وعن ابي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني ارى ما لا ترون اطت وحق لها ان ما فيها موضع اربع اصابع الا وملك واضع جبهته ساجدا لله تعالى والله لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرستم الصعدات التجارون الى الله تعالى. رواه الترمذي وقال حديث حسن. وعن ابي برزة النظرة ابن عبيد اسلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما افناه وعن علمه فيما فعل فيه وعن ما له من اين اكتسبه وفيما انفقه وعن جسمه فيما ابلاه. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ تحدث اخبارها ثم قال اتدرون ما اخبارها؟ قالوا والله ورسوله اعلم. قال فان اخبارها ان تشهد على كل دي النوامة بما عمل على ظهرها. تقول عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا فهذه اخبارها رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه اهتدى بهدى اما بعد فهذه الاخبار فالتي قبلها فيها الحث على الخوف من الله والاعداد للاخرة والحذر من كره الدنيا وزينتها المؤمن يحرص على اسباب النجاة يخاف المولى جل وعلا فيبادر الى ما اوجب الله والا ترك ما حرم الله والى الوقوف عند حدود الله الملائكة مع قربهم من الله عندهم الخوف العظيم قال تعالى والعباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره عملون يعلم ما بين ايديهم وخلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيتهم مشفقون يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ويقول اطلت السماء وحق لها ان تعظ لانها تحركت ما فيها موضع اربع اصابع الا وفيما يكون ساجد لله هذي حال الملائكة مع خوفهم من الله ورغبته فيما عنده وبالحديث الصحيح ان البيت المعمور الذي بوزان الكعبة في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون الف ملك للتعبد ثم لا يعودون اليه. سبعون الف ملك ويقول صلى الله عليه وسلم لا تزول قدم العبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع اما انا في مما اين انفقه فيما من ان يتشبهوا فيما انفقه وعن جسمه فيما ابلاه وعن علمه ماذا عمل فيه فالمؤمن يجتهد حتى تعرف كيف يستعمل جسمه وادواته التي اعطاه الله من سمع وبصر وغير ذلك في طاعة الله. وهكذا علمه الذي اعطاه الله اياه يعمل به في طاعة الله وفي ترك معاصي الله هكذا ماله تنفقه في وجوه الغير البر ويحصله من طريق الخير ومن طريق الحلال لا يتساهل بل يجتهد في حفظ اسمه وجوارحه وفي الانفاق من ماله ومن اين اكتسبه وهكذا علمه فماذا عمل فيه هل عمل بما علم او ضيع المؤمن يجتهد يتحرى الخير ويجتهد في اسباب الخير واسباب النجاة لعله ينجو لعله يسلم كذلك ما يروى عنه صلى الله عليه وسلم بتفسير قوله جل وعلا او ان تحدثوا اخبارها قال اسدون ما اخبارها؟ تخبر مما عمل على ظهرها عملت كذا يوم كذا وكذا تشهد عليك ارضك بيتك ومسجدك والاراضي التي اقمت فيها وجلست فيها او صليت فيها تشهد عليك بما عملت من خير انشر فاتق الله اينما كنت حتى لا تشهد عليك جوارحك ولا ارضك ولا غيره ولا ملائكتك الا بخير وعمل صالح وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد نسأل الله للجميع التوفيق والهداية