قد قال صلى الله عليه وسلم ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه. هذا من عظم حق عظم حق الجار الجوار له احكام اهمية بين الناس لا تسيء الى بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب الاربعين النووية للحافظ النووي رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. قال المصنف رحمه الله تعالى. وعن ابي هريرة رضي الله تعالى هذا عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر ثم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه. رواه البخاري ومسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله. هذا الحديث فيه من كان يؤمن بالله واليوم لا. فيه بيان شيء من خصال الايمان لان الايمان له خصال وله شعب كثيرة وكل اعمال الخير وكل الطاعات كلها من الايمان لان الايمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح. فالاعمال سواء كانت من اعمال القلوب كالخوف والخشية والرغبة والرهبة او من اعمال الجوارح كالصلاة والصيام والحج والصدقة وغير ذلك كلها من حقيقة الايمان داخلة فيه. وفي هذا الحديث بيان شيء منها الاول قوله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر الاصل هو هو الايمان بالله عز وجل اليوم الاخر الذي هو البعث والنشور يوم القيامة لان من امن بعث فانه يستعد له مجرد انه يؤمن بالبعث ولا يستعد لا يستفيد شيئا. لا بد ان يستعد للبعث فيكثر من الحسنات يتوب من السيئات قبل ان يبعث قبل ان يموت هذا وجه ذكر الايمان باليوم الاخر مع الايمان بالله عز وجل والا فاركان الايمان ستة كما هو معلوم اخرها الايمان بالبعث. ولكنه ذكره مع الايمان بالله تأكيدا له. ولان الانسان اذا امن انه سيبعث ويحاسب ويجازى انه يهتم ويستعد. كان يؤمن بالله واليوم الاخر فان من من الايمان بالله واليوم الاخر والاستعداد ان يقول خيرا او ليصمت. خلق الله هذا اللسان في في هذا الانسان وعلمه النطق والبيان نعمة من الله سبحانه وتعالى لم يجعله من الجوامد التي لا تنطق او من البهايم او من المعطلين من الكلام كالصم البكم بل ان الله من عليه بهذا النطق وهذا اللسان وهذا اللسان سلاح ذو حدين. ان ان استعملته في الخير جنى لك خيرا واثمر لك خيرا وان استعملته في الشر جنى عليك شرا واثما. حسب كلامك حسب ما تنطق به ولاهمية الكلام وكل الله سبحانه وتعالى ملكين عن يمين الانسان وشمالهم زمام له ملازمان له يكتبان ما يقول ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد يكتبان ما ما يتلفظ به ما يلفظ من قول سواء كان طاعة او معصية او حتى المباح حتى الكلام المباح. العموم الاية عامة تشمل حتى الكلام المباح. فيدل على انه فهذا الكلام الذي يصدر منك يكتب ويحصى. فان كان خيرا اثمر لك خيرا وبرا ان كان شرا اثمر لك شرا وعقوبة فاخطر ما في الانسان هو اللسان ولهذا قال صلى الله عليه وسلم هل يكب الناس على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم؟ فليقل والقول الخير والله جل وعلا يقول يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. قولوا قولا سديدا ليقل خيرا والخير من كلام الخير مثل التسبيح والتهليل والتكبير وتلاوة القرآن ذكر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تعليم العلم النافع الاصلاح بين الناس كل كلام رضا الله جل وعلا فانه خير. قال تعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او او اصلاح بين الناس. ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما. والكلام لا يكلفك ما هو مثل الصلاة والصيام والجهاد يكلفك لا الكلام ما يكلفك وانت جالس وانت نايم وانت راكب وانت ماشي واللسان ما يتعب من كثر الكلام البدن يتعب من الطاعة لكن اللسان ما هو بيتعب فاشغله بما ما يفيدك. واجعل كلامك فيما يفيدك. ليقل خيرا. او ليصمت اذا لم يقل خير فليصمت من اجل ان يسلم. اما ان يقول شرا فان هذا يهلكه فاذا سكت سلم واذا نطق فان كان خيرا غنم وان كان شرا هلك واكثر ما يصدر الانسان خصوصا مع الغفلة ومع ظعف الايمان ومع اكثر ما يصدر منه كلام سيء. او كلام من فظول كلام لا فائدة فيه. ولهذا الله جل وعلا كره قيل وقال قيل وقال ما الانسان شغل ولا قيل وقال قيل كذا وقال فلان كذا. كأنه يحصي اقوال الناس. مشغول بها. والكلام الشر مثل الغيبة والنميمة والشتم وقول الزور وشهادة الزور واعظم ذلك شرك بالله عز وجل كأن يدعو غير الله او يستغيث بغير الله او غير ذلك من الكلام المحرم فهو محصن عليك ومكتوب في ديوانك وستحاسب عنه يوم القيامة فعليك ان تكف لسانك عما لا فائدة فيه ولا تحتاج اليه. تستريح وتريح. فليقل خيرا او ليصمت. الصمت فيه فيه راحة فيه نجاة واذا تكلمت بالكلام السيء ما تتمكن من تداركه ورده تتمكن لكن قبل تكلم انت مسيطر على لسانك لكن اذا تكلمت ما تستطيع رده فمن الاول خلك ساكت يقل خيرا او ان يصمت. هذه قاعدة خلها معك دائما. اذا بغيت تكلم انظر في الكلام هل هو في فيه خير تكلم فيه شر امسك لسانك عنه واسلم ومن كان الكلمة من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره. والجار كما سبق هو من يجاورك في المسكن وله حق في الكتاب والسنة والاجماع. قال تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار للجنب والصاحب بالجنب. الجار له حق من فوق العشرة مذكورة في هذه الاية والجار ائتمنك وجاورك فلا يصدر منك في حقه اذى لا بالقول ولا بالفعل. والقول اشد وانكى. انت لو تعطي الجار او غيره المال الكثير لكن تجيب كلمة سيئة تجرحه. تجرحه الكلمة السيئة. ولو اعطيته ما اعطيته من المال. اما الكلمة الطيبة فانها تؤثر فيه فانها تؤثر فيه تؤثر فيه خيرا ومحبة لك ولو ما اعطيت مال الكلام الطيب لهم تأثير وله فائدة. اكثر من المال. وقوله فليكرم جاره يشمل الاكرام بالقول هو الاسهل والانفع ان تقول له الكلام الطيب وتسلم عليه وترد سلامه اذا سلم وهكذا من الكلام الطيب. ويشمل الاكرام بالفعل بان تهدي اليه تتصدق عليه اذا كان محتاجا وتقضي حوائجه اذا كان عاجزا تتعاهد جارك. تتعاهده وايضا تغض بصرك عن عوراته وعن الاطلاع على اسراره وايضا تمسك سمعك عن التصنت عليه او فلا تؤذي ولا تلقي الزبالة او الاذى عند بابه او في طريقه تكف اولادك عن اذية اولاده وهكذا. كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره ايراني لا بالقول ولا بالفعل بل العكس عليك ان تحسن اليهم. وهذا من الايمان ان كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره ومفهومه ان ان ايذاء الجار نقص في الايمان. اذا كان اكرام الجار من كمال الايمان فان اذية الجار من نقص الايمان. الكلمة الثالثة ومن كان يؤمن بالله اليوم الاخر فليكرم ضيفه. الضيف هو الذي ينزل بك ويا والظيف. اكرام الضيف يجب في القرى والبوادي التي ليس فيها مطاعم وليس فيها محلات بيع الاكل والشرب والمأوى ليس فيها فنادق وليس فيها مطاعم القرية ليس فيها شيء البادية كذلك ليس فيها شيء فيحتاج الانسان هو لو كان غنيا يحتاج الانسان ولو كان غنيا اذا كان مارا ببلد وليس فيه ما ليس فيه ما يباع او يؤجر او من حقه انه من نزل به انه يكرمه انه يكرمه. اما في المدن اما في المدن فلا ليس هناك حاجة في مطاعم فيه فنادق فيه محلات تأجيل ليس فيه فاذا كان غنيا فهو ليس محتاجا اما اذا كان فقير فانت تتصدق عليه لفقره مهوب لانه ضيف انه محتاج اما في القرى والبوادي فهو محتاج سواء كان غنيا او فقيرا. وجاء في الحديث يومه وليلته. جاء في الحديث ثلاثة ايام قالوا الواجب يوم وليلة وثلاثة ايام هذا من باب الاستحباب. هذا من باب الاستحباب فليكرم ضيفه وفي حديث اخر فليكرم ضيفه جائزته قالوا يا رسول الله وما جائزته قال يومه وليلته. واكرام الجار واكرام الضيف هذا من من خصال من خصال العرب الطيبة قبل الاسلام. فمن خصالهم الطيبة التي اقرها الاسلام منه اكرام الجار واكرام الضيف. هذا كان معروفا عند العرب وهو من صفاتهم. ومن مفاخرهم انهم يكرمون الجيران ويكرمون الضيوف واشعارهم في هذا كثيرة اقوالهم كثيرة. الاسلام اقر هذا حث عليه بما في فيه من الخير