بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال ابن خزيمة علينا وعليه رحمة الله جماع ابواب الوضوء وسننه باب ايجابي احداث النية للوضوء والغسل حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي واحمد بن عبدة الظبي قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بسعيد عن محمد ابن ابراهيم عن علقمة ابن وقاص الليثي قال سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنية وانما لامرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله والى رسوله فهجرته الى الله والى رسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او الى امرأة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه لم يقل احمد وانما لامرئ ما نوى اذا هاك في بابو ابن خزيمة علينا وعليه رحمة الله جماع ابواب الوضوء وسننه. اي في هذا الباب سيسوق لك ما يدل على امور الوضوء وعلى سنن الوضوء. ثم قال باب ايجاب احداث النية للوضوء والغسل ان المتوضئ حينما يريد الوضوء ويباشر الوضوء عليه ان ينوي هذه العبادة. وكذلك المغتسل حينما يغتسل ثم قال حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي واحمد بن عبدة الظبي. ولما ساق السند لراوين مقرونين بين الفرق في روايتيهما قال حدثنا حماد بن زيد وهو حماد بن زيد بن درهم البصري عن يحيى بن سعيد وها يحيى بن سعيد الانصاري المدني المتوفى عام خمس واربعين عن محمد ابن ابراهيم وهو التيمي عن علقم ابن وقاص الليثي قال سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنية اي لا تصح الاعمال الا بالنية الخالصة لوجه الله تعالى وانما لامرئ ما نوى وهذا تأكيد باعتبار ان الانسان له من عمله ما نوى ثم جاء التفصيل قال فمن كان من هجرته الى الله والى رسوله فهجرته الى الله والى رسوله. من هاجر من مكة الى المدينة او غيرها في وقت الهجرة فهجرته الى ما هاجر اليه ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه ثم قال ابن خزيمة لم يقل احمد وانما لامرئ ما نوى وهذا الحديث حديث عظيم شرحه العلماء بمصنفات مستقلة ومن اطيب الشروح الى قلب شرح ابن رجب الحنبلي لهذا الحديث في كتابه جامع العلوم والحكم وهذا الحديث فيه فوائد هذا الحديث فيه فوائد اولا الحديث ميزان الاعمال الباطنة. كما ان حديث من احدث في امرنا ما ليس منه فهو رد ميزان للاعمال الظاهرة ثانيا التحذير من الدنيا وفتنتها. ثالثا التحذير من فتنة النساء وان من كان حصورا فقد قرب نفسه للخيرات اذا النية ايها الاخوة ينبغي على الانسان ان يجد فيها وهذا الحديث عظيم التأكيد ان ليس للانسان من عمله الا ما نواه وان على العبد ان يراقب قلبه ونيته وان يتاجر مع الله تعالى في تعظيم امر النية فهذا حديث عظيم وينتظم مع قوله تعالى يوم تبلى السرائر وعلى طالب العلم ان ينتبه الى الايات الواردة التي تشتمل مع معنى الاحاديث وهذا مقصد عند اهل العلم قديما وحديثا وذلك هذا الحديث ينتظر مع هذه الاية فالسرائر جمع سريرا وهي ما يكتمه الانسان ويخفيه في نفسه ومعلوم ان النيات من وراء الاعمال وانما تبلى السرائر لان الحساب يوم الدين يجري على النيات التي من وراء الاعمال فمعنى تبلى اي تكشف وتظهر فاصل الابتلاء والاختبار والكشف اذا حصل الاختبار في الدنيا فانه لم يبقى في الاخرة الا الكشف ولذلك ربنا جل جلاله يقول وحصل ما في الصدر قلت ذلك فان الحديث ينتظم مع ما جاء في سورة سبح اسم ربك الاعلى والتي فيها سنقرؤك فلا تنسى. مع ما في اخرها قد افلح من تزكى والتي فيها الاشارة الى ان التزكي والتزكية من اعظم مقاصد البعثة المحمدية. بل من اعظم مقاصد الانبياء جميعا ولذلك في اخر السورة قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى ان هذا لفي الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى والتزكي يكون من صفاء النفس والقلب مما لا يحبه الله. يزكي الانسان نفسه من كل شيء لا يحبه الله واحتواء النفس والقلب على ما يحبه الله يعني يجعل الانسان قلبه حاويا لمحاب الله تعالى فالتزكية ليست فقط التخلية يخليها الانسان مما لا يحبه الله بل ويحلي الانسان نفسه بما يحبه الله والقلب اذا صفا اشرقت عليه المعاني الطيبة ولذلك احسن من قال فاذا احب الله باطن عبده ظهرت عليه مواهب الفتاح والى صدقت لله نية مصلح مال العباد اليه بالارواح. فالانسان كلما طهر نفسه كلما نال القبول فالقلب اذا صفا اشرقت عليه المعاني الطيبة فلا يصدر منه غالبا الا الطيب من القول والفعل هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته