والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلاة وسلاما على من بعثه ربه رحمة للعالمين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى من تبعه باحسان الى يوم الدين. ايها الاخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحبا بكم الى حلقة جديدة في برنامجكم عن الشبهات التي يثيرها البعض على القرآن العظيم يشهد العالم اليوم ظاهرة تنامي الارهاب الذي لا يعرف جنسية ولا دينا ولا لونا لكن ما تزال وسائل الاعلام تتهم الاسلام خصوصا بهذه الظاهرة. وتتهم القرآن انه هو الذي شرع لهذه الظاهرة. لماذا؟ لان الاسلام امر بالقتال لان الاسلام امر بالجهاد ولنا ان نتساءل هل لمجرد ان القرآن شرع الجهاد تصبح هذه على القرآن وعلى الاسلام؟ هل يوجد امة على وجه الدنيا؟ او ملة على وجه الارض لا تشرعوا القتال لغاية من الغايات التي تراها شريفة ونبيلة؟ لماذا تنشأ وزارات الدفاع في الدول جميعا للدفاع عن المبادئ عن الاوطان الى غير ذلك. فالامر اذا ليس محل استهجان حين يمارسه الاخرون في سبيل حماية حرياتهم او مبادئهم. بل ايضا نقول لا دين على وجه الارض الا وهو يشرع القتال لغاية من الغايات. مع اختلاف عظيم بينما نراه في وما نراه عند غيرنا من اهل الاديان. فمثلا في كتب اهل الكتاب النصوص كثيرة تلك التي تحدثوا ان الله عز وجل امر موسى عليه السلام وامر سليمان عليه السلام وامر داوود والنبي يشوع بشن الحرب لبعض الاهداف. ومثله نجده في الانجيل ايضا ونقرر دائما ان الاسلام يختلف عن في سدر التثنية ان الله امر موسى عليه الصلاة والسلام فقال اما مدوا هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب الهك فلا تستبق منهم نسمة ما. في سفر النبي صموئيل هكذا يقول رب الجنود. فالان اذهب واضرب عماليق. وحرموا كل ما له ولا تعفو عنهم بل اقتل رجلا وامرأة طفلا ورضيعا بقرا وغنما جملا وحمار وفي انجيل متى ان المسيح عليه الصلاة والسلام قال ما جئت لالقي سلاما على الارض بل سيفا وفي انجيل نوقا جئت لالقي نارا على الارض. فماذا اريد لو اضطربت؟ وهكذا فجميع الملل الاديان كانت تشرع القتال في سبيل المبادئ او لغيره من الاسباب ولا يراه الاخرون مدعاة اتهام هذه الكتب بالارهاب ولا اتهام تلك الاديان بانها خلف الظاهرة الارهابية التي تتنامى في العالم اقول ايها الاخوة المشاهدون ان الجهاد امر ليس محببا الى النفوس. فالله عز وجل فطر النفس على محبة السلام على محبة الوئام. كتب عليكم القتال وهو وكره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم. والله يعلم وانتم لا تعلمون. حين نمارس الجهاد في سبيل الله الذي يدعونا اليه القرآن فاننا لا نمارس شيئا من التشفي وحب الانتقام وحب السيطرة انما نمارس امرا على كره منا الجئنا اليه. والنبي صلى الله عليه وسلم يعلم اصحابه ان يدعوا الله الله تبارك وتعالى ان يجنبهم لقاء العدو ان يصرف عنهم هذا الامر الكريه. يقول النبي عليه الصلاة والسلام والحديث في الصحيحين يا ايها الناس لا تتمنوا لقاء العدو لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية. فاذا لقيتموهم فاصبروا. اذا المسلم يود لو كفي هذا القتال لو لم يحصل هذا القتال لكن احيانا لا يكون من القتال بد. هل الاصل في علاقة الاسلام والعلاقة التي ينظمها القرآن هل الاصل فيها مع الاخرين الحرب ام السلم؟ القاعدة الاساس في هذا قول الله تبارك وتعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين. ولم يخرجوكم من من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم. ان الله يحب المقسطين. الذين لم يقاتلونا في الدين ولم يخرجونا من ديارنا هؤلاء الله عز وجل يرغب ببرهم ويرغب بالعدل معهم من هم الذين نقاتلهم؟ انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم على اخراجكم. يقول الله عز وجل وهو يؤكد ان علاقتنا مع الاخرين الاصل فيها السلم وليس فان اعتزلوكم فلم يقاتلوكم والقوا اليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا. اي ما امركم الله بقتالهم وما اذن لكم بذلك. ستجدون اخرين يريدون ان ويأمنوا قومهم كلما ردوا الى الفتنة اركسوا فيها. فان لم يعتزلوكم ويلقوا اليكم ويكفوا ايديهم هؤلاء الذين لم يكفوا ايديهم عنك فخذوهم واقتلوهم حيث سقفتموهم واولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا. هؤلاء هم الذين جعل الله لكم عليهم سلطانا فقاتلوهم بامر الله تبارك وتعالى. اود ايضا ان نفرق بين امرين اثنين. هل القرآن يأمر بالارهاب ام يأمر بالجهاد؟ ودعوني اسأل السؤال بطريقة اخرى هل القرآن يأمر القتل ام يامر بالقتال؟ وهل ثمة فرق بين الامر بالقتل والامر بالقتال؟ اقول نعم ثمة فرق كبير. اذا اردنا ان نشرح هذا الفرق فدعونا نطرح بعض الامثلة. احدهم قتل ذبابة ام نقول قاتل ذبابة. لا ريب باننا نقول قاتل لماذا نقول قتلة ولا نقول قاتلة؟ لان الذبابة لا تملك دفعا عن نفسها. اسير مكبل بين ايدينا هل نقول قتل الاسير ام قاتل الاسير؟ نقول قتل لماذا؟ لان الاسير لا يقدر على الدفاع. اذا حين يأمر القرآن هل يأمر بالقتل ام بالقتال؟ اذا امر بالقتل فانه يأمر اولئك الذي يأمر بقتل اولئك الذين لا يملكون طولا لا يستطيعون الدفاع عن انفسهم يأمر بقتل الابرياء يأمر بقتل النساء والاطفال اما اذا كان يأمر بالقتال فانه يأمر بسنة المدافعة يأمر بقتال من يملك الدفاع وهذا الذي امر به القرآن العظيم. انظروا الى ايات القرآن. قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا امر بالقتال. القتال يكون للجيوش. وقاتلوهم في وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله. فان انتهوا عن قتالكم فان انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين وقاتلوا في سبيل الله واعلموا ان الله سميع عليم. فليقاتل في سبيل الله دائما الامر كان بالقتال لماذا؟ لان القتال هو مواجهة شريفة بين جيوش وجيوش لكل منها غاية يريد ان يحققها. فاذا القتال انما هو مختلف على عن القتل وهو ايضا يختلف بحسب اياته ووسائله. فان كانت غايات هذا القتال شريفة فان القتال مشروع. وان كانت وسائله شريفة انه قتال مشروع لا تنكره الدنيا بل يمارسه الجميع. اما اذا التبس هذا القتال باهداف وضيعة دنيئة وبوسائل يرفضها العقلاء ويمجها لما فيها من اعتداء على النساء والاطفال وغيرها فهذا هذا امره مختلف. ان القرآن العظيم هو اول من ندد بالارهاب الذي هو القتل والاعتداء على النساء والاطفال والابرياء وغيرهم ممن لا يقاتل. وسماه الافساد في الارض. هذا المصطلح تكرر كثيرا في القرآن العظيم والقرآن يندد به. فمثلا فرعون حين امر بقتل اطفال بني اسرائيل اعتبر الله هذا من الافساد في الارض. فلما جاءهم بالحق من عندنا اي موسى قالوا اقتلوا ابناء الذين امنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين الا في ضلال. فهذا اعتبره الله عز وجل من الضلال لانه اعتداء على من لا يملك الحول ولا القوة ولا الطول. يقول تبارك وتعالى ان فرعون على في الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم نساءه انه كان من المفسدين. انه كان من المفسدين. يحذر الله من حال الفساد واهل الفساد واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ليفسد فيها ويهلك الحرث النسل والله لا يحب الفساد. الله لا يحب الفساد. لا يحب الاعتداء على هؤلاء الابرياء ان قتل انسان على وجه الارض بغير حق لهو امر جلل. يغضب له الله وتعالى. لذلك شرع الله في كتبه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض قتله افسادا في الارض او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا. ومن احياها وكانما احيا الناس جميعا. ما تزال ايات القرآن العظيم الذي يتهم بتشريع الارهاب وقتل الابرياء ما تزال تنهى عن قتل النفس التي حرمها الله. ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق بالحق اي بالجهاد المشروع او بالقصاص من قاتل وما اشبه ذلك. ووصف الله عباده فقال والذي حينما يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق الا بالحق فاذا ما وقع الانسان بقتل نفس محرمة قتلها ظلما فان هذا من عظائم الامور وليس من ذنب اعظم من قتل نفس حرام الا الشرك بالله تبارك وتعالى. لذلك يقول النبي صلى الله الله عليه وسلم والحديث في البخاري لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما ما لم يصب دما حراما. يقول ابن عمر رضي الله عنه وعن ابيه ان من ورقات الامور التي لا مخرج لمن اوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله. فهذا من ورطات الامور من به اوبق اخرته عند الله العظيم. ولرب قائل يظن بان النفس التي حرمها الله هي النفس المؤمنة واقول هذا ليس بصحيح. فان هذا يشمل كل نفس حرمها الله تبارك وتعالى. كل نفس الله تبارك وتعالى الاعتداء عليها يعتبره القرآن من الافساد في الارض والله لا يحب المفسدين لذلك نرى النبي صلى الله عليه وسلم يحذر من الاعتداء على بعض الانفس غير المسلمة. ففي البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة لم يشم رائحة الجنة. وان ريحها يوجد من مسيرة اربعين عاما. لماذا؟ لانه اعتدى على رجل كافر له عهد. اي لا يجوز قتله. وفي حديث اخر يرويه الامام الترمذي وابن ماجة ان النبي عليه الصلاة والسلام قال الا من قتل نفسا معاهدة ذمة الله وذمة رسوله فقد اخفر ذمة الله فلا يرح رائحة الجنة وان ريحها ليو يوجد من مسيرة سبعين خريفا. نعم ان الاسلام يحرم الاعتداء على الانسان ايا كان لونه وايا كان دينه. ان الاعتداء افساد في الارض حسب حكم القرآن العظيم بل اقول ان القرآن لم يحرم الاعتداء فحسب. انما حرم كل انواع الظلم ولو لم تؤدي الى القتل. يقول النبي عليه الصلاة والسلام والحديث عند ابي داوود والنسائي من ظلم معاهدا مجرد الظلم حتى لو لم يؤدي الى القتل من ظلم معاهدا او انتقصه حقه او كلفه فوق طاقته او اخذ منه شيئا بغير طيب نفس فانا حجيجه يوم القيامة. النبي عليه الصلاة والسلام سيحاج عن هذا الانسان المظلوم ولو كان غير مسلم. لماذا؟ لان الله يغضب للظلم. يقول النبي عليه الصلاة والسلام والحديث عند احمد اتقوا دعوة المظلوم وان كان كافرا. فانه ليس دونها حجاب. دعوة المظلوم ترفع الى الله سكاته يقبلها الله تبارك وتعالى ولو كان كافرا. فاذا ما حرم الله ظلم هذا فمن باب اولى ان يحرم والله دمع بل ان الاعتداء على الحيوان يعتبره الاسلام جريمة. النبي عليه الصلاة والسلام يخبر الصحيحين فيقول دخلت امرأة النار في هرة ربطتها لا هي اطعمتها ولا ساقتها ولا تركتها تأكل من خشاش الارض حتى ماتت. دخلت النار لاعتدائها على هرة. ان الدين الذي يحرك الاعتداء على الحيوان لهو من باب اولى اشد احتراما وحرمة وحفاظا على حرمة الانسان وفي حديث اخر عند النسائي يقول النبي صلى الله عليه وسلم من قتل عصفورا عبثا بغير حق ليس لي اي ليس لكي يأكله لا بغير حق. من قتل عصفورا عبثا. عج الى الله عز وجل يوم القيامة يقول يا ربي ان فلانا قتلني عبثا ولم يقتلني بمنفعة. اذا الاسلام يحرم القتل الا بحق. حتى للحيوان. فما بالنا حين يكون ذلك اعتداء على الانسان تقول ان الاسلام شرع القتال والقتال كما رأينا يكون للجيوش. وحرم القتلى الذي هو الاعتداء على النساء والاطفال والابرياء. واعتبر جريمة الاعتداء على الانسان من ورطات الامور هل التزم المسلمون بذلك؟ هل كان المسلمون وفق منهج ربهم؟ هل قاتلوا الجيوش وكفوا عن الابرياء من النساء والاطفال وغيرهم ممن لا يشترك في القتال. دعونا ننظر في بعض الشهادات المنصفة التي تتحدث عن جهاد المسلمين. المستشرق في كتابه ذالايف اوف مهمد. يقول هذا الرجل القرآن والحديث بالتوجيهات التي تدعو الى التسامح. ولقد طبق الفاتحون المسلمون هذه التوجيهات بدقة. كان المسلمون ملتزمون بتعليم القرآن. ملتزمون هذه السنة النبوية لم يمارسوا القتل الذي هو الارهاب انما مارسوا القتال الذي كان قتالا للجيوش مثل هذا يقول اسمنت في كتابه محمد والمحمدية. اختم بشهادة للكاتب الامريكي يقول ان العنف باسم الاسلام ليس من الاسلام في شيء. بل انه نقيض لهذا الدين الذي يدعو للسلم لا العنف. الاسلام يدعو للسلم ليس للعنف. تأمل اخي المشاهد الكريم الاسلام والسلم اشتقاقهما في اللغة واحد. فالسلم هو الاسلام والاسلام هو دين السلام. لذلك قال الله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم اي في الاسلام ادخلوا في السلم لنا لقاء باذن الله يتجدد مع المزيد من الشبهات المثارة عن القرآن العظيم واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين