وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال منهم من تأخذه النار الى كعبيه. ومنهم من تأخذه الى ركبتيه. ومنهم من تأخذه الى وجوزته ومنهم من تأخذه ولادة القوته. رواه مسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم قال يقوم الناس لرب العالمين حتى يغيب احدهم في رشحه الى انصاف اذنيه متفق عليه. وعن انس رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط فقال لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. فغطى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم خنين. متفق عليه. وفي رواية بلغ رسول الله الله عليه وسلم عن اصحابه شيء فخطب فقال عرضت علي الجنة والنار فلم ارك اليوم في الخير والشر. ولو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. فما اتى على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما اشد منه غطوا رؤوسهم ولهم خنين. وعن ابي هريرة رضي الله عنه وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهبوا عرق في الارض سبعين ويلجمهم حتى يبلغ اذانهم. متفق عليه بالله التوفيق وصلى الله على محمد الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد فهذه الاحاديث الاربعة كالتي قبلها بالحث على الخوف من الله والاستقامة على الحق قبل يوم القيامة قبل الخطر العظيم والاهوال الشديدة فالامر عظيم والهول شديد فينبغي للمؤمن ان يتوقع ذلك بطاعة الله واتباع مرضاته والاستقامة على دينه فان هذا الخطر العظيم انما يكون على من فرط واظع فالناس يرعون يوم القيامة عرقا عظيما حتى يبغى اذانه فرق من شدة الهول ومن شدة الخطب وهذا يذهب العرق في الارض سبعين ذراعا هذا هول عظيم وهكذا اخبار العصاة منهم من تأخذه النار الى كعبه الى ركبته الى الى حجته الى ترقوته بحسب معاصيهم التي ماتوا عليها ودخلوا بها النار اما الكفار فتصلاح من النار من فوقهم وعن ايمانهم وعن شمالهم وعن شمائلهم ومن تحتهم نسأل الله العافية يوم يغشاهم العذاب من فوقهم وتحت ارجلهم الكفار عذابهم والعياذ بالله يخشاهم من كل جانب فالواجب على العبد الحذر الاهوال يوم القيامة عظيمة وشديدة فينبغي للمؤمن ان يجعلها على باله وان يحذر التساهل فيندم حين لا تنفعهن دعمه ويقول انس رضي الله ان النبي خطب الناس يوما فعظم عليهم الامر وقال ويدخل الجنة والنار فلما كاليوم في الخير والشر وقال لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا شد ذلك على الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم وغطوا رؤوسهم ولهم خنين يعني بالبكاء المقصود ان هذا يفيد اه الحذر وان المؤمن لا يغفل بل يجب الحذر وذلك بالاستقامة على طاعة الله والبعد عن معاصي الله والوقوف عند حدود الله والتواصي بالحق والتواصي بالصبر والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. يعني يجهز نفسه في هذه الدار حتى يلقى ربه وهو في جهاد ونصيحة لله ولعباده وخوف وحذر قال تعالى ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وخير كبير قال تعالى عند الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية. جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها انهار خالدين فيها ابدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه الامر العظيم خشية الله توجب المسارعة الى مراضيه والكف عن محارمه والوقوف عند حدوده هذه الخشية الحقيقية والخوف الحقيقي. وقال تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد الخوف الحقيقي يحمل اصل اهله على طاعة الله ورسوله وعلى الاستقامة والثبات على الحق والبعد عن اسباب غضب الله جل وعلا. نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق