويستأصلهم. وجاء اهل المدينة اي المدينة التي فيها لوط يستبشرون يبشر بعضهم بعضهم باقضيها في لوط وصباح وصباحة وجوههم واقتدارهم عليه عليهم وذلك لقصدهم فعل الفاحشة حتى وصلوا الى بيت لوط فجعلوا يعالجون لوطا على اضيافه. ولوط يستعيذ منهم ويقول ان هؤلاء ضيفي فلا تفضحوني واتقوا الله ولا تخزون الله اول ذلك يعني قوله جاء اهل المدينة فيه اشارة على انهم كانوا اهل مدن وان هذه المدينة كان فيها قرى كثيرة وليست قرية واحدة. ولذلك ذكر المفسرون ان مدائن قوم لوط كانوا اثني عشر اثنتي عشرة قرية نعم. ايراقب الله تعالى اول ذلك وان كان ليس فيكم خوف من الله فلا تفضحوني في اضياف وتنتهك منهم الامر الشنيع. فقالوا له جوابا عن قوله ولا تخزوني فقط اولم ننهك عن العالمين ان تضيفهم فنحن وقد امرناك ومن انذر فقد اعذر فقال لهم لوطوا من شدة الامر الذي اصابه هؤلاء بناتهم كنتم فاعلين فلم يبالوا بقوله. ولهذا قال الله محمد صلى الله عليه وسلم لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون وهذه السكرة هي سكرة محبة الفاحشة التي لا يبالون معها بعدل ولا لون فلما بينت له الرسل حالهم زال عن لوط ما كان يجده من الضيق والكرب فامتثل لربه وسراب اهله ليلا فنجوا واما اهل القرية فاخذتهم الصيعة مشرقين وقت شروق الشمس حين كانت العقوبة عليهم اشد فجعلنا عاليها سافلها قلبناها عليهم مدينتهم وامطرنا عليهم حجارة من سجيل تتبع فيها من شذ من البلد منهم ان في ذلك لايات للمتوسمين تأملين المتذكرين الذين لهم فكر وروية وفراسة فيفهمون. يفهمون بها ما اريد بذلك من ان من تجرأ على معاصي الله خصوصا هذه الفاحشة العظيمة وان الله سيعاقبه باشنع العقوبات كما على اشنع السيئات. وانها لمدينة قوم لوط لسبيل لسبيل مقيم للسالكين يعرفه كل من تردد في تلك الديار. ان في ذلك لاية للمؤمنين. وفي هذه القصة من عبر تعالى بخليله ابراهيم فان الوطن عليه السلام من اتباعه وممن امن به فكأنه تلميذ له فحين اراد الله اهلاك قوم لوط حين استحقوا ذلك امر رسله ان يمروا على ابراهيم عليه السلام كي يبشروه بالولد ويخبروه بما بعثوا له حتى انه جادلهم عليه السلام فيه لكن حتى فطابت نفسه وكذلك لطنا عليه السلام لما كانوا في اهل وطني فربما اخذته الرقة عليهم والرأفة بهم قدر الله من يشتد غيظه وحنقه عليهم حتى استبقى اهلاكهم لما قيل له ان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب؟ ومنها ان الله قال اذا اراد ان يهلك قرية ازداد شرهم وطغيانه فاذا انتهى اوقع بهم من العقوبات ما يستحقونه. قوله تعالى وان كان اصحاب الظالمين الاية وهؤلاء قوم شعيب نعتهم الله واضافهم الى الايكة وهو البستان كثير نجى ان يذكر نعمته عليهم وانهم ما قاموا بل جاءه نبي شعيب فدعاهم للتوحيد وترك الظلم للناس في المكاييل والموازين. وعالجهم على ذلك اشد المعالجة فاستمروا على ظلمهم في حق الخالق وحق الخلق ولهذا وصفهم هنا بالظلم فانتقمنا منه فاخذهم عذاب يوم الظلة انه كان عذاب يوم عظيم بطريق واضح يمر به المسافرون كل وقت فيبينوا من اثارهم ما هو مشاهد بالابصار فيعتبر بذلك اولوا ما الباب؟ قوله تعالى ولقد كذب اصحاب الحجر المرسلين لا يذكر تعالى عن اهل الحجر وهم قوم صالحين الذين يسكنون الحجر المعروف في ارض اجازينهم كذبوا المرسلين كذبوا صالحا ومن كذب رسولا فقد كذب سائر الرسل لاتفاق دعوتهم. وليس تكذيب بعضهم لشخصه بل لما جاء به من الحق الذي اشتركه جميع الرسل بالاتيان به واتيناهم اياتنا الدالة على صحة ما جاءهم به صالح من الحق التي من جملتها من جولتها تلك تلك الناقة التي هي من ايات الله العظيمة فكانوا عنها معرضين كبرا وتجبرا على الله. وكانوا من كثرة بسم الله عليهم ينحتون من الجبال بيوتنا بهم المخاوف مطمئنين في ديارهم فلو شكروا النعمة وصدقوا نبيهم صالحا عليه السلام لادر الله عليهم الارزاق ولا اكرمهم من الثواب العاجل والاجل. ولكنهم كذبوا لما كذبوا وعقروا الناقة وعتوا عنا من ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا ان كنت من وقالوا يا صالح ائتنا ما ائتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين فاخذتهم الصيحة مسمعين فتقطعت قلوبهم في اجوافهم مع ما يتبع ذلك من خزي واللعنة المستمرة. فما قوم صالح او تتأمل القرآن تجد ان الله لم يذكر لهم ذنبا غير الشرك والتكذيب للرسول. قال شيخنا ابو زكريا رحمه الله فيه دلالة على ان قوم صالح ما كان عندهم من الاخلاق السيئة والمعاملات المحرمة لكن عندهم الشرك فلا يغتر الناس بحسن خلق المشركين. لان حسن الخلق مع الشرك لا ينفع. فهذا قوم صالح ما ذكر الله عن قوم صالح الا الشرك والتكذيب فقط. ما عندهم ذنب اخر. بخلاف الاقوام الاخرين ذكر الله لهم ذنوبا اخرى نعم. فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون لان الله لان امر الله اذا جاء لا يرده كثرة جنود ولا قوة انصار ولا اغزارة اموال. وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما الا بالحق وان الساعة لاتيتم اصفح الصفح الجميل. اي فخلقناهما عبثا باطلا كما يظن ذلك اعداء الله بل ما خلقناهما الا بالحق الذي منه ان يكونا بما فيهما دالتين على كمال خلقهما بداره وسعة رحمته وحكمته وعلمه محيطي وانه الذي لا تنبغي العبادة الا له وحده لا شريك له وان الساعة لاتية لا ريب فيها لخلق لخلق السماوات اكبر من خلق الناس فاصفح الصفحة الجميلة والصفح الذي لا اذية فيه بل يقابل اساءة المسيء بالاحسان وذنبه بالغفران تنال من ربك جزيلا الفجر والسواه فان كل ما هو ات فهو قريب. وقد ظهر لي معنى معنى احسن مما ذكرت هنا وهو ان المأمور به هو الصح الجميل الذي قد سلم من الحقد والاذية القولية والفعلية دون الصفح الذي ليس بجميل وهو الصفح في غير محله فلا يصفح فلا يصفح حيث اقتضى مقام العقوبة كعقوبة المعتدين الظالمين الذين لا ينفع فيهم الا العقوبة وهذا هو المعنى. ان ربك هو الخلاق لكل مخلوق اليوم بكل شيء فلا يعجزه احد من جميع ما احاط به علمه وجرى عليه خلقه وذلك سائر الموجودات. قوله تعالى ولقد اتيناك سبعا من المثاب والقرآن العظيم الايات. يقول تعالى امتنع عن الرسول صلى الله عليه وسلم الغد اتيناك سبع من المثاني وهن على الصحيح السور السبع الطوال. البقرة وال عمران والنساء والمائلات والانعام مع التوبة او انها فاتحة الكتاب لانها سبع ايات فيها كتب فيكون عطف القرآن العظيم على ذلك من باب عطف العام على الخاص لكثرة ما في المثاني من التوحيد وعلوم الغيب والاحكام الجلية والاحكام الجليلة جليلة وتثني وتثنيتها فيها وعلى القول بان الفاتحة هي السبع المثاني بمعناها انها سبع ايات تثنى في كل ركعة تكرر تثنى يعني تكرر في كل ركعة وهذا هو الصواب اتيناك سبعا من المثاني اي الفاتحة. والقرآن العظيم. فهذا ذكر الخاص ثم العام. وهذا امر سائغ. نعم واذا كان الله قد اعطاه القرآن العظيم مع السبع المثاني كان قد اعطاه افضل مما يتنافس به المتنافسون واعظم ما فرح به المؤمنون قل بفضل الله رحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. ولذلك قال بعده لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم اي لا تعجب اعجابا يحملك فعلى اشغال فكر بك فكرك بشهوات الدنيا التي التي تمتع بها المترفون واغتر بها الجاهلون واستغني بما اتاك الله من المثاني والقرآن العظيم ولا تحزن عليه فانهم لا خير فيهم يرجى ولا نفع يرتقب فلك في المؤمنين عنهم احسن البدل وافضل العوض واخفض جناحك للمؤمنين وحسن لهم خلقك محبة واكراما وتوددا. وقل اني انا النذير المبين قم بما عليك من النذارة وايداء الرسالة والتبليغ القريب والبعيد والعدو والصديق فانك اذا فعلت ذلك فليس عليك من حساب من شيء وما من حسابك عليهم من شيء. وقوله كما انزلنا على سنين اي كما انزلنا العقوبة على المقتسمين على بطلان ما جئت به الساعين لصد الناس عن سبيل الله الذين جعل القرآن عضين اصنافا واعضاء وعزى ان يصرفونه بحسب ما يهوونه. فمنهم من يقول السحر ومنهم من يقول كهانة ومنهم من يقول مفترا الى غير ذلك من اقوال الكفرة المكذبين به الذين جعلوا قدحهم فيه ليصدوا الناس عن الهدى. فوربك لنسألنهم اجمعين جميع من قدح في وعابه وحرفه وبدله عما كانوا يعملون في هذا اعظم الوزير اللهم على الاقامة على ما كانوا يعملون. ثم امر الله رسولنا ان يبالي بهم ولا بغيرهم وان يصنع بما امر الله تعالى ويعين بذلك لكل احد ولا يعوقنه امره عائق ولا تصده اقوال المتهوكين. واعرض عن المشركين لا تبالي بهم اترك مشاتمتهم ومسابتهم مقبلا على شأنك انا كفيناك المستهزئين بك وبما جئت به. وهذا وعد من الله لرسوله الا يضره المستهزئون وان يكفيه الله اياهم بما من انواع العقوبة وقد فعل تعالى فانه ما تظاهر احد بالاستهزاء برسوله صلى الله عليه وسلم. وبما جاء به الا اهلكه الله وقتله له شر قتلة ثم ذكرون مع الله الها اخر وهو ربهم خالقهم ومدبرهم فسوف يعلمون غب افعالهم اذا وردوا القيامة. ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون لك التكريم والاستهزاء فنحن قادرون على استئصالهم العذاب والتعديل لهم بما يستحقونه ولكن الله يمهلهم ولا يهملهم. فانت يا محمد سبح بحمد ربك وكن من الساجدين اكثر من ذكر الله واتسبه وتحميده والصلاة فان ذلك يوسع الصدر ويشرحه ويعينك على امورك واعبد ربك حتى يأتيك اليقين اي الموت استمر في جميع الاوقات على التقرب الى الله بانواع العبادات العبادات فامتثل فامتثل صلى الله عليه وسلم امر به فلم يزل دائما في العبادة حتى اتاه اليقين من ربه صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا تم تفسير سورة الحجر والحمد لله رب العالمين. يعني من اعظم اسباب ازالة ضيق الصدر من اعظم اسباب ازالة ضيق الصدر التسبيح والتحميد صلاة ولزوم العبادة. هذه اربعة امور قال العلماء من اسباب انشراح الصدر. التسبيح والتحميد والسجود. معناه الصلاة. ولزوم العبادة في بيوت الله تعالى. نعم. تفسير سورة النحل وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم اتى امر الله فلا تستعجلوها الايات يقول تعالى مقربا لما وعد به محققا لوقوعه اتى امر الله فلا تستعجلوا فانه ات وما هو ات فانه قريب سبحانه وتعالى عما يكون من نسبة الشريك والولد والصاحبة والكفر وغير ذلك مما نسبه اليه المشركون مما لا يليق بجلاله او ينافي كماله. ولما نزه نفسه عما وصفه ذكر الوحي الذي ينزله على انباء انبيائه مما يجب اتباعه في ذكر ما ينسب لله من صفات الكمال فقال ينزل الملائكة بالروح من امره اي بالوحي الذي به حياة الارواح على من يشاء من عباده ممن يعلم صالحا لتحمل رسالته وزبدة دعوة رسل كلهم ومدارها على قوله ننذر لا اله الا انا على معرفة الله وتوحد وتوحده في صفات العظمة التي هي صفات الالوهية وعبادته وحده لا شريك له فهي التي انزل بها الكتب وارسل رسله وجعل الشرائع كلها تدعو اليها وتحث وتجاهد من حاربها وقام بضدها ثم ذكر الادلة والبراهين على ذلك فقال خلق السماوات والارض بالحق تعالى عما يشركون. الايات هذه السورة تسمى سورة النعم فان الله ذكر في اولها اصول النعم قواعدها وفي اخرها متمماتها ومكملاتها. فاخبر انه خلق السماوات وغضب الحق ليستدل بهما العباد على عظمة خالقهم له من نعوت الكمال ويعلم انه خالقهما مسكنا لعباده الذي يعبدونه بما يأمرهم به من الشرائع التي انزلها على السنة رسله. ولهذا نزه نفسه عن شرك المشركين به فقال تعالى عما يشركون تنزه وتعاظم عن شركه فانه الاله حقا الذي لا تنبغي العبادة والحب والذل الاله تعالى خلق الله السماوات وذكر خلق ما فيهما وبدأ في اشرف ذلك والانسان فقال خلق الانسان من نطفة لم يزل يدبرها ويربيها وينميها حتى صارت بشرا تاما كاملا على الظاهرة والباطن قد غمره بنعمه قد غمره بنعمه قد غمره بنعمه الغزيرة حتى اذا استتم فخر بنفسه واعجب بها فاذا هو خصيم به يحتمل ان المراد فاذا هو خصيم لربه يكفر به ويجادل رسله ويكذب باياته ونسي خلقه الاول وما انعم الله به عليه من النعم فاستعان بها على معاصيه واحتمل ان المعنى ان الله انشأ الادمي من نطفة ثم لم يزل يقول من قول الى قول حتى صار عاقلا متكلما ذا ذهن ورأي يخاصمه يجادل فليشكر العبد ربه الذي اوصله الى هذه الحال التي ليس بامكانه القدرة على شيء منها خلال مالين صحيح لانه قال خصيم مبين في ماذا؟ لم يذكر في ماذا؟ فدل على العموم. نعم ثم لاجل منافعكم ومصالحكم من جملة منافعها العظيمة ان لكم فيها دفء مما تتخذون من اصوافها واشعارها وجلود من ثياب الفرش والبيوت ولكم فيها في غير ذلك ومنها تأكلون. ولكم فيها جمال حين تريحونه وحين تسرحون في وقت رواحها وراحتها وسكونها ووقت حركتها وسرحها وذلك ان جمالها الا يعود اليها منه شيء فانكم انتم الذين تتجملون بها كما تتجملون بثيابكم واولادكم واموالكم وتعجبون بذلك وتحملون لكم من الاجمل الثقيل من الاحمال الثقيلة بل وتحملكم انتم الى بلد لم تكونوا بالغين الا بشق الانفس ولكن الله ذللها لكم فمنها ما تركبونه ومنها ما تحملون عليه ما تشاؤون من اثقاله الى البلدان البعيدة والاقطار الشاسعة. ان ربكم لرؤوف رحيم اذ سخر لكم ما تضطرون اليه وتحتاجونه فله الحمد كما ينبغي بجلال وجهه وعظيم سلطانه وسعة جوده وبره والخيل والبغال والحمير سخرناها لكم لتركبوها وزينة ترى تستعملونها للضرورة في الركوب وتارة لاجل جمال والزينة ولم يذكر الاكل لان البغال والحمير محرم الاكواع والخيل ولا تستعملون في الغالب لك. ولينهى عن ذبحها لاجل الاكل خوفا من انقطاعها والا وقد ثبت في الصحيحين النبي صلى الله عليه وسلم اذن في لحوم الخيل ويخلق ما لا تعلمون مما يكون بعد نزول القرآن من الاشياء التي يركبها الخلق في البر البحر والجو يستعملونها في منافع وصال فانه لم يذكرها باعيانها لان الله تعالى لم يذكر في كتابه الا ما يعرفه العباد ويعرفون نظيره واما ما ليس له ونظيره فانه لو ذكر لم يعرفه ولم يفهم المراد منه فيذكر اصلا جامعا يدخل فيه ما يعلمون وما لا يعلمون كما ذكر نعيم الجنة وما نعلمه ونشاهد نظيره كالنخل والاعناب والرمان واجمل ما لا نعرف له نظيرا في قوله فيهما من كل فاكهة زوجان فكذلك هنا ذكر ما نعرفه من المراكب كالخير والبغال والحمير والابل والسفن واجمل الباقي في قوله ويخلق ما لا تعلمون. يدخل في قوله ويخلق ما لا تعلمون هذه الصناعات التي وجدت فانها من خلق الله عز وجل. لان الله اقدر العباد على ايجادها. نعم. واما ذكر على الطريقة الحسية وان الله تعالى قد جعل العباد ما يقطعونه به من الابل بغيرها ذكر الطريقة المعنوية الموصلة اليه فقال وعلى الله قصد السبيل الصراط المستقيم الذي هو اقرب الطرق واقصرها موصل الى الله والى كرامته. واما الطريق الجائر في عقائده واعماله وكلما خالف الصراط المستقيم هو قاطع لله موصل داري الشقاء فسلك المعتدون الصراط المستقيم باذن ربهم وضل الغاوون عنه وسلكوا الطرق الجائرة ولو شاء لهداكم اجمعين ولكنه هدى بعضا كرما ولم يهد اخرين حكمة منه وعدلا. قوله تعالى هو الذي انزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسليمون الايات بذلك على كمال قدرة الله الذي انزل هذا الماء من السحاب الرقيق اللطيف ورحمته حيث جعل فيهما ان غزرا منه يشربون وتشرب ثم يسقون منه حروثا فتخرج لهم الثمار ثمرات كثيرة والنعم الغزيرة. وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر منافعكم وانواع مصالحكم اذ لا تستغنون عنها ابدا بالليل تسكنون وتنامون وتستريحون وبالنهار تنتشرون في معيشكم ومنافع دينكم ودنياكم وبالشمس والقمر من الضياء والنور اصلاح الاشجار واصلاح الاشجار والثمار والنبات وتجفيف وتجفيف الرطوبات وازالة البرودة الضارة للارض والابدان وغير ذلك من الضروريات التابعة لوجود الشمس والقمر وفيهما وفي النجوم من الزينة للسماء والهداية في ظلمات البر والبحر ومعرفة الاوقات وحساب ازمنة ما تتنوع دلالاتها صدف اياتها ولهذا جمعها في قوله ان في ذلك لايات لقوم يعقلون. لمن لهم عقول يستعملونها في التدبر والتفكر فيما هيأه فيما هي هين له مستعدة تعقل ما تراه وتسمع لا كنظر الغافلين الذين حظهم الذين حظهم من النظر حظ البهائم التي لا عقل لها وما درى لكم في الارض مختلفا الوانه ان في ذلك لاية لقوم يتذكرون اي فيما ذر الله ونشر للعباد من كل ما على وجه الارض من حيوان وشعر ونبات وغير ذلك مما تدخله الوان وتختلف منافع اية على كمال قدرة الله وعميم احسانه وسعة بره وانه الذي لا تنبغي العبادة الا له وحده لا شريك له لقومه يتذكرون يستحضرون في ذاكرتهم ما ينفعهم من العلم النافع ويتأملون ما دعاهم الله تعالى الى التأمل فيه حتى يتذكروا بذلك ما هو دليل عليه وهو سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا الاية اي وهو وحده اي وهو وحده لا شريك له الذي سخر البحر وهيأه لمنافعكم المتنوعة لتأكلوا من ولحم طنين والسمك والحوت الذي يصطادون منه. وتستخرجوا منه حلية تلبسونها فتزيدكم جمالا وحسنا الى حسنكم وترى الفكاء السفن والمراكب كما وقر فيه تمخر البحر العجاج الهائل حتى تسلك به من قطن الى اخر تحمل المسافرين وارزاق وامتعتهم وتجاراتهم التي يطلبون بها الارزاق وفضل الله عليهم ولعلكم تشكرون الذي يسر لكم هذه الاشياء وهيأها وتثنون على الله الذي من بها فلله تعالى الحمد والشكر والسلام حيث اعطى العباد من صالح ونافع فوق ما يطلبون اعلى ما يتمنون واتاهم من كل ما سألوا ولا نحصي ثناء عليه بل هو كما اثنى على نفسه والقى في الارض لعباده في الارض في الارض رواسي وهي الجبال العظام لان لا تميد بهم وتضطرب بالخلق فيتمكنون من حرث الارظ والبناء والسير عليها من رحمته تعالى ان جعل فيها انهارا يسوقها يسوقها من ارض بعيدة الى ارض مضطرة اليها لساقيهم وسقي مواشيهم وحرثهم انهارا على وجه الارض وانهارا في بطننا يستخرجونها بحفرها حتى يصلوا اليها فيستخرجونها بما سخر الله لهم من من الدوالي ونحوها ومن رحمته ان جعل في الارض سبلنا طرقا توصل توصل الى الديار لعلكم تهتدون السبيل اليها حتى انك تجد ارضا مشتركة من جبال فيها وقد جعل الله فيما بينها منافذ ومسالك للساعات قوله تعالى فمن يخلق فمن لا يخلق فلا يتذكر الايات لما ذكر تعالى ما خلقه من مخلوقات عظيمة وما انعم به من نعم احد ولا كفى له ولا ند له فقال فمن يخلق جميع المخلوقات والفعال لما يريدك من لا يخلق شيئا لا قليلا ولا كثيرا. افلا تذكرون فتعرفون ان فرد بالخلق احق بالعبادة كلها فكما انه واحد في خلقه وتدبيره فانه واحد في الهيته وتوحيده وعبادته وكما انه ليس له مشارك اذ انشأكم وانشأ غيركم فلا تجعلوا له اندادا في عبادته بل اخلصوا له الدين. وان تعدوا نعمة الله عددا مجردا عن الشكر لا تحصوها فضلا عن كونكم تشكرون فان نعمه الظاهرة والباطنة على العباد بعدد الانفاس