وقوله لا ينبغي لعبد ان يقول انه خير من يونس ابن متى. لعبد هنا خرج مخرج التنكير في صياغ النفي لا ينبغي لعبد ان يقول او في سياق النهي لا ينبغي لعبد ان يقول الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. هذا هو الخامس والاربعون بعد المئة من مجالس قراءتنا لصحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى. و باذن الله سبحانه وتعالى نبدأ حيث كنا قد وقفنا في كتاب التوحيد على الباب الخمسين باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه عز وجل. فنبدأ على بركة الله ونسأله سبحانه وتعالى ان يرزقنا العلم النافع العمل الصالح. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه اما بعد. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين. في اسانيدكم حفظكم الله تعالى الى الامام البخاري قال رحمه الله تعالى على باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه. قال حدثني محمد بن عبد الرحيم قال حدثنا ابو زيد سعيد بن الربيع الهروي قال حدثنا شعبة عن قدادة عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه انه قال اذا تقرب العبد الي شبرا تقربت اليه ذراعا. واذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا. واذا اتاني مشيا اتيته هرولة. قال حدثنا مسدد عن يحيى عن ابن تيمية عن انس ابن مالك رضي الله عنه عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال ربما ذكر النبي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا تقرب العبد مني شبرا تقربت منه ذراعا واذا تقرب مني ذراعا تقربت منه او بوعا. وقال معتمر سمعت ابي يقول سمعت انسا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل قال حدثنا ادم قال حدثنا الشعبة قال حدثنا محمد ابن جاد قال سمعت ابا هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويها عن ربكم انه قال لكل عمل كفارة وصومري وانا اجزي به ولا خلوف فم الصائم اطيب عندي تالله من ريح المسك قال حدثنا حفص ابن عمر قال حدثنا شعبة عن قتادة وقال لي خليفة حدثنا يزيد ابن زريع عن سعيد عن قتالة عن ابي العالية علي ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروين عن ربي انه قال لا ينبغي لا ينبغي لعبد ان يقول انه خير من يونس ابن متى. ونسبه الى ابيه قال حدثنا احمد ابن ابي سريج قال اخبرنا شبابة قال حدثنا شعبة عن معاوية ابن قرة عن عبدالله ابن مغفل المزني قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم يوم الفتح على ناقة له يقرأ سورة الفتح او من سورة الفتح قال فرجع فيها قال ثم قرأ معاوية يحكي قراءة ابن مغفل وقال لولا ان يجتمع الناس عليكم لرجعت كما رجع ابن مغفل يحكي احكي النبي صلى الله عليه وسلم وقلت لمعاوية كيف كان ترجيعه؟ قال اه اه ثلاثة مرات قوله رحمه الله باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربي عز وجل يريد بهذا الباب اثبات ان الاحاديث القدسية هي من كلمات رب البرية جل وعلا. وآآ يريد الامام البخاري رحمه الله ان يستدل بان ما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل او ان الصحابي قال عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل فان هذا لفظ كلام الله سبحانه وتعالى. ومن هنا ينبغي ان ننتبه للفروقات بين الاحاديث النبوية والاحاديث القدسية. فالاحاديث القدسية كلام رب البرية. والاحاديث النبوية الفاظها من النبي صلى الله عليه وسلم وتكلم بها النبي صلى الله عليه وسلم والله عز وجل اقره عليها فهو الهام كما يلهم الله عز وجل عبدا من العباد بحكمة يقولها دون ان يكون هناك شيء من اجتهاد منه. ثم بعد ذلك يكون كلام الحكماء وكلام العلماء قد يكون صحيحا وقد لا يكون صحيحا. اما كلام النبي صلى الله عليه وسلم فكله وحي وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى سواء ما اوحاه الله عز وجل اليه معنى في قلبه فتلفظ به النبي صلى الله عليه وسلم بلفظه او ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم ابتداء واقره الله عز وجل عليه اما الاحاديث القدسية فالفاظها ومعانيها من الله عز وجل والاحاديث النبوية معانيها من الله فقط. فهو وحي خفي. والفرق بين الاحاديث القدسية والقرآن الكريم ان القرآن متعبد بالفاظه ومتعبد بتلاوته بخلاف الاحاديث القدسية فلا تعبدوا بتلاوتها. والفرق الثاني ان القرآن ايات القرآن متحدا بها. بخلاف احاديث القدسية فانها ليست من جهة التحدي. وذكر العلماء رحمهم الله فرق اخرى ومناسبة ذكر الاحاديث القدسية في كتاب التوحيد للدلالة على ان الله عز وجل يخاطب عباده كيف شاء سواء بالقرآن او بالاحاديث القدسية. اورد رحمه الله تحت هذا الباب عدة احاديث الاول من طريق شيخه محمد ابن عبد الرحيم وهو الملقب بالصاعقة من طريق شيخه ابو سيد سعيد ابن ربيع الهروي نسبة الى هراه قال حدثنا شعبة وابن الحجاج الواسطي امير المؤمنين في الحديث عن قتادة وابن دعامة السدوسي البصري عن انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه الانصاري النجاري عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل ترويه عن ربه عنه ومعنى يرويه يعني انه يقول قال الله عز وجل او انه يقول ان الله تعالى قال او انه صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عز وجل هذا معنى الرواية لان الرواية معناها التحمل والاداء عن السامع التحمل والاداء عن المتكلم فصيغة يرويه محتملة من السامع انه سمع من المتكلم فيقول عن الرب عز وجل. قال الرب عز وجل قال الله تعالى سمعت الله عز وجل يقول اخبرني الله عز وجل بكذا وكذا هذا معنى يرويه. قال اذا تقرب العبد لي شبرا تقربت اليه ذراعا واذا تقربت الي ذراع تقرب الي ذراعا تقربت منه باعا واذا كان يمشي اتيته هرولة الحديث. هذا الحديث مع كونه حديثا قدسيا فيه من الفوائد ان الله عز وجل يفعل ما يشاء فهو سبحانه وتعالى يقرب من عبده والمقصود بهذا القرب هو القرب الخاص. وقد مضى ان ذكرنا انواع القرب وقلنا القرب الخاص او المعية الخاصة فانها لازمة للنصرة والتأييد والحب ولازم العناية فهذا من معاني القرب الخاص. وهنا اذا تقرب العبد الي شبرا تقربت اليه ذراعا واذا تقرب الي ذراعا تقربت منه باعا وهذا فيه دلالة على ان الناس ليسوا في القرب من الله عز وجل والبعد سواء وقد ذكر جمع من شراح الاحاديث ان هذا ليس فيه اثبات آآ قرب الرب عز وجل راع او قربه سبحانه باعا وانما فيه اثبات المجازاة وانها سريعة لانه قال ان في اخر الاحاديث ما يدل على هذا المعنى وهو قوله آآ ولئن اه سألني ولئن طلب مني ولئن فعل كذا وكذا الى اخر الحديث. لكن هذا الحديث وان كان يحتمل هذا المعنى وهو معنى المجازى وهو قول جماهير العلماء كما ذكرت لكن فيه اثبات هذه الافعال الى الرب عز وجل. سواء دل هذا الحديث بمنطوقه او بلازمه لان قوله اذا تقرب العبد الي شبرا تقربت اليه ذراعا فان قلنا ان هذا لم يحصل لان العبد قربه بالطاعة فيكون قرب الله عز وجل بالجزاء لكن القاعدة اللغوية التي تنفي المجاز عن كلام رب البرية هي ان الالفاظ التي لوازمها تدل على معاني وليست المعاني ذاتها هي المرادة انها اذا اوتي بها فهي مقصودة فاذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل تقربت اليه ذراعا معنى هذا الكلام ان القرب من الله عز وجل ذراع الى العبد هذا ممكن من افعاله سبحانه وتعالى سواء حصل منه هذا الشيء او لم يحصل. فيصح للعبد ان يقول ان الله يقرب الى بعض عباده ذراعا ويقرب الى بعض عباده باعا. وهو سبحانه وتعالى يمشي وهو سبحانه وتعالى يهرول لان هذه الافعال لو انها لم تكن ممكنة لما جاز نسبتها الى الله عز وجل. اذا هذا الحديث فيه من الفوائد العظيمة اثبات القربى الخاص وانها متفاوتة هذه المعية وهذا القرب متفاوت واثبات ايضا صفات الافعال الرب عز وجل من المشي والهرولة ونحو ذلك والله سبحانه وتعالى قال عن نفسه فعال لما يريد فعال لما يريد فلا يمنعه شيء من فعل شيء وقد ذكر بعض العلماء ان القرب غير المعية الخاصة. وهذه المسألة لا ارى ان من وراء ذلك فائدة لان لوازم القرب لوازم المعية الخاصة شيء واحد لكن ننتبه ان القرب لم يأتي بالمعنى معنى المعية العامة. فهذه مسألة مهمة. القرب جاء بمعنى المعية ولم يأتي القرب بمعنى المعية العامة. وان كان القرب والمعية بمعاني متقاربة لكن لابد وان بينهما تفاوتا ثم اورد رحمه الله هذا الحديث من طريق اخر من مسند ابي هريرة رضي الله عنه قال حدثنا مسدد وهو ابن مسرهد البصري عن يحيى ابن سعيد القطان البصري عن التيمي ابراهيم التيمي عن انس ابن مالك عن ابي هريرة رضي الله عنه عن انس ابن مالك ابن سليمان ابو سليمان سليمان ابن الطرقان نعم صح لان الجناب اللي بعدي. عن انس ابن مالك عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ربما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال ربما ذكر يعني من اللي يذكر؟ القائل ربما هو انس وذكر النبي هو ابو هريرة ابو هريرة يقول ربما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا تقرب العبد مني شبرا تقربت منه ذراعا واذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا او بوعا باعنا بوعا بمعنى واحد والذراع معروف والباع او البوع هو فتحة الذراع من الجهتين يعني هذا من من الطرف الاصابع الى الكتف هذا هو الذراع. طيب والباء الباء هذا كله هذا يسمى باعا او بوعا في اللغة العربية. ثم اورد رحمه الله قال وقال معتمر عن ابن سليمان ابن طرخان قال سمعت ابي سليمان ابن طرخان التيمي سمعت انسا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل يعني ان الاسناد فيه ذكر ربي تبارك وتعالى فهذا يدل على انه حديث قدسي. ثم اورد رحمه الله حديث اخر قدسيا من طريقه ادم ابن ابي وحشية قال حدثنا الشعبة وقال حدثنا محمد ابن زياد قال سمعت ابا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربكم فيرويه عن ربكم هذا لفظ ابي هريرة رظي الله عنه. لكن فيه دلالة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال ربكم عز وجل ماذا قال ربنا عز وجل؟ قال لكل عمل كفارة لكل عمل كفارة. يعني ان كل ان كل ذنب يعمله الانسان فانه له اه تبعات وله اثار وكل عمل صالح يعمله الانسان له الجزاء فاذا بكل عمل كفارة يطلق على العمل الحسن على العمل السيء بل العمل الحسن كفارته يعني جزاؤه وثوابه ولعمله السيء كفارته يعني هناك شيء مترتب على هذا العمل فان عمله الانسان كان كفارة لما سبق ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم واتبع الحسنة واتبع السيئة الحسنة تمحها. وفي القرآن الكريم ان الحسنات يذهبن السيئة لكل عمل من الخير كفارة يعني جزاء وثواب اذا كلمة الكفارة تطلق على الثواب والجزاء ولكل عمل سيء كفارة يعني بمعنى قوله عز وجل ان الحسنات يذهبن السيئات. ولكن الاول هنا اقرب بدليل والصوم لي انا اجزي به يعني كل عمل ثوابه وجزاؤه معروف معلوم الخالق الرزاق ثم يترجم معاني هذه الاسماء له بلغته. فيقال الله ذو الالوهية الرب الخالق المالك المدبر. الرزاق الذي يرزق المالك الذي يملك ونحو ذلك قال بعض ما يجوز من تفسير التوراة ومقدر الا الصوم فان ثوابه وجزاؤه غير مقدر بل هو مخصوص عند الله عز وجل. ومصداق هذا في القرآن انما يوفى الصابرون اجر بغير حساب انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. ولذلك الصوم والصبر متلازمان. وقد ذكر العلماء انه حيثما جاء هذا المعنى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب اول ما يدخل فيه الصائمون لما صبروا عن الطعام والشراب والصوم لي وانا اجزي به. لي بمعنى كما قال العلماء اي لا يقع الا مخصوصا لي لا يتصور فيه الرياء هو الصوم لي قيل بمعنى الاستحقاق لكن هذا المعنى موجود في الاعمال الاخرى ايضا. فكل الاعمال الاخرى يستحقه الرب عز يستحقه الرب عز وجل. وهو الذي يجزي به اذا ليس اه قول من قال ان اللام الاستحقاق من معنى لانه لا دليل على التخصيص. لكن الصواب ان معنى والصوم لي انه على وجه التخصيص الذي لا يظهر فيه الرياء واثره. وقيل معنى والصوم لي اي كفارته وثوابه عندي. فاللام هنا بمعنى العندية لي بمعنى عندي فلا يعلم احد قدر الصوت فالملاك مثلا يكتب ان فلان صعب. لكن لا يعلم الملك ولا يستطيع ان يكتب اجر الصوم. لانه الصوم اجره على الله عز وجل ولا احد يعلم ثوابه. قال ولا قال الرب عز وجل ولخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك ولخلوف من الصائم اطيب عند الله من ريح المسك. يخبر عن نفسه جل في علاه. هذا اذا قلنا انه مرفوع وهو الصواب. ولخلوف المقصود بالخلوف الراية التي تخرج من المعدة لخلوها من الطعام والشراب. اطيب عند الله من ريح المسك لان المسك انما هو من كسب العبد لامر خارج عنه. واما فما خلوف فمن الصائم فهو بسبب العبادة. ثم قال رحمه الله حدثنا حفص ابن عمر قال حدثنا شعبة عن قتادة حاء وقال لي خليفة بن خياط المدني صاحب التاريخ قال حدثنا يزيد ابن الزريع عن سعيد عن قتادة وهنا سعيد عن قتادة هو سعيد ابن سعيد ابن ابي عروبة عن قتادة ابن لدعامة السدوسي عن ابي العالية الرياحي ابي العالية الرياحي واسمه رفيع عن ابن عباس ابو العباس عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه قال لا ينبغي لعبد ان يقول انه خير من يونس ابن متى ونسبه الى ابي والشاهد من الحديث فيما يرويه عن ربه عز وجل انه خير من يونس ابن متى. لكن هذا التنكير وهذا التعميم انما هو في حق غير الانبياء لان الانبياء قد فظلوا على يونس ابن متى. ودليل التفظيل قول الله عز وجل ولقد قلنا بعض النبيين على بعض وايضا من ادلة التفظيل ان الله عز وجل ذكر بعظ الانبياء وقدمهم دون يونس ابني دون يونس ابن متى فدل على ان المقصود لا ينبغي لعبد لا ينبغي لعبد ان يقول انه خير من يونس ابن متة المقصود به من العباد غير الانبياء وهذا الحديث ينبغي ان يجعل في الاحاديث او في الادلة الدالة على ان النبوة مرتبة لا تدرك اه بانواع العبوديات كلها. النبوة مرتبة لا تدرك باي نوع من انواع العبودية. ولهذا لا يمكن لاحد ان يكون في مرتبة النبيين فضلا عن مرتبة المرسلين لا صديق ولا ولي ولا غير ذلك فهذا الحديث حجة لاهل السنة على غلاة المتصوفة الزاعمين بان درجة الولي فوق النبي. وقوله ونسبه الى ابيه اي ان الله عز نسب يونس الى ابيه. وهذه النسبة لاجل المعرفة ولاجل التمييز والا فان الله عز وجل الانساب عنده منقطعة وانما الذي يكون عنده الاسباب. ثم اورد رحمه الله حديثا من طريق الشيخ احمد ابن ابي سريج قال اخبرنا الشبابة وابن وهو ابن سوار قال حدثنا شعبة عن معاوية ابن قرة المزني عن عبد الله ابن المغفل المزني رضي الله عنه عبد الله بن المغفل وعبدالله بن مغفل يأتي بال ويأتي بدون ال وهو علم وكونه يأتي بال او بدون الا يغير الحكم مثل الفضل الفضل وفضل العباس وعباس نفس المعنى الفضيل وفضيل نفس الحكم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتح على ناقة انه يقرأ سورة الفتح او من سورة الفتح قال فرجع فيها. قال ثم قرأ معاوية يحكي قراءة ابني مغفل. طيب ما هو وجه الشاهد من ايراد هذا الحديث في هذا الباب؟ ها؟ حكاية ايش الحكاية؟ يحكي. مين اللي يحكي؟ المقصد من اللي يحكي. ثم قرأ معاوية يحكي قراءته ابني مغفل. اذا معنى هذا لما سبق من الاحاديث ان النبي صلى الله عليه وسلم يروي هو مثل الحكاية يحكي وايضا وجه اخر وهو ادق عندي وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم يروي كلام الله عز وجل القرآن لنا ها فالان لو قال لنا احد قائل عمن سمعتم القرآن قلنا سمعنا القرآن باسانيدنا الى النبي صلى الله عليه وسلم عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم القرآن عن جبريل عن من سمع جبريل القرآن عن الله عز وجل اذا هذا وجه اخر. قال فرجع فيها. والترجيع هو التمديد الذي يسميه علماء التجويد بالمد ترجيع هو التمديد وهنا فرق دقيق بين الترجيع الذي هو المد وبين قراءة الاعاجم. ما هو الفرق؟ الترجيع الذي هو التمديد هو الاتيان اه مستحق حرف واما الترجيع الذي هو بمعنى قراءة الاعاجم فهو ايجاد حروف في الكلمة غير موجودة فمثلا لو قال قائل سورة الفتح انا فتحنا لك فتحا مبينا. لاحظ الان لك فتحا مبينا. مثلا اذا جاء المدود مدها. فاذا هذا ترجيع ما فيه باس. اما قراءة الاعاجم هي ان يولد بعد الحرف حرف ان يولد بعد الحرف حرف مثلا يقول رسول الله. فالان وجد اوجد بعد الميم حرف الواو وبعد الحاء حرف الالف وبعد الميم حرف الالف هذه قراءة الاعاجم المنهي عنها. اذا هناك فرق بين الترجيع الذي هو ترديد والتمديد الذي جاء في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم. في دلالة ايضا على فائدة لطيفة وهي ان الصحابة ما كانوا يقلدون النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة. وانما ها هنا حكى وقلد غرظ وهو التحديث والا فالاصل ان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يقرؤون الاصوات يقرأون القرآن باصواتهم مع ان في مقدرتهم تقليد النبي صلى الله عليه وسلم كما كان عبد الله بن المغفل يقدر على ذلك. ومعاوية قدر على ذلك لكنهم تركوا ذلك فعلمنا ان ترك التقليد هو المتعين في القراءة. نعم. قال رحمه الله باب ما يجوز من تفسير التوراة وغيرها من كتب الله بالعربية وغيرها. لقول الله تعالى فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين. وقال ابن عباس اخبرني ابو سفيان ابن حرب ان هرقل دعا ترجمانه ثم دعا بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد عبد الله ورسوله. الهي رقل ويا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الان اية قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عثمان بن عمر قال اخبرنا علي ابن مبارك عن يحيى ابن ابي كثير عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال كان اهل الكتاب التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لاهل الاسلام. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا امنا بالله وما انزل الاية قد حدثنا مسدنا قال حدثنا اسماعيل عن ايوب عن اثني ابن عمر رضي الله عنهما انه قال اوتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل وامرأة من اليهود قد زنيا وقال قال لليهود ما تصنعون بهما. قال نسخم قال ولا قالوا احسن الله اليك. قالوا نسخن وجوه ها هما ونخزيهما. قال فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين. فجاءوا فقالوا لرجل ممن يرضون يا اعور اقرأ. فقرأ حتى انتهى الى موضع منها فوضع يده عليه. قال ارفع يدك. فرفع يده فاذا فيه اية الرجم تلوح فقال يا محمد ان عليهما الرجم ولكنا ولكنا نكاتمه بيننا. فامر بهما عندك مكاتمة ولا نتك نكاتبه نعم وفي النسخة نتكاتر. نعم. فامر بهما فرجما فرأيته يجانئ عليها الحجارة قوله باب ما يجوز من تفسير التوراة المقصود بهذا الباب المقصود بهذا الباب ان يبين جواز ترجمة اسماء معاني اسماء الله عز وجل وصفاته الى الناس الذين لا يعرفون اللغة العربية كما جاز تفسير التوراة وكتبها بغير العبرية التي بها نزل كذلك يجوز ترجمة معاني كلام الله عز وجل لمن يحتاج اليه ترجمة اسماء الله عز وجل ومعانيها الى من يحتاج الى معرفة معانيها. فمثلا يقال بالاعجمية ان من اسماء الله الله الرب كتب الله العربية وغيره يعني اذا جاز ترجمة العبرية للعربية لان النبي صلى الله عليه وسلم اقرهم على هذه حتى قال لزيد ابن ثابت تعلم العبرية فاني لا امن اليهود على الكتاب فتعلمها واذا جاز هذا واقر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الترجمة اذا يجوز ترجمة العربية ايضا لقوله جل وعلا فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين. طيب اذا جاؤوا بالتوراة والتوراة بالعبرية سيقرؤونها بالعبرية ثم يترجمونها بالعربية هذا الدليل الجواز لان الله قال فاتلوها ان كنتم صادقين ومعنى من معاني فتروها اقرؤوها وفسروها. فالترجمة نوع من انواع التفسير اورد رحمه الله تحت هذا الباب اه عدة احاديث الاول قال وقال ابن عباس يعني معلقا اخبرني ابو سفيان ابن حرب طبعا هنا علقه وقد مضى في اول كتاب بدل الوحي مسندا اخبرني ابو سفيان ابن حرب وهو صخر ابن حرب والد معاوية واحد وجهاء قريش اسلم وحسن اسلامه وابو سفيان ابن حرب هو آآ زوج ام المؤمنين ام حبيبة رضي الله تعالى عنها رملة بنت ابي سفيان. بنت ابي سفيان ان هرقل دعا ما له ترجمان بفتح التاء والترجمان هو الذي اه يطلق على معنيين الذي ينقل الكلام بصوته الى مكان اخر يسمى لا ترجمان والذي ينقل الكلام من لغة الى لغة يسمى ترجمانا وهنا المقصود به الثاني. ثم دعا بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقرأه. طيب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم الذي بعث به الى كان بالعربية وهرقا ربما لا يحسن العربية فاحتاج الى الترجمات. لذلك جيء بالترجمان فترجم كلام النبي صلى الله عليه وسلم وكان في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وكلامه بعض الايات و الاحاديث بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله راقل ويا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم. فدل هذا على جواز الترجمة ومن هنا ندرك ان خطبة الجمعة يجوز ترجمتها لمن لا يفهم العربية. لان المقصود من الخطبة ما هو؟ فهم الناس. افهموا الناس بخلاف الصلاة الصلاة المقصود فيها ماذا؟ تلاوة والقراءة الناس يفهمون ولا لا يفهمون؟ اذا لا يجوز ترجمة القرآن في الصلاة فلا يجوز لاحد ان يقرأ القرآن بالعربية ثم يفسرها في الصلاة. لان الصلاة عبادة ليس المقصود فيها افهام الناس معاني الكلمات انما المقصود التعبد لله بهذه الكلمة فصار ايش تم فرقا بين الصلاة وبين الخطبة اما الخطبة المقصود الاعظم هو افهام السامعين وايصال المعاني اليهم. وهذا خلاف الجمهور قالوا بجواز ترجمة الخطبة الى غير على الاقل قولوا انهم سعوا وارادوا قتل المسيح لكن الله رفعه اما ان تقولون انه قتل وصلب وليس اليهود الذين قتلوه صلبوه فالان هذا تكاتم على شيء باطل الانجيل نفسه العربية لمن لا يفهمها بخلاف الحنفية. فانهم لم يجوزوا ترجمة الخطبة الى غير العربية. ومن العجائب انهم جوزوا في رواية الصلاة بغير العربي يا سبحان الله هذا من الامور الفقهية العجيبة التي يعجب منها المرء ثم اورد رحمه الله حديثا من طريق شيخه محمد بن بشار وهو الملقب ببندار البغدادي قال حدثنا عثمان ابن عمر قال اخبرنا علي ابن المبارك ان يحيى ابن ابي كثير علي ابن المبارك واخو عبدالله ابن المبارك ان يحد بكثير اليمامي عن ابي سلمة ابن عبد الرحمن ابن عوف عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان اهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية. المقصود باهل الكتاب هنا اليهود. واهل الكتاب يطلق ويراد به اليهود ويطلق ويراد به النصارى يقرأون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لاهل الاسلام طبعا اليهود يقرأون التوراة بالعبرية طيب ولاهل الانجيل؟ يقرأون الانجيل بالسريانية. لكن هذه النسخة مفقودة. اللغة فاكثر النسخ الانجيل الموجودة هي اما بلغة غير الشريانية واما بلغة محدثة قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم. وقولوا امنا بالله وما انزل الاية قوله النبي صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوه. اي فيما يترجمون. لماذا لا نصدقهم ولا نكذبهم اذا ترجموا؟ لان لا اعلم هل ترجمتهم صحيحة؟ صادقة لكلام الله؟ او لا فربما هم يقرأون مثلا قال الاب الاب في لغة الانجيل معناه صاحب النعم او الذي اليه المآب فهو يترجمها بالاب هذا ترجمة خاطئة فاذا صدقناه على ذلك نكون قد وقعنا في فهم كلام الله فهما خاطئا طيب هم يقرأون التوراة ويترجمونها لنا لا ندري هل ترجموها صح او خطأ فربما يترجمون ويقولون مثلا الابن ها؟ ابن الله ويترجمها لنا انهم من ذرية الله عياذا بالله. مع ان هذا المعنى مدفوع فليس هذا المقصود باذن الله في الانجيل. ما المقصود ابن الله؟ المؤمن بالله المؤمن بالله فلا نصدقهم ولا نكذبهم لا نكذبهم لماذا؟ ربما يقولون معنى صحيح. ربما يقولون معنى صحيح. ولهذا عندنا النبي صلى الله عليه وسلم وظع لنا ظابطا فيما نقبل من اخبار اهل الكتاب وفيما نرد من اخبار الكتاب وفيما لا نقبل ولا نرد. ما شهد القرآن والسنة نقبل لان القرآن مهيمن على الكتب السابقة. ومصدق للكتب السابقة. وما لم وما شهد القرآن او السنة بكذب ما نقل عن الكتب السابقة فلا نقبل لانه من التحريفات او من التغييرات او من الترجمات الخاطئة. وما ليس في القرآن والسنة تصديق ذلك او تكذيبه فاذا هذا يجوز روايته لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم وحدثوا عن بني اسرائيل ولا ولا حرج. قال رحمه الله حدثنا مسدد مر ذكره قال حدثنا اسماعيل آآ وهو آآ عن ايوب اسماعيل عن ايوب اسماعيل ابن ابي خالد. اسماعيل ابن ابراهيم ابن علي اسماعيل ابن ابراهيم ابن علي عن ايوب ابن ابي تميم السخطيان عن نافع مولى ابن عمر عن ابن عمر رضي الله عنهما قال اوتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل وامرأة من اليهود قد زنيت. هذا الحديث مر معنا لكن الشاهد من هذا الحديث ان اليهود كتموا شيئا مما انزل الله عز وجل مع وجود لفظه كتموه ولم يريدوا اخباره. قالوا نسخم وجوههما ونخزيهما. تسخيم التسخيم هو التسويد ياخذون الفحم يسودون وجه الزاني والزانية و آآ يركبونه على حمار ويلفون به في القرية ويقولون هذا الزاني وهذه الزانية فالله عز وجل امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يحكم بما انزل الله فامره فامرهم ان يأتوا بالتوراة فلما جاءوا بالتوراة وقرأوا لما وصلوا عند الشاهد على الرجم وضع يده على هذه الاية. وهذا الرواية فاذا فيه اية الرجم تلوح. ففيه جواز تسمية ها الانجيل والتوراة بالايات. فهي اية من ايات الله عز وجل. لكن نحذر مما فيه من التحريف. قال فيه اية الرجم تلوح تلوح يعني تظهر والذي كتمه هو ابن سوريا وقيل غيره فقال يا محمد ان عليهما الرجم ولكنا نكاتمه بيننا. او نتكاتمه بيننا. يعني هم اتفقوا على هذا مثل الان في الانجيل التصريح بان الذي سعى لصلب المسيح اليهود اليس كذلك؟ لكن نجد اليوم ان بباوات النصارى اتفقوا على تبرئة اليهود من دم المسيح طيب انتم الان تقولون ان الذي سعى في قتل العيسى وفي صلب عيسى هم اليهود. كيف الان تبرؤونه طافح في ان الذين سعوا في قتلهم اليهود وليس اهل اليونان ولا اهل الروما فهذا دليل على انهم يكتمون ما انزل الله عز وجل. نعم. قال رحمه الله باب قول النبي صلى الله عليه وسلم الماهر بالقرآن مع الكرام البررة. وزينوا القرآن باصواتكم. قال حدثني ابراهيم ابن حمزة قال حدثني ابن ابي حازم ان يزيد عن محمد ابن ابراهيم عن ابي سلمة نقف على هذا اي تعبت طيب نقف على هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين