الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس الرابع عشر مجالس قراءتنا لكتاب الداء والدواء او الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ولا زال المصنف رحمه الله بذكره لاثار الذنوب والمعاصي وقبل ان نبدأ احب ان انبه ان هذه الاثار وهذه الذنوب التي يذكرها المصنف رحمه الله من الذنوب والمعاصي هي شاملة الكفر وشاملة لاثار الكفر واثار البدع بل ان اثار الكفر واثار البدع اشنع وافظع واكبر وما يذكره رحمه الله انما هي اثار الذنوب والمعاصي على الموحدين على اهل السنة فالامر جد خطير هذه الاثار التي جاوزت العشرات هي لاثار الذنوب على الموحد فكيف باثار البدع؟ وكيف باثار الشرك نسأل الله السلامة من الشرك اكبره واصغره والعافية من البدعة ما ظهر منها وما بطن ونسأل الله الثبات على السنة فنبدأ من عند قوله ومن عقوباتها انها تعمي القلب نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمنا وزدنا علما انك انت العليم الحكيم. قال المصنف رحمه الله فصل من عقوبات انها تعمي القلب. فان لم تعمه اضعفت بصيرته ولابد. وقد تقدم بيان انها تظعفه ولا بد. فاذا عمي القلب وضعف فاته من معرفة وقوته على تنفيذه في نفسه وفي غيره. بحسب الضعف بصيرته وقوته فان الكمال الانساني مداره على اصلين معرفة الحق من الباطل وايثاره عليه. وما تفاوتت منازل الخلق عند الله في الدنيا والاخرة الا بقدر تفاوت منازلهم في هذين الامرين. وهما اللذان اثنى الله سبحانه على انبيائه بهما في قوله واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار. فالايدي القوة القوى في تنفيذ الحق والابصار البصائر في الدين فوصفهم بكمال ادراك الحق وكمال تنفيذه. من هذه المسألة يعني معلومة ان من اعظم اثار الذنوب انها تعمي القلب. واذا لم تعمه فانها تضعف بصيرته ولابد ولهذا نحن نجد ان الذين يرتكبون الاثام والذنوب مشتتي الاذهان فظلا عن الابصار البصائر عندهم تكاد تكون معدومة بحيث انهم يرون الحق باطلا والباطل حقا يرون الطاعة ذلة والمعصية عزة يرون الدنيا الفانية مخلدة ويرون الاخرة الباقية منسية وهذا من اعظم الادلة على ان الذنوب والمعاصي تعمي القلوب وتظعف البصيرة نسأل الله السلامة والعافية نعم والكمال الانساني لا شك انه دائر على اصلين معرفة الحق من الباطل وتمييزه وايثاره عليه اذا لا يكفي مجرد المعرفة كون الانسان يعرف الحق لا يكفي كون الانسان يعرف الباطل لا يكفي فلا بد ان تعرف الحق وتؤثره على الباطل وتعرف الباطل وتجتنبه وتهرب منه حنيفا الى الحق. نعم قال رحمه الله وانقسم الناس في هذا المقام اربعة اقسام فهؤلاء اشرف اقسام الخلق واكرمهم على الناس. واكرمهم على الله. نعم. هؤلاء اي الذين جمعوا بين القوة القوة البصرية والقوة العلمية يعني قوة علم وقوة عمل قوى في تنفيذ الحق وهذا يسمى القوة العملية وقوة في البصائر في الدين وهذه تسمى القوة العلمية فمن جمع بين القوتين قوة عملية وقوة علمية جمع بين الخير كله هؤلاء اشرف اقسام الخلق وعلى رأسهم وائمتهم الانبياء والمرسلون ثم الصديقون والصالحون والشهداء. نعم القسم الثاني عكس هؤلاء لا بصيرة في الدين ولا قوة على تنفيذ الحق. وهذا حال اكثر الفساق والظلمة والفجار نسأل الله السلامة والعافية لا عندهم علم بالدين ولا عندهم قوة في تنفيذ الحق وايثاره. نعم وهم اكثر هذا الخلق الذين رؤيتهم قذى العيون. وحمى الارواح وسقم