وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون وكما ابتليناك بمعاداة هؤلاء المشركين لك ابتلينا كل نبي من قبلك فجعلنا لكل واحد منهم اعداء من مردة الانس واعداء من مردة الجن يوسوس بعظهم لبعظ كي يزينون لهم الباطل ليخدعوهم ولو شاء الله ان لا يفعلوا ذلك ما فعلوه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون ولو اننا اجبناهم بالاتيان بما اقترحوه فنزلنا عليهم الملائكة وشاهدوهم وكلمهم الموتى واخبروهم بصدقك فيما جئت به وجمعنا لهم كل شيء مما مما اقترحوه يواجهونه معاينة ما كانوا ليؤمنوا بما جئت به الا من شاء الله له الهداية منهم ولكن اكثرهم يجهلون ذلك فلا يلجأون الى الله ليوفقهم للهداية ولكنه شاء لهم ذلك ابتلاء فاتركهم وما يكترون من الكفر والباطل ولا تعبأ بهم. فربنا جل جلاله هو الذي يحاسبهم ولتصغى اليه افئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة وليرضوه وليغترفوا ما هم مقترفون ولتميل الى ما يوسوس به بعضهم لبعض قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة وليقبلوه لانفسهم ويرتضوه لها وليكتسبوا ما هم مكتسبون من المعاصي والاثم اذا الانسان بارتكابه المعاصي انما يضر نفسه افغير الله ابتغي حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا والذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين قل ايها الرسول لهؤلاء المشركين الذين يعبدون مع الله غيره هل يعقل ان اقبل غير الله هل يعقل ان اقبل غير الله حكما بيني وبينكم فالله هو الذي انزل عليكم القرآن مبينا مستوفيا لكل شيء واليهود الذين اعطيناهم التوراة والنصارى الذين اعطيناهم الانجيل يعلمون ان القرآن منزل عليك مشتملا على الحق لما وجدوه في كتابهما من الدليل على ذلك فلا تكونن من الشاكين فيما اوحينا اليك وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكماته وهو السميع العليم وبلغ القرآن غاية الصدق امر بتبليغ القرآن والقرآن قد بلغ غاية الصدق وبلغ القرآن غاية الصدق في الاقوال والاخبار. لا مغير لكلماته وهو السميع لاقوال عباده العليم بها فلا يخفى عليه شيء منها وسيجازى من يسعى لتبديل كلماته وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرصون ولقدر انك اطعت ايها الرسول اكثر من في الارض من الناس يضلوك عن دين الله فقد جرت سنة الله ان يكون الحق مع القلة فاكثر الناس لا يتبعون الا الظن الذي لا مستند له حيث ظنوا ان معبوداتهم تقربهم الى الله زلفى وهم يكذبون في ذلك ان ربك هو اعلم من يضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين ان ربك ايها الرسول اعلم بمن يضل عن سبيله من الناس وهو اعلم بالمهتدين اليها لا يخفى عليه شيء من ذلك فكلوا مما ذكر اسم الله عليه ان كنتم باياته مؤمنين فقولوا ايها الناس مما ذكر اسم الله عليه عند الذبح. ان كنتم مؤمنين حقا ببراهينه الواضحة من فوائد الايات اولا الهدف الاعظم للعبد اتباع الحق ويطلبه بالطرق التي بينها الله ويعمل بذلك ويرجو عون ربه في اتباعه ولا يتكل على نفسه وحوله وقوته من انصاف القرآن للقلة المؤمنة اسناده الجهل والضلال الى اكثر الخلق من سنته تعالى في الخلق ظهور اعداء من الانس والجن الانبياء واتباعهم لان الحق يعرف بظده من الباطل القرآن صادق في اخباره عادل في احكامه لا يعثر في اخباره على ما يخالف الواقع ولا في احكامه على ما يخالف الحق. اذا القرآن ايها الاخوة هو الحق يتبعه الانسان ويتبع ما فيه ويعمل في خدمته فان افضل الساعات واعظم الازمان هي الازمان التي يقضيها الانسان مع كتاب الله تعالى هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته