وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف انعم وصاحب القرن قد التقم القرن واستمع الاذن حتى يؤمر بالنفخ فينفخ فينفخ فكأن ذلك ثقل على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل. رواه الترمذي وقال حديث حسن وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خاف ادلجه ومن ادلج بلغ المنزل الا ان سلعة الله غالية. الا ان سلعة الله الجنة رواه الترمذي وقال حديث حسن وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس يوم القيامة باتنعرات غرلا. قلت يا رسول الله الرجال والنساء جميعا ينظر بعضهم الى بعض. قال يا عائشة الامر اشد من ان يهمهم ذلك وفي رواية الامر اهم من ان ينظر بعضهم الى بعض. متفق عليه. وصلى الله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهدى اما بعد ففي هذه الاحاديث كالتي قبلها بيان اهوال يوم القيامة وان الواجب على المؤمن ان يحذر تفريط والتساهل وان يبادر الى ما اوجب الله عليه وان يحذر ما حرم الله عليه وان يستعد لهذا اليوم العظيم يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه يوم القيامة يوم عظيم من هذا الحديث يقول صلى الله عليه وسلم كيف انعم وصاحب قرن قد التقمه من الفصول يعني اسرافيل عظم ذلك على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال قولوا حسبنا الله يعني الكافيين الله ونعم الوكيل يعني اطلبوا الحسب من الله واعملوا قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل يعني يكفينا الله ونعم الوكيل والمعنى مع الجد مع العمل في ان يتوكل ويعمل يكون توكل وصدق مع العمل بطاعة الله والحذر من معاصي الله ولهذا يقول من خاف ادلج لمن خاف السير في السفر ادلج جدة في السير ومن ادلج بلغ المنزل الا ان سلعة الله غالية الا ان سلعة الله الجنة فمن خاف صادقا ادلج في السير الى الله وعمل صالحا واستقام على الهدى وبادر بالاعمال الصالحة وجده في السير حتى يبلغ الجنة كما ان من اراد مكة او غيرها وخاف في الطريق ادلج السير ولم يتمادى في السير بل تابع الليل والنهار حتى يبلغ المنزل ويقول صلى الله عليه وسلم ان الناس شهرا يوم القيامة حفاة عراة غرزا لما عليهم العال عراة ما عليهم كسوة من غير مختونين قالت عائشة يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم الى بعض قال النبي صلى الله عليه وسلم الامر اشد من ذلك الامر والهول اشد من ذلك من ان ينظر بعضهم الى بعض ثم اول من يكسى إبراهيم كما في الحديث الصحيح اول من يكسى ابراهيم عليه الصلاة والسلام فهذا فيه الحث على العداد للاخرة والتأهب للقاء الله والحذر من التساهل في هذه الدنيا التي هي دار العمل ودار الغرور فالواجب عليك يا عبد الله الا تغتر بها وان تعد فيها العدة الصالحة كما قال تعالى وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقوا هي اولي الالباب هذه هي دار العمل دار السفر للاخرة والزاد الصالح فيها تقوى الله وتقوى الله وطاعة الله وتوحيده والاخلاص له واتباع اوامره وترك نواهي اهل التقوى توحيده وطاعته والاستقامة على دينه والحذر من معاصيه هذا الزاد النافع وتزودوا فان خير الزادات التقوى واتقوني يا اولي الالباب ويقول جل وعلا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون ويقول جل وعلا يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم واعبدوا ربك حتى يأتيك اليقين وهو نبي الله واعبد ربك حتى يأتيك اليقين الزم الحق واستقم حتى الموت وهكذا كل انسان يجب عليه يستقيم والى جمع الحق وان يثبت وان يجتهد في السير الى الله على قطعا ثابتة على بصيرة على هدى حتى يلقى ربه حتى يموت. رزق الله الجميع التوفيق