الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد نستأنف درسنا في صحيح الامام البخاري حيث كنا قد وقفنا على كتاب التوحيد في الباب الحادي والاربعين من ابواب كتاب التوحيد من صحيحه. وهذا هو المجلس الحادي والاربعين بعد المئة من مجالس قراءتنا لصحيح الامام البخاري. ونحن في صبيحة الجمعة التاسع من شهر الله المحرم عام اثنتين واربعين واربعمائة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. فنبدأ على بركة الله تعالى ونسأله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. نعم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ولا اما بعد. فاللهم احفظ لنا شيخنا واغفر له ولوالديه لنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين. باسانيد حفظكم الله الى الامام البخاري قال رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب قول الله تعالى وما كنتم تستترون ان اشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم. ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وحدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثنا منصور عن مجاهد عن ابي معمر عن عبد الله رضي الله عنه انه قال عند البيت ثقافيان وقرشي او قرشيان وثقفي كثيرة شحم بطونهم قليلة فقه قلوبهم فقال احدهم اترون ان الله يسمع ما نقول؟ قال الاخر يسمع ان جهرنا ولا يسمع ان اخفينا. وقال الاخر ان كان يسمع اذا جهرنا فانه يسمع اذا اخفيناه. فانزل الله تعالى وما انتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم. الاية. الحمد لله قوله رحمه الله باب قول الله تعالى وما كنتم تستترون ليشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم اورد الامام البخاري رحمه الله هذا الباب في كتاب التوحيد لبيان عظيم قدرة الله سبحانه تعالى لبيان عظيم قدرة الله سبحانه وتعالى. وذلك من وجهين. الوجه الاول في كونه جل وعلا قادر ان يشهد علينا اسماعنا وابصارنا. فكما انه جل في قادر على ان ينطقنا بالسنتنا فهو سبحانه وتعالى قادر على ان ومن هو في شأن وما يأتيهم من ذكر من رب محدث وقوله تعالى لعل الله يحدث بعد ذلك امرا وان حدثه لا يشبه حدث المخلوقين لقوله تعالى ليس كمثله شيء. وهو السميع البصير. قال ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي اسماعنا وان ينطق ابصارنا. وايضا الوجه الثاني اورده الامام رحمه الله ببيان عظيم سمع الله سبحانه وتعالى. لبيان عظيم سمع الله سبحانه وتعالى. فالاية وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم. فالله عز وجل شهيد بانه سبحانه على سميع بصير عليم جل في علاه. ومع هذا حينما ينكر الانسان ولا يريد ان يكون عليه شاهدا الا من نفسه فان الله عز وجل يشهد عليه سمعه وبصره ومعنى قوله وما كنتم تستترون. تستترون هنا بمعنى تظنون. وبمعنى وبمعنى ترون واورد رحمه الله تعالى تحت هذا الباب حديثا واحدا من من طريق شيخه الحميدي وهو عبد الله بن الزبير المكي قال حدثنا سفيان وقد سبق ان ان الحميدي اذا قال سفيان فالمقصود به شيخه المشهور وهو سفيان ابن عيينة ابو عبد الله قال حدثنا منصور وهو ابن المعتمر عن مجاهد وهو مجاهد ابن جبر المكي من كبار تلامذة عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن ابي معمر وهذه رواية عن تابعي عن ابي معمر عبد الله ابن سخبرة الازدي عن عبدالله رضي الله عنه وهو عبد الله ابن مسعود الهزلي عبد الله ابن مسعود الذهني الهزلي رضي الله تعالى عنه ابو عبد الرحمن من كبار الصحابة الفقهاء القراء الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث الناس على اتباع قراءتهم قال عبد الله بن مسعود اجتمع عند البيت ثقافيان وقرشي وهذا في زمن وجود النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة في مكة اجتمع عند البيت ثقافيان وقرشي او قرشيان وثقفي. والشك هنا من عبدالله بن مسعود رضي الله عنه كثيرة شحم بطونهم. قليلة فقه قلوبهم. وهذا الخبر من عبدالله بن مسعود رضي الله عنه فيه مذمة ان يكون الانسان بطينا وهذا فيه دلالة على الشره في الاكل. فالمنبغى لا سيما على طلاب العلم وطلاب الاخرة. ان يأكلوا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لقيمات يقمن صلبهم. قال كثيرة شحم بطونهم قليلة فقه قلوبهم. وفي مقارنة فقه القلب وهو ادراكه وتعقله و فتذكره بكثرة شحم البطون مناسبة بديعة. ونبه عليه ابن القيم رحمه الله وهي ان البطن كلما اهتم به الانسان بقدر ذلك قل فقه قلبه وكلما اهتم الانسان بفقه قلبه قل اهتمامه بما يشبع بطنه ولهذا الذين يهتمون بانواع الاكل وبانواع المأكول تجدهم قليلي الفقه وقليل بالعلم والذين يهتمون بالعلوم الشرعية تجدهم لا يفقهون الاكول والمأكول. وانما يأكلون المباح بما يقيمون صلبهم. فقال احدهم اي احد المجتمعين او احد المجتمعين اترون ان الله يسمع ما نقول. وهنا افهام من بعضهم لبعض على وجه السؤال والفهم. قال الاخر يسمع ان جهرنا ولا يشبع ان اخفينا. وهذا دليل على قلة الفقه. يسمع ان جهرنا ولا يسمع انا اخفينا. وقال الاخر ان كان يسمع اذا جهرنا فانه يسمع اذا اخفينا لافقه من الاول والسبب في ذلك ان قياسه سليم لانه قال ان كان يسمع اذا فانه يسمع اذا اخفينا. لان الله سبحانه وتعالى هو فوق السماء. في في وهو العلي الاعلى في علو جل في علاه. فكونه في العلو في السماء وهو يسمع ما نجهر. فمعنى هذا انه لا عليه الجهر والاخفاء. لان البعد مكاني الذي يتصوره الانسان ان بين علو الله عز وجل بين مخلوقاته هو بعد بالنسبة الينا ما هو جل في علاه فان الابعاد المكانية لا تجري عليه فهو سبحانه وتعالى فوق السماوات فوق المخلوقات لا يختلف كونه يسمع ما كان في السماء السابعة وسمعه عما يكون في الارض كما ان بصره لا يختلف فكونه جل وعلا يبصر ما في السماء السابعة ككونه جل وعلا يبصر وما في الارض السفلى وهكذا علمه جل في علاه وقدرته سبحانه وتعالى وهذا دليل على عظمة الباري سبحانه وتعالى. وجلاله وجماله. وعلى الانسان ان يراقب الله جل في علاه فانه يعيش في ملك الله وملكوته. ويعلم علم اليقين ان الله يسمعه ويراه ويبصره. فعلينا ان نراقبه اذا في السر خفاء وفي الجهر والاعلان. قال فانزل الله تعالى وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم يعني الاية ومناسبتها لسبب النزول ان هؤلاء لا ان الله سبحانه وتعالى ليس فقط يسمع ويبصر بل انه جل في علاه جعل اسماعنا وابصارنا وجلودنا تسمع وتبصر وتشهد علينا. وهذا الباب اورده الامام رحمه الله بيان عظيم سمع الله وعظيم قدرته جل في علاه. نعم. قال رحمه الله باب قول الله تعالى كل يوم صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله يحدث من امره ما يشاء وان مما احدث الا تكلموا في الصلاة قال حدثنا علي ابن عبد الله قال حدثنا حاتم وردان قال حدثنا ايوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال كيف تسألون اهل اهل الكتاب عن كتبهم وعندكم كتاب الله اقرب الكتب عهدا بالله تقرأونه محضا لم يشب قال حدثنا ابو اليماني قال اخبره شعيب عن الزوري قال اخبرني عبيد الله بن عبدالله ان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال يا معشر المسلمين كيف تسألون اهل الكتاب عن شيء؟ وكتابكم الذي انزل الله على نبيكم صلى الله عليه وسلم. احدث الاخبار بالله محضا لم يشر. وقد حدثكم الله ان اهل الكتاب قد بدلوا من كتب الله وغيره. فكتبوا ايديهم قالوا هو من عند الله ليشتروا بذلك ثمنا قليلا. اولا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألته فلا والله وما رأينا رجلا منهم يسألكم عن الذي انزل عليكم. ثم اورد الامام رحمه الله هذا الباب تحت عنوان باب قول الله تعالى كل يوم هو في شأن وما يأتيهم من ذكر من ربهم وحدة واراد رحمه الله تعالى بيان عظمة الخالق جل في علاه. وانه سبحانه اموره المتعلقة بافعاله وبكلامه لا منتهى لها. وانه سبحانه اموره وكلامه لا منتهى له. فهو سبحانه وتعالى كل يوم هو في شأن اي في امر وهذا الامر عام يدخل فيه افعاله جل وعلا واقواله سبحانه وتعالى يدخل فيه ما يفعل ويدخل فيه ما يقول. وما يفعل قد ينتج عنه المفعولات والمخلوقات وما يقول يكون هو الكلام. فهو سبحانه وتعالى خاطب ادم وخاطب نوح وخاطب ابراهيم وخاطب موسى وعيسى ومحمدا صلى الله عليهم وسلم وهو سبحانه وتعالى يخاطب الملائكة فشأنه الكلامي اموره الكلامية لا منتهى لها ومصداقه في القرآن ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفذت كلمات الله. والله سبحانه وتعالى يتكلم وكلام جل في علاه من حيث كونه سبحانه وتعالى موصوفا بالكلام فهذه صفة ازلية وظده الخرس والله جل وعلا منزه عن العيب والنقص. فهو متكلم ازلا وابدا اما احاد كلامه الذي يقابله السكوت فانه سبحانه وتعالى يتكلم به متى شاء مع من شاء كيف شاء وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث. وهنا لابد ان ننتبه ان الذكر منه ما هو جديد ومنه ما هو قديم. فمثلا التوراة والانجيل بالنسبة للقرآن قديم. والقرآن قانون جديد بالنسبة الى الانجيل وبالنسبة الى الزبور. وكلام الله عز وجل الذي يكون في اليوم هو جديد بالنسبة لما كان قبل. اذا معنى وما يأتيهم من ذكر من رب محدث يعني جديد وهنا لا بد ان ننتبه ان قول من قال بان محدث معناه المخلوق كما قاله المعتزلة فهذا لانهم اعتقدوا معنى خاصا في المحدث ثم فسروا اللفظ بالمعنى الذي اصطلحوا عليه. وهذا تطويع لنصوص الكتاب والسنة الى الاصطلاحات المحدثة. وهي ظلالة خطيرة تغير المفاهيم الشرعية. فقوله جل وعلا ويأتيه من ذكر من ربه محدث يعني جديد. فالقرآن الكريم بعضه اجد من بعض فما نزل في المدينة فهو اجد بالنسبة لما نزل في مكة. ولهذا قال ابن عباس قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه كما في بعض الروايات في صحيح البخاري وغيره قال انهن من التلاذ الاول. يعني من الايات القديمة قيمة النزول. ومعنى التليد القديم. اذا وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث. اي جديد طوله وهذا فيه دلالة ان الله سبحانه وتعالى تكلم به جديدا. فان قال قائل فهو مكتوب منذ ان خلق الله القلم فالقرآن هو كلام الله وكلام المخلوقين مكتوب في اللوح المحفوظ. نقول تلك كتابة لا يقال عنها ازلي. لانها كتبت يوم ان خلق الله القلم. وهي وهو وجود كتابي مم فالقرآن موجود في اللوح المحفوظ كتابة وموجود في البيت في السماء الدنيا كتابة وموجود في مصاحف المسلمين كتابة. وفي صدور الحفاظ والعلماء حفظا ولكن الله جل وعلا تكلم به في وقت معين به في وقت معين ولله المثل الاعلى. الا ترون ان بعض العلماء والامرا ربما يكتبون شيئا ثم يقولونه للناس مقروءا من تلك الكتابة او محفوظا في وقت متأخر عن الكتابة فالكتابة فعل والكلام المنطوق مسموع. والمكتوب كلام الكاتب والمنطوق كلام الناطق المتكلم. ولهذا نقول القرآن الذي كتب في لوح المحفوظ هو كلام الله عز وجل. ففيه مكتوب الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين كما في مصاحفنا على ترتيب المصحف الموجود. والله سبحانه وتعالى تكلم بالقرآن على حسب اسباب النزول. قال وقوله تعالى لعل الله يحدث بعد ذلك امرا. وهنا انبه على ان كلمة الامر مصدر امر يأمر امرا والمصدر كما قد سبق وان نبهت عليه انه بمعنى فعله ويأتي بمعنى مفعوله. المصدر يأتي بمعنى فعله ويأتي بمعنى مفعوله. فاذا فسر المصدر بمعنى الفعل فيكون فعلا للفاعل. الذي جاء كلمة الامر معه واذا فسر بالمفعول فانه يكون مفعولا مجعولا لمن ذكر اهو الكلام. فهنا معنى لعل الله يحدث بعد ذلك امرا. المقصود به الامر الشرعي وهو كلام الله عز وجل وان كان المقصود به لعل الله يحدث بعد ذلك امرا يعني فراقا فهذا المقصود به المفعول الكوني المفعول الكوني. قال الامام البخاري رحمه الله وان حدثه لا يشبه حدث المخلوقين ما معنى هذا الكلام؟ هذا من دقة فقه البخاري رحمه الله. وهو ان وانه وصفنا الله عز وجل بان له حدث وهو الفعل فان فعله لا يشبه افعال المخلوقين. الا ترى ان فعل المخلوق محدود ابتداء وانتهاء زمانيا. الا ترى ان فعل المخلوق محدود من حيث القدرة والوسع ومن حيث الاثر والمفعول. اما قدرة اما فعل الله عز وجل فلا حد له لا ابتداء ولا انتهاء هذا من حيث الزمان. ولا حد له من حيث آآ ان آآ ان نقول انه يفعل كذا ولا يقدر على كذا فهو على كل شيء قدير. ولا من حيث المفعولات فهو يوجد ما يشاء جل في علاه. اذا فعله سبحانه وتعالى لا يشبه فعل المخلوقين. وهذه المسألة من الامام البخاري دقيقة قياسا على صفات الله عز وجل. فكما ان صفاته سبحانه وتعالى ليست كصفات المخلوقين فكذلك لا يشبه فعل المخلوقين. كما ان ذاته ليست كذوات المخلوقين. قال لقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. اذا منزع الامام البخاري ان حدث الله وهو فعله لا يشبه حدثا المخلوقين يعني افعالهم لان الاصل القاعدة المطردة عندنا ليس كمثله شيء ليس كذاته شيء وهو السميع البصير. فما دام ان ذاته العلية ليست كالذوات المحدثة الموجودة فذلك دليل ان افعاله ليست كالافعال الموجودة. ثم اورد رحمه الله قول ابن مسعود اه معلقا قال وقال ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يحدث من امره ما يشاء هنا المقصود بامره المقصود به الامر الشرعي. الامر الشرعي. لان الامر ينقسم الى قسمين امر شرعي وامر كوني. من الامر الشرعي هذا اه الحديث. ان الله يحدث من امره ما يشاء. ومن الامر الكوني وكان امر الله وكان امر الله قدرا مقدورا. فدخل في كلمة امر هنا قدرا مقدورا الشرعي والكوني. اذا الامر قد يأتي اطلاقه ويراد به الامر الشرعي وقوله جل وعلا وتشريعه وقد يأتي ويراد به الامر الكوني وهو فعله سبحانه وتعالى وتقديره وقد يأتي ويراد بهما معا وقد يأتي ويراد به المفعول المخلوق فننتبه الى السياقات. قال وان مما احدث الا تكلموا في الصلاة. فهنا احدث يعني فعل الرب عز وجل يعني ان الله عز وجل تكلم ما واخبر بالا نتكلم في الصلاة. فشرع