التي عاشها النبي صلى الله عليه وسلم من بعثته وحتى وفاته. وهذا يدلك على اهمية التأريخ ومكانته اما مسلم فقد سمى كتابه المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين فما زلنا في المقارنة بين الصحيحين وقد بلغنا عند الوجه الخامس الوجه الخامس الاسم العلمي للصحيحين وبمعرفة الاسم العلمي ينتفع طالب الحديث فيما يتعلق بمضمون الكتاب وانا انصح اخواني في كل كتاب يقرؤونه ويحققونه ان يتوصلوا الى اسمه الصحيح اما عن اسمي الصحيحين فاذكر هنا في هذا الجواب ما انتهى اليها الشيخ عبد الفتاح ابو غدة في بحثه عن تحقيق اسم الصحيحين وجامع الترمذي وهو ان البخاري رحمه الله قد سمى كتابه الجامع المسند الصحيح المختصر من امور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وايامه. وهنا انتبه وسننه وايامه. فهذا الكتاب ينقل لك الحقبة الزمنية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا هو اسم صحيح البخاري وهذا هو اسم صحيح مسلم وتحدثنا بحمد الله تعالى في الدروس السابقة فيما يتعلق التسمية لصحيح البخاري بهذه التسمية وذكرنا الضوابط لكن هنا من باب المقارنة ما يتعلق امر يدل على عظم الكتاب لما ساق في هذا الكتاب كل ما يتعلق بالحقبة الزمنية التي كانت في مدة الوحي الوجه السادس من اوجه الكلام فيما يتعلق قيمة الكتابين واهمية الكتابين والمقارنة بين الكتابين سبب التأليف وايضا سبب تأليف الكتاب لاي كتاب امر مهم للغاية تدرك من خلاله مراد صاحب الكتاب اما عن سبب تأليف الصحيح فالبخاري الف صحيحه بناء على اشارة بعضهم في مجلس شيخه اسحاق ابن راهوين وانتبه هنا انتبه حينما اقول فالبخاري الف صحيحه بناء على اشارة بعضهم في مجلس شيخه اسحاق ابن راهويه لان هذا النص مشهور في كثير من الكتب انه من قول اسحاق والصواب في ذلك. يقول الامام البخاري كنت عند اسحاق ابن راهويه فقال لنا بعض اصحابنا فقال لنا بعض اصحابنا لو جمعتم كتابا مختصرا لسنن النبي صلى الله عليه وسلم فوقع ذلك في قلبي فاخذت في جمع هذا الكتاب يعني الجامع الصحيح اذا النصيحة ليست من اسحاق انما هي احد الجالسين في مجلس اسحاق فكانت كلمة طيبة صادقة وقعت في قلب صادق حتى صار الكتاب بايدي الخليقة اجمعين. جيلا الى جيل يبقى الى يوم القيامة والسعيد من اسعده الله تعالى بخدمة هذا الكتاب وهذه القصة ننتفع منها كيف انك تحفظ الكلمة وتلقيها في محلها ولا تقصر في كلمة تنفعك وتقربك الى الله تعالى وما روي عنه ايضا انه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وكانني واقف بين يديه وبيدي مروحة ادب بها عنهم فسألت بعض المعبرين فقال لي انت تذب عنه الكذب فهو الذي حملني على اخراج الجامع الصحيح اما مسلم فيقول عن سبب تأليفه للصحيح. اما بعد فانك يرحمك الله بتوفيق خالقك ذكرت انك هممت بالفحص عن تعرف جملة الاخبار المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنن الدين واحكامه وما كان منها في الثواب والعقاب. والترغيب والترهيب وغير ذلك من صنوف الاشياء بالاسانيد التي بها نقلت وتداولها اهل العلم فيما بينهم فاردت ارشدك الله امين اللهم ارشدنا الى كل خير فاردت ارشدك الله ان توقف على جملتها مؤلفة محصاة وسألتني ان الخصها لك في التأليف بلا تكرار يكثر فان ذلك زعمت مما يشغلك عن ما له قصدت من التفهم فيها والاستنباط منها. اذا تزعج من خلال هذا ان مسلم طلب منهم ان يؤلف كتابا يجمع الاحاديث الصحيحة وتكون هذه موسوعة جاهزة يرجع اليها وينتفع منها بغض النظر عما يتعلق باستنباط الاحكام اما الامام البخاري فقد اخذ بالنصيحة واستأنس بالرؤيا وشرع في هذا فكأنه يقول للناس هذا هو الاسلام لما ضمنه من الفوائد والعوائد والابواب اذا هذا الوجه في سبب التأليف يبين لك من خلال هذا الماح يسيرة على اهمية الكتاب ومكانته الامر السابع من الامور التي نذكرها فيما يتعلق بالمقارنة مكان التأليف لم ينقل في تحديد مكانة حديث البخاري صحيحه شيء من الاثار. انما استنبط الحافظ ابن حجر ذلك من خلال الكلام حيث قال ابتدأ تصنيفه وترتيبه وابوابه في المسجد الحرام اللهم ارزقنا زيارة المسجد الحرام بخير والى خير يا كريم يا رحيم ثم كان يخرج الاحاديث بعد ذلك في بلده وغيرها. ويدل عليه قوله انها قام في ست عشرة سنة فانه لم يجاور بمكة هذه المدة كلها وقد روى ابن علي عن جماعة من المشايخ ان البخاري حول تراجم جامعه بين قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره وكان يصلي لكل ترجمة ركعتين وقال في النكت وكتابه النكت كتاب مهم جدا وقد اكرمني الله تعالى بتحقيق الكتاب وطبع من قبل بتحقيق غيري ولا افضل ضبعتي على طبعة غيري انما اردت ان تكون اليد بيضاء في خدمة هذا الكتاب وقال في المجلس ان البخاري صنف كتابه في طول رحلته اي في رحلته العلمية اما عن مسلم فقد قال ابن حجر ومسلم صنف كتابه في بلده بحضور اصوله في حياة كثير من مشايخه فكان يتحرج في الالفاظ ويتحرى في السياق اي ان مسلم علينا وعليه رحمة الله كان يأتي بالامر كما هو ويأتي بالرواية كمالي وكان يرجع الى مشايخه فيسألهم وكان يستشير كثيرا ووجود الانسان بين مؤلفاته وكتبه اسهل له. انا الان اشرح في صحيح البخاري واتحسر على الكتب التي كانت عندي في العراق وقلت لاخي الاكبر يوم امس لو كانت الكتب التي عندي في العراق بين يدي الان ففعلت ما فعلت. لكن الحمد لله وكل شيء بقدر الله تعالى نسأل الله ان يعوضنا في هذه البلاد خيرا وان يفتح الله علينا بها بالعلم والدعوة اليه. انه جواد كريم واسأل الله ان يوفق جميع طلاب العلم في مشارق الارض ومغاربها والسلام عليكم