وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما الا ما حملت ظهورهما او الحوايا او ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وانا لصادقون وحرمنا على اليهود بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثمانية ازواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل الذكرين حرم ام الانثيين ام ما اشتملت عليه ارحام الانثيين نبئوني بعلم ان كنتم صادقين خلق لكم ثمانية اصناف من الضأن زوجين ذكرا وانثى ومن المعز اثنين قل ايها الرسول للمشركين هل حرم الله تعالى الذكرين منهما لعلة الذكورة فان قالوا نعم فقل لهم لم تحرمون الاناث ام انه حرم الانثيين لعلة الانوثة فان قالوا نعم فقل لهم لم تحرمون الذكرين ام انه حرم ما اشتملت عليه ارحام الانتيين لعلة اشتمال الرحم عليه فان قالوا نعم فقل لهم لم تفرقون بينما اشتملت عليه الارحام بتحريم ذكوره تارة وتحريم اناثه تارة اخبروني ايها المشركون بما تستندون عليه من علم صحيح ان كنتم صادقين في دعواكم ان تحريم ذلك من الله اذا في هذه الاية الكريمة تلقين لكيفية محاجة المخالفين الذين يفتأتون على دين الله تعالى ومن الابل اثنين ومن البقر اثنين قل الذكرين حرم ام الانثيين اما اشتملت عليه ارحام الانثيين ام كنتم شهداء اذ وصاكم الله بهذا فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم ان الله لا يهدي القوم الظالمين وبقية الاصناف الثمانية هي زوجان من الابل وزوجان من الوقر قل ايها الرسول للمشركين االله حرم ما حرم منها للذكورة ام لانوثته؟ ام لاشتمال الرحم عليه ام كنتم ايها المشركون حاظرين بزعمكم حين وصاكم الله بتحريم ما حرمتم من هذه الانعام فلا احد اعظم ظلما ولا اكبر جرما ممن افترى على الله الكذب. فنسب اليه تحريم ما لم يحرم ليضل الناس عن الصراط المستقيم المستقيم بغير علم يستند اليه ان الله لا ان الله لا يوفق للهداية الظالمين بافترائهم الكذب على الله اذا ايها الاخوة تحريم ما احله الله خطير جدا وتحليل ما حرمه الله خطير جدا والتحليل والتحريم امر لله تعالى لا يحق لاحد ان يحلل ويحرم الا بدليل وبرهان من الله تعالى قل لا اجد فيما اوحي الي محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مستوحا او لحم خنزير فانه رجس او فسقا اهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فان ربك غفور رحيم قل ايها الرسول لا اجد فيما اوحاه الله الي شيئا محرما الا ما مات دون زكاة وهو الميتة او كان دما سائلا اي مسبوحا او كان لحم خنزير فانه رجس او كان مما ذبح على غير اسم الله كالمذبوح لاصنامهم كالمذبوح لاصنامهم فمن الجأته الضرورة الى الاكل من هذه المحرمات لشدة الجوع غير طالب غير طالب تلذذا باكلها وغير متجاوز حد الضرورة فلا اثم عليه في ذلك ان ربك ايها الرسول غفور للمضطر ان اكل منها رحيم به. فربنا جل جلاله قد امر بحفظ الابدان فالانسان لا يترك نفسه حتى يموت بل عليه ان يأخذ على قدر دفع الرمق عنهم ولا يتجاوز الحد الذي شرع له ولما ذكر الله ما حرمه على الامة ذكر ما حرمه على اليهود ليبين ان ما حرمه المشركون من الانعام لا يستندون فيه على ما جاء من عند الله. انما يتبعون فيه املاء الشيطان فقال ما لم تتفرق اصابعه بالابل والنعم وحرمنا عليهم شحوم البقر والغنم الا ما علق بظهورها او ما حملته الامعاء او ما اختلط بعظم كالاليا والجن وقد جازيناهم على ظلمهم بتحريم ذلك عليهم. وانا لصادقون في كل ما نخبر به من فوائد الايات بالايات دليل على اثبات المناظرة في مسائل العلم. هو اثبات القول بالنظر والقياس الوحي وما يستنبط منه الطريق لمعرفة الحلال والحرام ان من الظلم ان يقلب احد على الافتاء في الدين ما لم يكن قد غلب على ظنه انه يفتي بالصواب الذي يرضي الله من رحمة الله بعباده الاذن لهم في تناول المحرمات عند الاضطرار هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليك ورحمة الله وبركاته