الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. هذا هو المجلس الرابع والاربعون بعد المئة. من مجالس قراءتنا لكتاب صحيح الامام البخاري رحمه الله كنا قد وقفنا في كتاب التوحيد على باب قول الله تعالى قل فاتوا بالتوراة فاتلوها فنبدأ على بركة الله عز وجل ونسأله سبحانه وتعالى ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. نعم. الحمد لله صلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه اما بعد. اللهم احفظ لنا شيخنا واغفر له ولوالديه. ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين بأسانيدكم حفظكم الله تعالى الى الامام البخاري. قال رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب قول الله تعالى فقل فاتوا بالتوراة فاتلوها. وقول النبي صلى الله عليه وسلم اعطي اهل التوراة دوراته فعملوا بها واعطي اهل الانجيل الانجيل فعملوا به. اعطيتم القرآن فعملتم به. قال وقال ابو رجيم يتلونه يتبعونه ويعملون به حق عمله. يقال يتلى يقرأ حسن التلاوة حسن القراءة للقرآن. لا يمسه لا يجد طعمه ونفعه الا من امن بالقرآن لا يحمله بحقه الا الموقن لقوله تعالى مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار احملوا اسفارا بئس مثل القوم بئس مثل القوم الذين كذبوا بايات الله والله لا يهدي القوم الظالمين. وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام والايمان عملا. قال ابو هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال اخبرني بارجى عمل بارجى عمل عملته في الاسلام. قال ما عملت عملا ارجى عندي اني لم اتطهر الا فصليت وسئل اي العمل افضل؟ قال ايمان بالله ورسوله. ثم الجهاد ثم حج مبرور قال حدثنا عبدان قال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا يونس عن الزهري قال اخبرني سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه انما قال انما بقاؤكم فيمن سلف من الامم كما بين صلاة العصر الى غروب الشمس اتي اهل اوتي اهل التوراة التوراة فعملوا بها حتى انتصف النهار. ثم عجزوا فاعطوا قيراطا قيراطا قيراطا ثم اوتي اهل الانجيل الانجيل فعملوا به حتى صليت حتى صليت العصر ثم عجزوا فاعطوا قيراطا قيراطا. ثم اوتيتم القرآن فعملتم به حتى غربت الشمس. فاعطيتم قيراطين قيراطين فقال اهل الكتاب فقال اهل الكتاب هؤلاء اقل منا عملا واكثر اجرا. قال الله هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟ قالوا لا. قال فهو فضلي اوتيه من اشاء. هذا الباب بوب البخاري رحمه الله على الاية التي جاءت في سورة ال عمران قال فاتوا بالتوراة اتلوها ان كنتم صادقين ومراد الامام البخاري رحمه الله ان المقصود بالتلاوة هو العمل والعمل هو من التوحيد و تلاوة التوراة وتلاوة القرآن هو عمل العبد وايمان العبد وهو فعل العبد والمتلو سواء كان قرآنا او كان توراة هو كلام الله عز وجل اذا اتى بهذه الاية لبيان ان العمل المقصود به هو التوحيد وما يكون من واجبات التوحيد ومن مكملات التوحيد. قل فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين. ليس المقصود مجرد قراءة التوراة. لانهم كانوا يقرأون التوراة. اذا المراد من قوله فاتلوها اي فاعملوا بها وفق ما هو موجود فيها هذا معنى فاتلوها ان كنتم صادقين واورد رحمه الله تحت هذا الباب معلقات كثيرة لبيان معنى التلاوة ولبيان وللدلالة على ان العمل من الايمان واول ذلك اورد حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال اعطي اهل التوراة التوراة فعملوا بها واعطي اهل الانجيل الانجيل فعملوا بها واعطيتم القرآن فعملتم به ثم اورد هذا الحديث مسندا في اخر هذا الباب و انما اورده رحمه الله لبيان ان المقصود من التوراة العمل. المقصود من الانجيل العمل المقصود من القرآن. العمل ليس مجرد التلاوة اللفظية التي هي اقامة الحروف سوء دون اقامة المعاني والمباني فقال ابو رزين هو العقيلي قال يتلونه حق تلاوته يعملون به حق عمله وهذا تفسير من التابعين لبيان معنى التلاوة. اذا ما معنى التلاوة؟ العمل به. ليس مجرد تلاوة اللفظ والاصل ان تلا الشيء يتلوه اي جاء على اثره فسمي فسمى الله عز وجل العمل تلاوة لان العمل يأتي على اثر العلم بايات القرآن والتوراة اذا ما وجه تسمية العمل تلاوة لانه يأتي بعد القراءة اللفظية يأتي بعد القراءة اللفظية. فينبغي لنا ان ننتبه ان معنى يتلونه اي يقرأونه طيب حق تلاوته حق تلاوته معناه انهم يعملون به كما قال ابو رزين العقيلي رحمه الله تعالى قال يعملون به حق تلاوته. ثم قال يقال يتلى يقرأ وحسن التلاوة حسن القراءة للقرآن وهذا تفريع على الباب لبيان ان القراءة حسن القراءة وحسن التلاوة من اوصاف عمل العبد والمقروء المتلو هو كلام الرب جل وعلا فينبغي التنبه الى هذا ايضا وهذا كله من الامام البخاري رحمه الله للدلالة على ان كلام الله سبحانه وتعالى حيثما تصرف وهو كلامه لا يتغير من كونه كلام الله عز وجل التوراة من كلام الله وان قرأه الناس او كتبوه والقرآن من كلام الله عز وجل وان قرأه الناس او كتبوه فاذا كان الامر كذلك فينبغي علينا ان ننتبه ان المقصود من التلاوة للايات انما هو العمل وكما طلب الله عز وجل وامر من الاولين ان يتلو التوراة المنزلة على موسى وان يتلو الانجيل المنزل على عيسى عليه السلام فكذلك المطلوب منا ان نتلو القرآن بالعمل القرآن المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله لا يمسه لا يجد طعمه ونفعه الا من امن بالقرآن ولا يحمله بحقه الا الموقن تفسير لا يمسه باللفظ تفسير اللفظ بالنتيجة هو من باب تفسير الشيء بلازمه وهذا واظح انه ليس المقصود ان الانسان لا يمس القرآن بيده الا المطهرون طيب لو كان مطهرا ولمس القرآن ولم يكن قلبه مطهرا فهل سيجد طعم التلاوة؟ الجواب لا اذا من الذي يجد طعم القرآن؟ من كان مطهرا بدنا فهو على وضوء وليس على جنابة ومن كان مطهرا قلبا فهو مصغ ويعمل. وهذا تفسير صحيح وارد عن السلف لا يمسه المس الحسي ولا يمسه الذوق الذي يكون للتلاوة نفسها. اذا المس مسا مس للمصحف لا ينبغي ان يكون الانسان فيه الا على طهارة ومس المعاني لا يتم الا بالعمل بالمباني. والايات القرآنية فلا يحمل القرآن بحق الا الموقن به قال البخاري رحمه الله لقوله تبارك وتعالى مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بايات الله والله لا يهدي القوم الظالمين وهذا فيه دلالة على ان هناك اناسا يحملون التوراة ثم لا يجدون من التوراة مع كونهم حاملين له للتوراة لا يجدون طعما ولا يتلونه حق تلاوته بل هم اشبه ما يكونون بالحمر التي تحمل باثقال الكتب وهي لا تفقه ما عليها فكذلك القراء من الناس الذين يقرأون كتب السابقين فانهم مع الاسف الشديد تجدهم تجد احدهم يحسن قراءة القرآن ولا يفقهه يحسن قراءة القرآن ولا يفقهه ويحسن تلاوة التوراة ولا يفقهه ويحسن تلاوة الانجيل ولا يفقهه وهذا معنى ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني اماني يعني تلاوة لا يفهمونها الا تلاوة ولا يفهمون المقاصد التي من اجلها انزل الله الكتب قال البخاري رحمه الله وسمى النبي صلى الله عليه وسلم سمى عليه الصلاة والسلام الاسلام والايمان والصلاة عملا وهذا دليل على اننا لما نقرأ التوحيد في القرآن فالمقصود النعمة. لما نقرأ الامر بالصلاة المقصود ان نصلي لما نقصد نقرأ الامر بالايمان المقصود ان نعمل بهذا الايمان اذا النبي صلى الله عليه وسلم سمى الاسلام عملا سمى الايمان عملا سمى الصلاة عملا هذا كله من التوحيد والتلاوة عمل وهو من كلام الله عز وجل وهو عمل بكلام الله عز وجل ثم قال قال ابو هريرة رضي الله تعالى عنه في هذا الحديث المعلق قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال اخبرني بارجى عمل عملته في الاسلام قال ما عملت عملا ارجى عندي اني لما اتطهر الا صليت وسئل عن العمل افضل هذا حديث اخر حديث بلال سبق وان مر معنا لكن الشاهد فيه انه جعل النبي صلى الله عليه وسلم جعله يسأل عن ارجى عمل عمله وهو ان من صلى فدل على ان الصلاة عمل وبلال قال ما عملت عملا ارجى عندي اني لم اتطهر الا صليت فجعل الطهور عملا والصلاة عملا وسئل اي النبي صلى الله عليه وسلم اي العمل افضل بهذا اللفظ اي العمل افضل قال ايمان بالله ورسوله فجعل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الايمان بالله ورسوله عنه ومن هنا قال علماء اهل السنة والجماعة بالاطباق ان الايمان عمل القلب وعمل الجوارح. وقول القلب وقول الجوارح وقول اللسان. وعمل اللسان اذا لابد ان ندرك ان العمل ليس مجرد قول ولا هو مجرد التصديق بل الايمان يشمل عمل القلب وقول القلب وعمل الجوارح وقول اللسان قال رحمه الله تعالى اورد حديثا واحدا من طريق شيخه عبدان وهو عبد الله بن عثمان ابن ابي رواد قال اخبرنا عبد الله وقد سبق مرارا وتكرارا ان ذكرنا ان عبد الله مهملا في هذه الطبقة فهو عبدالله بن المبارك المروزي رحمه الله تعالى و عبد الله بن مبارك المروزي يروي هذا الحديث من طريق شيخه يونس وهو يونس ابن يزيد الاي قال عن الزهري ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري قال اخبرني سالم وهو سالم ابن عبد الله ابن عمر ابن الخطاب احد الفقهاء السبعة على احد الاقوال في الثلاثة في السابع منهم عن عبد الله ابن عمر ابن الخطاب ابو عبد الرحمن عبد الله ابن عمر ابن الخطاب وهو احد العبادلة الاربعة واحد السبعة المكثرين من رواية الحديث عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم انه قال انما بقاؤكم في من سلف وقد سبق ذكر هذا الحديث والشاهد فيه والشاهد فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في هذا الحديث قال فعملوا فعملوا فعملوا فعلق الامر على العمل لا على مجرد الاتكاء ولا على مجرد القول ولا على مجرد التصديق اذا علق الامر في هذا الحديث علق الامر على العمل والمؤجر هنا هو الله عز وجل والمؤجر هم العبيد والاجرة الجنة في الحديث دلالة على فضل هذه الامة كما لا يخفى على من اه نظر الى هذه الشريعة التي فيها الاعمال العظيمة المترتبة على الاعمال القليلة. فالاجور العظيمة مترتبة على الاعمال القليلة وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى وذلك لان عمر هذه الامة او اعمار امتي هذه الامة قليلة فالله سبحانه وتعالى جعل لهم آآ اعمالا اذا عملوها يدركون به من سبقهم ولا يلحقهم من سبقهم بهذه الفضائل وهذا الحديث الذي اورده الامام البخاري رحمه الله تعالى هذا الحديث ايها الاخوة هو موجود بلفظه في الانجيل وهذا يدل على ان فظل هذه الامة مذكورة في اه الكتب السابقة. نعم قال رحمه الله باب وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عملا وقال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة كتاب ولحدثني سليمان قال حدثنا شعبة عن الوليد ولو حدثني عباد ابن يعقوب الاسدي قال اخبرنا عباد ابن العوام عن الشيباني عن الوليد بن العيزاري عن ابي عمرو الشيباني عن ابن مسعود رضي الله ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم اي الاعمال افضل؟ قال الصلاة لوقتها وبر الوالدين ثم ما الجهاد في سبيل الله قال رحمه الله باب وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عملا. وهذا مع انه سبق في قوله وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام والايمان والصلاة عملا لكن هذا من باب التخصيص. وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عملا فيدل على ايها الاخوة على ان العمل هو من التوحيد فليس التوحيد هو مجرد لفظ لا اله الا الله بل التوحيد هو العمل بمقتضى لا اله الا الله. وهو الا نصلي الا لله وان لا نصوم الا لله وان لا نركع ولا نسجد الا لله ولا نذبح الا لله ولا نتوكل الا عليه ونحو ذلك من الاعمال و النبي صلى الله عليه وسلم سمى الصلاة عملا يعني من اعمال اهل التوحيد وقال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب هنا في هذا الحديث دلالة على ان القراءة من العمل القراءة من العمل فقراءة الفاتحة في الصلاة من اعمال الصلاة وقول بعض الفقهاء بان المقصود باعمال الصلاة هي الافعال الركوع والقيام والسجود والجلسة بين السجدتين هذا قصور لان الشارع سمى القراءة عملا من اعمال الصلاة اورد رحمه الله تعالى تحت هذا الباب حديثا واحدا من طريق شيخه سليمان ابن حرب البصري قال حدثنا شعبة وابن الحجاج الواسطي قال عن الوليد وهو ابن العيزار الكوفي قال وحدثنا عباد ابن يعقوب الاسدي وهذا من آآ يعني شأن الامام البخاري انه اذا ذكر شيخا له غريبا ونادرا فانه يسنده قال اخبرنا عباد ابن العوام عن الشيباني والشيباني هو سليمان ابن ابي سليمان الملقب بفيروز الكوفي سليمان ابن ابي سليمان. الكوفي عن الوليد ابن العيزر عن ابي عمرو الشيباني عن ابن مسعود قد يقل قائل لماذا اورده من طريقين؟ لان الطريقة الاولى حدثنا سليمان قال حدثنا شعبة عن الوليد هنا واسطتان بين البخاري وبين الوليد ابن العيزر. لكن الاسناد الاخر ثلاثة اشخاص بين البخاري وبين الوليد ابن عيزر واورد العالي اولا ثم النازل ثانيا عن ابي عمرو الشيباني عن ابن مسعود وهو ابو عبدالرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم اي الاعمال افضل هنا السائل اتى بكلمة الاعمى النبي صلى الله عليه وسلم قال الصلاة لوقتها فجعل الصلاة من الاعمال وبر الوالدين من الاعمال والجهاد في سبيل الله من الاعمال وهذا كله من التوحيد. وهذه مناسبة دقيقة قل من ينتبه لها وهي ما مناسبة هذه الابواب للتوحيد مناسبتها اشارة الامام البخاري رحمه الله لان العمل من التوحيد في وليس التوحيد مجرد لفظ او قول يقال ولا مجرد اعتقاد يعتقد بل التوحيد لفظ وقول وعمل واعتقاد نعم. قال رحمه الله باب قول الله تعالى ان الانسان خلق هلوعا. اذا مسه الشر زوعا واذا مسه الخير منوعا. هلوعا ضجورا. قال حدثنا ابو النعماني قال حدثنا جرير ابن حازم عن الحسن قال دفن عمرو بن ثغلب قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم مال فاعطى قوما ومنع اخرين. فبلغوا فبلغه انهم فقال اني اعطي الرجل وادع الرجل. والذي ادع احب الي من الذي اعطيت. اعطي اقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع واكلوا اقواما الى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير. منهم عمرو بن تغلب. فقال عمرو ما احب ان لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمرا النعم قوله باب قول الله تعالى ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟ مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ان الموحد لا يكون كذلك الذي كمل الله له توحيده لا يكون هلوعا ولا جزوعا لا يكون هلوعا في طلب الخير ولا جزوعا اذا مسه الشر ولا منوعا اذا اعطي الخير اذا كيف يكون الموحد يكون الموحد مطمئنا بان الدار دار ابتلاء. فلا يجزع لمنع ولا يفرحوا بعطاء واذا ما منع اه فان قلبه يكون مطمئنا بالايمان ويعلم ان ذلك خير واذا ما اعطي فانه يعلم انه لابد من شكر عظيم في مقابل هذه النعم التي اعطيها بخلاف من لم يتقن التوحيد ولم يضبطه فانه يصاب بشيء من هذه الاشياء ومن هنا ندرك ان اهل الدنيا من اكثر الناس هلعا ومن اكثر الناس جزعا ومن اكثر الناس منعا للخيرات واما اهل الايمان والتقى اهل الصلاح والنهى فانهم لا يكونون بهذه الاوصاف الثلاثة واصل الهلع واصل الهلع هو الخوف مما يتوقع واما الجزع فهو الخوف مما وقع واما المنع فهو للخيرات وللعطايا اورد رحمه الله تحت هذا الباب حديثا واحدا اي يبين عظيم فضل درجة من كمل التوحيد في هذا الجانب وصار ايمانه بالقدر راسخا ايمانه تدبير الله عز وجل ثابتا آآ مذكرا له في كل وقت فيدرك ان الدنيا والسماوات والارض بيد الله عز وجل فلا يجزع لشيء ولا يمنع شيء ولا يصيبه الهلع اورد حديثا واحدا من طريق شيخه ابو النعمان وهو محمد ابن الفضل الملقب بعالم قال حدثنا جرير ابن حازم عن الحسن وهو ابن ابي الحسن البصري الزاهد العابد المشهور قال حدثنا عمرو بن تغلب قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم مال هذا الاسناد رباعي وعمرو بن تغلب رضي الله عنه كان سمع النبي صلى الله عليه وسلم لما اتاه المال اعطى قوما ومنع اخرين فبلغه انهم عتبوا يعني كيف لا يعطينا فوقع من بعضهم العتاب للنبي صلى الله عليه وسلم ولعل سبب العتاب من بعضهم اما لحديث عهدهم بالاسلام واما لانهم لم يفهموا الحكمة فاستفهموا عن الحكمة فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال اني اعطي الرجل وادع الرجل اني اعطي الرجل وادع الرجل يعني اعطي بعظا واترك بعضا والذي ادع احب الي من الذي اعطيه لماذا الذي يتركه ولا يعطيه احب اليه ممن يعطيه لان النبي صلى الله عليه وسلم انما كان يعطي الدنيا يتألف بها قلوب بعض الناس. حتى لا يصيبهم الهلع والجزع فينقص ايمانهم وتوحيده ويدعو ناسا اخرين يكلهم الى ايمانهم كما قال لي الانصار في الحديث والحديث قد مر معنا قال اما ترضون ان يرجع الناس بالشاة والبعير؟ وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا رضينا فالنبي صلى الله عليه وسلم قال هنا والذي ادع احب الي من الذي اعطى تعطي اقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع الهلع على ما يرون امامهم والجزع مما وقع من حاله واكلوا اقواما الى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير هذا وجه الشاهد من ايراد هذا الحديث ان من وقع في قلبه الغنى والخير فانه قد كمل توحيده فلا يصاب بالهلع ولا بالجزاء منهم عمرو بن تغلب فقال عمرو لما سمع هذا الكلام ما احب ان لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمرا النعم وحمر النعم هي من انفس اموال العرب هي من انفس اموال العرب اه نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب