وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة نحوا من اربعين فقال اترضون ان تكونوا ربع اهل الجنة؟ قلنا نعم قال ترضون ان تكونوا ثلث اهل الجنة؟ قلنا نعم قال والذي نفس محمد بيده اني لارجو ان تكونوا نصف اهل الجنة وذلك ان الجنة لا يدخلها الا لا نصوم مسلمة وما انتم في اهل الشرك الا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الاسود او كالشعرة السوداء في بجلد الثور الاحمر متفق عليه. وعن نبي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كان يوم القيامة دفع الله الى كل مسلم يهوديا او نصرانيا فيقول هذا فكاكك ومن النار وفي رواية عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجيء يوم القيامة ناس من بذنوب امثال الجبال يغفرها الله لهم. رواه مسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يدنى المؤمن يوم القيامة من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقرره بذنوبه فيقول اتعرف ذنب كذا؟ اتعرف ذنب كذا؟ فيقول ربي اعرف قال فاني قد سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم. فيعطى صحيفة حسناته. متفق ما عليه وبالله التوفيق ان شاء الله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهد اما بعد هذه الاحاديث التي قبلها في بيان شرعية الرجاء وان المؤمن لا ييأس فان فضل الله عظيم وكرمه عظيم وجوده كبير فلا يليق ولا يجوز للمؤمن ان ييأس بل يجب ان يحسن ظنه بربه مع العمل الصالح كما قال جل وعلا قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر لنا جميعا اجمع العلماء على ان هذه الاية في التائبين قال تعالى ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من رح الله الا القوم الكافرون قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا وقال في الاخيار من عباده انهم كانوا من سائر الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين فالجدير بالمؤمن والمؤمنة حسن الظن بالله وحسن الرجاء والحذر من سوء الظن والقنوط لكن لا يحمله ذلك على الاصرار على المعاصي هذا غرور بل مع مع الرجا يجب الخوف ويجب الحذر وعدم الاصرار على ان الذنوب تجب التوبة منها هكذا كان الصالحون. وهكذا كان الاخيار من الانبياء والصالحين. انه كانوا يسافرات ويدعون رغبا ورهبا الرجال ورابى خوفا هذا هو الواجب الا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين فمن كان يرجو رقاب فليعمل ما قال فليفرط فمن كان يرجو لقاء ربه فيأم عملا صالحا قال تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر جميعا انه الغفور الرحيم. ثم قال بعده وانيبوا الى ربكم مع التوبة والانابة والجد في العمل هكذا يكون المؤمن وفي هذا الحديث انه صلى الله عليه وسلم كان بين اصحابه ذات يوم قال اترضوا ان تكونوا ربعا في الجنة فكبروا اهل الجنة فكبروا. قال ان ارجو ان تكونوا نصفا للجنة. يعني امة محمد صلى الله عليه وسلم لامة محمد المؤمنين يرجوا ان يكونوا نصب اهل الجنة لان المشركين ما لهم حل المؤمن في المشركين كالشارة السوداء الابيض او العكس المشركون لا يحصيهم من الكثرة. قال تعالى وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين قال تعالى وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله قال عز وجل ولقد صدق عليهم ابليس ظنه واتبعوه الا فريقا من المؤمنين قال تعالى الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم الواجب عليك يا عبد الله ان تحسن الظن بربك وان تحسن الرجاء. وان تعمل وقل اعملوا لابد من عمل فمن كان يرجو فليعمل الواجب الحذر من الغرور والواجب الحذر من الاصرار على السيئات والواجب البدار بالاعمال الصالحات الحديث الثاني انه يعطى كل مسلم شكاكا له من اليهود والنصارى لان المسلمين هم اهل الجنة فيكون فكاكهم بعددهم من اليهود والنصارى وغيرهم من الكفرة الذين يخلدون في النار باعمالهم الخبيثة فتكون المنازل المعدة للمؤمنين لو لو كفروا في الجنة في النار تقول لك يحل محلهم الكفرة لانهم امنوا ووقاهم الله شر جهنم فيكون هؤلاء بدلا منهم في صلي النار نسأل الله العافية كذلك يدير الرب جل وعلا عبده المؤمن حتى يقرره بذنوبه ويضع كنفه عليه ويقول اتذكر ذنب كذا وكذا وكذا؟ فيقول نعم يقول اني سترت عليك في الدنيا وانا ذاك اليوم هذا فيه انه سبحانه يدني عبده المؤمن وهذا ادناء يليق بجلاله لا يعلم كيفيته الا رسله نعلم كيفية الادناء ولا كيفية وضع الكلف الا هو سبحانه نؤمن به ونمره كما جاء ولكنه فضل المؤمن في فضيلة ومن قبل المؤمنين ان الله يدني عبده المؤمن ويقر بذنوبه ويغفرها له. اما لعمله الصالح العظيم واما لتوبته وندمه واقلاعه فالذنوب تغفر اما عوف الله لعمل صالحة واما لتوبة صادقة قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قال جل وعلا والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا او شكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوه وهم يعلمون اولئك جزاءهم مغفرة من ربهم. والله يغفر لمن يشاء ويعفو عن من يشاء باسباب كثيرة من عمله الصالح وتوبته الصحيحة ومن دعاء اخوانه المؤمنين واستغفارهم له ومن صدقاته ومن غير هذا من اعمال صالحة وعفو الرب وراء ذلك جل وعلا عفوه وفضله سبحانه وتعالى وفق الله