لنا ان لا نتكلم بالصلاة. وكان هذا امرا جديدا بالنسبة لما سبق فهو فعل للرب عز وجل من حيث انه كلامه ان لا تكلموا في الصلاة قوموا لله قانتين. وقوموا لله قانتين. ثم اورد رحمه الله تعالى تحت هذا الباب حديث الاول من طريق شيخه علي بن عبدالله وهو المديني رحمه الله تعالى امام العلل قال حدثنا حاتم الوردان السعدي قال حدثنا ايوب وهو ابن ابي تميمة السخطياني عن عكرم مولى ابن عباس عن ابن عباس ابي العباس عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما حبر الامة وبحر الامة وترجمان القرآن احد العبادلة الاربعة واحد السبعة من رواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كيف تسألون اهل الكتاب عن كتبهم وعندكم كتاب الله اقرب الكتب عهدا بالله تقرأونه محضا لم يشم. ومراد ابن عباس رضي الله تعالى عنهما انه لا ينبغي الانشغال بالكتب السابقة عن القرآن. اما الاستشهاد بالكتب السابقة اه الدلالة على ما في القرآن فهذا امر جاء في القرآن وجاء في السنة وابن عباس نفسه يستشهد بذلك. اذا من معنى قوله كيف تسألون عن الكتاب عن كتبه؟ يعني تنشغلون بذلك عن الكتاب المنزل اليكم. وكتاب الله يعني قرآن اقرب الكتب عهدا بالله. ومعنى اقرب الكتب عهدا بالله يعني انه جديد انزاله بالنسبة الكتب السابقة فتلك تليدة واما القرآن فهو احدث الكتب. ولهذا لو سألنا اهل الاسلام واهل الارض اي الكتب انزلت متأخرة عن الكتب الاخرى فبالاجماع المسلمون يقولون القرآن واهل الكتاب يقولون النصارى يقولون الانجيل اليهود يقولون التوراة اذا صارت هذه الكتب نسبية آآ اقرب من الكتب السابقة التي كانت قبل هذه الكتب وقوله تقرأونه محضا لم يشب محضا يعني صافيا. لم يشب اي لم آآ يدخله الخلل والعيب لان القرآن حفظ في السطور وحفظ في الصدور. فلا يمكن لاحد ان يغير ظبطه وشكله ولا يمكن لاحد ان يزيد فيه حرفا او كلمة. ثم اورد رحمه الله نفسه قول ابن عباس من طريق اخر وهو من طريق شيخ ابي اليمان وهو الحكم ابن نافع قال اخبرنا شعيب هو ابن ابي حمزة عن الزهري محمد بن مسلم بن عبيدالله بن شهاب الزهري قال اخبرني عبيد الله بن عبدالله وهو عبيد الله بن عبدالله بن آآ عمر بن حفص بن عاصم العمري ان عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما آآ قال يا معشر المسلمين نعم عبيد الله بن عبدالله بن عتبة احسنت بارك الله فيك. عبيد الله بن عبد لا ابن عتبة ابن مسعود ان عبد الله ابن عباس قال يا معشر المسلمين وهذا خطاب للعوام فلا ينبغي ان ان يتوجه العوام لقراءة كتب اهل الكتاب ذلك لان قراءة كتبهم فيه الغث والسمين من جهة وفيه الانشغال بالقرآن من جهة اخرى. كيف تسألون عن الكتاب عن شيء وكتابكم الذي انزل الله على نبيكم الله عليه وسلم احدث الاخبار بالله محضا لم يشاب. هذا هو وجه الشاهد من ايراد هذا الحديث. و اما كون الانسان يعتقد ان القرآن حديث نزوله فهذا يجب على الانسان يعتقد ان القرآن حديث انزاله من الله بالنسبة للكتب السابقة. وهذا القرآن تكلم الله عز وجل به لما بعث محمدا صلى الله عليه وسلم فيه رد على من زعم بان الله تكلم بالقرآن ازلا وهذا باطل فان الله عز وجل ما قال ازلا آآ يا ايها النبي يا ايها الرسول اذ لو قال ازلا هذا الكلام لكان عبثا يخاطب منه ولا يوجد رسول ولا يوجد نبي. ويخاطب ازى ويقول وقال فرعون اذا هذا ينبغي لنا ان نحذر من مثل هذه الاقوال. آآ لعلنا نكتفي بهذا القدر الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين