والناس في هذا الباب بين مفرط ومفرط فمن الخطباء من يطيل اطالة مملة فيخالف بذلك السنة ومنهم من يقصر تقصيرا مخلا بحيث تقل الفائدة المرجوة من الخطبة فلا تحصلوا الفائدة نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين اعداد وتقديم سبيت ابن ابراهيم السبيت تنفيذ وليد بن عبدالرحمن النومان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها الاخوة المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اهلا ومرحبا بكم ايها الكرام. واسعد الله اوقاتكم كلها بكل خير. نحييكم في هذه الحلقة من برنامجكم اليوم نور على الدرب ضيفنا في هذه الحلقة هو فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور سامي بن محمد الصقير عضو هيئة كبار العلماء. في بداية هذه الحلقة نرحب بكم شيخنا الكريم حياكم الله. حياكم الله وبارك فيكم. وفي الاخوة المستمعين والمستمعات حياكم الله مستمعينا الكرام ونسعد بمتابعتكم لنا في هذه الحلقات التي نسأل الله جل وعلا ان يكتب لنا ولكم فيها العلم النافع والعمل الصالح. شيخ سامي حفظكم الله نبدأ هذه الحلقة بعد السؤال الذي يقول مرسله ما معنى الحديث نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اختناث الاسقية بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين اما بعد هذا الحديث وهو نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن اختلاف الاسقية المراد باختلافها الشرب من افواهها وانما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك اولا انه يخشى ان يكون في السقاء او في القربة ونحوها ما يضر الشارب من حية او جراثيم او حشرات ولهذا جاء في مسند الامام احمد رحمه الله ان رجلا شرب من سقاء فخرجت حية من القربة فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اختناث الاسقياء وهذه العلة غير موجودة في الشرب من الزجاجات الموجودة في زمننا لان ما بداخلها مشاهد معلوم لكن هناك علة ثانية وهي انه قد يكون في ريق الشارب اشياء مضرة او تكونوا رائحة فمه كريهة فيتغير الماء بسبب ذلك واذا دعت الحاجة الى ان يشرب من فم القربة او من فم السقاع فلا بأس بذلك ولهذا ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم شرب من قربة معلقة وهو قائم وهذا يدل على امرين الامر الاول جواز الشرب من فم القربة او السقاء اذا دعت الحاجة والحاجة هنا ان القربة معلقة والمعلقة تكون مرتفعة في الغالب او انه ليس هناك اناء والامر الثاني مما دل عليه الحديث جواز الشرب قائما وقد دلت الاحاديث الاخرى ايضا على جواز ذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم اتى الى ماء زمزم قائما صلى الله عليه وسلم بارك الله فيكم شيخنا واحسن اليكم. ايضا هذا سائل يقول ما المقدار المشروع في خطبة الجمعة من حيث الطول؟ وهل هناك دليل على كون الخطبة الاولى اطول من الثانية ونود ايضا توجيها للخطباء بارك الله فيكم قد ثبت في صحيح مسلم من حديث عمار ابن ياسر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فاطيلوا الصلاة واقصر الخطبة فالمشروع في الخطبة ان تكون قصيرة لان في تقصير الخطبة فائدتين الفائدة الاولى دفء السآمة والملل فان الخطبة اذا طالت فان المستمع لها يصاب بالسآمة والملل والثانية ان ذلك اوعى للسامع اي احفظوا واضبط للسامع لان الخطبة اذا طالت فان اخرها ينسي اولها فالمشروع في الخطبة ان تكون قصدا لا طويلة ولا قصيرة لا بموعظة ولا بحكم شرعي وفي صحيح مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال كنت اصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا اي بين الطور الممل والتقصير المخل وثبت في صحيح مسلم من حديث ام هشام في انتحارثة رضي الله عنها قالت ما اخذت والقرآن المجيد الا على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها كل جمعة على المنبر اذا خطب الناس فينبغي ان يجعل مثل هذا هو الميزان في طول الخطبة وفي قصرها لكن اذا اقتضت الحاجة او المصلحة ان يطيل احيانا لان الموضوع يستدعي ذلك فلا حرج والامور العارضة لها احكامها ومقتضياتها واما كون الخطبة الثانية اقصر من الاولى فهذا لم يرد فيه نص عن الرسول صلى الله عليه وسلم وانما ذكره اهل العلم رحمهم الله وعملوا به وذلك لان الخطبة الثانية تكون بعد ان مل الناس واصابهم شيء من السآمة فكان من المناسب ان تكون الخطبة الثانية اقصر وهذا له النظائر في الشرع فان الركعتين الاوليين اطول من الركعتين الاخريين وهكذا كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه يطيل الركعة الاولى اكثر من الثانية واما ما يتعلق التوجيه والنصيحة الخطباء ومن اهم ما يوجه اليه الخطيب اولا ان يحرص على التزام السنة من التأثر حال الخطبة والا يطيلها وثانيا ان يلتزم الحكمة والموعظة الحسنة وذلك بالرفق واللين كما قال الله عز وجل في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وقال تعالى عن موسى وهارون في دعوة فرعون فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى وقال النبي صلى الله عليه وسلم ما كان الرفق في شيء الا زانه وما نزع من شيء الا شانه ثالثا ان يحرص الخطيب على الابتعاد عن المواضيع التي تكون سببا الاثارة والنزاع والشقاق بين الناس رابعا ان يراعي احوال المخاطبين واختلافهم في مداركهم وفي عقولهم وافهامهم خامسا ان يختار المواضيع المناسبة والاوقات المناسبة في ارضها فاذا كان الناس في زمن الحج يبين لهم احكام الحج واحكام الاضحية اذا قرب رمظان يبين للناس احكام الصيام والقيام والزكاة اذا جاء وقت الشتاء يحرص على بيان الاحكام التي يحتاج الناس اليها من الطهارة والمسح على الخفين ونحو ذلك سادسا من الامور المهمة بالنسبة للخطيب ان يعتمد في خطبته على كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما جاء عن سلف الامة ومنها ان يحرص الخطيب على ترسيخ العقيدة الاسلامية والتعلق بالله تعالى بحيث يبين الناس ما يحتاجون اليه من امر العقيدة وثامنا من الامور التي ينبغي للخطيب ان يعتني بها ان يحرص على محاربة الافكار الضالة والمناهج المنحرفة وان يحذر منها ويبين ما فيها من الخلل والخطأ ومنها ان يحرص الخطيب على تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى المجتمع فكل مجتمع قد يكون عنده مفاهيم خاطئة او عادات سيئة فيبين خطأ هذه المفاهيم او خطأ هذه العادات سواء كان ذلك فيما يتعلق بالعقيدة ام في العبادة ام غير ذلك احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم. هذا سائل ايضا يقول هل يجوز للشخص الغني ان يفرد الحج لان لا يلزمه الهدي الانسان اذا اراد النسك فانه مخير بين الانساك الثلاثة وهي التمتع والقران والافراط التمتع هو ان يحرم بالعمرة في اشهر الحج ويفرغ منها ثم يحرم بالحج في عامه والقران هو ان يجمع بين الحج والعمرة وله ثلاث صور الصورة الاولى ان يحرم بهما جميعا فيقول لبيك عمرة وحجا والصورة الثانية ان يحرم بالعمرة اولا ثم يدخل الحج عليها كما حصل لعائشة رضي الله عنها والصورة الثالثة ان يحرم بالحج اولا على انه مفرد ثم يدخل العمرة عليه وكلها جائزة والثالث من الانساك الافراد وهو ان يحرم بالحج وحده وهذه الانساك الثلاثة لا فرق في الدخول فيها بين غني وفقير وافضلها هو التمتع الا من ساق الهدي فالافضل في حقه ان يكون قارنا وعلى هذا فيجوز للشخص الغني ان يحرم مفردا بالحج ولكن تفوته الفضيلة فان الافضل ان يتمتع وان يهدي ليحصل له ثواب الحج والعمرة وثواب الهدي احسن الله لكم شيخنا وبارك الله فيكم. نختم بهذا السؤال الذي يقول باعثه اشتهر عند بعض العامة انه اذا سقطت اللقمة من الطعام يتركونها ويقولون اصابها الشيطان. فهل هذا صحيح هذا العمل مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان يحضر احدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه فاذا سقطت لقمة احدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من اذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان وهذا يدل على مشروعية اكل ما سقط من الطعام بعد اماطة الاذى عنه لحرمان الشيطان من اكلها وفي قوله صلى الله عليه وسلم ان الشيطان يحضر احدكم عند كل شيء من شأنه اي عند كل شيء من امره وحاله واشد تلك الحالات عند الموت ليفتنه ولهذا ذكروا ان الامام احمد رحمه الله لما حضرته الوفاة كان عنده بعض اصحابه فسمعوه يقول بعد بعد ساعدوا بعد فقالوا له ما بعد بعد يا ابا عبد الله فقال ان الشيطان اتاني وقال لي يا احمد اي لم استطع ان افتنك وان اغويك فالانسان ما في هذه الحياة فانه معرض للفتنة ومعرض لاغواء الشيطان ووسوسته احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم وفي علمكم. الى هنا احبتنا المستمعين الكرام نكون قد وصلنا الى خاتم ونهاية هذه الحلقة التي قد تفضل فيها بالاجابة عن اسئلتكم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور سامي بن محمد الصقير. عضو هيئة كبار العلماء فشكر الله له ونفع الله به ومتع الله به. وشكر الله احبتي المستمعين الكرام حسن متابعتكم لنا في هذه الحلقات. نسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم للعلم النافع والعمل الصالح. من اراد طرح سؤاله عن الشيخ سامي فليبعث رسالة عبر تطبيق الواتساب على الرقم صفر واحد واحد اربعة اربعة اثنين خمسة اربعة خمسة ثمانية. نلتقيكم بمشيئة الله تعالى في لقاء قادم وانتم على خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين اعداد وتقديم سبيت ابن ابراهيم سبيت تنفيذ وليد بن عبدالرحمن النومان