القلوب. يضيقون الدياء ويغلون اسعار ولا يستفاد بصحبتهم الا العار والشنار. اذا رأيت انسانا ليس له بصيرة في الدين ولا قوة في تنفيذ الحق يعني لا عند علم ولا عند عمل هذا ظرره اكثر من نافعه عليك فاهرب منه قدر المستطاع لا تضيع معه لا مجالسة ولا مؤانسة ولا مشاربة ولا سفر فانك تضيع معه. نعم يعني مثل ما يقولون بطال في الدنيا بطال في الدين انسان يصحب الانسان لاحد الامرين اما لصلاح الدين واما لصلاح الدنيا واذا كان لا عند لا بصيرة في الدين ولا قوة على تنفيذ الحق وش تبي فيه نعم القسم الثالث من له بصيرة بالحق ومعرفة به. لكنه ضعيف لا قوة له على تنفيذه ولا الدعوة اليه ذا حال المؤمن الضعيف والمؤمن القوي خير واحب الى الله منه يعني هذا القسم يكون يعني موجود في المنتسبين الى العلم لهم بصائر بالحق ومعرفة به لكنهم يظعفون وهذا يجده الانسان من نفسه يضعف على تنفيذ الحق اما لامر راجع الى نفسه كالعجز او الكسل او لامر راجع الى امور خارجة عنه. نعم القسم الرابع من له قوة وهمة وعزيمة لكنه ضعيف البصيرة في الدين. لا يكاد يميز بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان وليحسب كل سوداء تمرة وكل بيضاء شحمة يحسب الورم شحما والدواء النافع سما وهؤلاء في الواقع يفسدون اكثر مما يصلحون لانهم يستخدمون القوة والهمم والعزايم الموجودة عندهم مع ضعف البصيرة في الدين في ما يضر لا فيما ينفع مثل الحجاج بن يوسف مثلا نعم وليس في هؤلاء من يصلح للامامة في الدين ولا هو موضعا لها سوى القسم الاول قال الله تعالى وجعلنا منهم لو قال لنا قائل من هم الائمة في الدين من من هؤلاء الاقسام الاربعة الائمة في الدين من هؤلاء الاقسام الاربعة لا يكون الا من جمع بين القوة العلمية والقوة العملية نعم. قال تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. فاخبر سبحانه ان بالصبر واليقين نالوا الامامة في الدين. اليقين هذه القوة العلمية والصبر هذه القوة العملية الذين ضعفت بصائرهم او الذين قل عملهم وهم لا يستطيعون على صالح الناس لا يستطيعون على صالح الناس ولهذا ايها الاخوة الصالحون لهم اثار عن الجن سواء في الهداية او في التعليم نعم وهؤلاء هم الذين استثناهم الله سبحانه من جملة الخاسرين واقسم بالعصر الذي هو زمن سعي الخاسرين والرابحين. على ان من عداهم فهو من الخاسرين. فقال تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فلم يكتفي منهم بمعرفة الحق والصبر عليه حتى يوصي بعضهم بعضا به ويرشده اليه ويحضه عليه فجمعوا بين العلم والعمل امنوا وعملوا. عرفوا الحق وصبروا عليه نعم واذا كان من عدا هؤلاء خاسرا فمعلوم ان المعاصي والذنوب تعمي بصيرة القلب فلا يدرك الحق كما ينبغي. وتضعف قوته وعزيمته فلا يصبر عليه بل قد تتوارد على القلب حتى ينعكس ادراكه كما ينعكس سيره. فيدرك الباطل حقا والحق باطلا. والمعروف منكرا والمنكر معروفا فينتكس في سيره ويرجع عن سفره الى الله والدار الاخرة الى سفره الى مستقر النفوس المبطلة التي رضيت بالحياة الدنيا واطمأنت بها وغفلت عن الله واياته وتركت الاستعداد للقائه هذا النوع من الناس الذين يعني هم من الخاسرين لا علم عندهم ولا عزيمة على العمل هؤلاء ترى منهم العجب العجاب ينكرون الامور الظاهرة من الشريعة ويتقاعسون في اركان الدين مثل الصلاة والصوم والحج يصرف احدهم السرف التام في شهوات نفسه سفرا وبذرا وتبذيرا واذا قيل له حج قال ما عندي نفقة هذا موجود وملامس تجد احده يستيقظ من نومه لدنياه يراه حقا مؤثرا ولا يقوم لصلاة الفجر هذا من اعجب ما يكون نسأل الله السلامة والعافية. نعم قال رحمه الله ولو لم يكن في عقوبة الذنوب الا هذه العقوبة وحدها لك انت كافية داعية الى تركها والبعد منها والله المستعان يعني بعض الناس ربما يكون يعطيه الله عز وجل بصيرة فمثل ما ذكرنا في المحاضرة الماضية يجد لذة في القرآن فيرتكب معصية فيجد غشاوة في القلب في قراءة القرآن ربما يعطيه الله عز وجل بصيرة في العلم فيقرأ الايات ويستنبط ويرتكب المعاصي ثم تضيع منه هذه الاستنباطات بسبب الذنوب والمعاصي وكلنا يجب ان نتذكر قول الشافعي لوكيع شكوت الى وكيع سوء حفظي وارشدني الى ترك المعاصي واخبرني بان العلم نور ونور الله لا يعطاه عاصي بسبب يرجع اليه ايضا لان الذنوب تعمي البصائر كل غبرة والقطرة التي تعمي البصيرة تعمي الابصار الذنوب والمعاصي هي مثل الغبرة والقطرة بالنسبة للابصار لكن الذنوب والمعاصي تعمل بصيرة والغبار والقتر يعمي الابصار. نعم قال رحمه الله وهذا كما ان الطاعة تنور القلب وتجلوه وتصقله وتقويه وتثبته. لذلك يجب بعد الانسان اذا وجد في قلبه قسوة وجد في قلبه يعني شيء من الغبرة ماذا يفعل؟ سؤال ماذا يفعل؟ يمشي على المرض لأ يبادر للعلاج يغسله بالصابون ما هو ما هو يروح يشتري صابون من السوق يقول خلاص لا القلب اذا انعكس واذا تدنس بالذنوب والمعاصي ما يمكن غسله الا بالطاعة التوبة الصادقة الاستغفار الذكر تلاوة القرآن خلوة مع الله عز وجل. هذه هي اسرع اسرع دواء لصفاء القلوب اسرع دواء لصفاء القلوب وكلما زاد الانسان استغفارا وذكرا وعلما وخلوة بالله عز وجل وانسا به وجد جلاوة القلب وصفاء القلب وجد صفاء البصيرة نعم قال رحمه الله حتى يصير كالمرآة المجلوة في جلائها وصفائها ويمتلئ نورا. فاذا دنا الشيطان منه اصاب من نوره ما يصيب مسترق السمع من الشهب فاذا دنا الشيطان فاذا دنا الشيطان منه اصابه من نوره ما يصيب مسترق السمع من الشهب الثواقب فالشيطان يفرق من هذا القلب اشد من فرق الذئب من الاسد. الله الله اكبر الله ياخذ بايدينا حتى نكون من هؤلاء تصوروا معي ان الانسان اذا زاد من الطاعة نور الله بصيرته نور الله قلبه شرح الله صدره بحيث ان ابليس واعوانه يخافون منه ويهابونه ويعملون له الف حساب يفكرون شلون يضلونه حمل فجار الفساق ما يفكرون نعم قال حتى ان صاحبه ليصرع الشيطان فيخر صريعا. فيجتمع عليه الشياطين فيقول بعضهم لبعض ما شأنه يقال اصابه انسي وبه نظرة من الانس فيا نظرة من قلب حر منور يكاد لها الشيطان بالنور يحرق. الله اكبر يعني هذه فائدة جميلة وهي انه اذا كان الجن يعني آآ يصرعون الانس لا شك ان انهم يصرعون الانس او حتى في ابعادهم عنه وعن من حوله كما قال ابن عباس ان موتي لاحب الى ابليس من كذا وكذا ليش؟ ابليس يحب موت ابن عباس. هنا ابن عباس له اثر عليه وعلى اعواله اعطاه الله بصيرة صار يؤثر عليه قال ان الشيطان يلقي الشبهة في المشرق فيأتيني بها فادمغها بالحق الاخوة هذه مسألة عظيمة ان الله سبحانه وتعالى اذا نور القلب فان نظرة منه الى شياطين الانس او شياطين الجن تدمغهم تصرعهم نعم ولهذا كان الناس اذا رأوا اهل العلم يهابونهم اشد الهيبة ما سبب هيبة الناس للعلماء انا اتكلم عن نفسي ما تجرأت ان اسأل الشيخ حماد في حياتي كل ما اراه ينزل علي من الهيبة كانه جبل فوقي شيء عجب ولو رأيتم الشيخ ابن باز رحمه الله لعرفتم ما معنى الهيبة ما معنى الخشية يذكرون في ترجمة عطاء انه كان اسود اللون افطس الانف يقول اعرج القدم قصير القامة عبد معتوق عبد معتق وكان الاحرار من قريش يتذللون له يسألونه العلم هذا ترى امر عظيم يا اخوان لذلك ينبغي للعبد ان يكرم نفسه كما اكرمه الله لا يدني النفس لا يدني نفسه بطاعة الشيطان نعم قال رحمه الله افيستوي هذا القلب وقلب مظلمة ارجائه مختلفة اهوائه قد اتخذه الشيطان وطنه واعده مسكنه. اذا تصبح بطلعته حيا. وقال فديت من لا يفلح في دنياه ولا في اخراه قرينك في الدنيا وفي الحشر بعدها فانت قرين لي بكل مكان. فان كنت في دار الشقاء فانني وانت جميعا في شقق وهواني. نسأل الله السلامة والعافية بعض قرناء الشيطان بعض القرناء من الشياطين يحشرون يوم القيامة مع الناس يوم القيامة يحشر مع الناس كل قرين مع قرينه حتى ان شياطين الايه؟ الجن يقرنون بشياطين الانس وهذا ذكر في معنى قوله عز وجل واحشروا الذين ظلموا وازواجهم يعني اصنافا الشيطان الذي ظل الانسان يحشر معه فيقول يعني الانش ما لك معي يقول انا قرينك وقال قرينه ربنا ما اطغيته ولكن كان في ضلال به. ويتخاصمان عند الله عز وجل قال لا تختصموا لدي وقد قدمت اليكم بالوعيد. نعم قال رحمه الله قال الله تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وانهم ليصدونهم عن ويحسبون انهم مهتدون. حتى اذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين. ولن ينفع اليوم اذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون. اذا جاء اذا جاء وقتنا الندم وقت الغرغرة لا ينفع حينئذ لا ينفع حينئذ الندم فات وقت المندب لهذا الانسان يدارك نفسه قبل اوان الاجل يسارع في حياته قبل ان يأتيه لحظات مماته نعم قال فاخبر سبحانه ان من عشا عن ذكره وهو كتابه الذي انزله على رسوله فاعرظ عنه وعمي عنه وعشت بصيرته عن فهمه وتدبره ومعرفة مراد الله منه. قيظ الله له شيطانا طوبة له باعراضه عن كتابه. فهو قرينه الذي لا يفارقه في الاقامة ولا في المسير. ومولاه وعشيره الذي هو بئس المولى وبئس العشير رضيعي رضيعي لبان ثدي ام تقاسبا بازحى مداج عوض لا نتفرق يعني من عشا عن ذكر الرحمن تأمل معي الان هو لم يعرظ اعراظا كاملا اصابه عشي والعشي مثل الغبار لم ينظر الى كتاب الله نظرة وضوح وجلاء هذا عقابه فكيف بالذي يعرظ عن كتاب الله؟ بالله عليكم ومن يعش عن ذكر الرحمة. الاعشى هو الذي لا يرى جيدا ولذلك يقال فلان الاعشى الذي لا يرى بالليل النور موجود هو لا يرى حمل هذا الحال ما الذي يحصل اذا اصبح الرجل اعشى عن القرآن نقيض له شيطانا فهو له قرين هذا ما هو ظلم من الله هذا عدل تمام العدل اعرض عن النور المنزل فاصيب في بصيرته بالعشي فجاءه قرين وجعله يمشي معه واصبح حاله مع القرين كحال الذي قال لاخيه من الرضاعة رظيعي لبان ثدي ام تقاسما بازحم داجن عوض لا نتفرق نعم قال ثم اخبر سبحانه ان الشيطان يصد قرينه ووليه عن سبيله الموصل اليه والى جنته. احسبوا هذا الضال المصدود انه على طريق هدى حتى اذا جاء القرينان يوم القيامة. يقول احدهما للاخر يا ليت بيني وبينك بعد المشرق فبئس القرين كنت فبئس القرين كنت لي في الدنيا. اضللتني عن الهدى بعد اذ جاءني. وصددتني عن الحق واغويتني حتى هلكت وبئس القرين وانت لي اليوم وهذا واقع نجد اليوم اليوم نجد قرناء السوء يقترن بعضهم بعض شيطانا لا مو معناه لازم جني شيطانا من الشطر قد يكون انسيا قد يكون جني كما قال الله شياطين الجن والانس نجد قرناء السوء مقترنين مع بعض يسافرون مع بعض ياكلون مع بعض يشربون مع بعض ينامون مع بعض يفسقون مع بعض يفجرون مع بعض ثم اذا اصابتهم البلية كل واحد منهم يقول الله يلعن اليوم اللي شفتك مع ان لعن اليوم ما له ذنب ايش ليش تلعن اليوم؟ ما يجوز هذا كل واحد يقول لصاحبه انت اللي ودرتني والثاني يقول انت اللي ودرت. طيب هذا في الدنيا حاصل. فكيف يوم القيامة يقول يا ليتني يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس احشر الذين ظلموا ازواجهم هذا مع هذا قرين مع القرين خمار مع خمار عياذا بالله تعالى ديوث مع ديوث زانين مع زان شرق مع الشرق لانهم كانوا قرنا فالجزاء من جنس العمل فناسب ان يحشر القرناء يوم القيامة نسأل الله السلامة والعافية نسأل الله السلامة والعافية. هذا حال عظيم حال مزرية نعم قال ولما كان المصاب اذا شاركه غيره في مصيبته حصل بالتأسي نوع تخفيف وتسلية. اخبر سبحانه ان هذا غير موجود وغير حاصل في حق المشتركين في العذاب. وان القرين لا يجد راحة ولا ادنى فرح. ولا ادنى فرح بعذاب قرينه معه وان كانت المصائب في الدنيا اذا عمت صارت مسلاة كما قالت الخنساء في اخيها صخر فلولا كثرة الباكين على اخوانهم لقتلت نفسي وما يبكون مثل اخي ولكن اعزي اعزي النفس عنه بالتأسي فمنع الله سبحانه هذا القدر من الراحة عن اهل النار فقال ولن ينفعكم اليوم اذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون. يعني هذه ملحظ لطيف من العلامة ابن القيم ان قوله ولن ينفعكم اليوم اذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون. دليل على ان كون القرين يعذب مع قرينه ليس معناه التخفيف عنه في الدنيا الناس شيقولون في الدنيا الناس يقولون اذا عمت البلوى هانت لما يجي سيل على بيت واحد من الناس وتلقاه يتولول ويصرخ ويقول اش معنى انا وما ادري ايش لكن لما يشوف السيل جاي على كل بيوت الناس ما راح يصرخ مثل الاول لانها عمت فلما عمت هانت فالله يقول لا حتى لو عم العذاب كل القرناء فانت لن ينفعك ذلك ملحظ لطيف نعم قال رحمه الله فصل من عقوباتها انها مدد من الانسان. يمد به عدوه عليه وجيش يقويه به على حربه. هل الانسان تعاقل يقوي عدوه هذا الانسان العاقل يمد عدوه المتربص به في خندقه هذا حال العصاة نعم مثل الذي يأكل ولا يسمي ليأكل عدوه معه ينام ولا يسمي لينام عدوه معه يأتي اهله ولا يسمي ليأتي عدوه معه وهكذا حاله في الدنيا اصبح بيته مأوى للابالسة وما كله ومشربه مجمعا للابالسة ومخرجه ومدخله مع الابالسة. نسأل الله السلامة والعافية هذا امر عظيم ينبغي على العاقل ان ينظر ما هي الطرق التي يستمد منها عدوه القوة يغلقها ليرتاح تريد الراحة؟ اغلق المداخل على عدوك خلاص لن ينتصر عليك نعم وذلك ان الله سبحانه ابتلى هذا الانسان بعدو لا يفارقه طرفة عين ينام ولا ينام عنه ويغفل ولا يغفل عنه هو وقبيله من حيث لا يراه يبذل جهده في معاداة على كل حال ولا يدع امرا يكيده به يقدر على ايصاله اليه او الا اوصله يستعين عليه ببني ابيه من شياطين الجن وغيرهم من شياطين الانس قد نصب له الحبائل وبغاه الغوائل ومد حوله الاشراك ونصب له الفخاخ والشباك. قال وقال لاعوانه دونكم عدو وعدو ابيكم لا يفوتنكم ولا يكن حظه الجنة وحظكم النار ونصيبه الرحمة ونصيبكم اللعنة وقد ان ما جرى علي وعليكم من الخزي واللعن والابعاد من رحمة الله. فبسببه ومن اجله. فابذلوا جهدكم ان يكونوا شركاءنا في هذه البرية اذ قد فاتنا شركة صالحيهم في الجنة وقد اعلمنا سبحانه بذلك كله من عدونا وامرنا ان تأخذ له اهبة ولا امرنا ان نأخذ له اهبته ونعد له عدته ولما علم سبحانه ان ادم وبنيه قد بلوا بهذا العدو وانه قد سلط عليهم وامدهم بعساكر وجند يلقونه بها وامد عدوهم ايضا بجند وعساكر يلقاهم بها واقام سوق الجهاد في هذه الدار في مدة العمر التي هي بالاضافة الى الاخرة كنفس واحد من انفاسها واشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون يقتلون واخبر ان ذلك وعد وعد مؤكد عليه في اشرف كتبه وهي التوراة والانجيل والقرآن ثم اخبر انه لا اوفى بعهده منه سبحانه ثم امرهم ان يستبشروا بهذه الصفقة التي من اراد ان يعرف قدرها فلينظر الى المشتري من هو والى الثمن المبذول في هذه السلعة والى من جرى على يديه هذا العقد فاي فوز فاي فوز اعظم من هذا واي بتجارة اربع منه ثم اكد سبحانه معهم هذا الامر بقوله يا ايها الذين امنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم؟ تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم. واخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب. وبشر المؤمنين ولم يسلط سبحانه هذا العدو على عبده المؤمن الذي هو احب انواع المخلوقات اليه. الا لان الجهاد احب الشيء اليه واهله ارفع الخلق عنده درجات واقربهم اليه وسيلة فعقد سبحانه لواء هذا الحرب خلاصة لخلاصة مخلوقاته وهو القلب الذي هو محل معرفته ومحبته وعبوديته والاخلاص له. والتوكل عليه والانابة اليه فولاه امر هذا الحرب وايده بجند من الملائكة لا يفارقونه معقبات من بين يديه ومن خلفه بعض يعقب بعضهم بعضا. كلما ذهب بدن جاء بدل اخر يثبتونه ويأمرونه بالخير ويحضونه ويعدونه بكرامة الله ويصبرونه ويقولون انما هو صبر ساعة وقد استرحت راحة الابد ثم امده سبحانه بجند اخر من وحيه وكلامه فارسل اليه رسوله وانزل اليه كتابه فزداد قوة الى قوته ومدد الى مدده وعدة الى عدته. وامده مع ذلك بالعقل وزيرا له. ومدبرا وبالمعرفة مشيرة عليه ناصحة له وبالايمان مثبتا له ومؤيدا وناصرا. وباليقين كاشما نوعا حقيقة الامر حتى كأنه يعاين ما وعد الله به اولياءه وحزبه على جهاد اعدائه. فالعقل يدبر امر جيشه والمعرفة تضع له امورا الحرب واسبابها في مواضيعها اللائقة بها والايمان يثبت ويقويه ويصبره. واليقين يقدم به ويحمل به الحملات الصادقة ثم امد سبحانه القائم بهذا الحرب بالقوى الظاهرة والباطنة فجعل العين طليعته الاذن صاحب خبرة صاحب خبره واللسان ترجمانه واليدين واليدين والرجلين اعوانه واقام وملائكته وحملة عرشه يستغفرون له ويسألون له ان يقيه السيئات ويدخله الجنات. يعني الامام ابن القيم شبه الانسان وجوارحه بالجيش والقلب القلب هو الملك وهذا الملك له جنود واعوان ووزراء فاذا احسن الانسان استخدام هذه الاشياء فانه يستطيع التغلب على عدوه ولولا امكان تغلبه على عدوه لما طلب الله منه ان يقاتل العدو وان يتخذ الشيطان عدو نعم قال رحمه الله وتولى سبحانه الدفع والدفاع عنه بنفسه وقال هؤلاء حزبي وحزب الله هم المفلحون. وهؤلاء جندي ان جندنا لهم الغالبون. وعلم عباده كيفية هذا الحرب والجهاد. فجمعها لهم في اربع كلمات فقال يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون. اذا هذه الامور الاربعة هي من اعظم الامور المعينة على آآ مقاتلة العدو سواء كان انسيا او جنيا ما هي هذه الامور الاربعة الصبر والمصابرة والرباط وتقوى الله عز وجل هذه الامور الاربعة من اعظم الامور التي بها بها تكون قادرا على هزيمة العدو الانسي والجني الصبر والمصابرة والرباط وتقوى الله عز وجل نعم قال رحمه الله ولا يتم امر هذا الجهاد الا بهذه الامور الاربعة فلا يتم له الصبر الا بمصادرة العدو وهي قفاته ومنازلته فاذا صابر عدوه احتاج الى امر اخر وهو المرابطة وهي لزوم ثغر القلب وحراسته لان ان يدخل منه العدو ولزوم ثغر العين والاذن واللسان والبطن واليد والرجل. فهذه الثغور منها يدخل العدو فيجوس خلال الديار ويفسد ما قدر عليه فالمرابطة لزوم هذه الثغور. ولا يخلي مكانها فيصادف العدو الثغر خاليا فيدخل منه فهؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الخلق بعد النبيين والمرسلين واعظمهم حماية وحراسة من الشيطان وقد وقد اخلو المكان الذي امروا بلزومه يوم احد فدخل منه العدو فكان ما كان وجماع هذه الثلاثة وعمودها الذي تقوم به هو تقوى الله فلا ينفع الصبر ولا المصابرة ولا مرابطة الا بالتقوى ولا تقوم التقوى الا على ساق الا على ساق الصبر. فانظر الان فيك لالتقاء الجيشين صفاف العسكرين وكيف تدان مرة ويدال وكيف تدال مرة ويدال عليك اخرى؟ اقبل؟ اقبل ملك الكفر بجنوده وعساكره فوجد القلب اقبل ملكك احسن يعني قدم نعم نعم اقبل ملك الكفر بجنوده وعساكره فوجد القلب في حصنه جالسا على كرسي مملكته. امره نافذ في اعوانه وجندوقه قد حفوا قد حفوا به يقاتلون عنه ويدافعون عن حوزته فلم يمكنه الهجوم عليه الا بمخامرة بعض وجنده عليه وسأل عن اخص الجندبي واقربهم منه منزلة فقيل له هي النفس. فقال لاعوان ادخلوا عليها من مرادها وانظروا مواقع محبتها وما هو محبوبها فعيدوها به ومن ومنوها اياه وانقشوا صورة المحبوب فيها في يقظتها ومنامها فاذا اطمأنت اليه وسكنت عنده فاطرحوا عليها تلاليب الشهوة وخطاطيفها ثم جروها بها اليكم هذا حال الانسان ان ملك الكفر بجنوده يقبل عليه فاذا وجد قلبه في حصن جالسا ومعه جنده وعساكره لا يستطيع ان يأتيه فينظر من اين يأتيه؟ كيف يخامر بعظ امرائه يخامر يعني يخادع تقدم للمرشاوي يوريهم اشياء حتى قال لي بعض الناس يا شيخ كنت يعني صاحب عبادة وطاعة فمرة في المنام رأيت امرأة من الجمال ما يفوق الوصف فاشغلني واشغل فكري قلت هذا من ابليس شوفوا ابليس كيف في المنام يجيب له صورة عشان يشغل الفكرة هذا من ابليس لذلك الانسان لابد ان يكون فطن يدرك ان ابليس يخاتل النفس ويخامر النفس نعم قال رحمه الله فاذا خامرت على القلب وصارت قال قال فاذا خامرت على القلب وصارت معكم عليه ملكتم ثغر العين والاذن واللسان والفم واليد والرجل فرابطوا على هذه الثغور كل المرابطة فمتى دخلتم منها الى القلب فهو قتيل او اسير او جريح مثخر بالجراحات ولا تخلو هذه الثغور ولا تمكنوا سرية تدخل منها الى القلب. اذا من الاهمية بمكان الحذر من رغبات النفس من امنيات النفس من شهوات النفس فانها اذا مالت الى الشياطين لابد ان القلب ينجرح ما يمكن اما ان ينجرح واما ان يؤسر واما ان يقتل هذه احوال القلب اذا صار صارت النفس اسيرا او موعودا او متمنيا خلاص يصبح الشيطان معسكرا في عينك في اذنك في سمعك يدخل القلب باي طريقة. نعم قال وان غلبتم فاجتهدوا في اضعاف السرية ووهنها حتى لا تصل الى القلب. وان وصلت اليه ضعيفة لا تغني عنه شيئا فاذا توليتم على هذه الثغور فامنعوا ثغر العين ان يكون نظره اعتبارا بل اجعلوا نظره تفرجا واستحسانا وتلهيا فان استرق نظرة هذا واظح تجد ان بعظ الناس ينظر الى ملكوت الله عز وجل في السماوات نظرة تفرج واستحسان والهاء يضيع الوقت لا يتأمل فيما ينظر اليه نظرة تفكر وتدبر كان الواجب على الانسان اذا رأى المناظر الجميلة ان يتذكر الجنة اذا رأى الانهار العذبة يتذكر انهار الجنة كان الواجب عليه لو فرظا ان الشيطان اراه صورة امرأة في خياله ان يتذكر الحور العين بهذه الطريقة التي تسميها ابن القيم نظرة التأمل نظرة الاعتبار لا يستطيع ابليس ان يخدعك نعم فان استرق نظرة عبرة فافسدوها عليه بنظر الغفلة والاستحسان والشهوة. فانه اقرب اليه واعلق بنفسه واخف عليه ودونكم ثغر العين. فان منه تنالون بغيتكم. فاني ما افسدت بني ادم بشيء مثل النظر فاني ابذر به في القلب بذر الشهوة ثم اسقيه بماء الامنية ثم لا ازال اعده امنيه حتى اقوي عزيمته واقول بزمام الشهوة الى الانخلاع من المعصية. اذا اول شي تحذر تحذر من امنيات النفس هذا رقم واحد هذا تحط عليه مراقبة اربعة وعشرين ساعة لا تجعل النفس لا تجعل النفس تتمادى في امنياتها اجعل امنياتك في المباحات وتصوراتك في المباحات اذا لم تستطع جعله في الطاعات ثانيا رقم اثنين اياك والعين احذر العين فانه ثغر هذا بسبب تسميته بالبصر لان في هناك علاقة بين البصر والبصيرة اذا اطلقت البصر انطلقت عنك البصيرة اذا حفظت البصر حفظ الله لك البصيرة نعم قال ثم لا ازال اعده امنيه حتى اقوي عزيمته واقوده بزمام الشهوة الى الانخلاع من العصمة قال فلا تهملوا امر هذا السهر وافسدوه بحسب استطاعتكم وهونوا عليه امره وقولوا له ما مقدار نظرة تدعوك الى تسبيح الخالق التأمل لبديع صنعته وحسن هذه وحسن هذه الصورة التي انما خلقت ليستدل بها الناظر عليه. وما خلق الله لك العينين سدى وما خلق هذه السورة ليحجبها عن النظر. هذا كما يقوله الجهال يقول انظر للمرأة الجميلة تفكر في خلق الله يعني ما بقي شيء تفكر في خلق الله الا المرأة الجميلة خلاص اذا كان تريد ان تفكر في خلق الله في الجمالات انظر الى جمال اختك انظر الى جمال زوجتك جمال بنتك جمال عمتك جمال خالتك تغنيك عن جمالات لا هي النظرة الشيطانية ما هي نظرة وهذا من تلاعب ابليس بالناس. نعم وان ظفرتم به قليل العلم فاسد العقل فقولوا هذه الصورة مظهر من مظاهر الحق ومجلى من نسأل الله السلامة والعافية هذه مصيبة اخرى وطامة كبرى ان الانسان الجاهل ها يرى بعض الجمالات فيظن ان الله متصور في هذه الجمالات عياذا بالله نعم فادعوه الى القول بالاتحاد فان لم يقبل فالقول بالحلول العام او الخاص. نسأل الله السلامة والعافية. نعم ولا تقنعوا منه بدون ذلك فانه يصير به من اخوان النصارى فمروه حينئذ بالعفة والصيانة والعبادة والزهد في الدنيا علي الجهال فهذا من اقرب خلفائي واكبر جندي بل انا من جنده واعوانه. طبعا الفرق بين الحلول العام والحلول الخاص الحلول العام هو القول بان الله في كل شيء عياذا بالله وان المخلوق والخالق شيء واحد لا يفترقان واما الحلول الخاص فهو الحلول في الجمالات والكمالات نسأل الله السلامة والعافية ونسأل الله لنا ولكم السلامة ان يعيذنا واياكم وذرياتنا من الشيطان وحزبه. نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله