بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد سورة الاعراف مكية من مقاصد السورة بيان سنة الصراع بين الايمان والكفر وعاقبته من خلال عرض سير الانبياء مع اقوامهم هذه السورة ايها الاخوة تتحدث عن اسباب هلاك الامم وان الانسان يأخذ العبرة بكل قصة وسميت العبرة عبرة لان الانسان يعبر بها من مواطن الهلاك الى مرافق النجاة انجانا الله واياكم والمسلمين من كل شر بسم الله الرحمن الرحيم الف لام ميم صاد يقول هنا في التفسير تقدم الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة هذه الحروف ليس لها معاني انما لها مغازي وهي انتصار للقرآن الكريم فيجب على كل احد ان يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وان يتبع الكتاب الذي جاء به لانه قطعا من عند الله سبحانه وتعالى. ومن لم يأمن به فليأت بمثله. والتحدي قائم الى يوم القيامة فاذا هذه الحروف هي انتصار للقرآن الكريم فمن لم يأمن فمن لم يؤمن بالقرآن فليأت بمثله ولم يستطع احد ولن يستطيع احد ان يأتي بمثل كتاب الله تعالى كتاب انزل اليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين القرآن الكريم كتاب انزله الله عليك ايها الرسول فلا يكن في صدرك منه ظيق ولا شك انزله اليك لتخوف به الناس وتقيم به الحجة ولتذكر به المؤمنين فهم الذين ينتفعون بالذكرى. اذا هذا مقصد من مقاصد القرآن الكريم. فلابد ان نقرأه على الناس ولابد ان نبين لهم معاني القرآن ويجب علينا ان نبث علوم القرآن الى جميع اللغات اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرت اتبعوا اتبعوا ايها الناس الكتاب الذي انزله ربكم عليكم وسنة نبيكم كما اننا مطالبون باتباع القرآن مطالبون باتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وسنة النبي هي التي تشرح كتاب الله تعالى ولا تتبعوا اهواء من ترونهم اولياءه من شياطين او احبار سوء تتولونهم تاركين ما انزل عليكم لاجل ما تمليه اهوائهم انكم قليلا ما تتذكرون اذ لو تذكرتم لما اثرتم على الحق غيره ولاتبعتم ما جاء به رسولكم وعملتم به وتركتم ما سواه وكم من قرية اهلكناها فجاءها بأسنا بياتا او هم قائلون ما اكثر القرى التي اهلكناها بعذابنا لما اصرت على كفرها وضلالها فنزل عليها عذابنا الشديد في حال غفلتها ليلا او نهارا فلم يستطيعوا دفع العذاب عن انفسهم. ولم تدفعه عنهم الهتهم المزعومة فما كان دعواهم اذ جاءهم بأسنا الا ان قالوا انا كنا ظالمين فما كان منهم بعد نزول العذاب الا ان اقروا على انفسهم بظلمهم بالكفر بالله فلنسألن الذين ارسل اليهم ولنسألن المرسلين. تأمل اخي الكريم كيف ان الامر شديد وان السؤال عن الجميع وان الوحي الذي بايدينا سنسأل عنه نحن وسيوفى يسأل عنه من انزل عليه لا فلا نسألن يوم القيامة الامم التي ارسلنا اليها رسلنا عما اجابوا به الرسل ولنسألن الرسل عن تبليغ ما امروا بتبليغه. وعما اجابتهم به اممهم فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين فلنقصن على جميع الخلق اعمالهم التي عملوها في الدنيا بعلم منا انت لا تعمل شيء الا والله يعلمه والله يعرضه عليك والله يحاسبك به فقد كنا عالمين باعمالهم كلها. ولا يغيب عنا منها شيء وما كنا غائبين عنهم في اي وقت من الاوقات والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون وزن الاعمال يوم القيامة يكون بالعدل الذي لا جور معه ولا ظلمه فمن رجحت عند الوزن كفة حسناته على كفة سيئاته فاولئك هم الذين فازوا بالمطلوب ونجوا من المرهون اذا في الدنيا موازين كثيرة فيها موازين حق وما زين غير ذلك. اما في الاخرة فلا يوجد الا ميزان الحق وتحق الامور يوم القيامة في يوم سماه الله تعالى بالحق ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم بما كانوا يظلمون ومن رجحت عند الوزن كفة سيئاته على كفة حسناته فاولئك الذين خسروا انفسهم بايرادها موارد الهلاك يوم القيامة. بسبب جحدهم لايات الله عياذا بالله تعالى ولقد مكناكم في الارض وجعلنا لكم فيها معايشا قليلا ما تشكرون ولقد مكناكم يا بني ادم في الارض وجعلنا لكم فيها اسبابا للعيش. اذا الله قد خلقنا وخلق لنا الارض ومهد لنا ما فيها وجعل لنا اسبابا نتسبب بها في المعيشة فكان عليكم ان تشكروا الله على ذلك. لكن كان شكرك لكن شكركم كان قليلا. فينبغي على الانسان ان يكثر من حمد الله وان يكثر من شكر الله تعالى وان يتفقد كل نعمة عنده وان يستحظر انها من عند الله تعالى ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس لم يكن من الساجدين ولقد انشأنا ايها الناس اباكم ادم ثم صورناها في احسن صورة واحسن تقويم ثم امرنا الملائكة بالسجود اكراما لهم فامتثلوا وسجدوا الا ابليس ابى ان يسجد تكبرا وعنادا. وفي هذه الاية تذكير على ان كل شر يصيب الانسان بسبب المعصية وان هلاك الامم بسبب اتباعهم طرق الشيطان. وان النجاة بمخالفة الشيطان من فوائد الايات من مقاصد انزال القرآن الانذار للكافرين والمعاندين. والتذكير للمؤمنين. اذا لا بد من الانذار ولابد من البشارة انزال الله القرآن الى المؤمنين ليتبعوه ويعملوا به فان فعلوا ذلك كملت تربيتهم. وتمت عليهم النعمة وهدوا لاحسن الاعمال والاخلاق الوزن يوم القيامة لاعمال العباد يكون بالعدل والقسط الذي لا جور فيه ولا ظلمة بوجه ابدا هيأ الله الارض الانتفاع البشر بها. الله هيأ لنا الارض والبحار والسماء بل حتى ما تحت الارض صار البشر يحفرونه تحت البحار ويسيرون تحت البحار وهذا من تمهيد الله تعالى للانسان فعليهم ان يستحضروا هذه النعم وان يعملوا لاداء شكرها هيأ الله الارض الانتفاع البشري بها بحيث يتمكنون من البناء عليها وحرثها واستخراج ما في باطنها للانتفاع به هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته