بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد قال باب لا يرد من سأل بالله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله قال رحمه الله باب لا يرد من سأل بالله فمن سأل بالله وجبت وجب تحقيق طلبه لانه سأل بالله عز وجل وفي الحديث من سألكم بالله فاجيبوه او ما هذا معناه نعم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استعاذ بالله فاعيذوه استعاذ بالله من شر الاشرار او الاذى فانه تجب اعادته اي بان لا يصل اليه شيء من الاذى او المحظور من استعاذ بالله فاعيذوه ومن سأل بالله فاعطوه. نعم الثلاثة هذه الالفاظ من سأل بالله فاعطوه ومن استعاذ بالله تعظوه ومن دعاكم فاجيبوه يعني دعاكم الى كرامة عنده او الى طعام عنده فان له الحق في ان تجيبوه تحقيقا لطلبه وجبرا لخاطره وهذا من مقتضى الاخوة في الله نعم ومن صنع اليكم معروفا فكافئوه ومن صنع اليكم معروفا فكافئوه اي اعطوه مكافأة تليق بهذا الطلب رواه ابو داوود والنسائي بسند صحيح قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله في كتابه فتح المجيد شرح كتاب التوحيد قال قوله باب لا يرد من سأل بالله ظاهر الحديث النهي عن رد السائل اذا سأل بالله لكن هذا العموم يحتاج الى تفصيل بحسب ما ورد في الكتاب والسنة فيجب اذا سأل السائل ما له فيه حق كبيت المال ان يجاب فيعطى منه على قدر حاجته وما يستحقه وجوبا نعم النوع الاول اجابة السائل بالله اذا سأل من بيت المال فانه تجب اجابته لان له حق في بيت المال كل مسلم من الرعية فان له حق في بيت مال المسلمين نعم وكذلك اذا سأل المحتاج من في ماله فضل فيجب ان يعطيه ما يدفع على حسب حاله ومسألته نعم وكذلك اذا سأل المحتاج شيئا له فيه منفعة ومصلحة فانه تجب اجابته اذا سأل بالله من سألكم بالله فاجيبوه تعظيما لله سبحانه وتعالى هذا من ناحية من ناحية اخرى ان له حقا في هذا المال وكذلك اذا سأل المحتاج من في ما له فضل فيجب ان يعطيه ما يدفع على حسب حاله ومسألته واما اذا سأل من لا فضل عنده فيستحب ان يعطيه على قدر حال المسؤول ما لا يضره ولا يضر عائلته نعم المقصود ان من سأل بالله وجبت اجابته تعظيما لله سبحانه وتعالى وايضا اذا كان هذا السائل له حق في هذا المال كأن يكون بيت مال المسلمين فان له حقا فيه تجب اجابته واعطاؤه ما سأل هاه وان كان مضطرا وجب ان يعطيه ما يدفع ضرورته اذا كان مضطرا الى هذا الشيء الذي طلبه وسأله فانه يجب ان يعطى ما يدفع ضرورته تحقيقا للاخوة الاسلامية ودفعا لحاجة هذا السائل نعم ومقام الانفاق من اشرف مقامات الدين مقام الانفاق على المحتاجين من اشرف مقامات الدين لانه من التعاون على البر والتقوى ومن دفع حاجة المحتاج ومقام الانفاق من اشرف مقامات الدين وتفاوت الناس فيه بحسب ما جبلوا عليه من الكرم والجود وضدهما من البخل والشح نعم مقام الانفاق الانفاق على المحتاجين والسائلين من اعظم مقامات الدين لانه من التعاون على البر والتقوى ومن دفع حاجة المحتاج وهذا موجب الاخوة الاسلامية ومن موجب التعاون على البر والتقوى نعم. هو تفاوت الناس فيه بحسب ما جبلوا عليه من الكرم والجود وضدهما من البخل والشح. فالاول محمود في الكتاب والسنة والثاني مذموم فيهما يعني البخل والشح مذموم بالكتاب والسنة وكذلك الجود والعطاء والانفاق هذا محمود في الكتاب والسنة. نعم وقد حث الله تعالى عباده على الانفاق لعظم نفعه وتعديه وكثرة ثوابه قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الارظ قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا انفقوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الارض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون يعني الردي ولستم باخذيه الا ان تغمضوا فيه يعني تقبلونه على كره ولا ولا ترغبون فيه فهكذا المسلم الذي انعم الله عليه واعطاه من المال للسائلين حق في هذا المال يدفعه اليهم وذلك مما ينمي ما له وينزل فيه البركة بخلاف البخل فانه يبغض الشخص حتى الى اولاده اولاده يبغضون اباهم البخيل الكرم يحبب الشخص الى اضداده والبخل يبغض الشخص الى اولاده نعم قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الارض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم باخذيه الا ان تغمضوا فيه واعلموا ان الله غني حميد انفقوا من طيبات يا ايها الذين امنوا هذا نداء من الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين يا ايها الذين امنوا انفقوا اي تصدقوا واخرجوا من طيبات ما كسبتم من الحلال الطيب النافع ولا تيمموا الخبيث والخبيث هنا الردي الردي من المال منه تنفقون ولستم باخذين لو اعطاكم احد من هذا المال الرديء لم ترضوه ولم تقبلوه الا على كره ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم باخذيه لو دفعه اليكم دافع فانكم لا تقبلونه الا على مظظ وكره فلا تقصد الردي من المال منه تنفقون ولكن يقصدوا الطيب من المال والجيد من المال نعم واعلموا ان الله غني حميد الله جل وعلا غني حميد محمود سبحانه وتعالى فالله غني عن اهذا المال الردي فلا تنفقوا منه على المحتاجين ولكن انفقوا من الجيد الطيب نعم الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء الشيطان ابليس لعنه الله وكل من اتصف بصفات الشيطان الشيطان يعدكم الفقر اعدكم الفقر يخوفكم بالفقر لو انفقتم منا المال الشيطان يخوفكم الفقر واما الله جل وعلا فانه يحثكم على الصدقة وعلى بذل المال واعطاء المحتاج الله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم سبحانه وتعالى نعم. الشيطان يعدكم الفقر ويامركم بالفحشاء. ويأمركم بالفحشاء يعني منع الزكاة تأمركم بالفحشاء ان يأمركم بمنع الزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام نعم والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم والله يعدكم مغفرة لذنوبكم وفظلا في اموالكم بان ينميها لكم ويزيدها بالانفاق فالمال الطيب يزيد بالانفاق ولا ينقص في الحديث ما نقصت صدقة من مال بل تزيده بل تزيده بل تزيده. نعم والله واسع عليم. والله واسع عليم واسع الفضل واسع الاحسان واسع الخير عليم بما يصلح العباد والبلاد وقال تعالى وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه يأمر الله جل وعلا عباده المؤمنين بان ينفقوا من المال الذي اعطاهم اياه فهو مستخلف فيه وهذا المال لله سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء ويمنعه ممن يشاء فهو مال الله جل وعلا وقد استخلفكم عليه فاحسنوا الخلافة واعطوا من هذا المال واحسنوا كما احسن الله اليكم. نعم وذلك الانفاق من خصال البر المذكورة في قوله سبحانه وتعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون هذه خصال البر ذكرها الله سبحانه وتعالى لعباده ان يتسابقوا اليها ويعملوا بها والله جل وعلا يخلف عليهم بخير مما انفقوا وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين سبحانه وتعالى المال الطيب ينمو ويزيد بالانفاق لا كما يتصور الناس ان النفقة الطيبة تنقص المال وانما تزيده وتنميه وتبارك فيه اه فذكره بعد ذكر اصول الايمان وقبل ذكر الصلاة وذلك والله اعلم لتعدي نفعه وذكره تعالى في الاعمال التي امر بها عباده وتعبدهم بها ووعدهم عليها الاجر العظيم. قال تعالى ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما فذكر المتصدقين والمتصدقات مع هؤلاء الطيبين الذين وصفهم بهذه الصفات العظيمة وانه وعدهم سبحانه مغفرة منه لذنوبهم واجرا عظيما لا يقدر قدره الا الله سبحانه وتعالى نعم. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحثها اصحابه على الصدقة حتى النساء نعم كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على الصدقة حثوا اصحابه على الصدقة حتى النساء قال يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن فتصدقن رضي الله عنهن بما عليهن من الحلي لما سمعنا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وبادرنا الى امتثال امره وترغيبه نعم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحثها اصحابه على الصدقة حتى النساء نصحا للامة وحثا لهم على ما ينفعهم عاجلا واجلا نعم لان الصدقة ودفع الزكاة الصدقة الواجبة والصدقة المستحبة فيها خير عظيم يعود على المتصدقين والمنفقين وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين نعم وقد اثنى الله سبحانه على الانصار رضي الله عنهم بالايثار فقال تعالى ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون نعم اثنى الله جل وعلا على الانصار من اهل المدينة لانهم يؤثرون على انفسهم يؤثرون المحتاجين على انفسهم ولو كان بهم خصاصة يعني بهم حاجة الى المال فيؤثرون اخوانهم به على انفسهم هذا دليل على قوة الايمان وعلى صدق الاخوة قيمة بين المسلمين. نعم ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون ومن يوق شح نفسه بان يقيه يقيه الله جل وعلا ويعيذه من شح نفسه كما قال تعالى ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي النفوس شحيحة ولا يقاوم هذا الشح الا صدق الايمان آآ التصديق بما وعد الله سبحانه وتعالى للمتصدقين نعم والايثار من افضل خصائص المؤمن كما تفيد هذه الاية الكريمة وقد قال تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا هكذا المؤمن ينفق من ماله يريد ثواب الله عز وجل لا يريد مدحا من المعطى وهو الشكور ولا يريد منه جزاء بان يرد عليه مثل ما انفق او احسن وانما يريد ثواب الله عز وجل نعم والايات والاحاديث في فضل الصدقة كثيرة جدا ومن كان سعيه للاخرة رغب في هذا ورغب من كان سعيه للاخرة يريد ثواب الله فانه يرغب بالصدقة والانفاق ويعد بالخير بخلاف المنافق والكافر فانهما يأمران بالفحشاء والشيطان يأمر بالفحشاء وهو منع الزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام نعم. وبالله تعالى التوفيق والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين