نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين اعداد وتقديم سبيت ابن ابراهيم سبيت تنفيذ وليد بن عبدالرحمن النومان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ايها الاخوة المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة الكرام في هذه الحلقة الجديدة من برنامج نور على الدرب. ضيفنا في هذه الحلقة وفضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور سامي بن محمد الصقير عضو هيئة كبار العلماء. في بداية هذه الحلقة نرحب بكم شيخنا الكريم حياكم الله. حياكم الله وبارك فيكم وفي الاخوة المستمعين والمستمعات حياكم الله مستمعينا الكرام نرحب بكم ونسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم للعلم النافع والعمل الصالح شيخ سامي حفظكم الله نبدأ هذه الحلقة بهذا السؤال الذي يقول باعثه ما معنى اعتزاز المسلم بدينه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين اما بعد سمعنا اعتزاز المسلم بدينه انه يجب على المسلم ان يكون له كيان خاص قائم بنفسه يتميز به عن الكافرين والا يكون متخلقا لغيره فليكونوا متبوعا لا تابعا بحيث يكون سيره وهواه على شريعة الله عز وجل وانما يجب على المسلم ان يكون معتزا بدينه ومفتخرا به ومدافعا عنه لاسباب اولا لان الله عز وجل اخبر ان العزة للمؤمنين وقد نهى المؤمنين ان يذل او يهين انفسهم وهم الاعلون قال الله تعالى ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين وقال عز وجل ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين ثانيا ان الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من التشبه بغير المسلمين فقال صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم وثالثا ان الدين الاسلامي هو الدين الذي اكمله الله تعالى ورضيه دينا لعباده الى يوم القيامة قال الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ورابعا ان الدين الاسلامي هو الدين المهيمن على جميع الاديان وهو المشتمل على جميع الكمالات الموجودة فيها كما قال الله تعالى وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه وخامسا ان التمسك بالدين الاسلامي سبب بالسعادة والفلاح في الدنيا والاخرة قال الله تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم في احسن ما كانوا يعملون جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم وبارك الله فيكم. وفي طرحكم. ايضا هذا سائل يقول ما المراد بوسطية اهل السنة والجماعة بالنسبة لبقية الفرق والمذاهب هذه الامة ولله الحمد هي امة وسط بين الامم كلها وسط من حيث العبادات ووسط في غير عبادات قال الله عز وجل وكذلك جعلناكم امة وسطا واهل السنة والجماعة وسط بين فرق هذه الامة في اصول خمسة الاصل الاول اسماء الله تعالى وصفاته فاهل السنة وسط بين اهل التعطيل واهل التشبيه لان اهل التعطيل ينكرون صفات الله تعالى واهل التشبيه يثبتونها مع التشبيه واما اهل السنة فانهم يثبتونها بلا تشبيه الاصل الثاني القضاء والقدر فاهل السنة وسط في هذا الباب بين الجبرية والقدرية بان الجبرية يثبتون قضاء الله عز وجل في افعال العبد ويقولون انه مجبر لا قدرة له ولا اختيار والقدرية ينكرون قضاء الله تعالى في افعال العباد ويقولون ان العبد قادر مختار لا يتعلق فعله بقضاء الله واما اهل السنة والجماعة فانهم يثبتون قضاء الله عز وجل في افعال العباد ويقولون ان العبد له قدرة واختيار ولكنها متعلقة بقضاء الله تبارك وتعالى الاصل الثالث مما كان فيه اهل السنة والجماعة وسطا بين فرق هذه الامة الوعيد بالعذاب اهل السنة والجماعة وسط بين الوعيدية والمرجئة لان الوعيدية يقولون ان فاعل الكبيرة مخلد في النار والمرجئة يقولون لا يدخل النار ولا يستحق ذلك واما اهل السنة والجماعة فيقولون انه مستحق لدخول النار دون الخلود فيها الاصل الرابع من الاصول اسماء الايمان والدين اهل السنة والجماعة وسط بين المرجئة وبين المعتزلة لان المرجئة يسمون فاعل الكبيرة مؤمنا كامل الايمان واما المعتزلة فيقولون انه غير مؤمن واهل السنة والجماعة لا يستبونه الايمان بالكلية بل يقولون انه مؤمن بايمانه فاسق في معصيته الاصل الخامس من الاصول التي كان فيها اهل السنة والجماعة وسطا في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهم وسط بين من يغلون في حب ال النبي صلى الله عليه وسلم وينزلونهم فوق منزلتهم وبين من يبغضونهم ويسبونهم فاهل السنة والجماعة يعرفون لال بيت النبي صلى الله عليه وسلم لجميع الصحابة حقهم ومكانتهم وقدرهم من غير غلو ولا تقصير بارك الله فيكم شيخنا واحسن اليكم. ايظا من الاسئلة التي بعث بها بعظ الاخوة الكرام جزاهم الله خيرا. هذا السؤال الذي يقول وله ارتباط بالسؤال ما هي الحقوق التي تجب علينا نحو الصحابة رضي الله تعالى عنهم؟ وما حكم ذكر مساوئهم او سبهم الصحابة رضي الله عنهم لهم فضل عظيم على هذه الامة حيث قاموا بنصرة النبي صلى الله عليه وسلم والجهاد في سبيل الله باموالهم وانفسهم وحفظ دين الله بحفظ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم علما وعملا وتعليما حتى بلغوه ونقلوه للامة نقيا ظاهرا وقد اثنى الله تعالى عليهم في كتابه اعظم ثناء فقال عز وجل محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ولقد حمى الرسول صلى الله عليه وسلم كرامتهم حيث قال لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه فالصحابة رضي الله عنهم لهم حقوق على هذه الامة فمن حقوقهم محبتهم بالقلب والثناء عليهم باللسان بما استووا بهذه الامة من المعروف والاحسان وثانيا الترحم عليهم والاستغفار لهم تحقيقا لقول الله عز وجل والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم ثالثا من حقوقهم الكف عن مساوئهم التي ان صدرت عن احد منهم فهي قليلة لما لهم من المحاسن والفضائل بل ربما تكون صادرة عن اجتهاد مغفور وعمل معذور لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه فالصحابة رضي الله عنهم حقهم على هذه الامة عظيم وكبير ولهذا قال ابن القيم رحمه الله في الميمية اولئك اصحاب النبي وحزبه ولولاهم ما كان في الارض مسلمون ولولاهم كادت تميد باهلها ولكن رواسيها واوتادها هموم ولولاهم كان الظلاما باهلها ولكن هم فيها بدور وانجم واما سب الصحابة رضي الله عنهم فسبوا الصحابة ينقسم الى ثلاثة اقسام القسم الاول ان يسب الصحابة بما يقتضي كفرهم او ان عامتهم فساق فهذا كفر مخرج من الملة لانه تكذيب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالثناء عليهم والترضي عنهم بل من شك في كفر مثل هذا فان كفره متعين لان مضمون هذه المقالة والعياذ بالله ان نقلة الكتاب والسنة كفار او فساق والقسم الثاني ان يسبهم باللعن والتقبيح فهذا في كفره قولان لاهل العلم وعلى القول بانه لا يكفر بذلك فانه يجب على ولي الامر ان يعزره بما يردعه او ان يحبسه حتى يموت كفا لشره والقسم الثالث ان يسبهم بما لا يقدح في دينهم كما لو وصفهم بالجبن او البخل فهذا لا يكفر به لكن يجب على ولي الامر ان يعزره بما يردعه عن ذلك نعم احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم آآ ايضا نختم بهذا السؤال الذي يقول باعثه كيف يمكن للانسان ان يتخلص من الحسد اذا وقع في قلبه الحسد عرفه جمهور العلماء بانه تمني زوال النعمة عن الغير سواء تمنى ان تزول عن غيره لنفسه او عن غيره لغيره او ان تزول مطلقا وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان الحسد كراهة ما انعم الله تعالى به على الغير سواء تمنى زواله ام لم يتمنى والحسد فيه مفاسد عظيمة فمن مفاسده ان فيه كراهة بما حكم الله عز وجل به ومعارضة لقضائه وقدره ومن مفاسده انه من اخلاق اليهود ومن مفاسده انه ينافي الاخوة الايمانية بان الاخوة الايمانية تقتضي ان تحب لاخيك ما تحب لنفسك ومنها ايضا انه يورث العداوة والبغضاء بل قد يؤدي الى العدوان على الغير ومن مفاسده انه يشغل القلب عن الله عز وجل فيقسو القلب ولان الحاسد ايضا يخفي نعمة الله تبارك وتعالى التي من بها عليه بحيث لا ينظر الى نعمه عليه المهم ان الحسد خلق يا ميم ومن اعظم الحسد الحسد الذي يكون بين اهل العلم نسأل الله السلامة لان معناه الحقيقي ان الانسان لا يحب ان تنتشر شريعة الله تعالى وان يقوم احد بتعليمها او بتوجيه الناس اليها فاذا حسدت شخصا انعم الله تعالى عليه بتعليم الناس فمعنى ذلك انك تكره انتشار شريعة الله عز وجل والعقل والدين يقتضي انك اذا رأيت من انعم الله تعالى عليه بهذا الامر ان تشكر الله تعالى على هذه النعمة لانك ان كنت صادقا في محبة العلم وفي محبتي نشره فاحمد الله عز وجل لان هذا عضد لك ومورد اخر من موارد نشر العلم بين الناس والتخلص من الحسد يقول بامرين الامر الاول الاعراض عنه وان يشتغل الانسان بما يهمه ولا يلتفت الى هذا الحسد والامر الثاني ان يتأمل ويتفكر في مضار للحسد واثاره وعواقبه الوخيمة نعم نعم احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم وفي علمكم. الى هنا احبتنا المستمعين الكرام نكون قد وصلنا الى ختم هذه الحلقة. التي قد تفضل فيها بالاجابة عن اسئلتكم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور سامي محمد الصقير عضو هيئة كبار العلماء. فشكر الله له ونفع الله به وزاده الله علما وفقا وتوفيقا وشكر الله لكم حسن متابعتكم. ونسأل الله لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح. حتى الملتقى بكم في لقاء قادم بمشيئة الله تعالى نستودعكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين اعداد وتقديم سبيت ابن ابراهيم سبيت تنفيذ وليد بن عبدالرحمن النومان