ومجالس العلم تدخل في مجالس الذكر. مجالس الذكر تحفها الملائكة. وتغشاها السكينة. يقول الله تعالى اشهدكم اني قد غفرت لهم. لو لم يحصل المسلم من مجالس الذكر ومجالس العلم لهذه الفائدة لكذا. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ونسألك اللهم علما نافعا ينفعنا ربنا اتى من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا نواصل التعليق على الفوائد وكنا قد وصلنا الى الفائدة رقم تسع مئة وتسع وعشرين احب العباد الى الله قال الحسن البصري رحمه الله ابن ادم انك لا تصيب حقيقة الايمان حتى لا تغيب الناس بعيب هو فيك وحتى تبدأ بصلاح ذلك العيب من نفسك فتصلحه فاذا فعلت ذلك لم تصلح عيبا الا وجدت عيبا اخر لم تصلحه اذا فعلت ذلك كان شغلك في خاصة نفسك احب العباد الى الله تعالى من كان كذلك هذه مقولة للحسن البصري رحمه الله تعالى والحسن البصري مشهور بالحكم ويقال ان كلامه يشبه كلام الانبياء يقول يا ابن ادم انك لا تصيب حقيقة الايمان حتى لا تعيب الناس بعيب هو فيك بعض الناس يعيب غيره ولو تأملنا في واقعه لوجدنا ان ذلك العيب فيه نفسه فكيف يعيب الانسان غيره بعيب هو موجود فيه فعلى الانسان ان يتفقد اولا عيوب نفسه قبل ان يعيب غيرهم لكن بعض الناس لا يعرف عيوب نفسه وكيف يتعرف الانسان على عيوب نفسه يتعرف على عيوب نفسه اولا ان يكون ذلك من صديق صادق ناصح يذكر له ما يراه من عيوب عنده. يقول لاحظت عليك كذا وكذا يشخص له هذه العيون والطريق الثانية لمعرفة عيوب النفس تكون من الاعداء ينظر الى ما يتحدث به الاعداء عنه ويتأمل في ذلك فربما يكون ما يقوله اعداؤه عنه صحيحا سيكون ذلك عيبا ويصلح ذلك العيب والطريقة الثالثة لمعرفة عيوب النفس آآ ان ينظر للاخرين فاذا رأى عيبا في غيره تأمل هل هذا العيب موجود فيه ربما يكون موجودا فيه وهو لا يشعر ومن كان حريصا على اصلاح عيوب نفسه فانه يوفق لذلك في الغالب بخلاف من من لم يكن حريصا على ذلك بل يعيب غيره بعيوب هو واقع فيها والانسان معرض للنقص الانسان ليس كاملا فيه عيوب لا احد يسلم من العيوب ولذلك ينبغي ان ينشغل الانسان باصلاح عيوب نفسه ولهذا قال الحسن هنا حتى تبدأ باصلاح ذلك العيب من نفسك فتصلحه واذا فعلت ذلك الم تصلح عيبا الا وجدت عيبا اخر لم تصلحه يعني انك تشتغل بنفسك عن عيوب الاخرين فالموفق هو من يشتغل باصلاح عيوب نفسه عن تتبع عيوب الاخرين تتبع عيوب الاخرين وتتبع عورات الناس هذا مرض مرض ابتلي به بعض الناس بعض الناس عنده هذا المرض من حين ان يصبح الى ان يمسي وهو يتتبع عورات الاخرين ويتتبع عيوب الاخرين واذا وجد عيبا او زلة على اخيه المسلم فرح بها ونفخ فيها واشهرها وربما بحث عن عيوب قديمة له فاذا ظفر بشيء من ذلك فرح به هذه ليست من اخلاق المؤمنين، هذه من اخلاق المنافقين المنافقون هم الذين يتتبعون عورات المسلمين ويشيعون من قديم الزمان اما المسلم فانه يستر ولا يفضح وينصح اذا وجد عيبا في اخيه المسلم اتصل به ونصحه سرا وبين له ذلك العين اما الذي يفرح بالزلة على اخيه المسلم ويشهرها ويظهرها هذه ليست من اخلاق المؤمنين. وهذا مرض ابتلي به بعض الناس. ومن ابتلي بذلك المرض فيوشك ان يكون مفلسا ويصدق عليه حديث المفلس الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ان المفلس من امتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وصدقة ويأتي وقد سفك دم هذا وضرب هذا واكل مال هذا وقذف هذا لا يعطى هذا من حسنات او يعطى ذاك من حسناته. فان فنيت حسناته اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار نسأل الله السلامة والعافية فبعض الناس المبتلى بهذا المرض بمرض تتبع عورات الاخرين اه هذا يتجه للافلاس ومن اعظم الحسرات يوم القيامة ان يرى اجور الطاعات التي عملها لله عز وجل اذهب لغيره اجور طاعات من صلوات وصيام وزكوات وصدقات وغير ذلك من الطاعات جمعها الانسان في الدنيا لكنها يوم القيامة تتطاير وتذهب لغيره لماذا؟ بسبب سوء سلوك هذا الانسان وسوء خلقه وتتبعه لعورات الاخرين هذا يأخذ من حسناتي لكوني اغتابه وهذا يأخذ من حسناته لكونه قذفة وهذا يأخذ من حسناتي لكوني سخر به وهكذا تذهب حسناته التي تعب عليها وجمعها في الدنيا تذهب لموازين غيره يبوء بالحسرات والندامة يوم القيامة وحقوق العباد امرها عند الله عز وجل عظيم جدا حقوق العباد مبناها على المشاحة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في اعظم مجمع في يوم عرفة قال ايها الناس افتتح خطبته بذلك قال ايها الناس ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام حرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا الاهل بلغت اللهم فاشهد وحرمة دماء المسلمين واموالهم واعراضهم كحرمة اليوم الحرام في الشهر الحرام في البلد الحرام. ننتقل للفائدة تسع مئة وثلاثين التواضع والعجب النعمة التي لا يحسد صاحبها عليها التواضع والبلاء الذي لا يرحم صاحبه منه العجب هذا من الكلام الذي نقله المواردي في ادب الدنيا والدين عن بعض الحكماء يقول النعمة التي لا يحسد صاحبها عليها التواضع التواضع نعمة عظيمة من الله عز وجل لكن هل رأيت احدا يحسد على تواضعه؟ ابدا تكاد النعمة الوحيدة التي لا يحسد صاحبها عليها والتواضع من اخلاق الكريمة من صفات العظماء والكرماء ومن اسباب الرفعة في الدنيا والاخرة يقول النبي صلى الله عليه وسلم من تواضع لله رفعه واحسن ما يكون التواضع من الانسان الرفيع كل ما كانت العلية الذي يتواضع لغيره من المسلمين بتواضع لاخوانه المؤمنين فهذا يكون التواضع منه اعظم واوقع في النفس فالتواضع من اخلاق المؤمنين والله تعالى وصف المؤمنين بانهم اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين وتأمل قول الله عز وجل اذلة مع اخيك المسلم تكون ذليلا مع علوك ولهذا قال اذلة على المؤمنين ولم يقل للمؤمنين وانما على على تفيد الاستعلاء هو في نفسه علي ورفيع المكانة لكنه يتعامل مع اخوانه المؤمنين الذلة يعني بالتواضع خفض الجناح والرفق وكريم الخلق هذه هي اخلاق المؤمنين انهم اذلة على المؤمنين. اعزة على الكافرين وبعض الناس يقلب المسألة في تعامل مع اخوانه المؤمنين في الفظاظة والغلظة بالاحتقار وهذه ليست من اخلاق المؤمنين فعلى المسلم ان يعود نفسه على التواضع وان يتعامل مع اخوانه المؤمنين باخلاق المؤمنين بخفض الجناح بحسن الخلق كريم المعشر وحسن الخلق كما جاء في الحديث ان المؤمن ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم الله ان المؤمن ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم هذا يدل على عظيم الاجر والثواب المترتب على حسن الخلق قال والبلاء الذي لا يرحم صاحبه منه العجب المعجب تجد انه مكروه من الناس الناس تنفر بطبعها من المعجب بنفسه ومن باب اولى من المتكبر الذي يتكبر على الناس والمعجب بنفسه الله تعالى فطر النفوس على النفرة منه ولذلك يعني هذا المعجب بنفسه مبتلى وهذا البلاء الذي ابتلي به لا يرحم صاحبه منه لا تجد احدا يتعاطف مع هذا المعجب بنفسه. المتكبر على غيره ولهذا من الادعية العظيمة التي ينبغي ان يحرص عليها المسلم اللهم اهدني لاحسن الاخلاق والاعمال فانه لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عني سيئها فانه لا يصرف عني سيئها الا انت طيب ننتقل للفائدة تسعمية وواحد وثلاثين الجمع بين التجارة والعبادة قال ابو الدرداء كنت تاجرا قبل المبعث فلما جاء الاسلام جمعت التجارة والعبادة فلم يجتمعا وتركت التجارة ولزمت العبادة هذا الكلام نقله الحافظ الذهبي في السير ثم علق الحافظ الذهبي على هذا فقال الافضل جمع الامرين مع الجهاد ولا ريب ان امزجة الناس تختلف في ذلك وبعضهم يقوى على الجمع كالصديق وعبدالرحمن بن عوف وكما كان ابن مبارك وبعضهم يعجز ويقتصر على العبادة وبعضهم يقع في بدايته ثم يعجز بالعكس وكل سائغ ولكن لابد من النهضة حقوق الزوجة والعيال الجمع بين التجارة والعبادة او التجارة والعلم او التجارة وامور الاخرة هذا ممكن ليس بينهما تنافر المهم ان الانسان يجعل الدنيا وما يشتغل به في يده ولا يجعل ذلك في قلبه حيث لا يصده ذلك عن العبادة ولا يصده ذلك عن الاقبال على طاعة الله عز وجل ابو بكر الصديق رضي الله عنه كان غنيا وكان افضل الصحابة والله تعالى اشار الى هذا في قوله ولا يأتى لاولو الفضل منكم والسعة يعني لا يحلف اولي الفضل منكم والسعة كان ابو بكر الصديق حلف الا ينفق على مصطلح ابن اثاثة لما وقع فيما وقع فيه بعض الناس في الافك في قصة عائشة حلف ابو بكر على ان لا ينفق عليه. فانزل الله عز وجل هذه الاية ولا يأت لاولو الفضل بكم السعة المقصود به ابو بكر الصديق ان يؤتوا اولي القربى لان مصلح كان ابن خالة ابي بكر الصديق وكان فقيرا ان اوتوا للقربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم؟ والله غفور رحيم لما نزلت الاية قال ابو بكر الصديق بلى احب ان يغفر الله لي فكفر عن يمينه وارجع النفقة لمصطح الشاهد من هذا ان الله تعالى وصف ابا بكر الصديق بانه من اولي الفضل والسعة ابو بكر الصديق كان غنيا ومن اولي الفضل والسعة وكان افضل الصحابة واتقاهم واحبهم للنبي صلى الله عليه وسلم فلم تمنعه تجارته وغناه عن عبادته وطاعته لله عز وجل ايضا عبدالرحمن بن عوف احد العشرة المبشرين بالجنة كان من اثرياء الصحابة ومع ذلك كان من افضل الصحابة ومن العشرة المبشرين بالجنة. عثمان ابن عفان كذلك والزبير بن العوام ويعني نصف العشرة المبشرين بالجنة او اكثر او اكثر من النصف قليلا من اغنياء الصحابة ومن اثرياء الصحابة فلم يمنعهم هذا الثرى وهذا الغنى عن الاقبال على الطاعة المهم ان الانسان اذا كان غنيا او ثريا لا يصده ذلك عن طاعة الله عز وجل يجعل الدنيا في يده وليست في قلبه لا تلهيه تجارته عن ذكر الله عز وجل. ولا عن طاعة الله سبحانه واذا كان كذلك كان غنيا شاكرا وبعض الناس كما قال الحافظ الذهبي لا يقوى على ذلك لا يستطيع ان يجمع بين التجارة والعبادة كما يعني قال ابو الدرداء لم يستطع الجمع بينهما تآثر العبادة على التجارة وبعض الناس ربما يبدأ ثم يضعف او العكس كما قال الحافظ الذهبي ان امزجة الناس تختلف في ذلك لكن القاعدة في هذا ان كل ما اشغلك عن طاعة الله لا خير فيه كل ما اشغلك وصدك عن طاعة الله تعالى لا خير فيه لان الفوز العظيم في طاعة الله سبحانه ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما فالخير كله والفلاح كله والفوز كله في طاعة الله عز وجل فاي شيء يصدك عن طاعة الله عز وجل لا خير فيه ننتقل للفائدة تسعمية واثنين وثلاثين لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون عن ابن عمر رضي الله عنهما انه كان اذا اعجبه شيء من ماله يتصدق به يتأول قول الله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ولهذا ينبغي للانسان ان يتأول هذه الاية ولو مرة واحدة اذا اعجبه شيء من معانيه فليتصدق به لعله ينال هذا البر لما نزل قول الله عز وجل لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون تسابق عدد من الصحابة فانفقوا ما يحبون ابن عمر رضي الله عنهما كان اذا اعجبه شيء انفقه. يتأول الاية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ولما نزلت هذه الاية جاء ابو طلحة للنبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله ان احب اموالي الي بيروحها وان الله تعالى يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فخذها يا رسول الله وضعها حيث اراك الله قال عليه الصلاة والسلام بخن بخن ذاك مال الرابح ذاك مال الرابح واني لارى ان تجعلها في الاقربين وجعلها في اقاربه وبني عمه انظر الى مسارعة هذا الصحابي الجليل لتطبيق الاية لما نزلت الاية لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون. وجد ان احب امواله اليه هذا الحائض هذا البستان وتصدق به حتى ينال البر المذكور في الاية ولهذا ينبغي للمسلم ان يطبق هذه الاية ولو مرة واحدة في حياته اذا اعجبك شيء من مالك قل ساتصدق به لله لعلي ان انال البر المذكور في هذه الاية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ننتقل الفائدة تسع مئة وثلاثة وثلاثين فائدة العجب من معجب بصورته عجبت من معجب بصورته وكان بالامس نطفة مذرة وفي غد بعد حسن صورته يصير في اللحد جيفة قذرة وهو على تيه ونخوته ما بين ثوبيه يحمل العذرة هذه المقولة ذكرها الماوردي وهي منقولة عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ونقلت عن غيره وهذا الكلام كلام عظيم. يقول عجبت من معجب بصورته. يعني من هذا الانسان المعجب الذي وافتيه وفي عجب وربما يتكبر على غيره وهو لم ينظر الى واقعه. كان بالامس نطفة مذرة يعني هو في اصله يطفى من مني يمنى نطفة من من من ماء مهين ماء حقير اصلك هو هذا كيف كيف تتكبر كيف تعجب بنفسك واصلك هو هذا الماء المهين وفي غد بعد حسن صورته يصير في اللحد جيفة قذرة بعد مماتك ستوضع في اللحد ستوضع في القبر ثم تبدأ الديدان تنهش في جسدك فتصبح جيفة قذرة لو جعلت بين احبابك لاستوحشوا منك تصبح جيفة كيفة قذرة احب الناس اليك هو الذي يواري عليك التراب وهو على تيه ونخوته ما بين ثوبيه يحمل العذرة يعني حتى في حياته هذا المعجب بنفسه يحمل في بطنه العذرة القذر الا ينظر الى هذا الذي يخرج منه كيف يعجب بنفسه وهذا هو الخارج منه من البول والغائط والعذرة العاقل عندما يتأمل يرى انه لا وجهة لعجب الانسان بنفسه اذا نظر الى اصله والى نهايته والى واقعه في اصله نطفة من مني يمنى من ماء مهيب وهو سيصير الى جيفة تنهشها الديدان وهو في حياته يحمل بين جنبي العذرة ويخرج منه هذا البول وهذا الغائط ومن كان كذلك فكيف يعجب بنفسه وكيف يتكبر على غيره ولهذا يقول هنا عجبت من معجب بصورته وهذا واقعه الحذر عمل بمقتضى القدر امر الله تعالى المؤمنين بالحذر من اعدائهم فقال يا ايها الذين امنوا خذوا حذركم فامرنا الله بالحذر ليدفع عنا شر الاعداء ونحفظ حقيقتنا لا لندفع القدر ونبطله والقدر عبارة عن جريان الامور بنظام يأتي فيه الاسباب على قدر المسببات والحذر من جملة الاسباب فهو عمل بمقتضى القدر لا بما يضاد نجد ان الله عز وجل في كتابه الكريم امر باخذ الحذر امر من امر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم المؤيد بالوحي والصحابة الذين بين ظهرانيهم النبي عليه الصلاة والسلام ومع ذلك يقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا خذوا حذركم يعني لا تتركوا اخذ الحذر وباعتبار ان النبي عليه الصلاة والسلام انه معكم وبين اظهركم وينزل عليه الوحي لابد من اخذ الحذر والحذر هو من جملة الاسباب هو من جملة الاسباب ان الانسان يأخذ الحذر من الاعداء يكون حذرا حتى يدفع شر الاعداء يحفظ نفسه اما كون الانسان يقول انا متوكل على الله انا معتمد على الله لكنه لا يكون حذرا هذا من تعطيل الاسباب وهذا ليس من كمال التوكل على الله عز وجل كمال التوكل على الله يعني ان يأخذ المسلم بالاسباب ويفوض الامر الى الله سبحانه. ويعتمد بقلبه على الله. لكن لابد من الجمع بين الامرين بين فعل الاسباب واعتماد القلب على الله عز وجل فاذا عطل الاسباب واعتمد بقلبه على الله لم يكن متوكلا واذا اخذ بالاسباب ولم يعتمد بقلبه على الله لم يكن متوكلا المتوكل هو من يجمع بين الامرين يأخذ بالاسباب ويعتمد على الله عز وجل فالحذر هو من جملة الاسباب وكل انسان له اعداء ولهذا ينبغي ان يكون المسلم حذرا من اعدائه وان يكون مسلمون عموما حذرين من اعدائهم والله تعالى يقول يا ايها الذين امنوا خذوا حذركم ننتقل للفائدة تسع مئة وستة وثلاثين فائدة حفظ الفروع وتضييع الاصول قال ابن الجوزي رأيت كثيرا من الناس يتحرزون من رشاش نجاسة ولا يتحاشون من غيبة ويكثرون من الصدقة ولا يبالون بمعاملات الربا ويتهجدون بالليل ويؤخرون الفريضة عن الوقت في اشياء يطول عددها من حفظ فروع وتضييع اصول فبحثت عن سبب ذلك فوجدته من شيئين احدهما العادة والثاني غلبة الهوى في تحصيل المطلوب فانه قد يغلب هواه فلا يترك سمعا ولا بصرا كلام ابن الجوزي هذا كلام عظيم بعض الناس يحفظ الفروع ويحرص عليها ويضيع الاصول وهذا ذكره الله تعالى عن بني اسرائيل قالوا حملنا اوزارا من زينة القوي فقذفناها يعني كان معهم بعض الاموال من الاقباط تتحرجوا منها فقذفوها ما يريدون مالا حراما لكن في المقابل قالوا يا موسى اجعل لنا الها كما لهم الهة يعني ضيعوا الاصل المتعلق بالمعتقد وتوحيد الله عز وجل. وحرصوا حرصا شديدا على عدم اكل المال الحرام ايهما اعظم يعني حرصوا على هذه الفروع وضيعوا الاصول. الامر المتعلق بالمعتقد اضاعوه. جاء موسى اجعل لنا الها كما لهم اله لكن مجرد انهم اخذوا حلية من الاقباط قالوا اه ان حملنا اوزارا من زينة القوم فقذفناها فهذا من قديم كذلك الذين اه قتلوا الحسين واتوا يسألون ابن عمر قال وعجبا يقتلون الحسين وتسألون عن دم البعوض وهذا ايضا نجده في الواقع كما ذكر ابن الجوزي هنا يقول اناس يتحرزون من رشاش نجاسة ولا يتحاشون من الغيبة يقع في الغيبة يقذف الناس يسخر من الناس ويتحرز من رشاش نجاسة قال ويكثرون من الصدقة ولا يبالون بمعاملات الربا. يكثر من الصدقة والبذل في سبل الخير. لكنه يقع في الربا الذي هو من الموبقات ويؤخرون الفريضة عن الوقت ويتهجدون بالليل الفريضة يؤخرها عن الوقت ويصلي صلاة الليل ومن ذلك الذين تفوتهم صلاة العشاء ويحرصون على صلاة التراويح ايهما اعظم؟ صلاة الفريضة او صلاة النافلة قال في اشياء يطول عددها من حفظ فروع وتضييع اصول الذي ينبغي للمسلم ان يحرص على الاصول اولا. ثم الفروع بعد ذلك والا يحرص على حفظ الفروع وتظييع الاصول طيب ما السبب؟ ما السبب الذي يدفع الناس الى حفظ فروع وتضييع اصول؟ قال ابن الجوزي وجدت ان ذلك من شيئين احدهما العادة ان الانسان تعود على هذا الشيء واعتاده والثاني غلبة الهواء في تحصيل المطلوب. يعني عنده هواء ادفعوا لذلك والا فالمسلم المتجرد الذي يرجو ما عند الله عز وجل يحرص اولا على حفظ الاصول ثم حفظ الفروع بعد ذلك ننتقل للفائدة تسع مئة وسبعة وثلاثين الفرق بين مبادرة والعجلة الفرق بين المبادرة والعجلة ان المبادرة انتهاز الفرصة في وقتها ولا يتركها حتى اذا فاتت طلبها ولا يطلب الامور في ادبارها ولا قبل وقتها اذا حضر وقتها بادر اليها ووثب عليها وثوب الاسد على فريسته وبمنزلة من يبادر الى اخذ الثمرة وقت كمال نضجها والعجلة طلب اخذ الشيء قبل وقته ولشدة حرصه عليه بمنزلة من يأخذ الثمرة قبل اواني ادراكها كلها. فالمبادرة وسط بين خلقين مذمومين احدهما التفريط والاضاءة والثاني الاستعجال قبل الوقت الاخلاق الكريمة تجد انها دائما وسط بين خلقين كريمين فالكرم خلق كريم بين البخل والاسراف الشجاعة خلق كريم بين الجبن والتهور كذلك هنا المبادرة خلق كريم. بين التفريط والعجلة فالتفريط ان الانسان لا يبادر وينتهز الفرصة في اوانها بل يكون مفرطا مضيعا للفرص هذا مذموم والاستعجال معناه ان يطلب الشيء قبل وقته والمبادرة ان يطلب الشيء في وقته ولا يتركه حتى يفوت وقته. بل اذا حضر وقته بادر اليه ووثب عليه وثوب الاسد على الفريسة ويمثل ابن القيم لذلك يقول وبمنزلة من يبادر الى اخذ الثمرة وقت كمال نضجها الذي يبادر لاخذ الثمرة وقت كمال نضجها يعتبر مبادرا والذي يقطف الثمرة قبل نضجها هذا يعتبر متعجلا والذي يترك الثمرة ولا يقطفها او ان نضجها. بل يتركها حتى تذبل هذا يعتبر مفرطا فاذا المبادر يشبه من يقطف الثمرة وقت اواني نضجها وهذا هو الخلق الكريم المحمود وهو بين خلقين مذمومين بين التفريط وكمن يترك الثمرة حتى تذبل وآآ وربما تتلف وبين من يستعجل الشيء قبل اوانه كمن يقطف الثمرة قبل اواني نضجها فعلى المسلم ان يتحلى بخلق المبادرة وان يبتعد عن التفريط والاضاعة وان يبتعد عن العجلة ننتقل للفائدة تسع مئة وثمانية وثلاثين يأمرون الناس بالبخل. بعض الناس لا يكتفي بعدم الصدقة على الفقير. بل يبخل ويأمر غيره بالبخل. الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل وما يتولى ان الله هو الغني الحميد قال الشيخ محمد العثيمي رحمه الله من امر شخصا بالامساك عن الانفاق المشروع فهو شبيه بالشيطان لان الله تعالى يقول الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء اي بالبخل بعض الناس لا يتصدق ولا يكتفي بذلك بل يأمر الناس بالبخل فاذا رأى من يريد ان يتصدق على فقير فيأمره بالبخل اشكك يقول ربما يكون هذا ليس فقيرا ربما تجد افضل منه ويبدأ يخزن ويأمر بالبخل فهذا يصدق عليه قول الله عز وجل الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل اذا انت لم ترد ان تتصدق لا تأمر غيرك بعدم الصدقة اذا توفق انت لهذا الخير دع غيرك يفعله لكن بعض الناس غير موفق يبخل ويأمر الناس بالبخل واذا رأيت من يريد ان يساعد فقراء او مساكين فعلى الاقل شجعه قل جزاك الله خيرا او كف شرك عنه. اسكت لكن بعض الناس يخذل يأتي لهذا المتصدق المحسن ويشككه هذا الذي تصدق عليه انت تعرفه هذا الذي تصدق عليه ربما يكون كذابا ويبدأ يخزن ويأمر بالبخل وهذا ذكره الله عز وجل في معرض الذم. الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن امر شخصا بالامساك عن الانفاق فهو متشبه بالشيطان لان الله تعالى قال عن الشيطان الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء يعني يأمركم بالبخل الشيطان من صفات يأمر الانسان بالبخل وعدم البذل وعدم الانفاق وعدم الصدقة على الفقير والمسكين الذي يأمر غيره بذلك يتشبب الشيطان فعلى المسلم ان يبتعد عن التشبه بالشيطان فاذا اقتنع بالصدقة على ذلك الفقير فهذا خير. اذا لم يقتنع يترك غيره يتصدق على هذا الفقير ولا يكون من الذين خلونا ويأمرون الناس بالبخل ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين