المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الثامن والاربعون والمئة الحديث الرابع عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه انه قال خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقام فزعا يخشى ان تكون الساعة حتى اتى المسجد فقام فصلى باطول قيام وركوع وسجود ما رأيته يفعله في صلاة قط ثم قال ان هذه الايات التي يرسلها الله تعالى لا تكون لموت احد ولا لحياته ولكن الله عز وجل يخوف بها عباده فاذا رأيتم منها شيئا فافزعوا الى ذكر الله ودعائه واستغفاره رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وقوله في حديث ابي موسى خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقام فزعا يخشى ان تكون الساعة ففيه كمال معرفته صلى الله عليه وعلى اله وسلم بربه وذلك ان التغير بالعالم العلوي مؤذن بقيام الساعة فان قيل ان هذا من الامر المعتاد الوقوع فكيف خشي ان تكون الساعة مع انه يعلم انه امر معتاد يقع قيل لا ينافي هذا خوفه وفزعه فانه وان كان يقع ويدرك بالحساب وله اسباب فلا يوجب ذلك الامن ولا يقع الامن في مثل هذا الا من قلة علم وبصيرة بالاسباب ومسبباتها او من ضعف ايمان ورسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اعلم الخلق واكملهم ايمانا فهذا كما ورد انه اذا اقبلت ريح او سحاب قام وقعد واقبل وادبر فاذا تبين انه سحاب او ريح سري عنه وهذا من كمال معرفته بربه وخوفه وفي بعض الروايات ان عائشة قالت له في ذلك فقال ما يؤمنني ان تكون الريح كريح عاد او كما قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقوله فقام فصلى باطول قيام الى اخره فيه ان صلاة الكسوف مخالفة لجميع الصلوات في امور منها انها صلاة رهبة ومنها انها تطول جدا اذا امتد الكسوف ومنها ان في كل ركعة ركوعين ويستفاد من قوله في هذا الحديث وغيره مما تقدم ان هذه الايات التي يرسلها الله الى اخره فيه استحباب الصلاة لجميع الايات التي تقع خارقة للعادة كالزلزلة والظلمة بالنهار وكثرة الرمي بالشهب ونحو ذلك ومذهب الامام احمد انه لا يصلى لشيء من الايات غير الزلزلة والكسوف والجمهور على ان صلاة الكسوف سنة مؤكدة جدا وقيل بوجوبها وقوله فافزعوا الى ذكر الله ودعائه واستغفاره الى اخره الفزع هو شدة المبادرة الى فعل الشيء وفي هذا دليل لمن قال بوجوبها لان الامر بالفزع الى ذكر الله اعظم من مجرد الامر بذلك واعظم ما يشتمل على الذكر والدعاء والاستغفار هو الصلاة ولهذا كان الصحيح ان معنى قوله تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر اي ان الصلاة تشتمل على امرين احدهما انها تنهى عن الفحشاء والمنكر الثاني انها تشتمل على ذكر الله وما فيها من ذكر الله اعظم مما فيها من النهي عن الفحشاء والمنكر قال شيخ الاسلام وهذا هو الصحيح من تفسير الاية وان كان اكثر المفسرين على ان معناها ان ذكر الله خارج الصلاة اكبر من الصلاة فانه بالاتفاق ان الصلاة اعظم من الذكر خارجها الا لعارض والله اعلم