خبيث او يا جاهل او يا ظال فقال ارجع فصلي فانك لم تصلي فرجع فصلى كما صلى ثم جاء فسلم فرد عليه السلام فانك مصلي فرجع فصلى كما صلى ثم جاء فسلم فضيلة الشيخ ينظر بعض الشباب الملتزم الى اخوانه ممن يلاحظ عليهم ارتكاب بعض المعاصي الظاهرة. نظرة فيها كثير من الجفاء والبعد عن الحكمة في التوجيه والدعوة الى الله باسلوب الداعي الحكيم. فما توجيهكم لهؤلاء اثابكم الله؟ هذا وان الواجب علم التواضع وان يخاطبوا الناس بخطاب الحسن والاسلوب الحسن وان يرفقوا وان يستعملوا الحلم في كل الامور وان لا يتكبروا على عباد الله بل يجب عليه ان يحمدوا الله وان يشكروه الذي عملنا عليهم بالعلم ووفقهم وهداهم فلا يتكبروا بذلك على اخوانهم ولا تشبه انوفهم على اخوانهم تكبرا لانهم فهموا ما لم يفهموا لا. كان النبي صلى الله عليه وسلم في غاية التواضع يعلم الجاهل ويرفق بالجاهل ولا يعنف عليه ولا يشدد وفيما وقع من اخلاقه صلى الله عليه وسلم وما جرى عليه عبرة وعظة لاهل العلم. من ذلك ما جرى في قصة الرجل الذي باله في المسجد فهم به الناس فقال دعوه فلما فرغ من بوله دعاه وقال ان هذه المساجد لا يصلح لا يصلح شيء من هذا القدر انما منتج لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن لم يعلمها ولم يشدد عليه بل علمه ما جهل ومن هذه القصة الاعرابي الذي جذبه برداءه حتى اثر في طرفة عنقه وقال اعطني من مال الله الذي عندك فتبسم عليه الصلاة والسلام وامره بعطاء ولم يعنف عليه عليه الصلاة والسلام ومن ذلك قصة معاوية بن الحكم لما عطش رجل بقربه في الصلاة فشمته ويرحمك الله. فرأى الناس ينظرون اليه. فاستنكر ذلك وقال وامياه ما شئوا ينظرون اليك جعلوا يشتتون بالتشكيك فسكت فلما صلى اتى النبي صلى الله عليه وسلم فعلمه عليه الصلاة والسلام قالوا والله ما رأيت ما احسنت عليها منها عليه الصلاة والسلام فما كهوان ولا ضربني ولا شتمني الى اخر ما قال. بل علمه واحسن تعليمه عليه الصلاة والسلام وبين له ان هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس انما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن ولم يشدد عليه عليه الصلاة والسلام بل علمه وكذلك اخوة المسلم في صلاته الذي صلى ولم يطمئن فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال ارجع فصلي فانك لم تصل ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه ما هجره رد عليه السلام فصلي فانك مصلي فقال هو الذي بعثك بالحق. نبيا يحسب غير هذا فاعلمني. فعلمه النبي قال اذا قمت الى الصلاة فاسبق الوضوء ثم استقبل فكبر ثم اقرأ ما تسرك معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكع الحديث فلا يشدد عليه ولم يسبه ولم يقل يا جاهل او يا فاجر او يا خبيث او يا كذا من الالفاظ النابئة لا بل علمه احسن تعليمه عليه الصلاة والسلام ففي هذه الوقائع واشباهها عظة للداعية وذكرى حتى يرفق بالناس وحتى يستعمل الالفاظ الطيبة وحتى فيبتعد عن كل لفظ يؤذي الناس. وينفرهم من الحق. اسأل الله للجميع الهداية. نعم