واللحظات من جميع اصناف النعم مما يعرف العباد مما لا يعرفون ما يدفع عنهم من النقم فاكثروا من ان تحصى ان الله لغفور رحيم يرضى بكم باليسير من الشكر مع انعامه الكثير. وكما ان رحمة واسعة وجوده عميم ومغفرته شاملة للعباد فعلمه محيط بهم يعلم ما يسرون وما يعلنون بخلاف من عبد من دونه فانهم لا يخلقون شيئا قليلا ولا كثيرهم يخلقون فكيف يخلقون شيئا مع افتقارهم في ايجادهم الى الله قال بعض الخطبا يقول نعم الله لا تعد ولا تحصى. الله عز وجل اثبت العبد ونفى الاحصاء. فينبغي ان نمسك حفظ القرآن ما نقول نعم الله لا تعد ولا تحصى وانما نقول نعم الله وان عدت لا تحصى. لان الله يقول وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. نعم. ومع هذا ليس فيه من اوصاف الكمال شيء لا علم ولا غيره. اموات غير احياء لا تسمعوا لا تشربوا ولا تاكلوا شيئا فتتخذوا هذه الهة من دون رب العالمين فتبا لعقول المشركين ما اضلها وافسدها حيث ضلت في اظهر الاشياء فسادا وسووا بين الناقص من جميع الوجوه فلا اوصاف كمال ولا شيئا من الافعال وبين الكامل من جميع الوجوه الذي له كل صفة كمال وله من تلك الصفة اكملها فله العلم المحيط بكل الاشياء والقدرة العامة والرحمة الواسعة التي ملأت جميع العوالم والحمد والمد والكبرياء والعظمة التي لا يقدر من الخلق ان يحيط ببعض اوصافه. ولهذا قال الهكم اله واحد وهو الله احد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد احد فاهل وان العقول اجل فاهل الايمان والعقول اجلته قلوبهم وعظمته احبته حبا عظيما وصرفوا له كلما استطاعوا من القربات البدنية والمالية اعمال القلوب اعمال الجوارح واثنوا عليه باسمائهم الحسنى وصفاته وافعاله المقدسة. والذين لا يؤمنون بالاخرة قلوب منكرة لهذا الامر العظيم الذي لا ينكره الا الخلق جهلا وعنادا وهو توحيد الله وهم مستكبرون عن عبادته. لا جرم اي حقا لا بد ان الله يعلم ما يسرنا وما يعلون من اعمال القبيحة انه لا يحب المستكفرين بل يبغضهم اشد البغض من جنس عملهم ان الذين يستكبرون عبادته سيدخلون جهنم داخرين. قوله تعالى واذا قيل لهم اذى ربكم قالوا يا ساقين الاولين الاية يقول تعالى شدة تكذيب المشركين بايات الله واذا قيل لهم ماذا انزل ربكم اذا سئل عن القرآن والوحي الذي هو اكبر نعمة انعم الله تعالى بها على عباده فماذا قولكم تشكرون هذه النعمة وتعترفون بها ام تكفرون وتعاندون؟ فيكون جوابهم اقبح جواب واسمدهم فيقولون عنهن واساطير الاولين اي كذب اختلقوا محمد على الله وما هو الا قصص الاولين التي يتناقلها الناس جينا بعد الجيل منها الصدفة ومنها الكذب. فقالوا هذه المقالة ودعوة اتباعهم اليها وحملوا اوزرهم وزرا من انقاد لهم الى يوم القيامة وقوله ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم اي من اوزار المقلدين الذين لا علم عندهم الا ما دعوهم اليه فيحملون اسم ما دعوهم اليه. واما الذين يعلمون فكل مستقل من جرمه لانه لانه عرف ما عرفوا ما حملوا من الوزر المثقل ظهورهم من وزرهم ووزر من اضلوه. قد مكر الذين من قبله من رسلهم واحتالوا بانواع الحيل على رد ما جاءوهم به وبنوا من مكرهم وقصورا هائلة فاتى الله بنيانهم من القواعد اي جاءها الامر من اساسها وقاعدتها فخر عليهم السقف من فوقهم فصار ما بنوه عذابا عذبوا به واتاهم العذاب من حيث لا يشعرون وذلك انهم ظنوا ان هذا بنان سينفعهما ويقيهم ويقيهم العذاب فصار عذابهم فيما بنوا واصلوا وهذا من احسن الامثال في ابطال الله مكر اعدائه فانهم فكروا وقدروا فيما جاءت به الرسل لما كذبوا وجعلوا له اصولهم طولا وقواعد من الباطل يرجعون اليها ويردون بيمها ما جاءت به الرسل. واحتالوا ايضا على ايقاع المكروه والمكروه والضرر بالرسل وما من تبعهم فصار مكروبا وبالا عليهم فصار تدبير في تدويرهم ذلك لان مكرهم سيء. ولا يحيق المكر السيء الا باهله هذا في والعذاب الاخرة اخزى ولهذا قال ثم يوم القيامة يخزيهم ان يفضحهم على رؤوس الخلائق ويبينوا لهم كذبهم وافتراءهم على الله ويقولون اشركاء الذين كنتم تشاقون فيهم تحاربون وتعادون الله وحزبه لاجلهم. تزعمون انهم شركاء لله فاذا سألهم هذا السؤال لم يكن لهم جواب الا لقراب بضلالهم واعترافهم فيقولون ضلوا عنا وشهدوا على انفسهم انهم كانوا كافرين. قال الذين اوتوا العلم اي العلماء الربانيون هنا ان الخزي اليوم يوم القيامة والسؤال العذاب وعلى الكافرين وفي هذا الفضيلة واهل العلم وانهم ناطقون بحق بالحق في هذه الدنيا ويوم القيامة يوم يقول الاشهاد وان لقولهم اعتبارا عند الله وعند خلقه. ثم ذكر ما يفعل بهم عند الوفاة وفي القيامة وقال ان الذين توفاهم الملائكة ظالمين يتوفاهم في هذه الحالة التي كثر فيها ظلمهم وغيوم وقد علم ما وقد علم ما يلقى ولقد علم يلقي الظلمة في ذلك المقام من انواع العذاب والاهانة وقد علم يلقى الظلمة في ذلك المقام من وائل العذاب والخزي والاهانة فالقوا السلم ان استسموا وانكروا ما كانوا يعبدونه من دون الله وقالوا ما كنا نعمل بسوء فيقال لهم بلى كنتم تعملون السوء فان الله عليم بما كنتم تعملون فلا يفيدكم الجحود شيئا وهذا في بعض مواقف القيامة يذكرون ما كانوا عليه في الدنيا ظن من انه ظن انه ينفعهم فاذا شهدت عليهم جوارحهم وتبين ما كانوا عليه اقروا واعترفوا النار حتى بذنوبهم فاذا دخلوا ابواب جهنم كل اهل كل اهل عمل يدخلون من باب اللائق بحالهم فبئس مسوى كبري نار جهنم فانها مثوى الحسرة والندم. ومنزل الشقاء والالم ومحل الهموم والغموم ووضع السخط وموضع السخط من الحي القيوم لا لا يفتر عنهم العذاب ولا يرفع عنهم يوما من يوم من اليم عقابها قد اعرض عنهم الرب الرحيم العذاب العظيم. قوله تعالى لما ذكر الله قيل المكذبين بما انزل الله وذكر ما قاله المتقون وانهم اعترفوا اقروا بما انزل الله من نعمه من ما انزل الله واقروا بانما انزل الله نعمة عظيمة وخير عظيمة امتن الله تعالى على عباده فقبلوا تلك النعمة وتلقوها بالقبول والانقياد وشكروا الله عليها فعلموها وعملوا بها. للذين احسنوا بعبادة الله تعالى واحسنوا الى عباد الله فلهم في هذه الدنيا حسنة رزق واسع وعيشة انية وطمأنينة قلب وامن وسرور ولا دار الاخرة خير من هذه الدار وما فيها من انواع اللذات والمشتهيات فان هذه نعيمها قليل المحشوم بالافات منقطع من خلاف نعيم الاخرة ولهذا قال الارواح الا وهو حاضر لديهم. ولهذا يعطي الله اهل الجنة كلما تمنوا عليه حتى انه يذكرهم اشياء من النعيم. لم تخطر على بال لم تخطر على قلوبهم فتبارك الذي لا نهاية لكرمه ولا حد لجوده الذي ليس كمثله شيء في صفات ذاته وصفات افعاله واثار تلك النعوت لتلك النعوت وعظمة الملك والملكوت. كذلك يجزي الله المتقين سخط الله وعذابه باداء ما اوجبه عليهم من الفرض والواجبات المتعلقة بالقلب واللسان من حقه وحق عباده وترك ما نهاهم الله تعالى عنه الذين تتوفاهم الملائكة مستمرين على تقواهم طيبين اي طاهرين مطهرين من كل نقص ودنس يتطرق اليهم ويخل ايمانهم فطابت قلوبهم معرفة الله ومحبته والسنتهم بذكره والثناء عليه وجوارحه بطاعته والاقبال عليه يقولون سلام عليكم التحية الكاملة حاصلة لكم والسلامة من كل افة وقد سلمت من كل ما تكرهون. ادخلوا الجنة بما كنتم تعلمون. تعملون من الايمان بالله والانقياد لامره فان العمل هو السبب والاصل في دخول الجنة والنجاة من النار وذلك العمل حصى لهم برحمة الله ومنته الى حب حولهم وقوتهم. هل ينظرون الا تأتيهم الملائكة او يأتي ربك هل ينظرون الا ان تأتيهم ملائكة اوليتها امر ربك كذلك فعل الذين من قبلهم الايات يقول تعالى ينظر هؤلاء الذين جائتهم الايات فلم يؤمنوا وذكروا فلم يتذكروا الا تأتيهم الملائكة لقبض ارواح ويأتي امر ربك بالعذاب الذي سيحل بهم فانهم قد استحقوا لوقوعه فيهم كذلك فعل الذين من قبلهم كذبوا وكفروا ثم لم يؤمنوا حتى نزل بهم العذاب ما ظلمهم الله اذ عذبهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون فانا مخلوقة لعبادة الله ليكون مالها الى كرامة الله فظلموها وتركوا ما خلقت له وعرضوها للاهانة الدائمة والشقاء الملازم واثارها وحاق بهم نزل ما كانوا به يستهزئون فانهم كانوا اذا اخبرتهم رسلهم العذاب استهزأوا به وسخروا ممن اخبر به فحل بهم ذلك الامر الذي سخروا منه. قوله تعالى وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا اباؤنا لآياته. احتج المشركون على شركه بمشيئة الله وان الله لو شاء ما اشركوا ولا حرموا شيئا من الانام التي احل كالبحيرة الوصيلة والحميم ونحوها من دونه. ونحوها من دونه وهذه حجة باطلة فانها لو كانت حقا الله الذين من قبلهم حيث اشركوا به فعاقبهم اشد العقاب فلو كان يحب ذلك منهم لما عذبهم وليس قصدهم بذلك الا رد الحق الذي جاءت به الرسل الا فعندهم علم انه والا فعندهم علم وانه لا حجة لهم على الله. فان الله امرهم ونهى ومكنهم من القيام ما كلفهم وجعل لهم قوة ومشيئة تصدر عنها افعالهم فاحتجاجهم بالقضاء والقدر من ابطال الباطل وهذا وكل احد يعلم بالحس هذا وكل احد يعلم بحس قدرة الانسان على كل فعل يريده من غير ان ينازعه منازعين فجمعوا بين تكذيب الله وتكليم رسله وتكثيف الامور العقلية والحسية فهل الرسل الا البلاغ المبين البين الظاهر الذي يصل الى القلوب ولا يبقى لاحد على الله حجة. فاذا بلغ فاذا بلغتهم الرسل امر ربهم واحتجوا عليه بالقدر فليس للمسلم من الامر شيء وانما حسابهم على الله عز وجل. قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا يقول تعالى ان حجته قامت على جميع الامم انه ما من امة متقدمة او متأخرة الا وبعث الله فيها رسولا وكلهم متفق على دعوة واحدة ودين واحد فهو عبادة الله وحده لا شريك له ان اعبدوا الله وان اعبدوا الله واجتنبوا الطاقوت لانقسمت الامم بحسب استجابتها لادوات الرسل وعدمها اسمي ايه؟ فمنهم من هدى الله فاتبعوا المرسلين علما وعملا ومنهم من حق عليه الضلال فاتبع سبيل الغي فسيروا بالارض وابدانكم وقلوبكم وانظروا كيف كان عاقبة المكذبين فانكم سترون ومن ذلك العداء فلا تجد كذبا الا كان عاقبته الهلاك. وتبذل جهدك في ذلك فان الله لا يهدي من يضل ولو فعل كل سبب لم يهده الله تعالى وما لهم من ناصرين ينصرونه من عذاب الله ويقووه ويقولهم بأسه. واقسموا بالله جهد ايمانه يبعث الله من يموت بلا وعدا عليه حقا ولكن اكثر الناس لا يعلمون ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول كن فيكون لرسوله انهم حلفوا ايمانا مؤكدة مغلظة على تكليف الله وان الله لا يبعث الاموات بعد ان كانوا ترابا. قال تعالى مكذبا لهم بلى سيبعثهم ويجمعهم ليوم لا ريب فيه. وعدا عليه حقا لا يخلفه ولا يغيره ولكن اكثر الناس لا يعلمون من جهلهم العظيم كرم البعث والجزاء ثم ذكر حكمته في الجزاء والبعث فقالوا ليبين لهم الذي يختلفون فيه من مسائل الكبار والصغار فيبين حقائقها ويوضحها. وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين حتى يروا الاعمال والحسرات عليهم وما نفعت ما الهتهم التي يدعون مع الله من شيء لما جاء امر ربك وحين يرون ما يعبدون حطبا لجهنم وتكور الشمس والقمر وتتناثر النجوم يتضح لمن يعبدها انها عبيد ومسخراتنا وانهن مبتغرات الى الله في جميع الحالات وليس ذلك على الله بصعب ولا شديد. فانه اذا اراد شيئا قال وكفى يكن المنازعة والامتناع بل يكون على طبق على طبق ما اراده وشاء. احسنت بارك الله فيك. قراءة مع اشياء هنا هذه السورة التي تسمى بسورة النعم لان الله عز وجل ذكر النعم وعددها وآآ جل فيها اثر عطائه تبارك وتعالى ونعمه سبحانه على المؤمنين والكافرين. نعم بسم الله الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وقوله والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة. قال رحمه الله الله يخبره تعالى بفضل المؤمنين الممتحنين الذين هاجروا في الله اي في سبيله وابتغاء مرضاته من بعد ما ظلموا بالاذية والمحنة من قومهم الذين يفتنونهم ليردون يردوهم الى الكفر والشرك فتركوا الاوطان والخلان وانتقلوا عنها لاجل طاعة الرحمن. فذكر لهم ثوابين ثوابا عاجلا في الدنيا من الرزق الواسع والعيش هنيئا الذي رأوه عيانا بعدما هجر بعد ما هاجروا وانتصروا على اعدائهم. وافتتحوا بلدانهم وغنموا من الغنائم العظيمة فتمولوا الله من اتاهم الله في الدنيا حسنة ولا اجر الاخرة الذي الذي وعدهم على لسان رسوله خير واكبر من اجل الدنيا كما قال تعالى الذين امنوا وآجروا وجادوا في سبيل الله اعظم درجة عند الله اولئك هم الفائزون. يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان اللوم فيها نعيم مقيم خالدين فيها ابد ان الله عنده اجر عظيم. وقوله لو كانوا يعلمون اي لو كان لهم علم ويقين بما عند من الاجر والثواب لمن امن به واجر في سبيله لم يتخلف عن ذلك احد. ثم ذكر صوم فقال الذين صبروا على اوامر الله وعن نواهيه وعلى اقدار المؤلمة وعلى الاذية فيه والمحن وعلى ربي يتوكلون اني اعتمدون عليه في تنفيذ محابي لا على انفسهم وبذلك تنجح امورهم وتستقيم واحوالهم فان الصبر والتأكل من الاملاك الامور كلها. فما فات احدا شيء من الخير الا لعدم صبره وبذل جهده فيما اريد به فيما اريد منه لعدم توكله واعتماده على الله وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم الايات. يقول تعالى نبي محمد صلى الله عليه وسلم ما ارسل من قبلك الا رجالا لست ببداع من الرسل فلم نرسل قبلك ملائكة بل رجالا كاملين لا نساء نوحي اليه من الشرائع ايها الاحكام ما هو من فضله واحسانه على العبيد من غير ان يأتوا بشيء من قبل انفسهم. واسألوا اهل الذكر ان كنتم السابق ان كنتم لا تعلمون نبأ الاولين وشككتم هل اتى الله رجاله واسألوا اهل العلم بذلك الذي نزلت عليهم الزبر والبينات فعلموها وفهموها فانهم كلهم فانهم كلهم قد تقرر عندهم ان ان الله ما بعث الا رجالا يوحي اليهم من اهل التقوى من اهل القرى وعموم هذه الاية فيها مدح اهل العلم وان اعلى انواع وان اعلى انواعه العلم بكتاب الله المنزل ان الله امر من لا يعلم بالرجوع اليهم من جميع الحوادث. وفي ضمنه تعديل لاهل العلم وتزكية لهم حيث امر بسؤالهم وان بذلك يخرج من التبعة فدل على ان الله فدل على ان الله ائتمنهم على وحيه وتنزيله وانهم مأمورون بتزكية انفسهم والاتصاف بصفات كما وافضل اهل الذكر اهل هذا القرآن العظيم فانهم على فانهم اهل اهل الذكر على الحقيقة واولى من غيرهم بهذا الاسم ولهذا قال تعالى اليك الذكرين القرآن الذي فيه ذكر ما يحتاج اليه العباد من امور دين ودنياه من الظاهر والباطنة لتبين للناس ما نزل اليهم وهذا شامل لتبين الفاظه وتبيني معانيه ولعلهم يتفكرون فيه فيستخرجون من كنوز وعلومه بحسب استعدادهم واخبارهم عليه من حيث لا يشعرون الايات هذا تخويف من الله تعالى لاهل الكفر والتكذيب وانواع المعاصي من ان يأخذهم بالعذاب على غرة وهم لا يشعرون. اما ان يأخذهم العذاب من فوق من اسفل منهم للخسف وغيرهم واما في واما في حال تقلبهم من شغلهم وعدم خطور العذاب في بالهم. واما في حال تخوفهم من العذاب بمعجزين الله في حالة من هذه الاحوال بل هم تحت قبضة نواصيهم بيده ولكنه رؤوف ولكنه رؤوف رحيم لا يعاجل العاصين عقوبة فليمهله ويعافيهم ويرزقهم وهم يؤذونه ويؤذون اولياءه وما عاد يفتح لهم ابواب التوب ويدعوهم الى الاقلاع عن السيئات التي تضرهم ويعدهم ويعدهم بذلك افضل كرامتهم ما صدر منهم من الذنوب. فليصح المجرم من ربه ان تكون نعم الله علينا نازلة في جميع اللحظات والمعاصي صاعدة الى ربه في كل الاوقات وليعلم ان الله ان الله يمهل ولا يهمل وانه اذا اخذ العاصي اخذ واخذ عزيز مقتدر فليتب اليه وليرجع جميع اموري اليه فانه رؤوف رحيم فالبدار البدار الى رحمة واسعة التقوى والعمل بما يحب ويرضاه ولايات يقول تعالى لم يروا اي الشاكون في توحيد ربهم وعظمته وكماله الى ما خلق الله من شيء الى جميع مخلوقاته وكيف تتفيأ وضلة عن اليمين والشمائل سجدا لله اي كلها ساجدة لربها خاضعة لعظمته وجلاله وهم داخرون اذ هنا تحت التسخير والتدبير وان قال ما منهم احد الا وناصيته بيد الله وتدبيره عنده يسجد ما في السماوات وما في الارض من دابة من الحيوانات الناطقة والصامتة والملائكة الكرام وخاصة بعد العموم بفضلهم وشرفهم وكثرة عبادتهم. ولهذا قال وهم لا يستكبرون عن عبادته على كثرتهم وعظمة اخلاقهم وقوتهم كما قال تعالى يخافون ربهم من فوقهم لما مدحهم بكثرة الطاعة والخضوع لله مدحهم بالخوف من الله الذي هو فوقهم بالذات والقهر وكمال الاوصاف فهم الا وتحت قهره. ويفعلون ما يؤمرون اي مهما امرهم الله تعالى امتثلوا لامره طوعا وخيارا وسجود المخلوقات لله تعالى قسمان. سجود ودلالة على ما له من صفات الكمال وهذا عام لكل مخلوق من مؤمن وكافر وبر وفاد وحيوان ناطق وغيره وسجود اختياري نختص باولياء وعباده المؤمنين من الملائكة وغيرهم من المخلوقات. يعني سجود الاضطرار هو الذي يسميه العلماء بالخضوع الخضوع فما من مخلوق الا وهو خاضع لله. شام ابى. نعم. وقوله وقال الله لا تتخذوا الهيه انما واله واحد الايات. يأمر تعالى يأمر تعالى بعبادته وحده لا شريك له ويستدل على ذلك بانفراده بالنعم والوحدانية فقال ولا الهين اثنين وتجعلون له شريكا في الهيته وان هو انما هو اله واحد. متوحد في الاوصاف العظيمة متفرد بالافعال كلها فكما انه الواحد في ذاته واسمائه ونعوته وافعاله لتوحده في عبادته فلتوحدوه في عبادته ولهذا قال ايخافون اجتنبوا نهيه من غير ان تشركوا شيئا من المخلوقات فانها كلها لله تعالى مملوكة. فله ما في السماوات والارض وله الدين واصبا اي الدين والعبادة والذل بجميعنا يقاتل الله وحده في على الخلق ان يخلصه لله تتقون. من اهل الارض اهل السماوات فانهم لا يملكون لكم ضرا ولا نفعا والله المنفرج بالعطاء والاحسان وما بكم من نعمة ظاهرة وباطنة فمن الله لا احد يشركهم فيها ثم اذا مسكم الضر من فقر ومن مرض وشدة فاليه تجأرون. اي تضجون بالدعاء وتضرون لعلمكم انه لا يدفع الضر الا هو فالذي انفرد بلقائكم ما اتحبون وصار فما تقرؤون هو الذي لا تنبغي العبادة الا له وحده ولكن كثيرا من الناس يظلمون انفسهم ويجحدون نعمة الله عليهم اذا نجاهم من شدة وصاروا في حال الرخاء اشركوا به بعض مخلوقاته الفقيرة. ولهذا قال ليكفروا بما اتيناهم ايعطيناهم حيث نجيناهم من الشدة وخلصناهم من المشقة متعوا في دنياكم فقليلا وسوف تعلمون عاقبة كفركم ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم الايات يخبر تعالى انجال المشركين على الله الكذب انهم يجعلون وانهم يجعلون لاصنامهم التي لا تعلم ولا تنفع ولا تضر نصيبا مما رزقهم الله ونعم به عليهم. واستعانوا برزقه عن الشرك وتقربوا به الى الى اصنام منحوتة كما قال تعالى وجعلوا من الحرث والانعام نصيبا فقالوا هذا لله بتعميم واذان شركاءنا فما كان لشركائهم فلا يصلوا الى الله الاية تفترون وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة فيعاقبهم على ذلك اشد العقوبة ويجعلون لله البنات حيث قالوا عن الملائكة العباد المقربين انهم بنات الله. ولهم ما يشتهون الا انفسهم الذكور حتى انهم يكرهون البنات قراءة شديدة. وكان احدهم اذا بشر ظل وجهه مسودا من الغم الذي اصابه كظيم كاظم على الحزن والاسف اذا بشر بانثى وحتى انه يفتضح عند ابناء الجنس وترى منهم من سوء ما بشر به ثم يعمل فكره ورأي الفاسد فيما يصنع بتلك البنت التي بشر بها ايمسكها له؟ اي يتركها من غير قتل على اهانة وذل ام يدسهم في التراب ان يدفنوها وهي حية وهي الوأد وهو الوأد الذي ذم الله به المشركين الا ساء ما يحكم النداء وصف الله بما لا وبجلالهم بالنسبة للولد اليه ثم لم يكفهم. ثم لم يكفي ماذا؟ حتى نسبوا له اردأ لقسم وهو الاناث اللاتي في انفسهم انه يكرهونها فكيف ينسبون لله تعالى فبئس الحكم حكمهم. الملائكة لا يجوز وصفهم بالاناث. فمن وصفهم بالاناث كفر واما بعض الالفاظ التي تكون مؤنثة مثل كلمة الملائكة فهذا من باب الخطاب. واما كيفية الخطاب معهم فلابد ان يكون بصيغة المذكر. جاء الملك ذهب الملك طار الملك ها؟ ووصف الملائكة بالذكورية ايضا فسق لا يجوز. لان الملائكة صمد لا جوف لهم. فلا يوصفون بالزواج ولا بالذكور مية ولا بالالوثية فان قال قائل فان الله قال ومن كل شيء خلقنا زوجين صنفين نقول صنفين وليسوا زوجين يعني ذكر وانثى صنفين والملائكة ليسوا صنفين من حيث الاساس منهم ملائكة للعبادة ومنهم ملائكة لتنفيذ اوامر الله. نعم. قال رحمه الله ولما كان هذا من امثال السوء التي نسب اليه عداء المشركون. قال تعالى للذين لا يؤمنون بالاخرة مثل السوء اي المثل الناقص والعيب التام ولله المثل الاعلى وهو كل صفة كمال وكل كمال في الوجود فالله احق من غير ان يستلزم ذلك نقصا بوجه ولو المثل الاعلى في قلوب اوليائه وهو التعظيم والاجلال والمحبة والانابة والمعرفة. وهو العزيز الذي الاشياء من قادته المخلوقات باسرها الحكيم الذي يضع الاشياء مواضعها فلا يأمر ولا يفعل الا ولا يفعل الا ما يحمد عليه ويثنى على كماله فيه او يؤاخذ الله الناس بظلم مما ترك عليها من دابة الاية لما ذكرتها الافتراء ما افتراه الظالمون عليه ذكر كمال حلمي وصبري فقال ولو يؤاخذ الله الناس بظلم من غير زيادة ولا نقص ما ترك على ظنها من دابة الى اهلك المباشرين بمعصية وغيرهم من انواع الدواب والحيوانات فان شؤم المعاصي يهلك يهلك به الحرث والناس منه. ولكن يؤخر من تاجيل عقوبة عليهم الى اجل مسمى وهو يوم القيامة. فاذا لا يساخرون ساعة ولا يستقيمون فليحذروا ما داموا في وقت الامهال قبل ان يأتينا الوقت الذي لا ايمان فيه. ويجعلون للا ما يكرهون الاية على ان المشركين رجال لله ما يكرهون من البنات ومن الاوصاف القبيحة وهو الشرك بصرف شيء من العبادات الى بعض المخلوقات التي هي عبيد لله وكما انهم يكرهون ولا الا ان ولا يرظون ان يكون عبيدهم وهم مخلوقون من جنسهم شركاء لهم فيما رزقهم الله. فكيف جنوا له شركاء من عبيده؟ وهم العظيمة تصف السنتهم الكذب ان لوم الحسين اي ان لوم الحالة الحسنة في الدنيا والاخرة رد عليهم بقول الله مقدمون مقدمون الي ماكثون فيها غير خارجين منها ابدا. يعني الشرك لا يقبله اي انسان لو جاء انسان وقال سيارتك انا شريك معك تقول له ليش؟ هذي فلوسي انت ما ترضى لو قال انا شريك معك في البيت ما ترضى في المزرعة ما ترضى لماذا؟ لانك تعبت بس بس تعبت وسويت. طيب كيف ترضى الشريك مع الله عز وجل؟ هذا شيء عجب تجعل مع الله شريكا من لا يخلق ولا يرزق ولا يملك وليس له من الامر شيء. سبحان الله نعم. قال رحمه الله بين تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم انه ليس هو اول رسول كذب فقال تعالى تالله لقد ارسلنا الى امم من قبل رسلا يدعونهم الى التوحيد فزين لهم الشيطان اعمالهم فكذبوا الرسل وزعموا ان ما هم عليه هو الحق المنجي من كل مكروه. وان ما جاءت اليه رسل فهو بخلاف ذلك فلما زين لهم الشيطان اما لم صار ولي في الدنيا فاطاعوه واتبعوه وتولوا. افتتخذونه وذريته اولياء من دون وهم لكم عدو بئس بدلا ولهم عذاب اليم في الاخرة حيث تولوا عن ولاية الرحمن ورضوا بولاية الشيطان فاستحقوا لذلك عذابا هون وما انزلنا عليك وما انزلنا عليك الكتاب الا لتبين لله لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدوا ورحمة لقومه يؤمنون ايماء انفاح ابي الارض بعد موتها ان في ذلك لاية لقوم يسمعون. عن الله مواعظه وتذكيره فيستدلون بذلك على انه وحده معبود الذي لا تنبغي العبادة الا له وحده الا لوحده لانه المنعم بانزال المطر وان بات لجميع اصناف النبات وعلى انه على كل شيء قدير وان الذي احيا الارض بعد موته قادر على احياء الاموات وان الذي نشر هذا الاحسان ذو رحمة واسعة وجود عظيم. وان لكم في الانعام لعبرة لاتين. اي ان لكم في الانعام التي سخرها الله لمنافعكم لعبرة تستدلون بها على كمال قدرة الله وساعة احسانه حيث اسقاكم من بطونها المسلمون على الفرج والدم فاخرج من بين ذلك لبنا خالصا من الكدر سائغا للشاربين للذة وانه ولانه يسقي ويغذي فهل هذه الا قدرة الهية امور طبيعية فاي شيء في الطبيعة يقلب العلف الذي تأكله البهيمة والشراب الذي تشربه من الماء العذب والملح لبنا خالصا سائغا وجعلت اهل العباد من ثمرات النخل والاعلى بمنافع للعباد ومصالح من انواع الرزق الحسن الذي يأكله العباد طريا ونضجا وحاضرا ومدخرا وطاعا ومن يتخذ من عصيرها ونبيلها من ومن السكر الذي كان حلالا قبل ذلك ثم ان الله نسخ حل المسكر المسكرات واعاض عنها بالطيبات ومن الامثلة وانواع الاشربة اللذيذة المباحة ولهذا قال من قال ان المراد بالسكن هنا طعام والشراب اللذيذ وهو اولى منه القول الاول يعقلون عن الله كما نقض داره حيث اخرج من اشياء شبيهة بالحطب فصارت ثمرة الذين توا فاكهة طيبة وعلى شمول رحمته حيث عم بها عبادة ويسرها لهم وانه الاله المعبود وحده من حيث انه المنفرد بذلك. واوحى ربك الى النحيا اتخذ من الجبال بيوتا. الاية اي في خلق هذه النحية الصغيرة التي هداها الله هذه الهداية العجيبة ويسر لها المراعي ثم ثم الرجوع الى بيوتها التي اصبحت بتعليم لا اله هدايتي لها ثم يخرج من بطون هذا العسل الذين مختلفون بحسب اختلاف ارضها ومراعيها فيه شفاء للناس من امراض عديدة فهذا دليل على كمال عناية الله تعالى وتمام لطفه بعباده وانه الذي لا ينبغي ان يحب غيره ويدعى سواه والله خلقكم ثم يتوفاكم الاية اخبره تعالى انه الذي خلق العباد ونقل في خليقة طورا بالطون ثم بعد ان يستكمل ثم بعد ان يستكملوا اجالهم ويتوفاهم ومنعهم مني ومنهم من يعمره يرد الى ارذل العمر اي اخسه. الذي يبلغ به الانسان الى ضعف القوة الظاهرة والباطنة حتى العقل الذي هو جوهر الانسان ان يزيد ضعفه حتى انه ينسى ما كان يعلمه ويصير عقله كعقل الطفل ولذا ولهذا قال لكي لا يعلم بعد علم شيئا ان الله عليم قدير قد احاط علمه وقدرته بجميع الاشياء ومن ذلك ما ينقر به الادمي من اطوال الخلقة خلقا با دخل كما قال تعالى الذي خلقكم من ظرف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبا يخلق ما يشاء وهو العليم القدير كبض في الرزق الاية وهذا من ادلة التوحيد وقبح الشرك به يقول تعالى كما انكم مشتركون بانكم مخلوقون مرزوقون الا قم الا انه تعالى فضل بعضكم على بعضهم في رزق فجال منكم احرارا لهم مال وثروة ومنهم من اضطهادهم لا يملكون شيئا من الدنيا فكما ان هم الذين فضلهم الله عليهم بالرزق ليسوا براد رزقهم على ما ملكت ايمانهم فهم فيه سواء ويرون هذا من الامور ممتنع فكذلك من اشركتم بها مع الله فان عبيد ليس لا من الملك مثقال ذرة. فكيف تجعلنا شركاء لله؟ هل هذا الا من اعظم الظلم والجحود في نعمه ولادم؟ قال نعمة الله يجحدون فلو اقروا بنعمة نسموها الى من اولاها فما اشركوا به احدا. والله جعل لكم والله جعل لكم من انفسكم ازواجا لا يفرط على امنته العظيمة على عباده حيث جعلوا لهم ازواجا يسكنوا اليها وجعل لهم من ازواجهم اولادا تقر به اعينهم ويخدمونهم ويقضون حوائجهم وينتفعون بهم من وجوه ورزقهم من الطيبات من المأكل والمشارب والنعم الضالة التي لا يقدر العباد ان يحصوها. افبالباطل يؤمنون بنعمة الله وهم يكفرون اي يؤمنون بالباطل الذي يكن شيئا مذكورا ثم اوجده الله وليس له من وجوده سوى العدم. فلا تخلق ولا ترزق ولا تدبر من الامور شيئا. وهذا عام لكل ما عبد من دون الله فانها باطلة فكيف يتخذها المشركون من دون الله؟ وبنعمة الله هم يكفرون يجحدونها ويستعينون بها على معاصي الله والكفر به الظلم وافجر الفجور واسفه السفه ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والارض شيئا ولا يستطيعون الايات يخبر مشركا بظلمه وانهم يعبدون من دونه اليات اتخذها شركاء لله والحال وانهم لا يملكون لهم رزقا من السماوات والارض فلا ينزلون مطرا ولا رزقا ولا ينبتون من نبات من نبات الارض شيئا ولا يملك لمثقال ذرة في السماوات والارض ولا يستطيع لو ارادوا فان غير المالك للجي ربما كان للقوة ربما كان له قوة وخدار على ما ينفع من يتصل به هؤلاء لا يملكون ولا يقدرون فهذه صفة الهتهم كيف جعلوها مع الله بمالك الأرض والسماوات الذي له الملك كله والحمد لله والقوة كلها ولهذا قال فلا تضربوا لله الامثال المتضمنة للتسوية بينه وبين خلقه ان الله يعلم وانتم لا تعلمون فعلينا الا نقول عليه بلا علم اسماء ما ضربه العليم من الامثال. ولهذا ضربت على مثلين له ولمن يعبد من دونه. احدهما عبد مملوك اي رقيب لا يملك نفسه ولا يملك من المال والدنيا شيئا والثاني حر غني قد رزقه الله منه رزقا حسنا من جميع اصناف المال وهو كريم محب للإحسان فهو ينفق منه سرا وجارا يستوي اذى وذاك لا يستويان مع انهما مخلوقان انما مخلوقان غيرهم في المحال سواهما فاذا كانا لا يستويان فكيف يستوي المخلوق العبد الذي ليس له ملك ولا قدرة ولا استطاعة بل هو فقير من جميل للرب الخانق المالك لجميع الممالك القادر على كل شيء. ولهذا حمد نفسه واختص بالحمد ان وبانواعه فقال اذا كان الامر ذلك فلما سوى المشركون آلية بالله قال بل اكثرهم لا يعلمون بل هو علموا حقيقة العلم ولم يتجرأوا على الشرك لم يتجرأوا على الشرك العظيم وله المثل الثاني مثل الرجلين احدهما ابكون لا يسمع ولا ينطق ولا يقدر على شيء الا قليل ولا كثير. وهو كل على مولى ان يخدمه مولاه ولا يستطيعه ان يخدم نفسه وناقص من كل وجه فهل يستويه هذا ومن كان يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم فاقواله يعد وافعاله مستقيمة فكما انهما لا يستويان فلا يستوي من عبد من دون الله لا يقدر على شيء من المصالح فلولا قيام الله بها لم يستطع شيئا منها. فلا لا يكون كفوا كفوا ولا ندا لمن لا يقول الا الحق ولا ينفع الا ما يحمد عليه ولله غيم السماوات والارض وما امر الساعة الا كلمح البصر يوم هو اقرب ان الله على كل شيء قدير اي هو تعالى المنفرد بغيب السماوات يعني من الخفايا والبواطن والاسر الا هو من ذلك علم الساعد ولا يدري احد فاذا جاءت وتجلت لم تكن الا كلمح البصر وهو اقرب من ذلك فيقوم الناس من قبور الى يوم الى يوم بعثهم ونشرهم وتفوت الفرص لمن يريد الامهات. ان الله على كل شيء قدير فلا يستغرب على قدرته الشاملة احياء للموتى. والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيء الاية. ايه هو المنفرد بهذه النعم حيث اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا ولا تغفرون لشيء ثم انه جعل لكم السماء والابصارين اعضاء الثلاثة لشرفها وفضلها ولانها مفتاح لكل علم فلا وصل للعبد علم الا من احد هذه الابواب الثلاثة. والا فسائر الاعضاء والقوى الظاهرة الباطلة. هو الذي اعطاكم اياها وجعل ينمي فيها شيئا فشيئا الى ان يصل كل واحد الى الحالة اللائقة بذلك لاجل ان يشكر الله باستعمال ما اعطاهم من هذه الجوانب بظاعة الله فمن استعملها في غير ذلك كانت حجة عليه مقابل النعمة باقبح المعاملة جو السماء ما يمسكن الا الله الاية اي لانهم المنتفعون بايات الله المتفكرون فيما جعل اية عليه واما غيرهم فان نظرا لهو وغفلة وجل اية فيها ان الله تعالى خلقها بخلق بخلقة تصلح للطيران ثم سخر على هذا الهواء اللطيف ما اودع فيها من قوة الحرم قدرته على ذلك وذلك حكمته وعلمه واسع ولايته الربانية بجميع مخلوقاته وكمال اقتداره تبارك رب العالمين من بيوتكم سكنا الاية. يذكر تعالى عباده بنعمه ويستدعي منهم شكرا وانجراف بها. فقال والله جعل لكم من بيوتكم سكن في الدنيا والقصور ونحوها تكنكم من الحر والبدو وتستركم انتم واولادكم وامتعتكم وتتخذون فيها البيوت والغرف والبيوت التي هي لانواع منافعكم ومصالحكم وفيها باموالكم وحرمكم وغير ذلك من فوائد المشاهدة اي خفيفة الحمل تكون لكم في السفر والمنازل التي لا قصر لكم في لكم في استيطانها وتقيكم من الحر والبر والمطر وتقييم من النظر وجعل لكم من اصوات الانعام اثاثا وهذا شامل لكل ما يتخذ منها من الانوعية والفرش والالبسة والاجنة وغير ذلك ومتاعا الى حين تتمتعون بذلك بهذه الدنيا وتنتفعون بها فهذا مما سخر الله العباد لصنعته وعمله اي من مخلوقاته التي لا صنعت لكم فيها ضلالا وذلك كاظلة الاشياء والجبال والاكام ونحوها وجعلنا لكم من من الجبال اكنانا اي مغارات تكنكم من الحر والبرد والامطار والاعداء وجعل لكم سرابيل يلبسة وثيابا تقيكم الحر ولم يذكر الله البرد لانه قد هذه السورة اولها في اصول النعم واخرها في مكملاتها ومتميماتها وانقالة البر من اصول النعم فانه من الضرورة وقد ذكره في اول قوله لكم فيها دفء ومنافع. وتهديكم بأسكم ايها ثيابكم تقيكم وقت البأس والحظ والسلاح وذلك الدرور والزرود والنحويات. كذلك يتم نعمته وعليكم حيث اسبغ عليكم من نعم ما لا يدخل تحت الحصر لعلكم اذا ذكرتم نعمة الله ورأيتموها غامرة لكم من كل اوج تسلمون لعظمتي لامره وتصرفنا في طاعة مونيها ومسيها كثرة النعم من اسباب الجانبة من العباد مزيد الشكر والثناء بها على الله ولكن ابى الظالمون الا تمردا وعنادا ولهذا قال الله عنهم فان تولوا عن الله بلاء المؤمن وليس عليك بالهداية من توفيقهم شيء بل انت مطالب بالواجب التذكير والاندال والتحذير. فاذا اديت ما عليك ما حسابهم على الله فانهم يرون الاحسان ويعرفون نعمة الله ولكنهم ينكرون ويجهدون واكثروا من كافر لا خير فيهم وما ينفعهم توالي الآيات في فساد مشاعرهم وسوء قصورهم وسيرون جزاء الله لكل جبان عنيد كفور للنعم متمرد على الله وعلى رسله. احسنت بارك الله فيك. قراءة مع الشيخ يوسف. وان شاء الله ندخل في سورة الاسراء بعد قال رحمه الله تعالى ويوم نبعث من كل امة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون تعالى عن حال هؤلاء الذين كفروا في يوم القيامة انه لا يقبل لهم عذر ولا يرفع عنهم العقاب وان وان شركائهم لتتبرأ منهم ويقرون على انفسهم الكفر الله اذا شهدوا تم عليهم الحكم. ثم لا يؤذن للذين كفروا في الاعتدال لان اعتذارهم بعدما علموا يقينا بطلان ما بطلان ما هم عليه اعتذار كاذب لا يفيدهم شيئا وان طلبوا وان يرجعوا الى الدنيا ليستدركوا لم يجابوا ولم يعتبوا بل يبادرهم العذاب الشرير الذي لا يخفف عنهم من غير انذار ولا انهاء من حين يرونه انهم لا حسنات لهم وانما تعد اعمالهم وتحصى ويوقفون عليها ويقررون بها ويفتظحون وعلموا بطلانها ولم يكنهم الانكار قالوا ربنا هؤلاء شركاء الذين كنا ندعو من دونك ليس عندها نفع ولا شفع فنوا هو بانفسهم بغلانها وكفروا بها البغضاء والعداوة بينهم وبينها فالقوا اليهم القول اي ردت عليهم شركاؤهم عليهم قولهم فقالت لهم انكم لكاذبون حيث جعلتم اناس ركاء واعبدتمونا معهم فلم نأمركم بذلك ولا زعمنا ان فينا استحقاقا للونية فاللوم عليكم. لهذا يقول العلماء لا يوجد احد يقول للناس اعبدوني ما يوجد شريك من الصالحين. فعيسى لم يثبت عنه حتى نص محرف ما ثبت عنه انه قال اعبدوني ولا عزير ولا احد من الانبياء ولا من الصالحين. انما يثبت العبادة وادعائها من مثل فرعون وامثاله. نعم. فحينئذ استسلموا لله وخضعوا للحكم وعلموا انه مستحق انه مستحق للعذاب وضل عنه ما كانوا يفترون فدخلوا النار وقد امتلأت قلوبهم من مقت انفسهم ومن حمد ربهم وانه لا لم يعاقبهم الا بما كسبوا. الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب ما كانوا يفسدون حيث كفروا بانفسهم الله وحاربوا رسله وصدوا عن الناس عن سبيل الله وصاموا دعاة الى الله واستحقوا مضاعفة العذاب كما يتضاعف جرمهم وكما افسدوا في ارض الله. ويوم نبعثهم في كل شهدا الاية ولما ذكر فيما تقدم انه يبعث في ظلمة شيء ذكر ذلك ايضا هنا وخص منهم هذا الرسول الكريم فقال وجنا بك شهيدا على هؤلاء امتك تشهد عليهم بخير والشر. وهذا من كمال عهد الله تعالى ان كل رسول يشهد على امته لانه اعظم قلاع من غيره على اعمال امتي واعلن واشفق من ان يشهد عليهم الا بما يستحقون وهذا كقوله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وقال تعالى فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض وقوله ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء في اصول دين وفروعه وفي احكام الدارين وكل ما يحتاج اليه العباد فهو مبين فيه اتم اتم تبين بالفاظ واضحة انه تعالى يثني فيه الامور الكبار التي يحتاج القلب يمر بها عليه كل وقت وعيادتها في كل ساعة ويعيدها ويبديها بالفاظ مختلفة. واذلة تنوعية تستغل فيكم فتثمر من الخير والبر وبحسب ثبوتها في القلب. وحتى انه كان يجمع في اللفظ القليل الواضح معاني كثيرة يكون اللفظ لها كالقاعدة الاساس واعتبر هذه واعتبر هذه بالاية التي بعد هذه الاية وما فيها من انواع الاوامر والنواهي التي لا تحصر. فلما كان هذا القرآن تبيانا لكل شيء صار حجة الله العباد كلهم فانقطعت به حجة الظالمين وانتفع به المسلمون فصام هدى لهم يهتدون به لامر لدينهم ودنياهم ورحمة ينالون به كل خير في الدنيا والاخرة فالهدى ما ما نالوا به من علم نافع وعمل صالح. والرحمة ما ترتب على ذلك من ثواب الدنيا والاخرة كصناع القلب وبره وطمأنينته وتوام العقل الذي لا يتم الا بتربيته على معانيه التي هي اجل المعاني واعلاها. والاعمال الكريمة والاخلاق الفاضلة ورزق واسع النصر على العذاب القول والفعل ونيل رضا الله تعالى العظيمة التي لا يعلم ما فيها من نعيم مقيم الا الرب الرحيم. ان الله يأمر بالعدل والاحسان الاية. فالعدل الذي امر الله به يشمل العدل في حقه وفي حق العدل في ذلك اداء حقوقه امنة موفورة وان يؤدي العبد ما اوجب الله عليه من حقوقه المالية والبدنية والمركبة منهما في حقه وحق عباده ويعامل الخلق وبالعدل التام فيؤدي كل وال ما عليه تحت ولايته. فيؤدي كل وال ما عليه تحت ولايته سواء في ذلك ولايته الامامة الكبرى والقضاء ونواب الخليفة ونواب القاضي والعدل هو ما فرضه الله عليهم في كتابه وعلى لسان رسوله وامرهم بسلوكه ومن العدل في المعاملة ان تعاملهم في عقود البيع والشراء فضيلة مستحب وذلك الناس بالمال والبدن والعلم وغير ذلك من انواع النفع حتى يدخل فيه الاحسان الى الحيوان البهيم المأكول وغيره وخص الله بالقربى وان كان داخل في العموم لتأكل حقهم وتعين صلتهم وبرهم والحرص على ذلك. ويدخل في ذلك جميع الاقارب قريبهم وبعيدهم لكن كل من كان اقربك احق بالبر وقوله وانهى عن الفحشاء وهو كل ذنب عظيم استفحشته الشرائع والفطر كالشرك بالله والقتل بغير حق والزنا والصدقة والعلم والكبر واحتقان الخلق وغير ذلك من الفواحش ويدخل في المنكر كل ذنب ومعصية متعلق بحق الله تعالى وبالبغي كل عدوان على الخلق في الدماء والاموال والارض فصارت هذه جامعة لجميع المأمورات والمنهيات لم يبقى شيء الا دخل فيها. فهذه قاعدة ترجع اليها سائر الجزئيات فكل مسألة مشتملة على عدل او احسان او ايتاء ذي قربى فهي مما امر الله به وكل مسألة مشتملة على فحشاء او منكر او بغي فهي مما نهى الله عنه. وبها يعلم حسن ما امر الله به وقبح ما نهى عنه وبها يعتبر ما عند الناس من الاقوال وترد عليه اليها سائر الاحوال فتبارك من جعل في كلامه الهدى والشفاء والنور والفرقان بين جميع الاشياء ولهذا بين بين جميع الاشياء ولهذا قال يعظكم به اي بما بينه لكم في كتابه بامركم بما فيه غاية صلاحكم ناهيكم عما فيه مضرتكم لعلكم تذكرون ما يعظكم به فتفهمونه وتعقلونه فانكم اذا تذكرتموه وعقلتموه وعملتم وقت الله فسعدتم سعادة لا شقاوة معها فلما مر بما هو واجب في اصل شرعه امر بما اوجبه العبد على نفسه فقال عاهد العبد عليه ربه بالعبادات والنذور والايمان التي عقدها اذا كان ولهذا جعلتم الله عليكم اي ايها المتعاقدون كفيلا فلا يحل لكم الا تحكموا ما جعلتم الله عليكم كفيلا. فيكون ذلك ترك تعظيم الا ينسيانة به وقد رضي الاخر منكم باليمين والتوكيل الذي جعل جعلت الله فيه كفيلا فكما ائتمنك واحسن ظنه فيك فلتف له فلتفي له بما قلت واكدت واكدت ان الله ما تفعلون. فيجازي كل عام بعمله على حسب ولا تكونوا في نقضكم التي تغزل غزلا قويا فاذا استحكم واتم ما اريد منه فجعلته ان كانت متاع متاع الغزو ثم على النقب. ولم تستفد سوى الخيبة والعناء وسفاهة العقل ونقص الرأي. فكذلك من نقر ما عاهد عليه فهو ناقص الدين والمروءة وقوله تتخذون ايمانكم دخلا بينكم من تكون امة هي ارباب من امة اي لا تنبغي هذه الحالة منكم تعقلون على الامام المؤكد فيه الفرصة فاذا كان العاقد لها ضعيفا غير قادر على الاخر. اتمها لا لتعظيم العبد واليمين بل لعجزه وان كان قويا يرى مصلحته دنيوية في نقضها نقضها كل ذلك المرضية هنا امة اكثر عددا وقوة من الاخرى وهذا ابتلاء من الله وامتحان يبتليكم الله به حيث قيد من اسباب المحن الذي يمتحن به الصادق الوفي من مفاجر الشقي وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون. فيجازي كلا بعمله ويخزي ويخزي الغادر. ولو شاء الله ويجعلكم امة واحدة لا يهنوا اي لو شاء الله لجمع الناس على الهدى وجعلهم امة واحدة ولكنه تعالى منفرد بالهداية للظلال وهدايته واضلاله من افعاله التابعة لعلمه وحكمته يعطي هداية من يستحقها فضلا ويمنعها من لا يستحقها عدلا ولا تسألن عما كنتم تعملون من خير وشريف يجازيكم عليها تم الجزاء وعدنا ولا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم لا تتخذوا ايمانكم وعودكم ومواثقكم تبعا لاهوائكم متى شئتم وفيتم بها ومتى شئتم نقضتموها فانكم فعلتم ذلك ان تزل اقدامكم بين تموتين على الصراط المستقيم وتذوق السوء اي العذاب الذي يسوءكم ويحزنكم بما صدقتم عن سبيل الله حيث وراكم عذاب عظيم مضاعف. يعني من اسباب عياذا بالله الانتكاس الانتكاسة كثرة الايمان لان الله قال ولا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها. دل ان من دخل من اتخذ خذا يمينه دخلا فان قدمه لا يثبت. نسأل الله السلامة والعافية. نعم. ولا تشتروا بعد الله ثمنا قليلا والايمان لاجل متاع الدنيا وحطامها فقال ما عاهدوا عليه الله هو خير لكم من حطام الدنيا الزاية ان كنتم تعلمون فاثروا ما يبقى على ما يفنى فان الذي عندكم ولو كثر جدا لا بد ان يفهم ان ان ينفذ ويفنى وما عند الله باق من وقائه لا يفنى ولا يزول فليس بعاقل من اثر الفاني الخسيس على الباقي النفيس وهذا كقوله تعالى بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى وما عند الله خير للابرار. وفي هذا الحث والترغيب على الزهد في الدنيا خصوصا الزهد المتعين وهو زهد فيما يكون الله على العبد ويوجب له الاشتغال عما اوجب الله عليه وتقديمه على حق الله. فان هذا الزهد فان هذا الزهد واجب ومن الدواعي للزهد ان يقابل العبد دون الذات الدنيا وشهواتنا بخيرات الاخرة. فانه يجد من الفرق وتفاوت ما يدعوهم الى الانسان اعلى الامرين وليس الزهد الممدوح هو صيام الذكر ونحوها بل لا يكون العبد زاهدا زهدا صحيحا حتى يقوي ما يقدر عليه من الاوامر الشرعية الظاهرة الباطنة. ومن الدعوة الى الله ولا دينه بالقول والفعل فالزهد والزهد فيما لا ينفع في الدنيا في الدين والدنيا والرغبة والسعي في كل ما ينفع ونجزين الذين صبروا على طاعة الله وعن معصيته وانفقتهم عن الشهوات الدنيوية المضرة بدينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرا فان الله لا يضيع اجر من احسن عملا وان هذا ذكر جزاء العالمين في الدنيا والاخرة فقال من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فان الايمان شر في صحة الاعمال الصالحة وقبولها بل لا تسمى اعمالا صالحة الا بالايمان والايمان مقتض بالله فانه التصديق الجازم المسمر للاعمال والعمل الصالح فلنحيينه حياة طيبة وذلك بطمأنينة قلبه لنفسه وعدم يشوش عليه قلبه ويرزقه الله رزقا حلالا طيبا من حيث لا يحتسب ما نعومتنا اذن سمعتنا خبر على قلب وزن فيأتيه الله في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة الايات اي فاذا اردت القراءة لكتاب الله الذي هو اشرف الكتب واجلها فيه صلاح القلوب والعلوم كثيرة. فان الشيطان احرص ما يكون على العبد عند شرعه في فيسعى بقلبه على الله في صرفه عنه مجتهدا في دفع وساوسه وافكاره الرديئة مجتهدا على السبب والتحلي بحلة الايمان والتوكل فان الشيطان ليس له سوء اي تسلط على الذين امنوا على ربهم وحده لا شريك له يتوكلون انما سلطانه يتسلطه على الذين يتولونه ويجعلونه لهم منين وذلك بتخيلهم على ولاية الله ودخولهم في طاعة الشيطان بتخليهم عن لحزبه فهم الذين جعلوا له ولاية على انفسهم فازهم من المعاصي ازا وقادهم الى النار قودا. واذا بدلنا اية مكان اية والله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفتر ايتين. يذكر تعالى ان المقدمين بهذا القرآن يتتبعون ما يرونه حجة لهم وهو ان الله تعالى هو الحاكم الحكيم الذي يشرع الاحكام ويبدل حكما مكان اخر. لحكمته ورحمته فاذا روه كذلك قدحوا في الرسول وما جاء به قالوا انما انت مفتر قال الله تعالى بلغتهم لا يعلمون فهم جهال ولا علم لهم بربهم ولا بشرعهم بمعلوم ان قدح الجاهل بلا علم لا عبرة به فان القدح بشيء فرع عن العلم به وما عليهم ما يوجب المدح والقدح. ولهذا ذكر تعالى حكمته في ذلك فقال قل نزله روح القدس وهو جبريل رسول مقدس منزه عن كل عيب وخيانة حق اي نزوله بالحق وهو مسلم على الحق في اخباره ونواهيه ونواهيه. فلا سبيل لاحد يقدح فيه قد حصين لانه اذا علم انه الحق علم انما عرضه ونقضه ليثبت الذين امنوا عند نزول اياته ودواردها عليهم وقتا بعد وقت لا يزال الحق يصل الى قلوبهم شيئا فشيئا حتى يكون ايمانهم حتى يكون ايمانهم اثبت من اجبان رواسي وايضا فانهم يعلمون انه الحق واذا شرع حكما من الاحكام ثم نسخه وعلم انه ابدله بما هو مثله واخير منه لهم وان نسخهم الناس بالحكمة بمناسبة العقلية كلما نزل شيئا فشيئا كان اعظم اذادا وبشارة له من لوط اتاهم جملة وعدة وتفرغ الفكر فيه بل ينزل الله حكما وتارة فاذا فهموه عقلوا وعقلوا وعرفوا المراد منه وترووا منه. انزل نظيره هكذا وذلك ولذلك بلغ الصحابة رضي الله عنهم به مبلغا عظيما اخلاقهم وطبائعهم وانت من اخلاق وعوائد واعماق واعمال فاقوا بها الاولين والاخرين ويستقيم بنوره في ظلمات الغي والجهالات ويجعلونه امامهم في جميع الحالات فلذلك تستقيم دنيته دنيوية انما يعلمه بشرا ايات يخبرك عن انقيل المشركين اخوان اللي سمعوا بيني وبينهم هل هذا القول ممكن او له حظ من الاحتمال؟ ولكن الكذب يكذب ولا يفكر فيما يؤول اليه كذبه فيكون في من التناقض والفزع بما يوجب رده بمجرد تصوره يردونها ولا يقولونها لا يهديهم الله حيث جاءهم الهدى فردوه فعوقبوا بحرمانه وخذلان الله لهم ولهم في الاخرة عذاب اي وانما يأتي الكذب اي انما وافتراء كبير من الذين امنوا بايات الله كالمعاذ رسوله من بعد ما جاءت مؤمنات واولئك هم الكاذبون اي الكذب المقبل اي الكذب حصر فيهم وعليهم اولى بان يطلق غيرهم واما محمد صلى الله عليه وسلم المؤمن بايات الله ان خاضوا من ربه فمحال ان يكذب على الله ويتقوى عليه ما لم يقل فاعداؤه رموه بالكذب الذي هو وصفهم الله خزيهم وبين فضائحهم فله تعالى الحمد. من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان الايات يخبر تعالى عن شناعتها لمن كبر به من بعد ايمانه فعمي بعد ما ابصر ورجع الى الضلال بعدما اهتدى وشرح صدره وفي يوم يمه مطمئن ان لهم من غضب شديدا من رب رحيم الذي اذا غضب لم يقم لغضبه شيء وغضب وغضب عليهم كل شيء ولهم عذاب في غاية الشدة مع انه دائم ابدا وذلك انه مستحب حاسد الدنيا على الاخرة حيث ارتدوا على ادبارهم طمعا في شيء من حكام الدنيا ورغبة فيه وزهدا في خير الاخرة ثم اختاروا الكفر عن الايمان منعهم الله اذا اية فهم يهديهم من الكفر وصفهم فقطع على قلوبهم فلا يدخلها خير وعلى سمعهم ولا ابصارهم فلا ينفذ منها ما ينفعهم ويصل اوروبا جميلتهم الغفلة واحاط بهم خذلان وحرموا رحمة الله التي وسعت كل شيء. وذلك انها تنفردوها وعرضت عليهم فلم يقبلوها. لاجرم انهم في الاخرة هم خسروا هم الذين خزوا انفسهم في اموالهم واولادهم واهليهم يوم القيامة وفاتهم العنق وحسنوا على العذاب الاليم. وهذا بخلاف من اكره على الكفر واجبر عليه فانه لا حرج عليه ولا اثم. ويجوز له النطق من كلمة الكفر عند الاكراه عليها. ودل ذلك على ان كلام المنكر او العتاق او البيع او الشراء او سائر العقود انه لا عبرة به ولا يترتب عليه اذا لم يعاقب على كلمة الكفر اذا اكره عليها فغيره من باب واحرار ثمان ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا ان ربك من بعدها غفور رحيم الايتين اي ثم ان ربك الذي ربى عباده المخلصين بلطفه واحسانه لغفور رحيم لمن هجر في سبيله وفتن على دينه يرجع الى الكفر ثبت عن الايمان وتخلص ما معه من اليقين ثم جاهد اعداء الله ليدخلهم في دين الله في لسانه ويده وصبر على هذه العبادات الشاقة فهذه اكبر الاسباب التي تنال وبها اعظم العطايا وافضل المواهب وهي مغفرة الله منهم صغارها وكبارها المتضمي ذلك زوال كل امر مكروه ورحمته العظيمة التي بها صلحت احواله ثم استقامت امور دينهم ودنياهم فلهم الرحمة من الله في يوم القيامة. حين تأتي كل نفس تجادل عن نفسها كل يقول نفسي نفسي لا يهم سوى نفسه ففي ذلك اليوم يفتقر العبد الى حصون مثقال ذرة من الخير. وتوفى كل نفس ما عملت من خير وشر وهم لا يظلمون في سيئاتهم ولا ينقص من حسناتهم فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون الا ما كنتم تعملون. ثم قال الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة الايتين وهذه القرية هي مكة المشرفة التي كانت امنة مطمئنة لا يهاج فيها احد وتحترمها جاهلية الجهل حتى ان احدهم يريد قاتل ابيه واخيه فلا يهيجه مع شدة الحمية فيهم والنعرة العربية فحصلها من التام ما لا يحصل لسواها وكذلك رزق واسع كانت بلدة ليس فيها زرع ولا شجر ولكن يسر الله لنا الرزق يأتيها من كل مكان فجاء منهم يعرفون امانة يدعوه الى الامور وينهاهم عن امور السيئة فكذبوه وكفروا بنعمة الله عليهم فاناقهم ضد ما كانوا فيه والبسهم لباس الجوع الذي هو ضد الرغد والخوف الذي هو ضد الامن وذلك بسبب صنيعهم وكفرهم وعدمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون ثم قال فكلوا مما رزقكم الله حلالا فكنوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمة الله ان كنتم اياه تعبدون الايات يأمر عبادهم كما رزقهم الله من الحماية والحوت حلالا طيبا اي حالة كونها متصفة بهذين الوصف حالة كونها متصفة بهذين الوصيف بحيث لا تكون مما حرم الله او اثرا من غصب ونحوه فتمتعوا بما خلق الله لكم من غير اسراف ولا ولا واشكروا نعمة الله بالاعتراف بها بالقلب وثاني على الله بها وصرفها بطاعة الله. ان كنتم اياه تعبدون ان كنتم مخلصين له العبادة فلا تشكو الايام لا تنسوا المنعم. انما حرم عليكم اشياء مضلة تنزيها لكم وذلك الميت ويدخل في ذلك كل ما كان موته على غير زكاة مشروعة منه ميتة الجراد والسمك والدم والدم المسموح واما ما يبقى في العروق فلا يضر ولحم الخنزير لقمرة وخبزه للحمه وشحمه وجميع اجزائه. وما اهل لغير الله به كالذي يذبح للاصنام والقبور ونحوها لانه مقصود به الشرك. فمن اضطر الى شيء من المحرمات وان واخاف ان لم ان لم يأكل ان يهلك. اذا لم يكن باغيا او عاديا اي اذا لم يرد اكل المحرم وهو غير مضطر متعد متعد الحلال الى الحرام او متجاوز لما زاد على قدر ضرورة فهذا الذي حرمه الله من المباحات ولا تقولوا لما تصف الكذب هذا حلال وهذا حرام اي لا تحرم وتحلل من تلقاء انفسكم كذبا وافتراء على الله وتقول عليه لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون. لا في الدنيا ولا في الاخرة ولا بد ان يظهر الله خزيهم. وان تمتعوا في الدنيا فانه متاع طلي ومصيره من النار ولهم عذاب اليم. فالله تعالى ما حرم علينا الا الخبيثات تفضلا منه وصيانة عن كل مستقبل واما الذين هادوا حرم الله عليهم طيبات احلت لهم بسبب ظلمهم عقوبة لهم. كما كما قصهم في سورة الانعام في قوله وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البطن والغنم حرمنا عليهم شحومهما الا ما حملت ظهورهما او الحوايا او ما او ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم انا لصادقون. ثم قال تعالى ثمان ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك واصلحوا ان ربك من بعدها لغفور رحيم. وهذا حظ منه لعباده على التوبة ودعوة لهم الى الانابة فاخبر ان من عمل سوءا بجهالة بعاقبة لعاقبة ما تجني عليه بعاقبة ما تجني عليه ولو كان متعمدا للذنب فانه لابد ان ينقص ما في قلبه من العلم وقتا مقارفة الذنب فان اتى وصلها مئة درج الدم وندم عليه واصلح ماله فان الله يغفر له ويرحمه ويتقبل توبته ويعيده الى حياته الاولى او اعلى منها ثمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين الايات يخبر تعالى عما فضل به خيره ابراهيم عليه الصلاة والسلام الصوم به من افضل اللعنة والمناقب الكاملة فقال ان ابراهيم كان امة اي اماما جامعا لخصال الخير هذه المهتدية قانتا لله اي مديما لطاعة ربه مخلصا له حنيفا مقنع الله بالمحبة والانابة معرضا عمن سواه ولم يكن المشركين في قوله وعمله وجميع احواله لانه امام الموحدين شاكرا لانعمه اي اتاه الله في الدنيا حسنة ونعم عليه بنعم ظاهرة وباطنة فكان نتيجة هذه الخصال الفاضية ان اجتباه ربه واختص بخلته وجعله من صفوة خلقه وخيار عباده المقربين وهداه الى صراط مستقيم في علمه وعمله فعلم بالحق فعلم بالحق واثره على غيره. واتيناه في الدنيا حسنة رزقا واسعا وزوجة حسناء وذرية صالحة واخلاقا مرضية ان الله اوحى لسيد الخلق واكبر من يتبع ملة ابراهيم ويقتدي به هو وامته وانما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وان ربك ليحكمون بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون. يقول تعالى انما جعل السبت اي قرضا على الذي الذي اختلفوا فيه على الذين اختلفوا في حين ضلوا عن يوم الجمعة وهم اليهود فصار اختلافهم سببا لان يجب عليهم بالسبت احترامه وتعظيمه. والا فالفضيلة الحقيقية يوم الجمعة الذي هدى الله هذه الامة اليه وان ربك ليحكم بين يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون فيبين لهم المحطة من المبطل والمستحق من للثواب ممن استحقنا العذاب ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة الآية الآية اي ليكن دعائك للخلق مسلمهم وكافلهم الى لربك المستقيم مجتمع العلم النافع والعمل الصالح بالحكمة اي كل احد على حسب حاله وفهمه وقبوله وانقياده. ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل والبدء بالاهم الاهم الذنوب التي هي احسن فيجادل بالتي هي احسن وهي الطرق التي تكون ادعى لاستجابته عقلا ونقلا ومن ذلك الاحتجاج لعلي او من ذلك الاحتجاج عليه بادلته التي كان يعتقدها فانه اقرب الى حصول المقصود وان لا تؤدي المجادلة الى خصام مشادمة تذهب تذهب مقصودها ولا تحصل البيت منها. بل يكون القصد منها هداية الخلق الى الحق الى المغالبة ونحوها وقوله ان ربك هو اعلم بما هو بل عن سبيله علم السبب الذي وسيجازيه عليها وهو اعلم بالمهتدين. علم انهم يصلحون الهداية فهداهم ثم من عليهم فاجتباهم. وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين. الايات يقول تعلم بها العدل ما ونادبا الفضل والاحسان وان عاقبتم من اساء اليكم فعاقبوا مثل ما عوقبتم به من غير زيادة منكم على ما اجراه معكم ولئن صبرتم على المعاقبة لهو خير للصابر وما عند الله خير لكم واحسن عاقبة كما قال تعالى فمن عفا واصلح فاجره على الله ثم امر رسوله بالصبر دعوة الخلق الى الله والسعادة بالله على ذلك وعدم اتكال النفس فقال واصبر وما صبرك الا بالله هو الذي يعينك عليه ويثبتك ولا تحزن عليهم اذا دعوتهم فلم منهم قبولا لدعوتك فان الحزن لا يجدي عليك شيء ولا تكن في ضيق اي شدة وحرج مما يمكرون فان مكرهم عائد اليهم وانت من المتقين المحسنين والله مع المتقين والمحسنين بعونه وتوفيقه وتسديده وهم الذين اتقوا الكفر والمعاصي واحسنوا في عبادة الله بان عبدوا الله كأنهم يرونه فان لم يكونوا ويرونه فانه يراهم الاحسان الى الخلق يبذل النفع لهم من كل وجه. نسأل الله ان يجعلنا من المتقين المحسنين تم تفسير سورة النحل ولله الحمد والمنة. الحمد لله الظاهر ما امداك تدخل. طيب نكتفي بهذا ان شاء الله الغد بعد صلاة العصر مباشرة سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك